التيار يقصي المحسوبين على الغرب ولقاء مصارحة بين ابي رميا ومناصريه
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
كتب ميشال نصر في" الديار": مصادر مواكبة للهزات المتلاحقة التي يشهدها" التيار الوطني الحر" أشارت الى ان الأشخاص الذين اثيرت حولهم التساؤلات في الفترة الأخيرة، كان سبق وابلغ النائب جبران باسيل رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون عن رغبته بعدم ترشيحهم من جديد للانتخابات النيابية في استحقاق ٢٠٢٢ لأكثر من سبب، ابرزها "احتكارهم" لهذه المقاعد النيابية لأكثر من دورة، ما حرم التيار من الدم الجديد، الا ان الجنرال رفض يومذاك طالبا التروي.
وتابعت المصادر ان الامور انقلبت اليوم في ظل اصرار الرئيس عون على ضرورة اتخاذ اجراءات جذرية، نتيجة الآثار السلبية التي بدأت تنعكس على أداء المحازبين وعلى التيار بشكل عام، في ظل مراجعات من القواعد، واشاعات كثيرة رافقت الفترة الماضية كلها.
وتتابع المعطيات، بأن ما حصل خلال الأيام الماضية قد "زلط" البرتقالي بالكامل من الغطاء الغربي، وان بقي له على هذا الصعيد النائب فريد البستاني، رغم محدودية اتصالاته الاميركية نتيجة علاقاته "الزايدة" مع حارة حريك.
فالنائب ألان عون من المقربين والمحسوبين على الخط الاميركي في صفوف التيار، وهو أدى دورا اساسيا خلال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، اما نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب فله علاقاته الخليجية والاميركية الشخصية، ...
أما النائب سيمون ابي رميا، فعلاقته التاريخية مع المخابرات والادارة الفرنسية معروفة منذ التسعينات، وهو شكل صلة الوصل بين باريس والرابية، فضلا عن ان زوجته السابقة، وهي فرنسية الجنسية، تشغل وظيفة في جهاز المخابرات الخارجية.
فهل يعني كل ما تقدم ان "التيار الوطني الحر" يعمل على تنظيف جسمه النيابي من المحسوبين على الغرب؟ نظريات وسرديات تنفيها مصادر التيار، معتبرة ان لا علاقة بملف الانفتاح على حزب الله بعمليات الفصل و الاستقالة، علما ان المعنيين جميعا كانوا من صقور الدفاع عن العلاقة بحزب الله، كما انهم لطالما كانوا من الأساسيين في الفترة الماضية، ونجحوا بأصوات الشيعة، سواء في المتن ام جبيل ام بعبدا.
وعليه، تختم المصادر بأن ما حصل امر طبيعي تشهده جميع الاحزاب، وهو انتفاضة او ثورة داخلية مطلوبة لاعادة تصويب الأداء، فقوة الاحزاب الرئيسية هي في الالتزام، فخارجه لا ثقل لاي حزب، ولا قيمة لاي كتلة نيابية ام وزارية.
وكتبت صونيا رزق في" الديار": لم تشكّل استقالة النائب سيمون ابي رميا من"التيار الوطني الحر" قبل يومين مفاجآة، اذ كان اسمه من ضمن اللائحة " المغضوب" عليها من قبل رئيس "التيار" النائب جبران باسيل، وضمن الاسماء النيابية الاربعة الذين دخلوا الخط الاحمر، ففصل النائب ألان عون قبل ايام قليلة، ليتبعه النائب ابي رميا لكن من خلال طريقة اخرى اختارها هو عبر الاستقالة، وذلك بعد ساعات قليلة من اجتماع المجلس السياسي في "التيار"...
في السياق نقل بعض مناصري ابي رميا أنه تلقى تأييداً كبيراً على فعلته هذه منهم ، وقد عقد الاخير امس الاول اجتماعاً في منزله في بلدة اهمج، جمع عدداً من المسؤولين الحزبين والكوادر والمؤيدين، حيث سادت اجواء من العتب الكبير والاستياء من النائب باسيل، على إقالته عدد من النواب العونيين الذين ساهموا في تأسيس "التيار"، وابدوا اسفهم وفق ما نقل بعض الحاضرين من سياسة باسيل الداخلية، بدل قيامه بترتيب البيت العوني خصوصاً في هذه الظروف التي يمر فيها لبنان، واشاروا الى انّ اكثر من مئة حزبي في "التيار" قدّموا بطاقاتهم الحزبية الى ابي رميا، بهدف الاستقالة لانهم يرفضون ما يجري داخل "الوطني الحر"، سائلين لماذا كل هذا الحقد على بعض النواب المعارضين لسياسة يعتبرونها خاطئة؟، بدل تكريمهم على النضالات التي قاموا بها على مدى عقود من الزمن، رافقوا خلالها مصاعب "التيار" والاضطهاد الذي تعرّضوا له من الداخل والخارج، مستغربين موافقة الرئيس السابق ميشال عون على كل ما يقوم به باسيل حيال الرفاق.
