تزايدت التقارير عن المذابح والهجمات التي قام بها المستوطنون اليهود ضد الشعب الفلسطيني في الأشهر الأخيرة، مما دفع المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى وصف الظاهرة بأنها "إرهاب قومي" يهودي. وقد حذر رئيسُ المخابرات الإسرائيلية (الشاباك) بنيامين نتنياهو من أن "الإرهاب اليهودي" هو الذي يدفع بالفلسطينيين إلى الانتقام من مستعمريهم.

حتى حكومة الولايات المتحدة، التي يعتبر دعمها للاستعمار اليهودي أسطورياً، قد ذهبت إلى حد وصف هجمات المستوطنين بـ"الإرهاب".

وفي حين أعربت عدة منظمات يهودية أمريكية عن رعبها وإدانتها للمذابح التي يتعرض لها الفلسطينيون، فإن صحيفة نيويورك تايمز المتطرفة في صهيونيتها تحدثت فقط عن "الهجمات الانتقامية" المزعومة، أو عن "عنف" المستوطنين الذي يستهدف الفلسطينيين لأنهم تجرأوا على مقاومة مستعمريهم اليهود.

وقبل أيام قليلة، وبينما كانت الحكومة الإسرائيلية تتخذ إجراءات لدعم السلطة الفلسطينية حتى تتمكن السلطة من مواصلة حملتها لقمع مقاومة الشعب الفلسطيني للاستعمار اليهودي، كانت السلطة الفلسطينية منشغلة بإقامة مزاد علني لبيع لوحات سيارات بأرقام مميزة استعراضية لفئة رجال الأعمال الفلسطينيين المقيمين في الضفة بأسعار تصل إلى 250 ألف دولار. في تلك الأثناء، قام مستوطن يهودي بدهس صبي فلسطيني يبلغ من العمر أربع سنوات بسيارته في تل رميدة بالقرب من الخليل، وهو هجوم لم يشكل مصدر قلق كبير للسلطة الفلسطينية. وبعد ذلك بيومين، دهس مستوطن يهودي آخر طفلاً فلسطينياً آخر في الرابعة من عمره شرقي بيت لحم. وهذا ليس إلا جزءاً من الهجمات الإرهابية المستمرة التي يشنها المستعمرون اليهود منذ عقود في الضفة الغربية وغزة، والتي وصفتها صحيفة "هآرتس" الليبرالية بأنها على غرار العنف الذي تشنه منظمة "الكو كلكس كلان" العنصرية ضد غير البيض في الولايات المتحدة.

صحيح أن إرهاب المستوطنين اليهود الذي يستهدف الفلسطينيين، لا سيما استهدافهم للأطفال الفلسطينيين، قد ازداد بشدة في عام 2023، إلا أنه لا يمثل ظاهرة جديدة، بل يعود إلى الأيام الأولى للاستعمار الصهيوني ما بعد عام 1967، وخاصة منذ النصف الثاني من السبعينيات وما تلاه
لكن هل المستوطنون اليهود اليوم، بالفعل، أكثر قسوة وعنفاً مما كانوا عليه منذ عام 1967، أو أن إرهابهم غير مسبوق مقارنة بالمستوطنين اليهود قبل قيام دولة إسرائيل؟

صحيح أن إرهاب المستوطنين اليهود الذي يستهدف الفلسطينيين، لا سيما استهدافهم للأطفال الفلسطينيين، قد ازداد بشدة في عام 2023، إلا أنه لا يمثل ظاهرة جديدة، بل يعود إلى الأيام الأولى للاستعمار الصهيوني ما بعد عام 1967، وخاصة منذ النصف الثاني من السبعينيات وما تلاه. فعلى سبيل المثال، أطلقت إحدى مجموعات المستوطنين الإرهابية الرئيسة، المؤلفة في الغالب من مستوطنين يهود أمريكيين، والتي هاجمت وقتلت الفلسطينيين في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، على نفسها اسم "الإرهاب ضد الإرهاب". وقد كانت الجماعة من أتباع الحاخام العنصري الأمريكي مئير كهانا، وبرزت أيضاً مجموعة أخرى من المستوطنين المتعصبين اسمها "غوش إيمونيم" (أو "كتلة المؤمنين)" هاجمت الفلسطينيين في ذات الفترة، وكانت "غوش ايمونيم" متخصصة في تفجير السيارات والاغتيالات.

