زهير عثمان

تشير التصريحات الأخيرة والتطورات المتعلقة بالأزمة السودانية إلى تعقيد الوضع العسكري والسياسي في البلاد، وتسلط الضوء على تدخل المجتمع الدولي في محاولة لوقف النزاع وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية. إليك تحليل لما تعنيه هذه التصريحات والجهود الدولية الحالية:

مفاتيح التصريحات والجهود الدولية ووصدي المهلة الأميركية للجيش السوداني , التصريح: الإدارة الأميركية قدّمت للجيش السوداني "مهلة لا تتجاوز ثلاثة أيام" للمشاركة في مفاوضات سويسرا لوقف الحرب.


التفاصيل: هذا التصريح يعني أن هناك ضغطاً دولياً على الجيش السوداني للمشاركة في المحادثات. المبعوث الأميركي الخاص، توم بيريللو، أشار إلى أن الحكومة الأميركية لم تتلقَّ رداً من قائد الجيش السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان، حول مشاركته في المفاوضات.
عدم مشاركة الجيش السوداني
بهذا التصريح تم الإشارة إلى أن وفد الحكومة السودانية في بورتسودان لم يتطرق للأجندة الإنسانية والترتيبات لوقف إطلاق النار، بل ركز على الترتيبات السياسية.
التفاصيل هذا يشير إلى أن الحكومة السودانية ربما تكون غير منسجمة مع أولويات المجتمع الدولي أو غير متجاوبة بشكل كافٍ مع القضايا الإنسانية الملحة.
مشاركة قوات الدعم السريع , وفد من قوات الدعم السريع وصل إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات، حيث أعربوا عن رغبتهم في وضع حد لمعاناة الشعب السوداني.
التفاصيل: وصول قوات الدعم السريع، بقيادة عزي الدين الصافي، إلى جنيف يعني أن هناك طرفاً في النزاع السوداني يظهر استعداداً للتفاوض وإيجاد حل للأزمة. هذا قد يشير إلى محاولة المجتمع الدولي لتشجيع جميع الأطراف على الانخراط في عملية السلام.
الجهود الدولية المرتبطة بالسلام والمساعدات الإنسانية

أن هناك جهود من قبل المجتمع الدولي، بما في ذلك تفويض الاتحاد الأفريقي في التعاطي مع مسألة تكوين قوات أممية للتدخل في السودان وتحقيق مسألة مسار الأمان للغذاء والمساعدات الإنسانية.
التفاصيل و هذا يشير إلى محاولة من المجتمع الدولي للتعامل مع الأزمة السودانية بشكل شامل، من خلال تدخل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لضمان وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين. هذا التدخل يمكن أن يشمل فرض قيود على الطيران العسكري (كما هو مقترح في مشروع قرار حظر الطيران) لضمان عدم استخدام الطائرات في الهجمات على المدنيين وتسهيل العمليات الإنسانية.
التوقعات والتداعيات , الضغط على الأطراف السودانية , التوقع و من المتوقع أن يمارس المجتمع الدولي ضغطاً متزايداً على الأطراف السودانية، بما في ذلك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، للانخراط في مفاوضات جادة والامتثال للمبادرات الدولية لوقف القتال.
دور الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي

و من المرجح أن يلعب الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة دوراً بارزاً في التنسيق لوقف النزاع وتسهيل تقديم المساعدات. تدخلهم قد يتضمن تعزيز البعثات الإنسانية وتوفير الدعم للجهود السياسية لحل الأزمة.
ما هي التحديات والفرص
التحديات ليس من الممكن التوصل إلى اتفاق شامل قد يكون صعباً في ظل تباين المواقف بين الأطراف السودانية وصعوبة التنسيق الدولي.
الفرص: إذا نجحت المفاوضات، يمكن أن تؤدي إلى تحسن كبير في الوضع الإنساني وبدء عملية بناء السلام في السودان.
التصريحات والتطورات الأخيرة تشير إلى مستوى عالٍ من التفاعل الدولي مع الأزمة السودانية، مع محاولة لتشجيع المفاوضات وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية. تتطلب الأزمة تعاونا دوليا مكثفا وحلاً شاملاً لضمان تحقيق السلام وحماية المدنيين.
ومن المتوقع أيضا صيغة مشروع قرار حظر الطيران وتمويل القوات الأفريقية لحراسة دخول الغذاء والمساعدات الإنسانية وهي خطوة نحو استقرار السودان
في ظل هذا التصعيد العسكري والأزمات الإنسانية المستمرة في السودان، تسعى المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات حاسمة للمساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في البلاد. من بين أبرز هذه الخطوات، يجري العمل على صياغة مشروع قرار لحظر الطيران في العمليات العسكرية، بالإضافة إلى استكشاف خيارات لتمويل القوات الأفريقية للتدخل في السودان. يعكس هذان الجهدان التحرك الدولي الطموح للحد من تأثير النزاع العسكري وضمان تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية.