واعتبرت مصادر قريبة من المعارضة العونية أنّ رئيس "التيار" يخطط للبعيد، لذا يقوم بفصل الرعيل الاول ويبحث عن طبقة من الجيل الجديد المؤيدة له.
ولفتت الى انه يرفض المحازبين القدامى، الذين يتصدّون لأي موقف يتخذه لا يكون مناسباً مع ما يعتبرونه سياسة "التيار" التاريخية، مذكّرة بأنّ الشكاوى ضد باسيل بدأت في العام 2010 حين بدأ يتخذ القرارات قبل ان يتولى المسؤولية الكبرى، وهذا ما اشتكى منه المؤسسون حينئذ، ومن ضمنهم اللواء عصام ابو جمرا الذي حذر مراراً من ذلك، لكن الشكاوى لم تلق اي قبول من قبل العماد ميشال عون في ذلك الوقت، كذلك الوساطات التي نشطت منذ فترة وجيزة لعدم نشر غسيل "التيار" على السطوح العامة وتفادي الاعظم، لكن كل هذه الوساطات لم تلق اهتماماً من باسيل وفق بعض الوسطاء، لانّ القرارات اتخذت بحسب ما قال لهم .
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الوطنی الحر ابی رمیا
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: صمت الغرب وسماحه لائتلاف نتنياهو المتطرف بقتل سكان غزة مخز
وصفت صحيفة فايننشال تايمز صمت الغرب والولايات المتحدة، على ما يفعله الاحتلال بسكان قطاع غزة، بـ"المخزي"، وقالت إن كارثة جديدة ستحل بالسكان، بسبب ائتلاف نتنياهو المتطرف.
وأوضحت هيئة تحرير الصحفية، في مقال ترجمته "عربي21"، أن الهجمات المتتالية على سكان غزة الذين يعانون من كارثة، تجعل من الصعب عدم الظن أن الهدف النهائي لائتلاف نتنياهو المتطرف، هو ضمان أن تصبح غزة غير قابلة للحياة، وإخراج الفلسطينيين من أرضهم عنوة.
وأضافت: "مع ذلك فإن الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية التي تتخذ من إسرائيل حليفا لها، وتزعم أنها تشترك معها في القيم، لم تصدر عنها عبارة تنديد واحدة. عليهم أن يخجلوا من صمتهم، ويجب عليهم الكف عن تمكين نتنياهو من التصرف في مأمن من العقاب".
وفيما يلي النص الكامل للمقال:
بعد تسعة عشر شهرا من الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين ونجم عنه توجيه اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب، ها هو بنيامين نتنياهو يعد العدة مرة أخرى لتصعيد هجوم إسرائيل في غزة. تضع الخطة الأخيرة إسرائيل على مسار الاحتلال الكامل للأرض الفلسطينية، ومن شأنها أن تدفع بأهل غزة نحو جيوب أضيق فأضيق من القطاع المدمر. ولسوف تؤدي إلى المزيد من القصف المكثف وإلى قيام القوات الإسرائيلية بإخلاء المنطقة التي تحتلها بينما تدمر ما تبقى في غزة من منشآت قليلة.
سوف تكون تلك كارثة أخرى تحل بسكان غزة الذين يعدون 2.2 مليون نسمة، والذين ما لبثوا يخضعون لما لا يمكن وصفه من المعاناة. كل هجوم جديد يجعل من الصعب عدم الظن بأن الهدف النهائي لائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف هو ضمان أن تصبح غزة غير قابلة للحياة وإخراج الفلسطينيين عنوة من أرضهم. لقد سدت إسرائيل على مدى شهرين السبل في وجه جميع المساعدات وحالت دون وصولها إلى القطاع، وباتت معدلات سوء التغذية بين الأطفال في ارتفاع مضطرد، وتكاد المستشفيات القليلة التي مازالت تعمل تخلو تماما من الأدوية، بينما ترتفع الأصوات محذرة من المجاعة وانتشار الأمراض.