ومن بين الجماعات الإرهابية الأخرى للمستوطنين جماعة "إيغروف ماجن" وجماعة "الثورة"، وقد تخصصت الأخيرة في مهاجمة المسيحيين الفلسطينيين وكنائسهم. وتهدف هجمات المستوطنين على الفلسطينيين المسماة "بطاقة الثمن" إلى "تدفيع" الفلسطينيين " ثمن" مقاومتهم للاستعمار اليهودي للأراضي الفلسطينية، وقد توسعت رقعة هذه الهجمات في الألفية الجديدة.

ولم يسلم الأطفال الفلسطينيون من عنف الإرهاب اليهودي. ففي عام 1979، جاء مستوطنون يهود من مستعمرة كريات أربع لمساعدة الجيش الإسرائيلي في قمع الفلسطينيين وقتلوا خلال هذه العملية صبيّين فلسطينيّين. وقد كانت الهجمات على الفلسطينيين بسيارات المستوطنين التي تدهس الفلسطينيين وتولي بالفرار بعدها سمة مهمة لإرهاب المستوطنين اليهود، لا سيما استهداف الأطفال. ففي أيلول/ سبتمبر 2011 قام مستوطن بدهس صبي فلسطيني يبلغ من العمر ثماني سنوات في الخليل. وبحسب منظمة اليونيسف، أصاب المستوطنون 18 طفلاً (13 فتى و5 فتيات) في عام 2012، بينما جرح الجيش الإسرائيلي 21 طفلاً في حوادث متعلقة بالمستوطنين.

ولنأخذ مثالاً عشوائياً من وثائق الأمم المتحدة التي تخبرنا بأنه في شهري آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر فقط من عام 2014 وتحديدا "في 25 أيلول/ سبتمبر، دهس مستوطن فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 10 سنوات في سلوان؛ وفي 17 آب/ أغسطس، لقي فلسطيني حتفه بعد أن صدمته سيارة مستوطن إسرائيلي في القدس الشرقية المحتلة. وبتاريخ 14 آب/ أغسطس، صدمت سيارة مستوطن يهودي فلسطيني آخر. وفي 7 آب/أغسطس، دهس مستوطن طفلة فلسطينية تبلغ من العمر 8 سنوات في جنوب الضفة الغربية".

في عام 2015، قام مستوطنون بحرق رضيع فلسطيني يبلغ من العمر 18 شهراً حتى الموت، عندما أشعلوا النار في منزل عائلته في دوما. في عام 2016 دهس مستوطن يهودي فتاة فلسطينية تبلغ من العمر ست سنوات في قرية الخضر وقتلها. وقام مستوطن آخر يبلغ من العمر 65 عاماً بدهس فتاة فلسطينية عمداً في حزيران/ يونيو 2017 وقتلها، بينما دهس مستوطن آخر فتاة أخرى تبلغ من العمر ثماني سنوات في آب/ أغسطس وقتلها أيضاً. وقد قتل مستوطن طفلا في السابعة من عمره عام 2019 عندما دهسه في الخليل. وفي عام 2020 صدم مستوطن بسيارته طفلاً فلسطينياً بالقرب من سلفيت وولّى بالفرار. في عام 2021، أصيب طفل فلسطيني يبلغ من العمر ثلاث سنوات وشقيقه البالغ من العمر ست سنوات بجروح خطيرة عندما هاجم مستوطنون سيارة أسرتهم بالقرب من رام الله. وفي عام 2022 دهس مستوطن طفلاً فلسطينياً يبلغ من العمر تسع سنوات وولى بالفرار. وفي كانون الثاني/ يناير 2023 دهس مستوطن طفلة فلسطينية تبلغ من العمر سبع سنوات بالقرب من قلقيلية.

