لن يتمكن "التيار الوطني الحر" الذي يشهد حالات استقالة وصرف من صفوفه من الخروج من جلباب "الثنائي الشيعي" لأكثر من سبب. فمهما مرت العلاقة بينه وبين حركة امل وحزب الله بمد وجزر ، يحاول "التيار" إيجاد الفرص المناسبة لترميمها قبل فوات الأوان.
لم يحاول رئيس "التيار" النائب جبران باسيل الخروج المطلق من هذه العلاقة.

ربما استراح أو حتى نظم جدول افكاره وقراراته، ومهما حاول رفع السقف بوجه الحزب أو انتقاد توجه معين له ، فهو لن يستغني عن حلفه معه في الأمور الأستراتيجية الكبرى. التباعد بين الفريقين لن يستمر لفترة طويلة، ودائما كان يجد رئيس "التيار" حلا لهذه الأشكالية مباشرة او عبر موفدين .وقبيل الانطلاق في التحضير لأي استحقاق يخوضه التيار البرتقالي،تنشط الاتصالات مع حزب الله من أجل التحالف الانتخابي والوقائع تدل على أن "التيار" بحاجة إلى حواصل الحزب في أكثر من منطقة لبنانية ، بل تكاد هذه الحاجة تتجاوز لبنان كله .
ففي جبيل وبعبدا والبقاع الغربي وزحلة وبعلبك- الهرمل،يحتاج "التيار" إلى دعم الحزب، في حين أنه يحتاج الى دعم "الثنائي الشيعي" في المتن وأصوات هم حلفاء الحزب في عالية والشوف ولاسيما الأصوات الدرزية، اما في جزين فحكما أصوات حركة امل تدفع إلى إنجاح مرشح "التيار"، وهذا يعني أنه لن يتخلى عن هذا الدعم.

وتعتبر مصادر سياسية مطلعة ل" لبنان ٢٤ " أن رئيس "التيار"يحفظ دائما خط الرجعة في علاقاته مع الأفرقاء ولاسيما مع "الثنائي الشيعي" وتحديدا حزب الله ، مع العلم أن أولوية الحزب في الوقت الراهن بعيدة كل البعد عن أولويات الأفرقاء الأخرين.
وتشير المصادر إلى انه حتى الآن لم تنطلق أي اتصالات جدية في هذا الملف، لكن المسألة لن تطول و"التيار" يرغب في التحضير لها باكرا في ظل ما جرى مؤخرا بالنسبة إلى استقالة واقالة نواب من "تكتل لبنان القوي"، معتبرة أن النائب باسيل يخطط للمرحلة المقبلة والتي تجعل منه يرتمي مجددا في أحضان الحزب تحت عنوان " المصلحة الأنتخابية تقتضي ذلك " .
وتوضح هذه المصادر أن الملف الرئاسي، المغيب اصلا عن البحث، لا يزال نقطة تباين بين التيار والحزب ولكن مع إمكانية إنضاج التسوية، بحيث يذعن "التيار" لقاء وعد بمكسب نيابي في مقابل الحصول على دعمه لإيصال سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة كما يرغب حزب الله ،على أن هذا الأمر قد تكون مجرد فرضية ، لاسيما أن ما من ورقة جديدة يعمل عليها ،على أن هناك اتجاها لدى التيار في استباق المرحلة الجديدة والسعي إلى ترتيب علاقته مع حزب الله .
وترى المصادر أنه حتى لو كانت هناك ملاحظات يبدبها باسيل على أداء الحزب في مسألة وحدة الساحات ، فانها تبقى مضبوطة قدر الإمكان تحضيرا لتنسيق التعاون الانتخابي عندما يحين الوقت لذلك.

