أصدَر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً سلط من خلاله الضوء على إعادة تدوير المنسوجات، إذ أوضح أنه في ظل الأوضاع الراهنة التي يشهدها العالم من أزمات مختلفة ومتلاحقة، تظل مشكلة التلوث البيئي من أكثر المشكلات تأثيرًا في العالم، ومن ثم فإن أحد الحلول المستخدمة للتغلب على مشكلات البيئة هي إعادة تدوير المنتجات والسلع، وتختلف أهمية إعادة تدوير المنتجات والسلع من قطاع إلى آخر؛ إذ توجد قطاعات تتسم بالأولوية الكبرى ومنها على سبيل المثال لا الحصر قطاع المنسوجات، وقطاع الإلكترونيات، وصناعة اللدائن.

قطاع المنسوجات من القطاعات المهمة لتلبية الاحتياجات البشرية

وبشكلٍ عام يعد قطاع المنسوجات من القطاعات المهمة لتلبية الاحتياجات البشرية، وعلى الرغم من ذلك يُعد من القطاعات ذات الجانب السلبي على النظام البيئي، فوفقًا لتقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يمثل قطاع المنسوجات نسبةً تتراوح من 2% إلى 8% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم، كما أن قطاع المنسوجات يستخدم مياهًا من مصادر طبيعية تعادل مياه 86 مليون مسبح أولمبي، ويساهم بنسبة 9% في تلوث المحيطات الناجم عن الجسيمات البلاستيكية البحرية الدقيقة، وفي هذا الصدد يجب العمل على توضيح المخاطر البيئية الناجمة عن قطاع المنسوجات وأوجه التعامل معها للحد من التلوث الناجم عنها.

وأشار التحليل إلى أن عملية إعادة التدوير تعد من العمليات الأكثر شيوعًا للحد من النفايات السلعية التي تؤثر سلبًا في البيئة، وتختلف طرق وأسعار إعادة التدوير من صناعة إلى أخرى، وتُعرف إعادة تدوير المنسوجات بكونها المنسوجات التي تم جمعها ومعالجتها، بحيث يمكن استخدامها مرة أخرى؛ حيث يأتي ذلك في إطار تحفيز الاستدامة البيئية.

الحد من التلوث الناجم عن قطاع المنسوجات

وفي سبيل الحد من التلوث الناجم عن قطاع المنسوجات قام برنامج الأمم المتحدة للبيئة بتحليل ودراسة سلسلة القيمة Value Chain الخاصة بعملية تصنيع المنسوجات وذلك لدراسة وتتبع المراحل التي يمكن فيها إعادة التدوير، للحد من التدهور البيئي وتحقيق الاستدامة البيئية، وتبدأ سلسلة القيمة لتصنيع المنسوجات بعملية التصميم والتطوير والترويج لها، مرورًا بالمصانع المستخدمة في عملية تصنيع المنتج واستخراج المواد الخام المستخدمة في عملية التصنيع.

وأضاف التحليل أن تتبع ودراسة المراحل المختلفة لسلسلة القيمة للمنسوجات سوف تساعد على دراسة الأثر البيئي داخل كل مرحلة ومن ثم تمثل طريقة فعالة لحساب الأثر البيئي لإنتاج كل منتج من منتجات قطاع المنسوجات.

وسلط مركز المعلومات الضوء على الأولويات الثلاث التي قام برنامج الأمم المتحدة للبيئة بتحديدها والعمل عليها في سلسلة القيمة في قطاع المنسوجات بغية تحقيق الاستدامة البيئية، وهي:

-تحويل أنماط الاستهلاك: فهناك حاجة ماسة إلى تغيير أنماط الاستهلاك المفرط للمنسوجات، وذلك من خلال العمل على التوعية بأهمية زيادة مدة استخدام الملابس وتوعية المستهلكين بأهمية مفهوم الاقتصاد الدائري، فعلى سبيل المثال فإن توعية المستهلك بأهمية العناية بالمنتج قد تطيل من فترة استخدامه، وهذا الأمر يتطلب تحولًا كبيرًا في تصور معنى "القيمة" بالنسبة للمستهلكين والعلامات التجارية وتجار التجزئة.