وهذا عدا عن اقتلاع آلاف الأشجار في الأراضي الفلسطينية، وقلع أشجار الفلسطينيين هو من اختصاص المستوطنين اليهود والجيش الإسرائيلي على حد سواء، خاصة منذ عام 1967.

نظراً لأن بعض هذه الهجمات المروعة قد نالت نصيبها من الإدانة في بعض الأوساط الليبرالية في الصحافة الغربية والإسرائيلية، يبدو أن هناك قدراً من التحيز والظلم الصهيوني الليبرالي والمؤيد لإسرائيل في الحكم على إرهاب هؤلاء المستوطنين المعاصرين بشكل أكثر قسوة وشدة، بينما في الواقع ارتكب أسلافهم الصهاينة في الثلاثينيات والأربعينيات جرائم مروعة أكثر مما ارتكبوه. لكن الصهاينة الليبراليين لا يزالون يحتفون بهؤلاء الأخيرين. في الواقع، حتى هجمات الدهس التي تستهدف الأطفال الفلسطينيين هي ليست أكثر من تكتيكات يحاكي المستوطنون الحاليون من خلالها الرواد الصهاينة الإرهابيين الذين ابتكروها أصلاً.

نظراً لأن بعض هذه الهجمات المروعة قد نالت نصيبها من الإدانة في بعض الأوساط الليبرالية في الصحافة الغربية والإسرائيلية، يبدو أن هناك قدراً من التحيز والظلم الصهيوني الليبرالي والمؤيد لإسرائيل في الحكم على إرهاب هؤلاء المستوطنين المعاصرين بشكل أكثر قسوة وشدة، بينما في الواقع ارتكب أسلافهم الصهاينة في الثلاثينيات والأربعينيات جرائم مروعة أكثر مما ارتكبوه. لكن الصهاينة الليبراليين لا يزالون يحتفون بهؤلاء الأخيرين
ففي ربيع عام 1935، بدأت تصدر تقارير بريطانية عن وحشية "السائقين اليهود الذين يمرون وسط القرى العربية". فقد أفاد أحد المسؤولين البريطانيين برواية شاهد عيان بريطاني كان قد رأى "سائقاً يهودياً يدهس طفلاً عربياً، وبعد ذلك يدفع جسد الطفل المقتول بعيداً عن الطريق، ومن ثم يتابع رحلته قبل أن يتمكن أي شخص من توقيفه". وقد كانت هنالك "عدة روايات مماثلة لهذه الحوادث".

أما اقتلاع المستوطنين للأشجار التي زرعها الفلسطينيون، فهي من أقدم التقاليد الاستيطانية الصهيونية في فلسطين. فعندما اكتشف المستوطنون اليهود في عام 1908 أن غابة أرادوا تكريسها لذكرى مؤسس الصهيونية ثيودور هرتزل قد غَرَس أشجارها فلسطينيون، اقتلعوا جميع الشتلات وأعادوا زرعها من جديد، كي يقال بأن اليهود هم من زرعها.

وعندما بدأ المستوطنون الصهاينة بالاعتداء على المدنيين الفلسطينيين في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، كان من بين الضحايا أطفال فلسطينيون. ومن أشهر هذه الهجمات كان تفجير الصهاينة لمقاهٍ فلسطينية بالقنابل اليدوية (مثلما حدث في مدينة القدس في 17 آذار/ مارس 1937)، ووضع ألغام موقوتة كهربائياً في أسواق مزدحمة (استخدمت لأول مرة ضد الفلسطينيين في حيفا في 6 تموز/ يوليو 1938). وفي حين أن هذه الجرائم قد تشبه بعض هجمات المستوطنين اليهود المعاصرين، إلا أن الأخيرين لم يرتكبوا مذابح على مستوى الأجيال السابقة من المستوطنين اليهود.

