بقلم : ا.د.ضياء واجد المهندس ..
قاد الملك (جيمس الثاني) و (تشارلز الأول) جهود مستمرّة لاستعباد الإيرلنديين، وكذلك (أوليفر كرومويل) البريطاني الشهير الذي عزز نزع الصفة البشرية عن جيرانهم الإيرلنديين.
بدأت تجارة العبيد الإيرلنديين عندما بيع (ثلاثون ألف) أسير إيرلندي كعبيد إلى العالم الجديد. فقد تضمن إعلان الملك جيمس الأول عام (1625) إرسال السجناء السياسيين الإيرلنديين عبر أعالي البحار، وبيعهم إلى المستعمرين الإنكليز في منطقة «الهند الغربية West Indies».
تحوّلت إيرلندا بسرعة لأكبر مصدر ماشية بشرية بالنسبة للتجار الإنكليز. في واقع الأمر، كان غالبية العبيد الأوائل الذين تمّ شحنهم إلى العالم الجديد من البيض.
تمّ بين عامي (1641) و(1652) قتل أكثر من خمسمائة ألف إيرلندي على يد الإنكليز، وبيع أكثر من ثلاثمائة ألف كعبيد. تهاوى عدد السكان الإيرلنديين من (مليون وخمسمائة ألف ) إلى (ستمائة ألف) شخص خلال عقد واحد. تمّ تمزيق العوائل عندما منع الإنكليز السجناء الإيرلنديين من اصطحاب زوجاتهم وأطفالهم معهم عبر الأطلسي. قاد هذا إلى تزايد عدد النساء والأطفال المشردين المغلوبين على أمرهم. وكان الحلّ الذي خرج به البريطانيون هو بيعهم بالمزاد العلني.
تمّ في خمسينيات القرن السادس عشر أخذ أكثر من (مائة ألف ) طفل بين سنّ العاشرة والرابعة عشرة من أهلهم، وبيعوا كعبيد في «الهند الغربية» وفي فرجينيا ونيوإنغلند. بيع (52 ألف) شخص معظمهم من النساء والأطفال إلى بربادوس وفرجينيا. وتمّ شحن (30 ألف) غيرهم ليباعوا في المزاد العلني. وأمر كرومويل في عام (1656) أن يؤخذ ألفا طفل إيرلندي إلى جامايكا ليباعوا كعبيد للمستوطنين الإنكليز.
يتحاشى الكثير من الناس اليوم أن يسمو العبيد الإيرلنديين باسمهم الحقيقي: عبيد. يخترعون أسماء مثل: «خدم بالسخرة Indentured Servants» ليصفوا ما حدث للإيرلنديين. لكنّ الحقيقة أنّ الإيرلنديين في القرنين السابع عشر والثامن عشر لم يكونوا أكثر من قطيع ماشية بشري .
وكمثال، بدأت تجارة العبيد الأفارقة في ذات الفترة تقريباً. فمن الموثق بشكل جيّد أن العبيد الأفارقة، وهم غير الملوثين بالعبادة الكاثوليكية كان ثمنهم أعلى من العبيد الإيرلنديين، وتلقوا معاملة أفضل من نظرائهم الإيرلنديين.
كانت أثمان العبيد الأفارقة مرتفعة جداً في أواخر القرن السادس عشر (حيث بلغ ثمن العبد 50 جنيه إسترليني)، بينما كان بالإمكان شراء العبيد الإيرلنديين بأثمان بخسة ( بخمسة جنيه إسترليني على الأكثر ). ولم يكن جلد أو وصم أو ضرب عبد إيرلندي حتّى الموت من قبل مالكه يشكّل أيّ جريمة. كان يكلّف قتل عبد إيرلندي ديّة للمالك، لكنّها كانت أزهد بكثير من تلك الواجب دفعها عند قتل عبد إفريقي. وقد بدأ السادة الإنكليز على الفور بزيادة ولادات العبدات الإيرلنديات لتحقيق كلا المتعة والأرباح الأكبر. كان أولاد العبيد يصبحون عبيداً بالولادة، وهو الأمر الذي يزيد من حجم قوّة العمل المتاحة لدى السيّد. وحتّى عندما تحصل المرأة الإيرلندية على حريتها، كان أبناؤها يبقون عبيداً مملوكين لسيدهم. ولهذا كانت الأمهات الإيرلنديات يرفضن هجر أطفالهن ويبقين بعدها في الخدمة حتّى لو حصلن على حريتهن .
