تحول موسم الاصطياف في الجزائر، بالنسبة للعديد من رواد الشواطئ من نعمة إلى نقمة حقيقية، بعدما ابتلعت المجمعات المائية وشواطئ الساحل الجزائري عددا خلال 8 أشهر، أكثر من حالات الوفاة خلال عام 2022 بالكامل، وهي زيادة كبيرة في عدد الوفيات، وبالتأكيد كان هناك أرقام قياسية في حالات الغرق خلال هذا العام بشكل عام، بعيدا عن حالات الوفاة، ويبلغ متوسط حالات الغرق حوالي 40 ألف حالة بالعام الواحد، يتم انقاذ الكثير منهم عبر الجهود الرسمية، مع جهود المصطافين أصحاب القدرة على الانقاذ.

فمع حلول الصيف وبداية لفحات الحر الملتهبة، وفي غياب بديل، تتحول الكثير من مناطق السباحة والسدود والأودية، وبعض الشواطئ الصخرية غير الخاضعة للحراسة، إلى أماكن للاستجمام يجد فيها الأطفال والمراهقون ضالتهم لإطفاء حرارة الجو، خاصة أبناء الفقراء منهم، غير أن هذه المتعة سرعان ما تحولت إلى مأساة كان ضحاياها هؤلاء الأطفال، لتنقلب هذه الأماكن من نعمة إلى نقمة، إذ تشير الأرقام المسجلة سنويا إلى العشرات من حالات الغرق المميتة، سواء بسبب غياب الحراسة أو لخطورة هذه الأماكن بشكل عام.

 

الحالات الوفيات المسجلة بـ2023 تجاوزت الأعوام السابقة

 

وبحسب ما نشرته صحيفة النهار الجزائرية، فقد أكد رئيس مكتب الإعلام والتوجيه بالمديرية العامة للحماية المدنية النقيب نسيم برناوي أن حالات الوفاة نتيجة الغرق المسجلة، منذ انطلاق موسم الاصطياف الحالي قد بلغت 148 حالة، وهو عدد تجاوز عدد الحالات المسجلة طيلة موسم الاصطياف الماضي  والمقدر ب 130 حالة وفاة، وأضاف، أنه تم تسجيل  85 حالة وفاة في الشواطئ الممنوعة، و58 حالة غرق في المجمعات والمسطحات المائية.

وشدد برناوي بتصريحات تلفزيونية نقلتها الصحيفة الجزائرية، على أن السبب الرئيسي لهذه الحالات  هو عدم التقيد بالنصائح والإرشادات وعدم الأخذ بتدابير الوقاية، لاسيما التوافد على الشواطئ الممنوعة والسباحة في الأماكن الخطرة، واسترسل المتحدث ذاته بالقول، سجلنا كذلك عدة حالات غرق خارج أوقات عمل عناصر الحماية المدنية في الصباح الباكر وليلا بالإضافة إلى حالات الغرق أثناء تواجد الراية الحمراء حيث تكون السباحة ممنوعة. 

 

 

 

ودعا النقيب برناوي في ختام حديثه  الى  إشراك كل الفاعلين والمتدخلين للرفع من درجة الوعي والتحسيس، بالإضافة إلى الإجراءات العملية على غرار إمكانية التمديد في ساعات العمل، خاصة في أوقات الذروة وأيام نهاية الأسبوع للتقليص من هذه الحصيلة الثقيلة والمؤسفة، بالإضافة إلى إشراك أرباب العائلات في هذه العملية من خلال مرافقتهم الدائمة لأبنائهم في الشواطئ.

 

12 حالة غرق خلال 24 ساعة 

 

وفي بداية هذا الأسبوع، أعلنت وحدات الحماية المدنية عن عشرة حالات وفاة غرقا في شواطئ ذات "راية حمراء"، يمنع فيها السباحة، بالإضافة إلى حالتين في المجمعات المائية العامة، ووذكرت الوحدة أنها انتشلت، صباح الجمعة الماضية، جثة شاب غريق يبلغ من العمر 16 عاما، من شاطئ الصابلات الشرقي في بلدية الزغبران.

وكذلك انتشلت الحماية المدنية، صباح الجمعة، جثة غريق بشاطئ البطاح الشرقي، والذي يمنع فيه الساحة أيضا، في بلدية بريحان في الطارف، وذكرت المديرية في بيان، أن الضحية شاب ويبلغ من العمر 15 سنة، وقد انطلقت عملية البحث عن الغريق منذ يوم الخميس، وذلك بحسب ما نشرته الصحف الجزائرية المحلية. 