ما سيسعى إليه "التيار "لاحقا هو بقاء تكتله النيابي بالرقم المقبول من دون خسارة ، واذا كان هناك من مجال لزيادة عدد أعضائه فلن يرفض، وكل التعويل على تحالف متين مع حزب الله ، فالكلمة له ولو أن الأمر لا يزال مبكرا .
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله الحزب فی

إقرأ أيضاً:

التيار السلفي التزم الصمت.. ثروت الخرباوي: الإخوان أردوا ظهور أنفسهم في حرب إيران وإسرائيل

أكد المفكر والكاتب ثروت الخرباوي، ان ما صدر عن جماعة الإخوان من بيانات مؤخرًا بشأن الحرب بين إسرائيل وإيران يعكس بشكل واضح الخلفية السياسية للتنظيم، موضحًا أن الإخوان تحركوا بكل قوة عبر الميديا واللجان الإلكترونية لمناصرة إيران، رغم ما شهدته العلاقة بين الطرفين عبر التاريخ من تناقضات.


وأضاف ثروت الخرباوي، خلال حواره مع الإعلامي إبراهيم عيسى، ببرنامج “حديث القاهرة”، المُذاع عبر شاشة “القاهرة والناس”، أن الإخوان أصدروا بيانين عبّرا فيهما عن دعم إيران، وليس الهدف فقط تأييد موقفها العسكري، بل تصوير الأمر على أنه قضية دينية إسلامية خالصة، وأن إيران في قلب الأمة، خصوصًا بعد أن وجهت ضربة إلى إسرائيل".

رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي: انتهى فصل مع إيران لكن الحملة ضدها لم تنته بعدأحمد موسى: الموساد الإسرائيلي زرع عملاء منذ أكثر من 30 عاما داخل إيرانالعرابي: إيران أثبتت أنها دولة متماسكة واستطاعت هزيمة إسرائيل معنوياالعرابي: إيران اكتسبت قوة ليست فى نفس الوضع التي كانت إسرائيل تستهين به من قبل العمليات العسكرية

وأوضح ثروت الخرباوي، أن الإخوان أرادوا من خلال تلك البيانات أن يعودوا إلى الواجهة، ويظهروا أنفسهم كقوة حاضرة في المشهد السياسي والديني، مستغلين البعد الطائفي والديني في الحرب، موضحًا أن التيار السلفي التزم الصمت ولم يصدر عنه أي موقف واضح أو مؤثر بشأن الحرب بين إيران وإسرائيل، في حين أن الكيانات الجهادية، والتي تختلف عن السلفية التقليدية، لم تُصدر أي بيانات رسمية كذلك.

وتابع: "يظهر ما يعرف بالذئاب المنفردة، وهي عناصر تتحرك فرديًا دون إعلان مسبق، وتقوم بأعمال عنف ضد المصالح الأمريكية كنوع من الرد غير المباشر على المشهد الحالي، لافتًا إلى أن البعض ربط بين حادثة الداعشي الذي فجر نفسه داخل كنيسة في سوريا، وبين هذا السياق، باعتبارها رسالة ضمنية موجهة لأمريكا، موضحًا أن المشهد يعكس تباينًا واضحًا بين التيارات، فبينما انخرط الإخوان في دعم إيران لأهداف سياسية ودينية، آثر التيار السلفي البقاء في الظل، دون أي تحرك أو موقف رسمي.

طباعة شارك ثروت الخرباوى الاخوان اسرائيل ايران

مقالات مشابهة

  • صور قادة عرب في تل أبيب: حملة إسرائيلية لصناعة نصر زائف!
  • حزب الله يبدّل وجوهه
  • لا حرارة في العلاقة
  • استمرار خطة الترشيد.. مدبولي: لا تخفيف لأحمال التيار الكهربائي
  • سماع أصوات قوية في صيدا وطرابلس.. وهذا ما تبين
  • لبنان أمام اختبار الوقت...فهل يتشدد الحزب؟
  • التيار السلفي التزم الصمت.. ثروت الخرباوي: الإخوان أردوا ظهور أنفسهم في حرب إيران وإسرائيل
  • باحث يهودي روسي: الموساد ينشط في كردستان العراق ويتسلل إلى إيران عبر المعارضة
  • حزب الله الجديد.. لماذا ساند غزة ولم يساند إيران؟
  • تصعيد مفاجئ جنوباً يتّسع إلى شمال الليطاني