وقد بدأ السادة الإنكليز في ذلك الوقت يفكرون بطريقة أفضل لاستغلال هؤلاء النسوة ( اللواتي لم يكن يتجاوز سنّهن في معظم الحالات 12 عاماً ) في زيادة حصتهم السوقية: فبدأ المستوطنون يزاوجون النساء والطفلات الإيرلنديات بالرجال الأفارقة لإنتاج عبيد بملامح مميزة. وكان هؤلاء العبيد «الخلاسيون» الجدد يباعون بأثمان أعلى بكثير من أطفال العبيد الإيرلنديين البيض، ومكن هذا الأمر المستوطنين من ادخار المال بدلاً من القيام بشراء العبيد الأفارقة. لقد استمرّت عملية تهجين النساء الإيرلنديات مع الرجال السود لعدّة عقود، وكانت منتشرة لدرجة صدور تشريع في عام (1681) «يحرّم ممارسة اقتران العبدات الإيرلنديات بالعبيد الأفارقة بهدف إنتاج عبيد للبيع». لقد تمّ إيقاف العملية باختصار فقط لأنّها قاطعت الأرباح الكبرى للشركات المسؤولة عن نقل العبيد.
استمرّت إنكلترا بشحن مئات آلاف العبيد الإيرلنديين لأكثر من قرن. تشير السجلات إلى أنّه بعد الثورة الإيرلندية عام (1798)، تمّ بيع آلاف العبيد الإيرلنديين إلى كلا أمريكا وأستراليا. وكان هناك انتهاكات مروعة لكلا الأسرى الأفارقة والإيرلنديين، وصلت لقيام إحدى السفن البريطانية برمي (1302) عبد في المحيط الأطلسي من أجل ادخار الطعام الوفير لطاقم السفينة.
ليس هناك ما يكفي من الأعمال التي تطرح مسألة الرعب والمعاناة اللذين اختبرهما العبيد الإيرلنديون بالمقارنة مع العبيد الأفارقة. قرر البريطانيون أخيراً عام (1839) أن ينهوا أعمالهم الشيطانية وأن يوقفوا نقل العبيد. وفي حين أنّ القرارات الرسمية لم توقف القراصنة عن الاستمرار في الأمر، فقد بدأ هذا القانون عملية طويلة من إغلاق هذه الصفحة من المأساة المروعة للإيرلنديين.
في العراق، ( الاگداش ساگونا بلاش ) كما يقول المثل ،حيث قام الحكام الفاسدون ببيعنا مجانا الى المقاولين النصابين ، ف دعموا من سموهم (مستثمرين ) بالقروض والمنح المليارية ، والأراضي المجانية ، والحماية القانونية لكي يمتصوا و ينهبوا أموال المواطنين المحتاجين للسكن ، واستغلوا حاجتهم للسكن إلى فرض اسعار تعادل عشر أضعاف كلفة الوحدة السكنية دون رقيب ولا حسيب ..
الغريب ، انك لا تستطيع أن تشتكي إلى النواب لأن معظمهم ملوثون بالفساد بل إن مسؤول لجنة الاستثمار في مجلس النواب أصبح من المستثمرين في الظل ، أما الوزراء فأصبحوا تجار و مقاولين يتقاضون عمولات ما لا يقل عن (10%) من قيمة المشاريع..
تقول خاچية : هل يعقل في عراق علم العالم القانون واول من سن الشرائع و رجال الأمن لايوجد فيها الان شريف يتبنى التحقيق في الاستثمارات العقارية الفاسدة للمجمعات السكنية ، حتى أن رئيس مجلس الوزراء قال : ياخذون اراضي المطار مجانا و يبيعون اسعار البيوت بأسعار باهضة ،، وبعدها صار الرئيس على ( الوضع الصامت ) ..
تستطرد خاچية: كيف ممكن أن نترجى من قادتنا خير ،اذا رئيس مجلس النواب سيأتي مقايضة (مراوس بلغة معارض السيارات ) ، حيث سيكون مقابل وزير و مجموعة سيارات مصفحة ،، بل إن محافظ كركوك و برعاية رئيس مجلس الوزراء أتى بصفقة من مجموعة فلل في السليمانية و عشرات من ملايين الدولارات و مجموعة من السيارات اليابانيه المصفحة !!!!!!!!!!!.
تكمل خاچية بعد تنهيدة طويلة : لا يمكن أن يصدق العقل ، *أن أحد الدرجات الخاصة قد تم تكليفه بعد أن أرسل مجموعة من ( الگاولية ) و (الويسكي ) إلى رئيس كتلة …
وتختمها خاچية ب بيت للشاعر المرحوم رحيم المالكي:
يا حسنة ملص ..
يا هو منك بالحكومة اشرف حتى اشگيله ..