فقد فجرت مليشيات المستوطنين الصهاينة (الهاغاناه) على سبيل المثال سفينة "باتريا" الراسية في ميناء حيفا في تشرين الثاني/ نوفمبر 1940، مما أسفر عن مقتل أكثر من 260 لاجئاً يهودياً وعدداً من أفراد الشرطة البريطانية. وقد اغتال مستوطنون يهود آخرون مسؤولين في الحكومة البريطانية؛ وأخذوا مواطنين بريطانيين رهائن؛ وقاموا بتفجير مكاتب حكومية قتل فيها موظفون ومدنيون؛ وقاموا بتفجير السفارة البريطانية في روما (1946)؛ وقاموا بجلد وقتل الأسرى من الجنود البريطانيين؛ كما قاموا بإرسال رسائل وطرود مفخخة إلى مسؤولين بريطانيين في لندن، من بين جرائم أخرى كانوا قد ارتكبوها.

وقد كان مناحيم بيغن، رئيس وزراء إسرائيل المستقبلي، العقل المدبر لعدد من هذه الهجمات. فبعد أن ذبحت جماعته أكثر من مائة فلسطيني في قرية دير ياسين في نيسان/ أبريل 1948، أصبح اسمه مرادفاً للإرهاب. وقد وصف ألبرت أينشتاين وحنة أرندت، وآخرون، مجموعة بيغن بأنها ليست "منظمة إرهابية يمينية شوفينية" فحسب، بل بأنها "قريبة جداً من.. الأحزاب النازية والفاشية". لكن المليشيا الاستيطانية الرسمية للحركة الصهيونية، أي الهاغاناه، كانت قد ارتكبت مذابح أسوأ بكثير خلال تلك الفترة، ولكن يبدو أنها لم تكن تستحق الإدانة حينئذ أو اليوم من قبل الصهاينة الليبراليين ومؤيديهم.

ففي كانون الأول/ ديسمبر 1947، استهدفت إحدى أولى هجمات الهاغاناه (وقد تشكل جيش إسرائيل بعد تأسيس الدولة من هذه المليشيا) -والتي أصبحت نموذجية في هذه الفترة- قرية الخصاص الفلسطينية في الجليل، مما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وأربعة أطفال فلسطينيين. وثبت أن هذا الرقم ضئيل مقارنة بعمليات القتل الجماعي اللاحقة التي كانت تنتظر الشعب الفلسطيني. ففي قرية الدوايمة، على سبيل المثال، ارتكبت الهاغاناه مجزرة في تشرين الأول/ أكتوبر 1948، قتلت فيها أكثر من 100 فلسطيني. وقد شملت الحرب الإرهابية على الفلسطينيين في عام 1948 اغتصاب وقتل أعداد كبيرة من النساء الفلسطينيات.

فلا شيء اقترفه المستوطنون المعاصرون منذ إعلانهم الحرب على الشعب الفلسطيني قبل خمسة عقود يقترب من هذه الأرقام، ناهيك عن مستوى الهمجية التي ارتكبها المستوطنون الصهاينة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي. الاستثناء الوحيد في حالة المستوطنين المعاصرين هو مذبحة المسجد الإبراهيمي التي ارتكبها المستعمر الأمريكي اليهودي بيني (المعروف باسم "باروخ") غولدستين في عام 1994، والذي قتل 29 مصلياً فلسطينياً داخل المسجد، لكن مجزرته تتضاءل بالمقارنة مع العديد من الحملات الإجرامية ضد الفلسطينيين التي شنها الجيش الإسرائيلي بعد عام 1948، والتي تشمل مذابح قبيه وغزة وخان يونس وكفر قاسم في بداية ومنتصف الخمسينيات، ناهيك عن المذابح التي تلت.

