استنفار بليبيا لمواجهة سيول الكفرة ومخاوف من تكرار كارثة درنة
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
أعلنت كل من حكومة الوحدة الوطنية الليبية في طرابلس والحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي في الشرق تسخير الإمكانيات اللازمة لمواجهة السيول الناجمة عن هطول أمطار غزيرة في مدينة الكفرة جنوب شرق البلاد، مما أثار مخاوف من تكرار كارثة فيضانات درنة.
وقال عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا عبر منصة إكس "وجهتُ جميع الوزارات والهيئات المختصة برفع درجة الاستعداد القصوى وتسخير الإمكانيات والتجهيزات اللازمة للانتقال بها إلى الكفرة لمساعدة المواطنين جراء الأمطار العاصفة التي تسببت في السيول والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة".
وأضاف "أتمنى السلامة لأهلي في مدينة الكفرة، وسنكون معهم لحظة بلحظة حتى تنجلي هذه الأزمة على خير".
وجهتُ جميع الوزارات والهيئات المختصة برفع درجة الاستعداد القصوى وتسخير الإمكانيات والتجهيزات اللازمة، للانتقال بها إلى بلدية #الكفرة، من أجل مساعدة المواطنين هناك، جراء الأمطار العاصفة التي تسببت في السيول والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.
أتمنى السلامة لأهلي في مدينة الكفرة،…
— عبدالحميد الدبيبة Abdulhamid AlDabaiba (@Dabaibahamid) August 11, 2024
من جهته، قال رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب في طبرق أسامة حماد في تدوينة أخرى عبر منصة إكس "نتابع بحرص شديد مع الجهات المحلية والغرفة الأمنية المشتركة بين وزارة الداخلية وقيادة الجيش مستجدات أوضاع المواطنين والمقيمين والنازحين (من السودان) في الكفرة، والأضرار الناتجة عن تقلبات أحوال الطقس وهطول كميات كبيرة من الأمطار".
وتابع "أصدرنا تعليماتنا بضرورة تقديم إحاطة مستمرة على مستجدات الوضع، وتسخير كافة الإمكانيات لتجاوز الأزمة، والتأكيد على سلامة المواطنين عبر تكاثف جميع الجهود".
كما وجَّه حماد الوزارات المعنية التابعة لحكومته بمتابعة الوضع داخل المدينة، ومساعدة المواطنين والمقيمين على تجاوز الوضع.
وحذر المواطنين من احتمال زيادة كميات الأمطار خلال الساعات القادمة حسب الجهات المختصة.
وأوصاهم بـالابتعاد قدر الإمكان عن أماكن جريان الأودية، حفاظا على سلامتهم، مع زيادة كميات الأمطار المتوقع هطولها.
مخاوف من مصير درنة
وعن الوضع في الكفرة، قال متحدث المجلس البلدي بالمدينة عبد الله سليمان إن الأمطار، التي تتساقط منذ 3 أيام، أغرقت أجزاء كثيرة من المدينة، وأكد أن "أمطار الكفرة اليوم (أمس الأحد) هي الأغزر منذ 72 عاما".
وأضاف أن المياه الغزيرة تسببت في جريان أودية جبلية نحو المدينة، مثل وديان جبل العوينات، الذي يقع على بعد 350 كيلومترا جنوب مدينة الكفرة.
امطار غزيره تهطل على مدينة #الكفرة الواقعة بالحنوب الشرقي ادت الى اقتلاع الاشجار و دخول المياه الى بعض الاحياء و اطفاء عام بالكهرباء????
11-8-2024 #ليبيا ????????#Libya
pic.twitter.com/XA383PkVJV
— طقس_العالم ⚡️ (@Arab_Storms) August 11, 2024
كما أشار إلى أن جهاز الإسعاف حكومي تمكن من إجلاء الحالات المرضية من مستشفى الشهيد عطية الكاسح إلى مستشفى شهداء الهواري القروي، بعد خروج الأول عن الخدمة بسبب أمطار غمرته.
وأكد تضرر شبكة الكهرباء بسبب سوء الأحوال الجوية، مشيرا إلى احتمال فصل التيار الكهربائي بشكل كلي في حالة الضرورة القصوى للحفاظ على معدات الشبكة.
كما نقل سليمان عن متحدث بمركز الأرصاد الجوية قوله إن الأمطار المتهاطلة على الكفرة ستكون أكثر غزارة في الساعات المقبلة، وستستمر ليومين وستتسبب في جريان الأودية، مشددا على أن جميع المواطنين يجب عليهم أخذ الحيطة والحذر.
