مفتي جزر القمر: نشكر مصر على مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
وصل الشيخ أبو بكر سيد عبد الله جمل الليل مفتي جمهورية جزر القمر المتحدة إلى القاهرة اليوم للمشاركة في المؤتمر الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والذي سيعقد بالقاهرة في الفترة من 25 - 26 أغسطس 2024م تحت عنوان: "دور المرأة في بناء الوعي".
وأكد مفتي جزر القمر أهمية المشاركة في هذا المؤتمر لأن المرأة في الإسلام لها مكانة وتقدير واحترام؛ فهي المربية الموجهة صانعة الأجيال، ولقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بها أمًّا وأختًا وزوجة وبنتًا.
وقد أشار مفتي جزر القمر إلى أن المرأة قبل الإسلام كانت لا تعد شيئًا، وجاء الإسلام فشرفها وأعلى مكانتها وقدرها.
موجهًا الشكر لجمهورية مصر العربية على هذا المؤتمر، وليس غريبًا هذا على مصر؛ فهي أم العروبة، ولا تجد في العالم الإسلامي وغير الإسلامي عالِم إلا وتعلم في مصر وفي الأزهر الشريف، بل معظم المدرسين والعلماء تعلموا في مصر، ونحن نشكر الله على ذلك.
ونتوجه بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لرعايته الكريمة لهذا المؤتمر، ونسأل الله لهذا المؤتمر التوفيق والنجاح.
وعلى صعيد اخر؛ أشاد الأستاذ الدكتور نظير عياد؛ مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم؛ بالمؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف الذي سيعقد في الفترة من (25 - 26) أغسطس 2024م، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ورئاسة الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف بعنوان: "دَور المرأة في بناء الوعي".
دور المرأة في بناء الوعيوأكَّد مفتي الجمهورية أن هذا المؤتمر غير تقليدي، يسلط الضوءَ على دَور المرأة في بناء الوعي، وعلى تجربة واعظات الأوقاف والأزهر الشريف الفريدة والرائدة في مجالها، فالمرأة المصرية على مدار التاريخ أثبتت قدرتها على التفوق في شتى المجالات العملية والعلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والإبداعية وغيرها.
وأشار المفتي إلى الدَّور المهم الذي يقع على عاتق واعظات الأوقاف والأزهر الشريف وواجبهن تجاه وطنهن ومجتمعهن، مطالبًا بالعمل على مزيد من التوعية وبثِّ روح الأمل في الشباب والاهتمام بتنمية قدراتهم ومهاراتهم، وضرورة تنمية قيمة الإيجابية عند كل مواطن بما يُسهم في بناء الوطن بعزيمة وإصرار من خلال الوعي بقيمة الوطن وبواجبات حماية ترابه والدفاع عن مقدساته، والتأكيد على أهمية دَور المرأة الحالي والمستقبلي لإعداد جيل قادر على تحمُّل المسئـولية في بناء الوطن، والتحذير من الدعوات التي تهمِّش دَور المرأة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مفتي جزر القمر جزر القمر مصر دور المرأة المراة بناء الوعي مفتی الجمهوریة هذا المؤتمر د ور المرأة جزر القمر
إقرأ أيضاً:
سياسة الاحتواء المزدوج: الفشل الأمريكي في إحاطة الجمهورية الإسلامية
عبدالرحمن العابد
من محاسن الأقدار أن تأتي هذه الأحداث بين إيران والكيان بعد خروج القوات الأمريكية من أفغانستان. لكن في البداية سأسألكم: هل سمعتم عن سياسة “الاحتواء المزدوج”؟ هي سياسة أمريكية؛ لو قرأتم عنها في الويكيبيديا ستُظهر لكم أمريكا وكأنها حمامة سلام، لكنها سياسة خبيثة تم العمل بها في مطلع التسعينات، تهدف إلى السيطرة على العراق وإيران في الوقت نفسه تحت مُسمى ناعم: “الاحتواء”.