ما نشهده اليوم من إرهاب المستوطنين ليس في الواقع سوى نسخة أكثر اعتدالاً من الجرائم التي سرق المستعمرون الصهاينة من خلالها وطن الفلسطينيين، وعلى الصهاينة والليبراليين الموالين لإسرائيل في الغرب الذين يجدون إرهاب المستوطنين الحاليين غير مستساغ أن يراجعوا تاريخ الصهيونية المليء بالفظائع
لا تهدف هذه المقارنات التقليل من الرعب الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من قبل المستوطنين- الاستعماريين الصهاينة في الضفة الغربية والقدس الشرقية اليوم، إنما يسعى للكشف عن تاريخ الإرهاب الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني منذ بداية المشروع الصهيوني، حيث إن المستوطنين اليهود الإرهابيين اليوم هم بالفعل نسخة أكثر اعتدالاً من أسلافهم، على الرغم من أنهم يواصلون نفس التقليد الاستعماري، الذي نتيجته يُحكم عليهم بشكل غير عادل من قبل المدافعين عن الإرهاب الصهيوني السابق، بما في ذلك كبار الجنرالات الإسرائيليين.

يُعرف المستوطنون الاستعماريون اليهود في فلسطين قبل عام 1967 باللغة العبرية بمصطلح "متياشفيم"، أي "مستوطنين"، بينما يطلق المستعمرون بعد 1967 على أنفسهم اسم "متناحليم" أو "ورثة الآباء" الذين أورثوهم أرض فلسطين، والتي يطلقون عليها اسم "نحلات آفوت" أو "أرض وميراث الآباء". يسعى الصهاينة الليبراليون للتمييز بشكل رئيس بين تلكما المجموعتين من المستوطنين الاستعماريين، لكن بالنسبة للشعب الفلسطيني، فليس هنالك ما يميز القسوة الاستعمارية- الاستيطانية لكلا المجموعتين وإرهابهما، إلا بقدر ما يبدو أن المستوطنين المعاصرين، بغض النظر عن الرأي الصهيوني الليبرالي المنتشر عنهم، أقل قسوة بكثير من أسلافهم، على الأقل حتى اللحظة.

إن ما نشهده اليوم من إرهاب المستوطنين ليس في الواقع سوى نسخة أكثر اعتدالاً من الجرائم التي سرق المستعمرون الصهاينة من خلالها وطن الفلسطينيين، وعلى الصهاينة والليبراليين الموالين لإسرائيل في الغرب الذين يجدون إرهاب المستوطنين الحاليين غير مستساغ أن يراجعوا تاريخ الصهيونية المليء بالفظائع قبل إصدار حكمهم الأخلاقي الظالم على مستوطني الحاضر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اليهود الفلسطيني الإسرائيلي الإرهاب جرائم إسرائيل فلسطين الإرهاب جرائم اليهود مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی الفلسطینیین فی الصهاینة فی هذه الهجمات لإسرائیل فی بالقرب من فی الواقع سنوات فی وقد کان یبدو أن أکثر من فی عام عام 1967

إقرأ أيضاً:

هدف حرب إسرائيل هو طرد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من غزة

قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إنه من الواضح أن إسرائيل ترفض وقف الحرب على غزة ، في ظل الأنباء حول اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى جزئي، وهي تسعى إلى تصعيد كبير قادم لا محالة في الضفة الغربية على خلفية خطط إقامة 20 مستوطنة جديدة، كما تواصل إسرائيل التهديد بمهاجمة إيران حتى في حال التوصّل إلى اتفاق نووي أميركي – إيراني.

وحسب تقديرات مصادر إسرائيلية مطلعة، فإنه لا يُتوقّع أن تعارض إسرائيل اتفاق وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا وإفراج حماس عن أسرى إسرائيليين، بينهم 10 أحياء ونصف الأسرى الأموات، مقابل الإفراج عن عدد غير معروف حاليًا من الأسرى الفلسطينيين، بموجب مقترح المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف.