قبل شهر من ذكرى فيضانات #درنة.. سيول تغرق مدينة #الكفرة في #ليبيا وتحدث أضرارا في منازلها وبنيتها التحتية pic.twitter.com/dNcR75iZgO
— blinx (@BlinxNow) August 12, 2024
وقالت وكالة الأناضول إن المواطنين في الكفرة أعربوا عن مخاوف من تكرار كارثة فيضانات مدينة درنة شرقي ليبيا جراء هطول الأمطار الغزيرة العام الماضي.
وفي العاشر من سبتمبر/أيلول 2023، تسبب الإعصار دانيال، المصحوب بأمطار غزيرة، في دمار وأضرار لحقت بعدة مناطق في شرق ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة.
وتعد درنة المتضرر الأكبر بسبب انهيار سدين كانا يحبسان مياه السيول المنحدرة من الجبال في وادي درنة الضخم، الذين انطلقت منهما المياه بقوة جارفة كل ما في طريقها، مما تسبب في مصرع 4 آلاف و540 شخصا، بينهم 576 أجنبيا وفق إحصاءات رسمية.
وتعاني ليبيا من انقسام سياسي متواصل منذ عام 2022، إذ تتنافس حكومتان على السلطة: الأولى حكومة الوحدة المعترف بها أمميا برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس وتدير منها غرب البلاد بالكامل، والثانية حكومة أسامة حماد التي كلفها مجلس النواب ومقرها مدينة بنغازي وتدير شرق البلاد بالكامل ومدنا بالجنوب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مدینة الکفرة
إقرأ أيضاً:
حماد: اليونان تجاوزت الحدود البحرية.. وسنرُد بالتنقيب
ليبيا – افتتح رئيس حكومة الاستقرار، أسامة حماد، الاجتماع العادي الثالث لمجلس وزراء حكومته لعام 2025 في مدينة درنة، بحضور نوابه وعدد من الوزراء، لمناقشة جدول الأعمال المعتمد.
درنة نموذج للصمود ومكافحة الإرهاب
حماد أكد في كلمته، بحسب المكتب الإعلامي للحكومة، أن مدينة درنة كانت ولا تزال رمزًا للصمود في مواجهة الإرهاب، مشيدًا بدور القوات المسلحة وتضحياتها، وبدعم أبناء الوطن في مواجهة تداعيات كارثة إعصار دانيال.
إشادة بمشاريع التنمية والإعمار في مختلف المدن
كما نوّه إلى ما وصفها بالنتائج المبهرة للأعمال الجارية في إطار خطط إعادة الإعمار والتنمية والمشاريع الاستراتيجية الكبرى، سواء تلك التي تم استكمالها أو التي يجري تنفيذها في شرق وجنوب ليبيا وبعض مدن وقرى غرب البلاد، بما في ذلك درنة.
دور المؤسسة العسكرية في تعزيز الجاهزية
حماد أثنى على جهود المؤسسة العسكرية في رفع القدرات البشرية واللوجستية، مشيرًا إلى إنشاء معسكرات وثكنات تدريبية مثل مدينة المشير خليفة حفتر العسكرية، إضافة إلى دورها في حفظ الحدود البرية والبحرية والجوية.
خدمات الصحة والسلع المدعومة في مختلف أنحاء البلاد
وفي الشأن الخدمي، استعرض رئيس الحكومة جهود توفير السلع المدعومة وتقديم الخدمات الصحية في كافة ربوع البلاد، مؤكدًا سعي الحكومة الدائم لتغطية الاحتياجات حسب الإمكانات المتاحة، وتمنّى الأمن والاستقرار لمدينة طرابلس.
امتنان لليونان وتحفّظ على إعلانها الأخير بشأن البحر
حماد وجّه شكره لجمهورية اليونان على دعمها لليبيا، لا سيما خلال كارثة دانيال، ودعمها للمؤسسة العسكرية، لكنه أبدى استغرابه من إعلان أثينا الصادر في 12 يونيو 2025 بشأن فتح باب التراخيص للتنقيب عن الهيدروكربونات جنوب جزيرة كريت، موضحًا أن جزءًا من هذه المناطق يقع ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة لليبيا.
تحركات حكومية لترسيم الحدود البحرية
كما أشار حماد إلى إحالة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا إلى مجلس النواب للنظر في المصادقة عليها، إضافة إلى تشكيل لجنة بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 122 لسنة 2025 لمراجعة ترسيم الحدود في المنطقة الاقتصادية الخالصة، بما يضمن المصالح الليبية ويحترم مبادئ القانون الدولي وحسن الجوار، وخصّ بالذكر العلاقات مع مصر.
تحذير من إجراءات مقابِلة في حال تجاهل الحوار
واختتم حماد بالإشارة إلى بيان وزارة الخارجية الليبية الذي أدان ما قامت به اليونان، مشددًا على أن ليبيا ستلجأ إلى منح تراخيص لشركات مختصة بالتنقيب في المناطق نفسها في حال عدم التجاوب مع دعوات الحوار.