لجريدة عمان:
2025-06-19@15:56:20 GMT

النخب العربية ودورها المأمول في التنوير

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

النخب العربية ودورها المأمول في التنوير

لعل الظاهرة الأكثر بروزًا في عالمنا العربي اليوم، والتي تثير القلق وتحتاج إلى مراجعة عميقة وجدية، تتمثل في انسحاب النخب الثقافية والفكرية من المشهد السياسي والاجتماعي، وتخلّيها عن أدوارها الحقيقية في إنتاج الأفكار، وتشكيل الوعي، وتوجيه الرأي العام، وصناعة التغيير.

فالنخب العربية بمستوياتها وشرائحها الثقافية المتعددة، لم تعد على رأس المشهد الاجتماعي أو حتى بموازاته، مثلما كان دورها في إحداث التحولات الاجتماعية والسياسية، فاعلًا وفارقًا في فترات تاريخية سابقة، فمن الواضح بجلاء أنها خسرت الرهان في التأثير الاجتماعي وقيادة المجتمع تأثرًا بسياقات العولمة وثورة الاتصالات والفضاءات المفتوحة وتعدد منابر «الهيمنة الفكرية» في الواقع الافتراضي.

هذا «الاغتراب النخبوي» -إذا صحَّت التسمية- ربما يعود إلى أسباب ومرجعيات مختلفة، يتعلّق بعضها بالنخب العربية نفسها، أو هو نتيجة لشعور هذه النخب بالإحباط وجفاء المجتمع وعدم القدرة على التأثير والانسجام مع القيم الاجتماعية، والتغيرات المتسارعة في عالم اليوم.. وفي مقابل ذلك التراجع، تولت كتائب من أنصاف المثقفين وأشباه الكتّاب مهمة تسطيح الوعي الفكري العربي وتشويه الهوية الثقافية والحضارية، وتضليل الجماهير بالشائعات والأوهام.

ما يدعو إلى الريبة والاستغراب في هذا الشأن، افتتان بعض المثقفين العرب بأضواء الشهرة وتحشيد الأتباع من العوام على منصات التواصل الرقمية، حيث يتحوّل المثقف من أداة تنوير وبناء إلى معول تخريب وهدم. وتحت طائلة الإغراء وخدمة المصالح، قد تجد محسوبًا على الثقافة العربية يحتفل بالأفكار الشاذة، ويعمل على التشكيك في المسلَّمات وتفتيت المجتمعات وتأجيج الخلافات الطائفية والمذهبية، وتبنّي أفكار مستوردة وأطروحات مضادة للقيم العربية والإسلامية.. وهذا الانحطاط القيمي والأخلاقي في حقيقته انحراف عن الرؤية، الصحيحة لدور المثقف العضوي وما يفترض أن يقوم به من جهد في إعادة هندسة الوعي والحياة بما يسهم في تحديث المجتمعات ويصون أنماطها الثقافية.

ولأجل الحفاظ على هوية الأوطان.. تتأكد أهمية أن تعمل نخب الثقافة العربية بجهد مشترك مع مختلف المؤسسات والأوساط في العالم العربي للقيام بأدوارها الفاعلة في التنوير وصياغة الوعي، وإعادة الاعتبار لمفردات الثقافة الأصيلة وأدواتها وعناصرها ورموزها الفاعلة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الملحقية الثقافية السعودية في الصين تستقبل وفدًا طلابيًا من جامعة تسينغهوا

استقبلت الملحقية الثقافية السعودية في الصين وفدًا طلابيًا من جامعة تسينغهوا، إحدى أبرز الجامعات العالمية.

شهدت الزيارة تقديم عرض تعريفي عن المملكة العربية السعودية، تضمن شرحًا لرؤية 2030 والمبادرات التنموية المرتبطة بها، إضافةً إلى تسليط الضوء على العادات والتقاليد السعودية.

كما شملت الزيارة جولة في الركن الثقافي بالملحقية، حيث أتيحت الفرصة للطلاب لاستكشاف التراث السعودي والتعرف على أهم ملامحه.

وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين، ودعم مسار الرواد في برنامج الابتعاث.

يُذكر أن جامعة تسينغهوا تُعد من المؤسسات الأكاديمية الرائدة عالميًا، وتسهم بشكل كبير في إعداد قيادات المستقبل في مختلف المجالات.

استقبلت الملحقية الثقافية في بكين وفد طلابي من جامعة Tsinghua، حيث جرى عرض عن المملكة ورؤيتها 2030، والعادات السعودية، تخلله جولة على الركن الثقافي في الملحقية.
تُعد جامعة Tsinghua من أبرز الجامعات عالميًا، وضمن مسار الرواد ببرنامج الابتعاث pic.twitter.com/GkeAf3h2Pn

— الملحقية الثقافية السعودية في الصين (@SacmChina) June 17, 2025 أخبار السعوديةأخر أخبار السعوديةالملحقية الثقافية السعودية في الصينجامعة تسينغهواقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة:رفع كفاءة القصور والمواقع الثقافية خلال الـ5 سنوات المقبلة
  • السفير حسام زكي: الجامعة العربية باقية والنظام الإقليمي العربي ليس قابلا للاستبدال
  • أمين مساعد الدول العربية: الجامعة باقية والنظام الإقليمي العربي ليس قابلاً للاستبدال
  • النعيمي: العلم أساس تقدم الشعوب ورصيد قوي تفتخر به المجتمعات
  • الوعي: البيان العربي والإسلامي المشترك موقف دولي صريح برفض العدوان الإسرائيلي
  • عدن .. ندوة الموروث واستعادة الذاكرة الثقافية 
  • محمد أكرم دياب يكتب: أسلحة إسرائيل الخفية – “هدم المجتمعات"
  • الملحقية الثقافية السعودية في الصين تستقبل وفدًا طلابيًا من جامعة تسينغهوا
  • كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقافية بين الشرق والغرب؟
  • القبيلة اليمنية ودورها في حماية النسيج الاجتماعي والحفاظ على التماسك الوطني