شارك الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، في جلسة مائدة مستديرة مع عدد من كبار رجال الأعمال في رواندا، والتي انعقدت، اليوم، على هامش زيارته الحالية إلى العاصمة كيجالي.

وشارك في اللقاء كل من وزير الدولة للبنية التحتية "أوليفيير كابيرا"، والسكرتير الدائم لوزارة التجارة والصناعة، ومسئولي وزارة الخارجية والتعاون الدولي الروانديين، بالإضافة إلى الدكتور مجدي يعقوب.

وفي تصريح صحفي للسفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة، ذكر أن الوزير عبدالعاطي أشاد بما تشهده مصر ورواندا من انتعاشة في مجمل العلاقات الثنائية، معرباً عن تطلعه للارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين إلى أرفع المستويات، وزيادة حجم التبادل التجاري على ضوء عضوية البلدين في الكوميسا ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.

كما تطرق إلى الخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها لتعزيز التعاون الثنائي من خلال التوقيع على هامش الزيارة على مذكرة تفاهم بشأن التعاون بين "هيئة الدواء المصرية" و"هيئة الغذاء والدواء الرواندية"، الأمر الذي سيسفر عن نفاذ المنتجات الدوائية المصرية بسهولة إلى السوق الرواندي، في مقابل منح نفس المزايا للمنتجات الدوائية الرواندية عند تسجيلها في مصر. 

وثمَّن عالياً تخصيص الحكومة الرواندية قطعة أرض لإنشاء منطقة لوجستية مصرية، لما سيترتب على ذلك من نفاذ الشركات والاستثمارات المصرية إلى السوق الرواندي الواعد، مع تأكيد التزام الجانب المصري بتوفير قطعة مماثلة لرواندا في مصر.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن وزير الخارجية أكد على ضرورة إنشاء مجلس أعمال مصري/رواندي، ليتولى الترويج لفرص التجارة والاستثمار المتاحة في البلدين، وللاستعانة بآرائه عند رسم السياسات الحكومية ذات الصلة.

وأشار الدكتور عبدالعاطي إلى أن مصر تعد شريكاً استراتيجياً للشركات الرواندية التي تسعى إلى توسيع نطاق وصولها إلى الأسواق الأفريقية والشرق الأوسط، معدداً ما تتمتع به مصر من مزايا تنافسية تؤكد على كونها بوابة للوصول إلى هذه الأسواق، وما شهدته مصر خلال السنوات الماضية من طفرة تنموية امتدت إلى كافة القطاعات، وبما يشمل التطور الهائل في البنية التحتية، فضلاً عن التيسيرات الكثيرة التي تقدمها الدولة لضخ الاستثمارات الأجنبية المباشرة، الأمر الذي تحرص معه القاهرة على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع كيجالي عبر التعاون في المشروعات ذات المنفعة المتبادلة.

وأوضح السفير أبو زيد، أن وزير الخارجية والهجرة أبرز الفرص الاستثمارية المتنوعة التي تزخر بها مصر، والميزة النسبية التي تتمتع بها في عدة قطاعات، مستعرضاً المجالات التي يمكن تدشين التعاون بين مصر ورواندا من خلالها، والتي تشمل الصناعة، والزراعة، وصناعات الأغذية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والخدمات اللوجستية والنقل، والسياحة، والبنية التحتية، والصحة.

وأردف المتحدث باسم الخارجية، أن الوزير عبدالعاطي قام بتوجيه الدعوة للشركات الرواندية البارزة لزيارة مصر واستكشاف فرص الاستثمار المتاحة، الأمر الذي سوف يشجع التعاون بين الشركات المصرية والرواندية، مما يسهم في النمو الاقتصادي الشامل للقارة الأفريقية. 

وأكد سيادته على مدى الحرص المصري لاستكمال مشروع مركز مجدي يعقوب رواندا-مصر للقلب، والذي سيكون مركزاً إقليمياً للخدمات العلاجية لأبناء الشعب الرواندي الشقيق ولدول الجوار الإقليمي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية رجال الأعمال رواندا كيجالي وزارة التجارة والصناعة وزیر الخارجیة

إقرأ أيضاً:

خبيرة بريطانية: المشروع الصهيوني يشبه الأحداث الرواندية

في الحلقة الثانية من حوارها مع الجزيرة نت، كشفت الباحثة البريطانية في شؤون أفريقيا بيبا لوتون عن أوجه تشابه مثيرة بين المشروع الصهيوني وما سمتها العقيدة الرواندية، مؤكدة أن الدولتين استخدمتا سرديات المعاناة التاريخية لتبرير سياساتهما.

وقالت لوتون إن العقيدة الرواندية تحت قيادة الرئيس بول كاغامى تقوم على بناء الهوية الوطنية واستخدامها أداة للهيمنة والسيطرة، مضيفة أن النخبة السياسية الرواندية، خصوصا من عرقية التوتسي، تتبنى سياسات في هويتها تشبه المشروع الصهيوني في الشرق الأوسط، على حد زعم الباحثة البريطانية.