إقرأ أيضاً: تفاصيل خطة أميركية جديدة لغزة تقترح اتفاقا لوقف النار بضمانة ترمب

لكن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من قطاع غزة بموجب مقترح ويتكوف، وإنما سيواصل حصار القطاع ليس من خارجه فقط، وإنما من داخله أيضًا، إذ ستبقى القوات الإسرائيلية في المواقع التي تواجدت فيها قبل استئناف الحرب، في 18 آذار/مارس الماضي، وبضمنها محور صلاح الدين (فيلادلفي) الذي يسيطر على معبر رفح مع مصر. وحسب التقارير الإسرائيلية، فإنه في إطار هذا الاتفاق سيُستأنف إدخال المساعدات الإنسانية بواسطة الأمم المتحدة.

طوال المفاوضات بين إسرائيل وحماس، بوساطة أميركية وقطرية ومصرية، أصرّت الحركة على وقف إطلاق دائم وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة كله، ورفضت إسرائيل هذا المطلب بالمطلق. وبعد اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى السابق، في الفترة بين 19 كانون الثاني/يناير و18 آذار/مارس من العام الحالي، استأنفت إسرائيل الحرب وأعلنت أنها تسعى إلى تحقيق الأهداف نفسها التي وضعتها في بداية الحرب، قبل حوالي 20 شهرًا، وهي القضاء على حماس وإعادة الأسرى من غزة.

ولم تحقق إسرائيل في حربها أيًّا من هذين الهدفين، ولا يتوقع أحد أنها ستحقّقهما في المستقبل المنظور من دون وقف الحرب بالكامل. بل يبدو أن الحكومة والجيش الإسرائيليين استسلما لهذه الحقيقة. وفيما ترفض حكومة نتنياهو حتى الآن الحديث عمّا يسمّى "اليوم التالي" في غزة بعد الحرب، وتُعلن في الوقت نفسه أن الحرب لن تتوقف، وأنها تسعى إلى تنفيذ مخطط طرد سكان غزة إلى خارج القطاع، فإنه أصبح واضحًا أن الحرب ليست ضد حماس فقط، وإنما هي بالأساس ضد سكان غزة المدنيين، الذين يشكلون الغالبية العظمى من الشهداء والجرحى والمهجّرين الذين دُمّرت بيوتهم وحياتهم كلها.

واعترض وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، على مقترح ويتكوف، وادّعى أن "حماس تتعرض لضغط وضائقة هائلة في الأيام الأخيرة نتيجة لتغيير منظومة توزيع المساعدات وفقدان سيطرتها على السكان في القطاع، إلى جانب الضغط العسكري المتواصل. وينبغي مواصلة تشديد الحبل على عنقها وإرغامها على صفقة استسلام مطلق مع (الإفراج عن) جميع المخطوفين دفعة واحدة. وسيكون هذا غباء مهووس أن نُخفّف الضغط ونُوقّع معها على صفقة جزئية تمنحها الأكسجين وحبل نجاة وتسمح لها بالانتعاش. ولن أسمح لأمر كهذا بأن يحدث. نقطة".

الادّعاء في الإعلام وأحزاب المعارضة في إسرائيل بأن سموتريتش وإيتمار بن غفير هما الجناح الأكثر تطرّفًا في حكومة نتنياهو هو ادعاء كاذب ومضلّل. ليس لأنهما ليسا متطرّفين، وإنما لأن الحكومة كلها، وبشكل خاص حزب الليكود، على شاكلتهما وتحمل أفكارهما نفسها. وسموتريتش وبن غفير انضما إلى حكومة نتنياهو ليس من أجل تولّي مناصب وزارية فقط، وإنما، وبالأساس، من أجل دفع عقيدتهما وأجندتهما التي تتمثل بتوسيع حدود إسرائيل لتشمل فلسطين التاريخية كلها، وطرد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين. ولذلك، لا ينبغي استبعاد أن الحرب على غزة بكل مأساويّتها وكارثيّتها هي مقدّمة لحرب قادمة على الضفة الغربية.