و ترفع خاچية رأسها إلى السماء داعية :
ربنا اخسف بحكامنا الأرض وأرسل علينا الطوفان .. واجعلنا في سفينة الناجين ..يا رحيم يا رحمن ..
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات أکثر من
إقرأ أيضاً:
منسق شؤون الطلاب الأفارقة بجامعة القاهرة: نعمل على التفاهم والتقارب بين الطلبة
في إطار الدور الرائد الذي تضطلع به جامعة القاهرة على الساحة الإقليمية والدولية، تواصل الجامعة جهودها في تعزيز التواصل والتفاهم مع أبناء القارة السمراء من خلال مكتب رعاية شؤون الطلاب الأفارقة، الذي يعد نموذجًا فعّالًا لقوة مصر الناعمة في محيطها الأفريقي، ويجسد رؤية استراتيجية طموحة للارتقاء بالعلاقات الطلابية والثقافية والتعليمية بين مصر والدول الأفريقية.
وفي تصريح خاص لـ "الفجر"، أوضح الدكتور سيد رشاد، الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الأفريقية العليا ومنسق عام شؤون الطلاب الأفارقة الوافدين بجامعة القاهرة، أن فكرة تأسيس المكتب انطلقت عام 2018 خلال رئاسة الدكتور محمد عثمان الخشت للجامعة، وتحت إشراف الدكتور محمد علي نوفل، عميد الكلية آنذاك، وذلك بالتزامن مع استعداد مصر لتولي رئاسة الاتحاد الأفريقي في عام 2019. وقد جاء تأسيس المكتب استجابة لحاجة ماسة إلى منصة مؤسسية تُعنى بتقوية روابط الأخوة والصداقة بين الطلاب المصريين ونظرائهم الأفارقة في مختلف الجامعات المصرية.
وأشار رشاد إلى أن المكتب يعمل وفق رؤية استراتيجية شاملة ترتكز على خمسة محاور رئيسية تُعرف باسم "التاءات الخمس"، وهي: التفاهم، التقارب، التواصل، التنمية، والتطوير. وتعد هذه المحاور بمثابة الإطار المرجعي لجميع المبادرات والأنشطة التي يقوم بها المكتب، والهادفة إلى بناء جسور متينة من التعاون والتعايش بين الشعوب الأفريقية من خلال طلابها الدارسين في مصر.
وقد نظم المكتب منذ تأسيسه عددًا من الفعاليات الرائدة، من أبرزها نموذج محاكاة البرلمان الأفريقي، الذي يتيح للطلاب الأفارقة فرصة محاكاة العمل البرلماني في القارة، ومبادرة "معًا نرسم مستقبل إفريقيا"، التي تجمع طلابًا من خلفيات وجنسيات متعددة حول رؤى مشتركة لمستقبل القارة. كما نفذ المكتب رحلات تثقيفية وتوعوية متنوعة، إلى جانب مشاركات فعالة في الاحتفال بالأعياد الوطنية للدول الأفريقية، ما يسهم في تنمية الشعور بالانتماء والفخر لدى الطلاب.
ولم يقتصر دور المكتب على خدمة طلاب جامعة القاهرة فقط، بل امتد تأثيره إلى طلاب الجامعات المصرية كافة، من خلال إنشاء قاعدة بيانات شاملة للطلاب الأفارقة الدارسين في مصر، ما يسهل عمليات التواصل وتقديم الدعم لهم. ويقدم المكتب أيضًا دورات تدريبية في مجالات حيوية مثل الدبلوماسية وفض المنازعات، يتم تنظيمها وفقًا لاحتياجات الطلاب واهتماماتهم، ويُمنح المشاركون فيها شهادات موثقة من الجامعة.
وأكد الدكتور رشاد أن كلية الدراسات الأفريقية العليا تمثل "بيت الأفارقة" في مصر، وأن المكتب يواصل عمله منها بدعم متواصل من إدارة الجامعة، ساعيًا إلى التوسع في خدماته وأنشطته بما يتسق مع رؤية جامعة القاهرة، وتوجهات الدولة المصرية، وخطة الاتحاد الأفريقي 2063، التي تضع التعليم والتكامل بين الشعوب في صميم أولوياتها.
واختتم رشاد حديثه بالتأكيد على أن المكتب لا يكتفي برعاية الطلاب خلال فترة دراستهم فقط، بل يسعى للحفاظ على التواصل معهم بعد التخرج، بما يعزز من روابط مصر مع القارة الأفريقية على المدى البعيد، مشددًا على أن هذا الدور يمثل أحد أدوات مصر الفاعلة في تعزيز علاقاتها الدولية عبر التعليم والتواصل الثقافي.