لوتون: النخبة التوتسية في رواندا تتبنى تفوقا عرقيا يبرر تدخلها الدموي في شرق الكونغو (الفرنسية)

واعتبرت الباحثة أن سردية الضحية باتت أداة إستراتيجية تستخدمها رواندا لحشد الدعم الدولي، لكنها لم تعد فعالة كما في السابق. وقالت إن "إسرائيل ورواندا تلعبان دور الضحية في خطابهما السياسي، لكن هذه الحجة لم تعد تجدي نفعًا بمرور الوقت".

وتحدثت لوتون عما سمته بالقمع الداخلي في رواندا، مشيرة إلى أن مجرد طرح أسئلة عن أحداث عام 1994 قد يُعرض صاحبها للسجن. واستشهدت بحالة السياسية فيكتوار إنجابير التي قضت 15 عاما خلف القضبان "لمجرد طرحها أسئلة".

وأضافت "في رواندا لا يمكنك طرح أسئلة بسيطة عن أحداث 1994، فهناك قوانين صارمة تعاقب على ذلك".

زعيمة المعارضة الرواندية فيكتوار إنجابير في طريقها إلى المحكمة العليا الرواندية مع بدء محاكمتها في رواندا في 12 سبتمبر 2011 (الفرنسية)

وانتقدت لوتون نظام الحكم في رواندا وقالت إن له ارتباطات غربية، مشيرة إلى أسماء مثل الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، وقالت إن "توني بلير الذي يعد من أكثر السياسيين البريطانيين المكروهين كان مستشارا خاصا لشركة غلينكور إكستراتا التي تُعد من أكبر شركات التعدين في الكونغو".

رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير (يسار) والرئيس الرواندي بول كاغامي في أفريقيا في 9 ديسمبر 2011 (الفرنسية)

وقالت الباحثة البريطانية إنه رغم اتهامات حكومة الكونغو لرواندا بدعم جماعات متمردة مثل حركة M23، فإن الاتحاد الأفريقي وتجمع شرق أفريقيا التزما الصمت، وهو ما أرجعته لوتون إلى ما سمته "تأثير اللاعبين الدوليين المستفيدين من الصراع".

إعلان

وانتقدت الباحثة مخرجات قمة تجمع دول شرق أفريقيا، ووصفتها "بالصادمة"، بعد أن طالبت كينشاسا بالتفاوض مع حركة M23، قائلة إن هذه الجماعة مسؤولة عن "مقتل أكثر من 10 ملايين كونغولي واغتصاب مئات الآلاف من النساء".

وتحدثت لوتون عما وصفته "بالتحول الغامض" في موقف كينيا من الحرب في الكونغو، معتبرة أن ذلك التغير بدأ بعد زيارة الرئيس روتو إلى البيت الأبيض ولقائه الرئيس الأميركي جو بايدن.

الرئيس الأميركي جو بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن يستقبلان الرئيس الكيني وليام روتو والسيدة الأولى راشيل روتو (رويترز)

وأثنت لوتون على أدوار أنغولا وتنزانيا وبوروندي، مشيدة بمساعي أنغولا الدبلوماسية الإيجابية في ملف الوساطة بين الكونغو الديمقراطية ورواندا.

وبشأن آفاق الحل في المنطقة، عبّرت الخبيرة البريطانية عن تشاؤمها إزاء إمكانية إصلاح الوضع والاستقرار في منطقة البحيرات.

جانيت كاغامي (يسار) السيدة الأولى لرواندا وشيري بلير زوجة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في 22 فبراير 2007 (رويترز)

وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، رأت لوتون أن "حل الدولتين بات من الماضي"، داعية إلى "حل الدولة الواحدة، الذي يعترف بحقوق الجميع من دون تمييز".

وفي ختام حوارها، شددت لوتون على ضرورة "تفكيك الأساطير التي تختلقها بعض الأنظمة لتبرير القمع والتوسع"، مؤكدة أن فهم هذه البنى السردية ضرورة لفهم الحروب الحديثة، إذ تُستخدم المعاناة ذريعة لتهميش شعوب بأكملها، بينما يبقى الضحايا الحقيقيون خارج حسابات المصالح الدولية.

مقالات مشابهة

  • مصر وصربيا تتفقان على تفعيل التعاون في تصدير العمالة المصرية المدربة
  • وزير الخارجية العراقي يدعو لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب
  • وزير النقل يبحث مع وزارة الخارجية المشاريع ذات الأولوية
  • وزير التعليم يبحث مع "جايكا" التوسع في المدارس المصرية اليابانية
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الألماني القضايا الإقليمية الملحة والعلاقات الثنائية بين البلدين
  • وزير التعليم يبحث خطوات التوسع في المدارس المصرية اليابانية
  • تداعيات التصعيد بين إسرائيل وإيران في مائدة مستديرة لحزب حماة الوطن
  • خبيرة بريطانية: المشروع الصهيوني يشبه الأحداث الرواندية
  • الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية يشارك في المنتدى الدولي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بأنجولا
  • سقط لحظة دخول المصعد .. وفاة رجل الأعمال السوداني عمر محمد عثمان العشي في منطقة كعابيش بفيصل في العاصمة المصرية القاهرة