-تحسين الممارسات: إذ يجب العمل على أن يكون جميع المنتجات النسيجية مصممة لتقليل التأثيرات البيئية ودعم الاقتصاد الدائري، ومن ثم فإن تطوير الآلات والمعدات التي تسمح باستخدام الطاقة النظيفة ومعالجة وتطوير المراحل الإنتاجية التي ترتبط بالمواقع الرطبة (التي ينتج عنها استخدام مفرط لموارد المياه في الطبيعة) والعمل على تحويل المواد الخام النسيجية إلى مصادر مستدامة أو معاد تدويرها من خلال إعادة تدوير 45% من ألياف البوليستر بحلول عام 2025، واستخدام 100% من القطن المستدام في الإنتاج من شأنه المساهمة في تحقيق الاستدامة البيئية. وإضافة إلى ذلك، يتطلب التحول لمزيد من الاستدامة البيئية في إنتاج المنسوجات وجود عمالة ماهرة مدربة؛ حيث ستساعد هذه العمالة على الانتقال السلس نحو عمليات إنتاجية نظيفة تحافظ على البيئة وخفض هدر الموارد.

-الاستثمار في البنية التحتية: يجب العمل على تحقيق تحسينات كبيرة في البنية التحتية لإنتاج المنسوجات على مستوى العالم من أجل سلسلة قيمة مستدامة. ويشمل ذلك توفير الطاقة المتجددة وإدارة النفايات ومعالجة المياه. ويتطلب هذا الأمر ضخ المزيد من الاستثمارات لضمان توفير 100% من الطاقة المستخدمة في قطاع المنسوجات من مصادر الطاقة المتجددة مما يساهم في الانتقال إلى الصناعات النسيجية المستدامة.

وقد أوضح تقرير برنامج الأمم المتحدة والبيئة أن هذه الاستثمارات تقدر بحوالي 30 مليار دولار سنويًّا على المستوى العالمي.

كما يجب العمل على التخلص من فكرة حرق نفايات المصانع النسيجية، أو التخلص منها في مكبات النفايات، والتي ينتهي بها المطاف في البحار والمحيطات؛ وتغيير سلوك المستهلك العالمي لتقبل فكرة تجارة المنسوجات المستعملة.

وقد استعرض التحليل أهم السياسات المُقترحة لتحقيق الاستدامة البيئية بقطاع المنسوجات:

-تنظيم حملات توعية للمستهلكين لتوضيح أي آثار بيئية سلبية في عملية إنتاج المنسوجات.

-ضرورة تطوير عمليات إنتاج المنسوجات بما يسمح بإنتاج أقمشة ومنسوجات أكثر متانة، ويمكن استخدامها لفترات طويلة، بالإضافة إلى التحول السريع لاستخدام الطاقة النظيفة وخفض استهلاك المياه في صناعة المنسوجات.

-العمل على التدريب الجيد لخريجي المدارس الصناعية والتكنولوجية على كيفية المحافظة على موارد الطبيعة في العمليات الإنتاجية وخفض الضرر البيئي الناجم عن قطاع الصناعة بصفة عامة، مما يساهم في خفض الأضرار البيئية والمجتمعية، حيث يعد العنصر البشري أهم العناصر لنجاح أية منظومة.

-على الحكومات المختلفة على مستوى العالم طرح عدد من المبادرات الداعمة للتحول نحو إنتاج الطاقة النظيفة والمحافظة على موارد المياه ومعالجة النفايات من أجل تحقيق الاستدامة البيئية.

وأوضح التحليل في ختامه أن العالم يتجه إلى تحقيق الاستدامة البيئية في كل المجالات، ومن ثم فإن تحقيق الاستدامة في قطاع المنسوجات مثله مثل أي من القطاعات الصناعية الأخرى يتطلب وبشدة تطوير مفهوم تصميم المنتجات بصورة صديقة للبيئة تعتمد على إعادة التدوير وإعادة الاستخدام واستخدام مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، إضافة إلى استخدام خامات صديقة للبيئة واستخدام تقنيات حديثة لا تضر بالبيئة.

كذلك يستلزم الأمر سرعة التحرك نحو تطوير قطاع المنسوجات؛ إذ إن هذا التطوير سيسهم في حل ثلاث أزمات مختلفة، وهي أزمة تغير المناخ والتلوث وأزمة فقدان التنوع البيولوجي، وذلك من خلال الوصول إلى مستويات منخفضة من الانبعاثات، والحد بشكل كبير من استخدام الموارد الملوثة للبيئة في صناعة المنسوجات والوصول إلى نسب ضئيلة من النفايات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إعادة التدوير إعادة تدوير اتخاذ القرار استخدام الطاقة استهلاك المياه الأمم المتحدة الاستهلاك المفرط البنية التحتية التخلص منه آثار تحقیق الاستدامة البیئیة برنامج الأمم المتحدة قطاع المنسوجات إعادة التدویر یجب العمل على سلسلة القیمة إعادة تدویر من القطاعات الناجم عن عن قطاع ومن ثم

إقرأ أيضاً:

الوزراء يستعرض جهود مصر لاستقبال وترسية سفن إعادة التغييز.. فيديو

نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، مقطع فيديو على منصاته بمواقع التواصل الاجتماعي حول جهود مصر لتأمين إمدادات الطاقة، من خلال استقبال سفن إعادة التغييز، والمشروعات الكبرى التي نفذتها الدولة لربط تلك السفن بالشبكة القومية للغازات الطبيعية.