 

193 حادث غرق خلال شهرين

 

وكذلك من الأمور التي تشير إلى حجم الكارثة خلال هذا الصيف، فقد أفادت المديرية العامة للحماية المدنية في الجزائر، تسجيل 193 حالة غرق، منذ بداية يونيو وحتى الآن، ونقلت صحيفة "النهار" عن المديرية بيانا أوضحت فيه أنه تم إنتشال 7 جثث من المياه على الشواطئ، الجمعة الماضية، حتى الساعة الثالثة مساءً، فيما يتواصل البحث عن 3 أشخاص مفقودين آخرين. 

وأضاف البيان أن 4 أشخاص لقوا حتفهم غرقا في شواطئ ممنوعة في عين تيموشنت والجزائر وبجاية وبومرداس، بينما تم تسجيل وفاة 3 أشخاص آخرين في شواطئ مسموحة براية حمراء في ولايات وهران ومستغانم والشلف، واختتم البيان بتوضيح أنه من بين الـ193 حالة غرق التي شهدتاه البلاد، على مدار الشهرين الماضيين، هناك 136 حالة في الشواطئ و57 حالة في المجمعات المائية.

 

هكذا تحدث الوفاة داخل المياة 

 

وحوادث الغرق تنقسم في حقيقة الأمر إلى قسمين الأول هو الموت غرقاَ في المياة العذبة، والثاني الموت غرقاَ في المياة المالحة، وهو القسم الأكثر تعرضاَ لحالات الموت، حيث أن هناك حالتين، الأولى «آلية الغرق الجاف»، ويقصد به من الناحية العملية الوفاة بسبب توقف التنفس، ومن ثم توقف القلب حيث تحدث تلك الآلية في حالات معينة:

الحالة الأولى: وتقع الحالة الأولى عندما يلمس الوجه ذروة الأنف مع الماء أو الهواء البارد، مما ينتج عنه تشنجات في أوعية الرئتين والجلد بتأثير الماء الحار أو البارد بشكل مفاجئ لا يتوقعه أحد عندما يغمر جسمه الماء، ما ينتج عنه تشنجات تنفسية وعضلية وبالتالي توقف التنفس ومن ثم القلب.

 

 الحالة الثانية: عندما تصطدم العينين بالماء،  تحدث إثارة للعصب فى منطقة مثلث التوائم ليتوقف القلب، وأيضاَ عندما تصطدم البطن بسطح الماء يثار العصب المبهم بشدة ويتوقف القلب، أما فى حالة استنشاق كميات كبيرة من الهواء قبل عملية الغطس، ففى هذه الحالة تشكل ضغط  زائد داخل الصدر، ما ينتج عنه اضطرابات وعائية وتناقص واضطراب الوعي ثم فقدانه ، أما عندما يثير دخول الماء البارد أقل من درجة حرارة 20، ولو بكميات قليلة إلى الحنجرة، يصيب العصب الحنجري العلوي مؤديا إلى تشنج الحبال الصوتية وتوقف التنفس والقلب، وحالة الأخيرة هو الخوف الشديد الذي يصيب الغارقين والذي قد يثير العصب المبهم ويؤدي إلى توقف القلب والتنفس. 

 

الحالة الثالثة والآلية الأخرى في حوادث الموت غرقا في المياه المالحة، هو الموت بالاختناق ويحدث نتيجة انسداد التنفس بالماء وله 6 حالات، في الحالة الأولى يحدث شهيق عميق لحظة تلامس الجسم بالماء البارد أو عندما تُرهق من السباحة فتبدأ بالغرق، وبسبب توقف التنفس إراديا، يسعى الغريق لمنع دخول الماء من خلاله عبر فوهات التنفس أو زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون، فيحدث شهيق قسري عميق في الماء، يؤدي إلى دخول الماء للرئتين في الأوعية الدموية لدرجة أن حجم الماء يعادل حجم الماء في الأوعية.   

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

إزالة 83 حالة تعدي على أراضي زراعية وأملاك دولة ضمن الموجة 26 للازالات فى أسيوط

 

 

 

 

أعلن اللواء هشام أبوالنصر، محافظ أسيوط عن أن الأجهزة التنفيذية بالمحافظة، نجحت في إزالة 83 حالة تعدي على أراضي زراعية وأملاك الدولة ومواقع متغيرات مكانية، وذلك بـ 11 مركز على مستوى المحافظة، ضمن المرحلة الأولى من الموجة الـ26 للإزالات، والتي انطلقت في 10 مايو الجاري وتستمر حتى 30 مايو 2025.

وأشار محافظ أسيوط إلى أن هذه الحملة تأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بالحفاظ على حقوق الدولة والتصدي لكافة أشكال التعديات، وذلك تحت إشراف اللجنة العليا لاسترداد أراضي الدولة، وفي إطار الحملات المكثفة التي تنفذها الحكومة لضبط التعديات واسترداد الأراضي المتعدي عليها.

