النزاهة تكشف شبهات فساد بتجهيـز مواد لمحطة كهرباء بقرابة (8) مليارات دينار في كركوك
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
أعلنت هيئة النزاهة الاتحاديَّة رصدها شبهات فسادٍ في مشروع تنفيذ خطوط كهرباء بكلفة (7,63٠٠,٠٠٠٠٠) سبعة مليارات دينار، ومغالاة بمشتريات حقل حمرين في كركوك.
مكتب الإعلام والاتصال الحكوميّ أشار إلى أنَّ فريقاً مُؤلَّفاً في مكتب تحقيق كركوك كشف عن وجود شبهات فسادٍ منسوبةٍ للجنة المركزيَّة للمُراجعة والمُصادقة على المشاريع في ديوان المُحافظة بمشروع تجهيز موادّ وتنفيذ مُغذّي جهد (kv33) لتغذية محطة " ما مه" المقترحة من محطة إنتاج الدبس بواسطة أبراج مُتوسّطة المدى.
وأردف مكتب الإعلام إنَّ من ضمن المُخالفات تجهيز الموادّ وتنفيذ أعمال إنارة مدخل "التون كوبري" إلى جسر الهندي، وإنارة مدخل سيطرة مقابل دائرة كهرباء "التون كوبري"، وإنارة الأبراج لفلكة وحدائق أطراف سياج المطار، فضلاً عن إنارة مدخل شارعي مدخل ناحية ليلان وتنفيذ مغذي جديد ( 11 kv) من محطة "بنجه علي"، مُوضحاً أنَّ المشروع تمَّت إحالته بمبلغ (7,63٠٠,٠٠٠٠٠) سبعة مليارات دينارٍ، بالرغم من وجود عطاءاتٍ مُقدَّمةٍ من بقية الشركات المُنافسة بمبلغ (6,106,383,000) ستة مليارات دينار.
وأضاف المكتب إنَّ شعبة التدقيق الخارجيّ في مكتب تحقيق كركوك رصدت قيام مدير قسم التدقيق والعضو الماليّ في اللجنة المركزيَّة للمُراجعة والمُصادقة باستبعاد الشركات المُنافسة على المشاريع المُعلنة؛ بحجة عدم استيفاء مُعدّل الإيراد الماليّ، على الرغم من عدم استيفاء الشركة المُنفّذة للمشروع الذي كان ضمن تخصيصات تنمية الأقاليم للعام 2023 لمُعدَّل الإيراد السنويّ، لافتاً إلى قيام لجنة تحليل العطاءات والتوصية بالإحالة وقبول أعلى العطاءات وبفارقٍ كبيرٍ جداً عن أقل العطاءات.
وأوضح المكتب أنَّ الملاكات كشفت شبهات فسادٍ وهدراً للمال العام في عقد تجهيز جهاز (dermatome) الخاصّ بترقيع الحروق المُبرم بين دائرة صحَّة المُحافظة وإحدى الشركات، حيث لم يمارس مدير قسم التفتيش دوره الرقابيّ في اتخاذ الإجراءات القانونيَّة، بعد أن تبيَّن أنَّ الجهاز لم يعمل أو يدخل الخدمة منذُ تاريخ التجهيز؛ لوجود إشكالاتٍ في الشفرات الخاصَّة به.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: ملیارات دینار شبهات فساد
إقرأ أيضاً:
بين الحشد والتعبئة والانقياد: مدخل إلى سيكولوجيا الجماهير في اليمن
هل تساءلت يوما لماذا يتغير سلوك شخص تعرفه بمجرد انضمامه إلى جماعة أو حزب؟ أو كيف ينجذب عدد كبير من الناس خلف فكرة أو شعار أو حتى قائد يفتقر إلى أبسط مقومات الكفاءة والكاريزما؟
عادة ما يتم تفسير هذا السلوك بعدة أسباب مثل الأيديولوجيا أو الضغوط، لكن ثمة منظور آخر يقدّمه لنا علم سيكولوجيا الجماهير، الذي يستكشف التحولات النفسية العميقة التي تطرأ على الفرد حين يذوب داخل الجماعة، ويتلاشى من فاعل مستقل إلى تابع يتأثر بالعاطفة والاندفاع الجمعي.
في هذا المقال، سنحاول مقاربة الواقع الراهن من منظور علم النفس الاجتماعي، لفهم آليات تأثير الجماعة على الفرد، وكيف يتغير سلوكه تبعا لذلك.
ما معنى “سيكولوجيا الجماهير”؟
يشير مفهوم “سيكولوجيا الجماهير” إلى فرع من علم النفس الاجتماعي، الذي يُعنى بدراسة سلوك الأفراد وتفكيرهم عندما يكونون جزءا من تكتل أو تجمع جماهيري.
ويُعد الطبيب والفيلسوف والمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون، من أبرز رواد هذا الحقل، حيث وضع أسسه النظرية في كتابه الشهير “سيكولوجيا الجماهير” الصادر سنة (1895).
يرى لوبون أنه بمجرد انضمام الفرد للحشد يفقد استقلاله العقلي لصالح “العقل الجمعي”، الذي لا يمثل مجموع الأفراد، بل هو كيان جديد له سماته النفسية وديناميكياته الخاصة، التي تؤثر على سلوك الأفراد.
تخيّل أنك وسط مظاهرة أو في ملعب رياضي أو فعالية دينية، وفجأة تجد نفسك تردّد شعارات لم تكن لتقولها بمفردك، هذا هو جوهر سيكولوجيا الجماهير: حين يذوب الفرد داخل المجموعة ويتراجع تفكيره النقدي لصالح التأثر العاطفي والانفعال الجماعي.
