صحيفة البلاد:
2025-07-02@01:59:26 GMT

الكمنجة

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

الكمنجة

في ريعان الشباب، كان زيد يمر أثناء ذهابه كل صباح إلى عمله سيراً على الأقدام، برجل كبير في السن جالساً على دكّة. وكان إذا اقترب منه، قال: السلام عليكم. فيجيب الشايب: وعليكم السلام يا خير الناس. وكان زيد يزدهي بهذا الثناء الذي يرن في أذنيه كمثل إيقاع كمنجة. واستمر على ذلك فترة. ثم قال زيد لنفسه لربما إذا تزوجت لرفعني إلى درجة أعلى.

لربما قال لي: يا سيد الناس، أو يا قدوة الشباب، أو يا تاج رأسنا. فتوكل على الله وتزوج، وغاب خلال شهر العسل عن العمل. ولما عاد، مرّ في طريقه إلى عمله، على صاحبه، فألقى عليه السلام، وإذا بالشايب يرد عليه بالقول: وعليكم السلام يا مثل الناس.

وسنأتي على بقية القصة، وهي ليست من كيسي، بعد استعراض تجاوب القراء من أقطار عربية مختلفة، مع عمود “إدريس” المنشور الأسبوع الماضي.
الدكتور محمد الكاف: للأسف في المجتمع القبلي البدوي في المملكة يكثر الحلف بالطلاق.

تعقيب من صديق كان يعمل في إحدى الشركات في ينبع الصناعية: زميل محام من السودان الشقيق كان يردّد “عليّ الطلاق” عدة مرات في أحاديثه، فحذّرته من ترديد هذه العبارة لآنها ملزمة، فقال المحامي: لا.. لا، هذه ليست مقصودة.

ماهر إسماعيل: أذهلني أنك واسع الاطلاع والغوص في خبايا الثقافة والسينما المصرية واستشهادك ببطلان زواج عتريس وفؤاده.
المحامي عبد الحميد بشناق: يا ليت أئمة المساجد يتكلمون عن كلمة “عليا الطلاق” وجهل بعض الأزواج حين يرمونها.
الأستاذ سراج عبد ربه: إنها عبرة دينية واجتماعية لمن يريد أن يعتبر.
الأستاذ عليّ بانافع: ظاهرة سيئة نسمعها من كثير من الناس الحلف بالطلاق للأسف، وخاصة يافع، وكثير من أبناء الشمال.
هلال الكثيري: موضوعك هذا ذكرنا بأمر آخر وهو التهاون بين الناس في الحلف باليمين على كل شاردة وواردة.

وبعد هذا الاستطراد نعود إلى قصة زيد.
انتظر بفارغ الصبر ليأتي الصباح، ويذهب إلى عمله. وعند وصوله إلى دكة الشايب، ألقى عليه السلام لعل وعسى. لكن الشايب كرّر قوله: وعليكم السلام يا مثل الناس. لا حول ولا قوة إلا بالله. وبعد شهور لم يشأ الله أن تحمل زوجة جمال، فقرر أن يفارقها كي يستعيد المنزلة التي أضفاها عليه الشايب، فسلمها ورقة الطلاق. وانتشر الخبر في الحي بأن زيدا طلق زوجته. ولا يجوز السؤال عما كان بين الزوج وامرأته. ثم توجه زيد إلى عمله كعادته وسلم على الشايب فقال الشايب: وعليكم السلام يا أخس الناس.
آه. الصفعة كانت قوية ومباغتة. والشاعر البحتري قديما صور لنا مثل هذا الموقف في قوله:
وكأن الزمان محمو لا هواه مع الأخسِّ الأخسِّ
وأيقن زيد أن الكمنجة قد انكسرت، وما لها جبر.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: إلى عمله

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يلتقي الممثل المقيم لمنظمة الفاو



وفي اللقاء أعرب الوزير عامر عن تقديره للجهود التي بذلها جادين خلال فترة عمله في اليمن، خاصة دعم المزارعين والتركيز على زيادة الإنتاج بدلاً من الاعتماد على المساعدات.

وتمنى لممثل منظمة "الفاو" التوفيق في مهامه المستقبلية.

بدوره، أعرب الممثل المقيم لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" جادين، عن تقديره للدعم الذي تلقاه من قبل وزارة الخارجية خلال فترة عمله بصنعاء.

مقالات مشابهة

  • صنعاء تُحيي ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في مشهد تعبوي جامع يُجدد العهد ويعزز الارتباط بالمشروع القرآني
  • وزير الخارجية يلتقي الممثل المقيم لمنظمة الفاو
  • تطييب رفات وتدشين أيقونات في احتفالات دير الشايب بعيد استشهاد الأنبا موسى القوي
  • وزير الدولة للشؤون الخارجية يودع سفير بنغلاديش
  • بمشاركة مجمع رهبان الدير .. قبول طالبي رهبنة بدير الشايب | صور
  • رئيس المحكمة الاتحادية الجديد يباشر مهام عمله ويشكر أعضاء لعدولهم عن طلب التقاعد
  • فعاليتان ثقافيتان في مديرية همدان بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام
  • آسر ياسين يكشف تفاصيل تحضيره لفيلم "الشايب"
  • إحالة عاطل للمحاكمة بتهمة سرقة مبلغ مالى من مكان عمله
  • فرع المؤسسة العامة لنقل الركاب يبدأ عمله في درعا