تعيين سموتريتش وزيرًا في وزارة الأمن لم يكن بهدف أن يكون مسؤولًا عن المستوطنات والمستوطنين، وإنما بهدف توسيع الاستيطان والسيطرة الإسرائيلية على الضفة، ليست كمنطقة محتلة، وإنما كمنطقة يجب ضمّ معظم مساحتها إلى إسرائيل.

مخطط ضمّ مساحات من الضفة إلى إسرائيل موجود منذ عقود. وحتى إنه موجود، على الورق، في خطط ومقترحات حل الدولتين، وهو جزء من عقيدة اليمين الإسرائيلي، في الحكومة وفي المعارضة أيضًا.

المستوطنون هم الذراع الإسرائيلية الطويلة لسرقة الأراضي في الضفة، وإقامة بؤر استيطانية عشوائية (من دون مصادقة إسرائيلية رسمية) من خلال اعتداءات متواصلة على الفلسطينيين وممتلكاتهم. وصعّدوا عمليات السرقة هذه في السنوات الماضية، بمساندة الجيش الإسرائيلي، وذلك بالتوازي مع حملة مصادقة واسعة للحكومة على مخططات استيطانية كثيرة.

في هذا السياق، أعلن الكابينيت السياسي – الأمني، أمس الخميس، أنه صادق قبل أسبوعين على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة، وبعضها في عمق الضفة، إضافة إلى إعادة بناء مستوطنة "سانور" في شمال الضفة، التي تم إخلاؤها في إطار خطة فك الارتباط عن غزة في العام 2005، وشرعنة بؤر استيطانية، بينها "حوميش" التي أُقيمت في موقع تواجدت فيه مستوطنة تحمل الاسم نفسه وأخلاها الجيش الإسرائيلي قبل سنوات.

يُشار إلى أن إقامة هذه المستوطنات سيستغرق عدة سنوات، لكن قسمًا منها يُحاصر مدنًا فلسطينية، بينها رام الله ، بعد أن استولت إسرائيل على الأراضي في هذه المناطق وصادرتها. والهدف هو تكرار النموذج الاستيطاني في أراضي الـ48، حيث صودرت الأراضي من المواطنين العرب، وحوصرت مدنهم وقراهم، ومُنع توسيعها، ببلدات يهودية صغيرة لا يُسمح للعرب بالسكن فيها.

العملية العسكرية التي شنّها الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية غداة وقف إطلاق النار في غزة، في كانون الثاني/يناير الماضي، هي الأكبر في العشرين عامًا الأخيرة، وهدم خلالها مساحات واسعة في مخيمات اللاجئين في شمال الضفة، وبشكل خاص في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، وارتقى مئات الشهداء، وهُجّر أكثر من 40 ألفًا. وأدّت هذه العملية العسكرية إلى تدمير الاقتصاد في شمال الضفة. والأوضاع الأمنية المتوترة تمتد إلى وسط وجنوب الضفة، وإلى القدس أيضا. ونسبة البطالة مرتفعة في الضفة بعد أن أوقفت إسرائيل، في بداية الحرب على غزة، دخول أكثر من 120 ألف عامل للعمل في إسرائيل.

مخطط الضمّ من شأنه أن يستدعي، ربما، انتفاضة جديدة في الضفة، رغم أن حرب الإبادة في غزة لم تؤدِّ إلى تصعيد أمني كبير فيها. لكن سواء انتفضت الضفة أم لا، تتردد تقارير إسرائيلية حول مخطط ترانسفير في الضفة، في السنوات المقبلة، سيتم تنفيذه من خلال هجوم عسكري بالضرورة، قد يصل إلى حدّ حرب إبادة أخرى، يتخللها القتل والتدمير والتجويع. فإسرائيل باتت خبيرة في الإبادة. وفي هذه الأثناء، نُفذت عمليات ترحيل لتجمعات فلسطينية بدوية عن أراضيها في الأغوار وفي جنوب جبل الخليل.