مشروع قرار حظر الطيران , الأهداف والمبررات وقف الهجمات الجوية:
الهدف الرئيسي: يهدف مشروع قرار حظر الطيران إلى منع استخدام الطائرات في الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية الحيوية. تأتي هذه الخطوة استجابة للتقارير التي تشير إلى استخدام الطائرات في قصف المناطق السكنية والمرافق الإنسانية، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني.
تأمين الحماية للمدنيين
الهدف الثانوي حماية المدنيين من الأضرار الناتجة عن النزاع. من خلال فرض حظر على الطيران العسكري، يهدف المجتمع الدولي إلى تقليل الخسائر البشرية وتجنب المزيد من الدمار الذي يهدد حياة المدنيين.
التحديات والآثار المتوقعة
تنفيذ الحظر , التحديات: يتطلب تنفيذ حظر الطيران تعاوناً من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الأطراف العسكرية السودانية، والمراقبة الدقيقة لضمان الالتزام بالقرار. قد يواجه الحظر صعوبات في التطبيق الفعلي، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المعقدة.
التأثيرات الإنسانية:

الآثار المتوقعة: من المتوقع أن يسهم حظر الطيران في تحسين الوضع الإنساني، من خلال تقليل عدد الضحايا وإتاحة المجال للمساعدات الإنسانية للوصول إلى المناطق المتضررة بشكل أكثر أماناً.
تمويل القوات الأفريقية:
الأهداف والمبررات
تعزيز دور الاتحاد الأفريقي:

الهدف الرئيسي: يسعى المجتمع الدولي إلى تعزيز دور الاتحاد الأفريقي في معالجة الأزمة السودانية من خلال تمويل قوات أفريقية للتدخل في السودان. يتضمن هذا التمويل توفير الدعم اللوجستي والمالي للقوات الأفريقية لمساعدتها في تنفيذ مهامها.
مساندة جهود السلام والاستقرار
الهدف الثانوي , هو دعم جهود الاتحاد الأفريقي في بناء السلام وتعزيز الاستقرار في السودان. يشمل ذلك تأمين الحدود، حماية المدنيين، وتقديم الدعم اللازم للجهود الإنسانية.
التحديات والآثار المتوقعة
تأمين التمويل تمويل قوات حراسة الغذاء والمساعدات الإنسانية
ومن التحديات تأمين التمويل الكافي للقوات الأفريقية قد يكون معقداً، نظراً لتعدد الجهات المانحة والتحديات المالية العالمية. يتطلب الأمر تنسيقاً بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي والدول المانحة لضمان توفير الموارد اللازمة.
تأثير القوات الأفريقية والآثار المتوقعة: إذا تم تمويل القوات الأفريقية بشكل كافٍ، فإنها يمكن أن تلعب دوراً مهماً في توفير الحماية وتعزيز جهود السلام. قد تسهم هذه القوات في تحسين الوضع الأمني، مما يسهل وصول المساعدات الإنسانية ويساعد في تنفيذ اتفاقيات السلام.
التفاعل بين حظر الطيران وتمويل القوات الأفريقية
تنطوي الجهود الرامية إلى حظر الطيران وتمويل القوات الأفريقية على تفاعل وثيق. من خلال تنفيذ حظر الطيران، يتم تقليل التهديدات المباشرة التي قد تواجهها القوات الأفريقية أثناء تنفيذ مهامها. في الوقت نفسه، يوفر التمويل للقوات الأفريقية الدعم اللازم لضمان تنفيذ القرار بشكل فعّال وتحقيق الأهداف الإنسانية والسياسية المرجوة.

وعلي حكومة الامر الواقع والجيش الاخذ في الاعتبار التعقيد القادم , وتعتبر مبادرات حظر الطيران وتمويل القوات الأفريقية خطوات هامة في معالجة الأزمة السودانية. يهدف حظر الطيران إلى حماية المدنيين من الهجمات الجوية، بينما يسعى تمويل القوات الأفريقية إلى تعزيز قدرة الاتحاد الأفريقي على تحقيق الاستقرار وبناء السلام في السودان. يتطلب نجاح هذه المبادرات تعاوناً دولياً مكثفاً والتزاماً من جميع الأطراف المعنية لضمان تحقيق الأهداف الإنسانية والسياسية

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: والمساعدات الإنسانیة المساعدات الإنسانیة قوات الدعم السریع الاتحاد الأفریقی الأزمة السودانیة تقدیم المساعدات المجتمع الدولی الجیش السودانی فی السودان من خلال

إقرأ أيضاً:

قوات التحالف الدولي تُسقط مسيّرتين "إيرانيتَين"

بغداد- أسقطت قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" المتمركزة في غرب العراق، طائرتَين مسيّرتَين "إيرانيتَين" كانتا متجهتين إلى إسرائيل، حسبما قال مسؤولان عسكريان عراقيان الأحد 15 يونيو 2025.

