جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-09@16:27:54 GMT

الموقف الصيني من القضية الفلسطينية

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

الموقف الصيني من القضية الفلسطينية

 

مسعود أحمد بيت سعيد

[email protected]

 

لا شك أن لجمهورية الصين الشعبية موقفًا واضحًا من قضية الحرية وحق تقرير المصير للشعوب التي ترزح تحت السيطرة الاستعمارية؛ وذلك انطلاقًا من فلسفتها الآيديولوجية المناهضة لكافة أشكال الاستغلال والاضطهاد.

وسنحاول في هذه المقالة أن نُسلِّط الضوء على بعض مواقفها السياسية من القضية الفلسطينية، دون التطرق لجوانب أخرى رغم أهميتها.

ومن الطبيعي العودة الى البدايات؛ حيث ارتبطت الصين من الناحية التاريخية بعلاقات خاصة ومميزة مع الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، وهي أول دولة غير عربية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها سنة 1964، وحتى قبل أن تحتل فسطين مقعدها الدائم في مجلس الأمن الدولي. واستقبلت بكين حينها معظم القيادات التاريخية للثورة الفلسطينية، ومن كل ألوان الطيف السياسي: أحمد الشقيري وياسر عرفات وجورج حبش وغيرهم. وفي 10 نوفمبر سنة 1975، صوتت الصين لمصلحة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3379 الذي يعتبِر "الصهيونية شكل من أشكال العنصرية"، وامتنعت لاحقًا عن التصويت على القرار الذي ألغاه. وعندما أعلن المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في الجزائر قيام دولة فلسطين في 15 نوفمبر سنة 1988، اعترفت الصين الشعبية بالدولة الفلسطينية، وقدمت حينها عدة مبادرات لحل الصراع على أرضية قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وإذا اقتصر الحديث على ما يجري حاليًا، فإنَّ للصين الشعبية موقفًا متقدمًا؛ سواءً في مجلس الأمن الدولي أو على صعيد الملتقيات والمحافل الأخرى. وتدعم بكين في هذه المرحلة حل الدولتين ومبدأ الأرض مقابل السلام، وفق القرارات الأممية ومنها القرار رقم 194 المتعلق بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي شُرِّدوا منها، والقرار 242 الذي ينص على الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة والعودة إلى خط الرابع من يونيو 1967، وهو مطلب عربي في هذه المرحلة ويحظى بتأييد عالمي واسع، وإن كان يصطدم على الدوام بالفيتو الأمريكي.

رغم أن هذا القرار ما زال يثير الكثير من الجدل على المستوى الشعبي؛ حيث يراه البعض حلًا مرحليًا تفرضه موازين القوى القائمة، إلّا أن البعض الآخر يراه حلًا استراتيجيًا يُنهي عملية الصراع الشامل. وفي كل الأحوال، ستكشف التطورات المقبلة مدى واقعية هذا الخيار ومدى إمكانية التعايش مع هذا الكيان الإرهابي الفاشي المُجرم المُسمّى بـ"إسرائيل".

وعلى ضوء التطورات الراهنة، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ، رؤيةً من 3 نقاط لحل القضية الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، واستعداد الصين لأداء دور إيجابي لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وزيادة المساعدات الإنسانية الإنمائية لفلسطين. وفي هذا السياق، استضافت بكين خلال الفترة الماضية سلسلة من الحوارات الفلسطينية- الفلسطينية وآخرها أثناء معركة "طوفان الأقصى"؛ حيث التقى وفدان من حركتي فتح وحماس، وهما طرفا الانقسام على الساحة الفلسطينية الذين يمسكون بزمام السلطة الوهمية تحت الاحتلال في غزة والضفة، والمُمَوَّلين من القوى الإقليمية. وقد تُوِّجَت جهود الصين السياسية والدبلوماسية بالاتفاق الأخير الذي عُرف بـ"إعلان بكين"، والذي وقَّعت عليه جميع الفصائل الفلسطينية دون استثناء، وكان من أبرز نتائجه الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني، وانضواء الجميع تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني؛ وهي خطوة مُهمة في الاتجاه السليم في هذه المرحلة الصعبة من عمر النضال الوطني التحرري، واذا ما تم الالتزام بما اتُفِق عليه ربما يخرج الوضع الفلسطيني من حاله إلى حال أفضل.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إلغاء حق الجنسية بالولادة.. ماذا قال ترامب عن احتمال خسارة القضية؟

(CNN)-- رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإفصاح عما إذا كان سيسعى لسحب الجنسية الأمريكية من المولودين في الولايات المتحدة إذا فاز في قضية منح الجنسية بالولادة التي وافقت المحكمة العليا مؤخرًا على البت فيها، لكنه أضاف أن خسارته للقضية ستكون "مدمرة".

تأتي تعليقات ترامب في مقابلة مع مجلة بوليتيكو نُشرت الثلاثاء، بعد أيام من موافقة المحكمة العليا على البت في مدى دستورية محاولات ترامب لإلغاء منح الجنسية بالولادة.

الجنسية بالولادة هي المبدأ الذي ينص على أن جميع المولودين في الولايات المتحدة يحق لهم أن يكونوا مواطنين بغض النظر عن أصل والديهم. يضمن التعديل الرابع عشر للدستور، الذي صُدِّق عليه عام 1868، هذا الحق.

وعندما سُئل ترامب عما إذا كان سيحاول سحب الجنسية من المولودين في الولايات المتحدة إذا فاز في القضية، قال لـ بوليتيكو: "بصراحة، لم أفكر في ذلك".

مقالات مشابهة

  • إلغاء حق الجنسية بالولادة.. ماذا قال ترامب عن احتمال خسارة القضية؟
  • فعالية ووقفة نسائية بالضالع إحياءً لذكرى ميلاد الزهراء ودعم القضية الفلسطينية
  • ندوة أكاديمية تستعرض تأثير الفيتو الأمريكي على القضية الفلسطينية
  • عمرو أديب: مصر لم تبع القضية الفلسطينية.. وأهدافنا إنهاء المأساة الإنسانية في غزة
  • كيف يتزايد النفوذ السعودي داخل الساحة الفلسطينية؟.. تقرير إسرائيلي يرصد التغير
  • آخر الأوضاع بالقطاع| طيران الاحتلال يقصف المناطق الغربية لرفح الفلسطينية.. نتنياهو يرفض إقامة دولة فلسطينية
  • محاولة انقلاب فاشلة في دولة أفريقية.. ما الذي جرى؟
  • أكاديمي إماراتي يدعو لتقسيم اليمن.. في تناقض مع الموقف الخليجي والعربي
  • خطيب المسجد الاقصى:القضية الفلسطينية بحاجة للأفعال وليس للشجب والاستنكار
  • التوتر يسود الموقف.. تايوان تتهم الصين بنشر سفن حربية ضمن عمليات عسكرية