النواب: سفن التغييز الثلاث إنقاذ حقيقي للصناعة والاقتصاد والطاقة… ومصر تستعيد سيادتها في ملف الغازرسميا .. مصر تتولى منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للغاز


وأظهر الفيديو، أن وزارة البترول والثروة المعدنية قد قامت بجهود كبيرة خلال الأشهر الماضية لتهيئة البنية التحتية بالمواني لاستقبال الغاز الطبيعي المسال المستورد وإعادة تحويله إلى صورته الغازية قبل ضخه إلى الشبكات، فيما يعرف بعملية "إعادة التغييز"، مشيرًا إلى أن مصر لم يكن لديها إلا سفينة واحدة لـ "إعادة التغييز" خلال الصيف الماضي، لكن الصيف الجاري سيشهد تواجد 4 سفن لإعادة التغييز، بإجمالي سعة تصل إلى 2700  مليون قدم مكعب في اليوم.

لمشاهدة الفيديو من هنا

وأشار الفيديو، إلى أن ملف "إعادة التغييز" لا يتعلق فقط بمجرد استقبال السفن الجديدة، ولكن يتضمن تجهيزات أخرى لاستقبال وترسية السفن، وربطها بالشبكة القومية للغازات الطبيعية، عبر إنشاء ومد خطوط جديدة لأنابيب الغاز الطبيعي، ففي ميناء سوميد بالعين السخنة، والذي ترسو عليه حاليًا السفينة "هوج جاليون" لإعادة التغييز، بسعة 750 مليون قدم مكعب غاز/ يوم، تجري أعمال تجهيز الرصيف البحري الثاني بالميناء، لاستقبال سفينة "انيرجيوس اسكيمو"، بسعة 750 مليون قدم مكعب غاز/ يوم.

ولفت الفيديو، إلى أنه في ميناء سونكر بالعين السخنة، تجري عمليات التجهيز لربط سفينة إعادة التغييز "انيرجيوس باور" بالشبكة القومية للغازات الطبيعية بسعة 750 مليون قدم مكعب غاز/ يوم  وضخه بالشبكات، بجانب ميناء دمياط الذي تجري فيه الاستعدادات لاستقبال السفينة "وينتر" لإعادة التغييز بسعة 450 مليون قدم مكعب غاز/ يوم قبل ضخه بالشبكات.

وأكد الفيديو، حرص الدولة المستمر على تأمين احتياجات الطاقة لدى جميع المصريين، وتوفير الطلب المحلي على الغاز الطبيعي خلال فصل الصيف، بمشروعات استراتيجية كبرى  لاستيعاب كميات إعادة التغييز  وضخها بالكفاءة المطلوبة لصالح مختلف الأغراض السكنية والصناعية وغيرها.

طباعة شارك مجلس الوزراء مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار الطاقة التغييز وزارة البترول الغاز الطبيعي

مقالات مشابهة

  • "جيوتك" تحتفل بإنجاز مشروع بحثي حول نقل الهيدروجين عبر شبكات الغاز
  • باحث: غلق مضيق هرمز يؤثر على أسعار الطاقة عالميا ويهدد أمريكا
  • المجلس العالمي للاعتماد بقطر ينضم لاتفاقية الاعتراف المتبادل لـ APAC في مجال الغازات الدفيئة
  • الوزراء يستعرض جهود مصر لاستقبال وترسية سفن إعادة التغييز.. فيديو
  • الصين تطوّر قمراً صناعيّاً لرصد انبعاثات الكربون
  • معلومات الوزراء يستعرض جهود مصر بالفيديو في استقبال سفن إعادة التغييز وربطها بشبكة الغاز الطبيعي
  • معلومات الوزراء يستعرض جهود مصر لاستقبال وترسية سفن إعادة التغييز
  • الضّب العربي.. من الكائنات البرية التي تسهم في التوازن البيئي بمنطقة الحدود الشمالية
  • «ديوا» و«مايكروسوفت» تناقشان حلولاً رقمية لدعم الاستدامة
  • بنعلي: خطة الاقتصاد الدائري التي يجري إعدادها سلاح استراتيجي لتحقيق السيادة البيئية