وقال أحد المسؤولَين لوكالة فرانس برس إن "قوات التحالف الدولي في قاعدة عين الأسد أسقطت ليل السبت الأحد مسيّرتَين إيرانيتَين كانتا في طريقهما إلى إسرائيل".

وعلّل مسؤول عسكري آخر الخطوة بأن التحالف الذي تقوده واشنطن "قد يكون اعتبر أن المسيّرتَين عدائيتان" نظرا لتحليقهما "على مقربة من أجواء القاعدة في محافظة الأنبار" بغرب العراق.

وسبق لهذه القوات أن أسقطت الجمعة "مسيّرة مفخخة"، بحسب مسؤول أمني عراقي.

ويأتي ذلك في خضمّ هجوم بدأته إسرائيل فجر الجمعة على نطاق واسع طال خصوصا مواقع عسكرية ونووية في إيران التي ردت منذ ليل اليوم ذاته، بضربات صاروخية ومسيّرات على الدولة العبرية.

وخلال اليومين الماضيين، سقطت صواريخ ومسيّرات في الأراضي العراقية، معظمها في مناطق صحراوية، ولم تتسبب بأضرار بشرية.

وتنشر الولايات المتحدة زهاء 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا، في إطار تحالف دولي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وكشفت بغداد وواشنطن عن جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي، وذلك بعد سبعة أعوام من إعلان القوات العراقية دحر تنظيم الدولة الإسلامية محليا، على أن يعقد العراق عوضا عن ذلك شراكات ثنائية مع كل دولة عضو في التحالف.

ومن المتوقع أن يُنهي التحالف الدولي مهمته العسكرية بحلول نهاية أيلول/سبتمبر 2025 بما في ذلك من قاعدة عين الأسد، وبحلول أيلول/سبتمبر 2026 في إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق.

ودعت الحكومة العراقية السبت الولايات المتحدة إلى احترام الاتفاقات الثنائية "بما يؤدي إلى منع طائرات الكيان الصهيوني من تكرار اختراق الأجواء العراقية وتنفيذ الاعتداءات".

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأحد "لدينا دليل قاطع على دعم القوات الأميركية والقواعد الأميركية في المنطقة لهجمات القوات العسكرية للكيان الصهيوني".

وطالبت فصائل عراقية مسلحة موالية لطهران الجمعة بمغادرة القوات الأميركية، وبينها كتائب حزب الله التي حذّرت من "مزيد من الحروب في المنطقة" بعد هجمات إسرائيل على إيران.

وفي بيان صدر الأحد، أكد الأمين العام لكتائب حزب الله أبو حسين الحميداوي "إننا نراقب عن قرب تحركات جيش العدو الأميركي في المنطقة، وإذا ما أقدمت أميركا على التدخل في الحرب فسنعمل بشكل مباشر على مصالحها وقواعدها المنتشرة في المنطقة دون تردد".

وشدّد على أن إيران "لا تحتاج إلى أي دعم عسكري من أحد لردع الكيان الصهيوني المجرم، فهي تملك من الرجال والإمكانات ما يكفي لتمريغ أنف (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو بالتراب وكبح جماح طغيان هذا الكيان الغاصب".

وجدّد دعوة فصيله للحكومة العراقية إلى "اتخاذ موقف شجاع كي لا تتسع رقعة الحرب، وذلك بغلق سفارة" واشنطن و"طرد قوات الاحتلال الأميركي من البلاد كونها التهديد الأوضح والأخطر لأمن العراق واستقرار المنطقة".

مقالات مشابهة

  • صحيفة فرنسية تفضح “إسرائيل”: الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية في ظل غموض تام وتجاهل للقانون الدولي
  • “الغذاء والدواء” عضوًا في اللجنة التوجيهية للقاموس الطبي الدولي (MedDRA)
  • السوداني:سأقاتل مع إيران ضد إسرائيل حتى “الاستشهاد”
  • الدبلوماسية العمانية.. خيار المجتمع الدولي لإحلال السلام
  • مع تصاعد التوتر الإيراني الإسرائيلي.. مصر تتحول إلى مركز آمن لحركة الطيران الدولي
  • قوات التحالف الدولي تُسقط مسيّرتين "إيرانيتَين"
  • القوات المسلحة اليمنية تستهدف أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ “يافا” المحتلة
  • الجيش الإيراني يعلن إسقاط مقاتلة “إف 35 ” صهيونية
  • “المنافذ الجمركية” تسجل 2126 حالة ضبط خلال أسبوعين
  • “الرقابة النووية السعودية”: الصور الذهنية الخاطئة أكبر تحديات الطوارئ الإشعاعية