ومع ذلك فإن الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية التي تتخذ من إسرائيل حليفا لها، وتزعم أنها تشترك معها في القيم، لم تصدر عنها عبارة تنديد واحدة. عليهم أن يخجلوا من صمتهم، ويجب عليهم الكف عن تمكين نتنياهو من التصرف في مأمن من العقاب.
في عبارات مقتضبة يوم الأحد، أقر دونالد ترامب بأن أهل غزة "يتضورون جوعا"، واقترح بأن تقوم الولايات المتحدة بالمساعدة في إيصال الطعام إلى القطاع. ولكن لم يصدر حتى الآن عن رئيس الولايات المتحدة إلا ما يشجع نتنياهو ويجرئه.
عاد ترامب إلى البيت الأبيض متعهدا بإنهاء الحرب في غزة بعد أن ساعد فريقه في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في يناير (كانون الثاني). وافقت حماس بموجب الصفقة على إطلاق سراح الرهائن على مرحلتين، بينما كان يفترض أن تنسحب إسرائيل من غزة، وأن يتوصل الخصمان إلى وقف إطلاق دائم.
ولكن خلال أسابيع من بدء سريان وقف إطلاق النار، أعلن ترامب خطته المثيرة للعجب لإخلاء غزة من الفلسطينيين تمهيدا لوضع الولايات المتحدة يدها عليها. ثم في شهر مارس (آذار) أسقطت إسرائيل وقف إطلاق النار وراحت بدعم من واشنطن تسعى إلى تغيير بنود الاتفاق.
صرح كبار المسؤولين الإسرائيليين منذ ذلك الوقت بأنهم ينفذون خطة نتنياهو لنقل الفلسطينيين من غزة. ويوم الإثنين قال وزير المالية اليميني المتطرف بيزاليل سموتريتش: "وأخيرا سوف نقوم باحتلال قطاع غزة."
يصر نتنياهو على أن الهجوم الموسع بات ضروريا من أجل تدمير حماس وتحرير 59 رهينة. والحقيقة هي أن رئيس الوزراء لم يخرج بخطة واضحة المعالم منذ بدء الحرب التي أشعلها هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 والذي قتل فيه 1200 شخص. بدلا من ذلك، لا تراه يكف عن تكرار شعاره الذي لا يتنازل عنه، ألا وهو "النصر التام"، بينما يسعى لإرضاء حلفائه المتطرفين من أجل ضمان بقاء ائتلافه الحكومي.
ولكن إسرائيل أيضا تدفع ثمنا مقابل أفعاله. فالهجوم الموسع من شأنه أن يخاطر بحياة الرهائن، ويزيد من تقويض سمعة إسرائيل الملوثة أصلا، ويعمق الانقسامات الداخلية.
صرحت إسرائيل بأن العملية الموسعة لن تبدأ إلا بعد زيارة ترامب إلى منطقة الخليج الأسبوع المقبل، وقالت إن ثمة "نافذة" أمام حماس لإطلاق سراح الرهائن مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار. يشتاط الزعماء العرب غضبا إزاء إصرار نتنياهو على الاستمرار في شن الحرب بلا هوادة على غزة، ومع ذلك فسوف يرحبون بترامب ويقيمون له الاحتفالات الباذخة، ويقدمون له التعهدات بإنفاق مليارات الدولارات على الاستثمار وعلى صفقات السلاح.
حينما يتحدث ترامب مع مضيفيه الخليجيين سوف يضع اللوم على حماس. فالهجوم القاتل الذي شنته المجموعة يوم السابع من أكتوبر هو الذي أطلق العنان للهجوم الإسرائيلي. توافق دول الخليج على أن استمرار حماس في الإمساك بمقاليد الأمور في غزة عامل من العوامل التي تطيل أمد الحرب. ولكن يجب عليهم أن يتصدوا لترامب وأن يقنعوه بأن يضغط على نتنياهو حتى يوقف القتل ويرفع الحصار ويعود إلى المحادثات.
لا ريب في أن حالة الارتباك العالمي التي أثارها ترامب قد شغلت الناس عن الانتباه إلى النكبة التي تحل بغزة. ولكن كلما طال أمد هذه النكبة، كلما زاد تواطؤ الصامتين أو الذين يُجبرون على السكوت.