وقد يتساءل البعض: هل يحدث ذلك دوما؟ الجواب ليس نعم أو لا، بل يعتمد على وعي الفرد، وفهمه لطبيعة الجماعة التي ينتمي إليها، إلى جانب مستوى التأطير الذي تمارسه عليه، وكما يقول المثل اليمني: “من ساير القوم أربعين يوما صار منهم”.
كيف يتصرف الفرد داخل الجماعة؟
تؤثر مجموعة من الخصائص النفسية على سلوك الفرد داخل الإطار الجمعي، أبرزها:
1-فقدان الهوية الفردية والشعور بالمسؤولية
يتراجع شعور الفرد بالمسؤولية حين يندمج داخل الحشود، مما يجعله أكثر استعدادا للقيام بتصرفات قد لا يفعلها بمفرده. تُعرف هذه الحالة في علم النفس بمفهوم “إزالة الفردية” (Deindividuation)، وهو مصطلح استخدمه عالم النفس فيليب زيمباردو في سياق دراسته الشهيرة “تجربة سجن ستانفورد”، ويُشير إلى لحظة يفقد فيها الإنسان وعيه الذاتي داخل الجماعة، فيصبح أكثر عرضة للسلوك المندفع وغير المنضبط.
تتجلى هذه الظاهرة بوضوح في سلوك عناصر جماعة الحوثي عند نقاط التفتيش أو خلال المداهمات، وكذلك لدى أفراد “المجلس الانتقالي”، إذ يُلاحظ تراجع الإحساس بالمسؤولية الفردية، لصالح طاعة عمياء تُغذيها التعبئة العقائدية والمزاج النفسي المصاحب للحظة.
وعلى النقيض من ذلك، يختلف الوضع في السياق القبلي، حيث يكون الفرد غالبا أكثر وعيا بمسؤوليته، لأن سلوكه يرتبط بمكانة قبيلته، وقد يترتب عليه عقاب وفقا للأعراف القبلية. صحيح أن البعض قد يتهور إذا كان ينتمي إلى قبيلة قوية، إلا أن العنف القبلي في العادة مقنّن، كما أن الإيدولوجيا ليست جزءا من البنية القبلية، بخلاف التنظيمات المسلحة ذات الطابع الإيديولوجي، التي تكرّس داخل الفرد ثقافة الطاعة والانقياد على حساب التفكير والاستقلالية.
2-طغيان اللاعقلانية والعاطفة:
تتأثر الجماهير بشكل كبير بالرسائل العاطفية والمشاعر الغريزية مثل الخوف، الحماس، الغضب، والتعصب، حيث تنتقل هذه المشاعر بين الأفراد كعدوى نفسية، ما يجعل الجماعة عرضة للانفعال السريع والتلقين دون تفكير عقلاني.
ولهذا، يمكن لشعار مثل: “بالروح بالدم نفديك يا يمن” أو “لبيك يا أقصى” أن يحدث تحوّلا سريعا في المزاج الجماعي، من الهدوء إلى الحماسة أو من العقلانية إلى الانفعال، دون أن يتوقف الأفراد للتساؤل عمّا إذا كانت الشعارات تعكس فعلا طبيعة الحدث أو أهدافه، أم أنها تُستخدم كأدوات تعبئة تُخفي وراءها أجندات أخرى.
3-القابلية للتأثر والتقليد:
بحسب عالم الاجتماع الفرنسي غابرييل تارد، فإن التقليد(Imitation) هو المحرك الأساسي في السلوك الاجتماعي، إذ ينتشر الفعل بين الأفراد كما تنتقل العدوى، بفعل التأثر المتبادل والاندماج في الجماعة.
في هذا السياق، حين يدعو عبدالملك الحوثي إلى مظاهرة في ميدان السبعين باسم “نصرة غزة”، رغم تكرارها وعدم جدواها الواقعية في التأثير على الكيان الإسرائيلي، فإن دوافع الاستجابة تتغير مع الزمن، فمن الالتزام الإيديولوجي والتضامن الإنساني إلى التقليد أسوة بالأصدقاء والمحيط أو تحت ضغطهم حتى يتحول الحضور إلى طقس جماعي واجب، بحيث يُعد التخلف عنه بمثابة خذلان أو نوع من الرفض الضمني لموقف الجماعة.
4-التلقائية والاندفاع:
غالبًا ما تفتقر الجماهير إلى التخطيط أو التفكير المسبق، إذ تكون استجابتها آنية، تحكمها اللحظة وتؤججها المشاعر، لا الحسابات العقلانية، مما يجعلها عرضة للاندفاع واتخاذ قرارات سريعة، دون وعي كافٍ بعواقبها أو خلفياتها.
وكمثال تطبيقي على ذلك، يهرب “المجلس الانتقالي”، من فشله في تأمين الحد الأدنى من الخدمات، إلى دعوة أنصاره للتظاهر ضد سلطة هو شريك فيها أساسا، بحيث يتم توجيه مشاعر الغضب والمعاناة ضدها، في قالب تعبوي عاطفي يصوّر الأزمة كجزء من “حرب خدمات” تستهدف الجنوب، ويُقدَّم التظاهر كفعل مقاوم لإفشال المؤامرة. وهكذا، يندفع الناس إلى الشارع بدافع الغضب والحاجة، دون أن يتوقفوا لمساءلة المجلس عن مسؤوليته المباشرة في ما يعيشونه من واقع سيء.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةأنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...
نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...
قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...