وأوضح المحافظ أن الإزالات شملت مساحة 4063 مترًا مربعًا من المباني المخالفة، بالإضافة إلى 2 فدان وقيراطين و9 أسهم من الأراضي الزراعية، موزعة على مراكز ديروط، القوصية، منفلوط، أسيوط، الفتح، البداري، أبوتيج، صدفا، الغنايم، ساحل سليم، وحي غرب.

وأضاف المحافظ إنه تم إزالة 4 حالات تعدي على أملاك الري بمركز ديروط و3 حالات تعدي فورية على أراضي زراعية ومتغيرات مكانية بمركز القوصية وإزالة 15 حالة تعدي، بينها حالة على أرض إصلاح زراعي، و3 حالات متغيرات مكانية، و11 حالة فورية بمركز منفلوط وفي مركز أسيوط تم إزالة 8 حالات، منها 5 حالات متغيرات مكانية و3 حالات على أراضٍ زراعية وفي مركز الفتح تم إزالة 4 حالات، بواقع حالتين متغيرات مكانية وحالتين فورية أما في مركز البداري تم إزالة 9 حالات، منها حالة متغيرات مكانية و8 حالات على أراضي زراعية وفي أبوتيج تم إزالة حالة واحدة تعدي فورية بينما قام مركز صدفا بإزالة 6 حالات فورية على أراضٍ زراعية ومركز الغنايم بإزالة 19 حالة، بينها 8 حالات طلبات تقنين غير جادة، و6 حالات متغيرات مكانية، و5 حالات على أراضي زراعية علاوة على إزالة 7 حالات على أراضي إصلاح زراعي بمركز ساحل سليم وإزالة 7 حالات، منها حالتان متغيرات مكانية و5 حالات على أراضي زراعية بدائرة حي غرب مدينة أسيوط

وأشار اللواء هشام أبوالنصر إلى أن جميع الإزالات نفذت بحضور رؤساء المراكز ومسئولي جهات الولاية، والإزالات، وأملاك الدولة، والإدارات الزراعية، وبمشاركة معدات الوحدات المحلية، مع تأمين كامل من قوات الشرطة.

وشدد المحافظ على أهمية استمرار المتابعة اليومية لأعمال الموجة لضمان تحقيق الأهداف وفق البرنامج الزمني المحدد، مشيرًا إلى أنه لن يتم التهاون في إزالة التعديات واتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحق المخالفين، مع استمرار المرور الدوري على الأراضي المستردة لمنع عودة التعديات.

والجدير بالذكر أن الموجة الـ26 تنفذ على ثلاث مراحل متتالية، الأولى خلال الفترة من 10 إلى 30 مايو الجاري، تليها المرحلة الثانية من 7 إلى 27 يونيو، ثم المرحلة الثالثة من 5 إلى 25 يوليو 2025، بالتعاون مع الجهات المعنية


وكان محافظ أسيوط قد أعلن عن استقبال شكاوى وبلاغات المواطنين على مدار 24 ساعة على أرقام (114) أو (2135858/ 088) أو (2135727/ 088) ) و(2135670/ 088) أو إرسال الصور والشكاوى عن طريق برنامج تليجرام رقم (01066628906) بالإضافة إلى رقم منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة (16528) التابع لمجلس الوزراء أو من خلال البوابة الإلكترونية للمنظومة www.shakwa.eg لتلقى البلاغات وشكاوى المواطنين على مدار 24 ساعة.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حالات الاشتباه بالكوليرا في سنار الى ٢٣ وثلاث وفيات
  • السودان.. تسجيل 3 وفيات بسبب الكوليرا مع استمرار جهود التطعيم والتعقيم
  • وفيات جراء الكوليرا بالسودان والإصابات تتزايد في الخرطوم
  • رصد حالات اشتباه بأمراض وبائية بين الماشية | ما الحقيقة ؟
  • الكوليرا تجتاح اليمن مجددًا: أكثر من 12 ألف إصابة و10 وفيات خلال 4 أشهر فقط!
  • ضمن أعمال الموجة 26 .. إزالة 13 حالة مخالفة بناء بمدينة الطود بالأقصر
  • إزالة 13 حالة مخالفة بناء على الأراضي الزراعية بالطود جنوب شرق الأقصر
  • إزالة 83 حالة تعدي على أراضي زراعية وأملاك دولة ضمن الموجة 26 للازالات فى أسيوط
  • محافظ أسيوط: إزالة 83 حالة تعدي على أراضي زراعية وأملاك دولة
  • محافظ سوهاج: إزالة 410 حالات تعد على أملاك الدولة والأراضي الزراعية