كل ما ذُكر أعلاه يعني أن دولة فلسطينية بالنسبة لإسرائيل هو أمر مرفوض. وهذا واضح. لكنه يعني أن الصراع سيستمر إلى أجل غير مسمّى، وهذه مصلحة إسرائيلية. ومن أجل تحقيقها، يتعيّن على إسرائيل أن تحافظ على توتر دائم ليس مع الفلسطينيين فقط، وإنما توسيعه، كي تُنفّذ مخططاتها في غزة والضفة، وفي مقدمتها الترانسفير.

توسيع الصراع الذي يتحدث عنه نتنياهو يتّجه إلى إيران. وفيما تتحدث إدارة بايدن عن أن اتفاقًا نوويًّا جديدًا مع إيران قد يكون وشيكًا، فإن نتنياهو أرسل هذا الأسبوع وفدًا إلى واشنطن – ضمّ رئيس الموساد، دافيد برنياع، ووزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي – في محاولة لإقناع إدارة بايدن بعدم التوقيع على اتفاق نووي مرحلي مع إيران، ومن أجل القول إن اتفاقًا مرحليًّا كهذا ليس مقبولًا على إسرائيل ولا يُلزمها، أي لا يمنع إسرائيل من مهاجمة إيران.

ويصرّح نتنياهو أنه سيوافق على اتفاق نووي مع إيران فقط إذا شمل تفكيك البرنامج النووي الإيراني بكامله، وهو شرط يبدو أن إيران يستحيل أن توافق عليه. وتُظهر أقوال نتنياهو أنه قد يُوعز بمهاجمة إيران حتى من دون دعم أميركي، رغم أن إسرائيل ستكون بحاجة لدعم كهذا من أجل اعتراض ردٍّ إيراني. رغم ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن تخلي الولايات المتحدة عن إسرائيل في حال الرد الإيراني هو أمر مستبعد.

ورغم ذلك، ربما يُطلق نتنياهو تهديداته ضد إيران لمجرد التهديد، لأن تنفيذها له عواقب على مستوى العالم، مثل ارتفاع أسعار النفط، وربما تؤثر على استقرار دول الخليج، حليفة الولايات المتحدة. لكن استمرار التهديدات الإسرائيلية ضد إيران، حتى من دون تنفيذها، سيؤدي إلى استمرار التوتر في المنطقة، وهذا بحدّ ذاته هدف ومصلحة إسرائيلية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إسرائيل: ارتفاع أسعار الوقود في حزيران نتنياهو يخضع لـ"إجراء طبي" بالمستشفى إصابة 3 جنود إسرائيليين في معارك جنوب غزة الأكثر قراءة محدث: مجزرة يرتكبها الاحتلال بحق عائلة في عبسان الجديدة شرق خان يونس رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يستدعي رئيس الشاباك المُعيّن الخارجية: جرائم المستوطنين في بروقين وغيرها مُخطط لها لتهجير شعبنا باراك: لا نصر في غزة.. وسنعود لنقطة الصفر بعد وقف العمليات عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • تأجيل محاكمة 53 متهما في خلية القطامية لـ 16 أغسطس
  • كيف تحولت مراكز المساعدات الأمريكية في غزة إلى مصائد لقتل الفلسطينيين؟
  • غرق طالب في نهر النيل بطما في سوهاج
  • عزوز ناصري: تهتز قلوبنا كمدا لمجازر الصهاينة في حق الأطفال الفلسطينيين
  • بجاية.. وفاة شخص في إصطدام دراجة نارية بحافلة نقل المسافرين بألاغن
  • تحريض إسرائيلي على المقدسيين: وجودهم يقلص عدد اليهود في القدس
  • الآن أدركت أنني قد كبرت!
  • هدف حرب إسرائيل هو طرد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من غزة
  • هل ترغبون في عيش حياة صحية حتى سن الشيخوخة؟ إليكم ما يفعله طبيبٌ بارز
  • هل تكمن الشيخوخة الصحية في الكربوهيدرات التي تتناولها؟