بدأ العمل بهذه السياسة عمليًا منذ عام 1994م، ولكن إيران كانت أصلب عودًا من العراق، ولهذا تم استبدال إيران بهدف آخر وهو أفغانستان، وتم الغزو الأمريكي لها عام 2001م، ثم تم غزو واحتلال العراق عام 2003م، فأصبحت الجمهورية الإسلامية بين فكي كماشة: أفغانستان من الشرق، والعراق من الغرب. كلا البلدين أصبحا في قبضة القوات الأمريكية، وجُئِ بحاكمين عسكريين أمريكيين، وتم تشكيل حكومتين “دنبوعيتين” مواليتين لها.
تصرفت إيران بحكمة شديدة، ورغم أنها الهدف الرئيسي لكل هذه المؤامرة، إلا أنها استطاعت أن تقلب الأمور لصالحها. في ظرف سنة كانت قد أقامت جسور العلاقات داخل البلدين، وبالأخص في العراق حيث توجد المقامات المقدسة، ولا أحد يستطيع منع الشيعة من زيارتها. كذلك في أفغانستان نسبة كبيرة من الشيعة تصل إلى نحو 22% من السكان (إثنا عشرية وإسماعيلية)، وكانت إيران تدعم المقاومة الإسلامية في أفغانستان ضد تواجد الجيش الأمريكي، وكذلك في العراق.
كما لا يعلم الكثير أن نسبة الشيعة في باكستان تصل إلى نحو 10% من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 240 مليون نسمة، وبذلك يكون عدد الشيعة فيها تقريبًا 24 مليون نسمة؛ عدد كبير لكنه يظل صغيرًا أمام إجمالي السكان.
تغير مفهوم الاحتواء المزدوج أمريكيًا ليصبح له معنى آخر تمامًا، وهو احتلال إيران انطلاقًا من العراق وأفغانستان، لكن الأوضاع لم تستقر لأمريكا فيهما، وكان لإيران دور كبير في عدم استقرار تلك الأوضاع.
صدر كتاب بعنوان “العالم الجديد” من تأليف جون برينان، وهو مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA). في كتابه تناول برينان بالتفصيل الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة في حربي العراق وأفغانستان، وكيف أدّت إلى تعزيز نفوذ إيران في المنطقة. أوضح برينان كيف أن الغزو الأمريكي للعراق أدى إلى تفكيك الدولة العراقية، مما خلق فراغًا استغلته إيران لتعزيز نفوذها في العراق والمنطقة. كما يرى أن الانسحاب الأمريكي من العراق وتركيزه على أفغانستان أضعف من قدرة الولايات المتحدة على مواجهة النفوذ الإيراني المتزايد.
في الأخير خرجت القوات الأمريكية من أفغانستان خروجًا مذلًّا ومهينًا، حسبما شاهده العالم أجمع في العام 2021م، الذي استمر عشرين سنة. إيران كانت شريكًا رئيسيًّا في النصر على أمريكا بأفغانستان، وكذلك في العراق، وأمريكا وإسرائيل كانتا تعولان على حرب إيران انطلاقًا من أراضي البلدين؛ ولهذا انتظرتا مطولًا، ولعل هذا هو السبب الذي دفع بعض الدول العربية المعادية لإيران للقول إنها على علاقة مع أمريكا في السر.
لم تأت الحرب الإيرانية مؤخرًا ضد إسرائيل بعد عدوانها على العاصمة طهران، إلا وقد خفّ الضغط كثيرًا بخروج المارينز من البلدين، واستطاعت الجمهورية الإسلامية الاستفادة من الوقت لإعداد نفسها جيدًا حتى تمكنت من صفع إسرائيل بقوة كما شاهد الجميع مؤخرًا.
هذه حكاية سياسة الاحتواء المزدوج الأمريكية التي فشلت فشلًا ذريعًا في المنطقة.
سياسة الاحتواء المزدوج