شمسان بوست / محمد العياشي

تتألق المناطق الوسطى في اليمن كواحدة من أبرز المكونات الجغرافية والثقافية، حيث تشمل مجموعة من المحافظات المهمة مثل: إب، تعز، ريمة، الضالع، البيضاء ، مأرب، الحديدة، ووصاب وعتمة. يُشير مصطلح “المناطق الوسطى” إلى مجال تاريخي وثقافي متميز، لكنه يغلب عليه الطابع غير الإداري؛ إذ تُعتبر هذه المناطق منسية في غالبية الحسابات السياسية.



مرت المناطق الوسطى بمراحل تاريخية صعبة، بدءًا من ارتباطها بحروب النظام في صنعاء ضد عناصر الجبهة الوطنية الديمقراطية في الفترة من 1972 إلى 1982. فقد أسفرت هذه الصراعات عن آلاف الضحايا ودمرت العديد من المنازل. ورغم ذلك، لم تتضمن الاعتذارات الرسمية المقدمة للجنوب وصعدة أي إشارة لما تعرض له سكان هذه المناطق.

يرتبط سكان المناطق الوسطى بآمال كبيرة في تحقيق العدالة، لكن تلك الآمال خابت خلال مؤتمر الحوار الوطني الذي عُقد في السنوات الأخيرة، حيث لم تشمل الاعتذارات المقدمة الانتهاكات التي تعرضوا لها. وقد واجهت السلطات مطالبات التعويض بتصريحات اتهمت الأفراد بأنهم من “المخرّبين”، مما زاد من شعور الاستياء والإحباط.

تتميز المناطق الوسطى بنشاطها الزراعي والحرف اليدوية، على الرغم من النظرة السلبية التي قد يواجهها بعض الحرفيين في مناطق يمنية أخرى. تحتل هذه المناطق مكانة اجتماعية استثنائية، حيث تُظهر تداخلًا ثقافيًا يُساهم في بناء مجتمعات متماسكة.

شهدت المناطق الوسطى صراعات مسلحة متعددة، وكانت ساحةً للتوتر بين نظامي صنعاء وعدن، وعملت كطرف متوازن أمام جيش الجنوب. يُعرف سكان هذه المناطق باعتدالهم الفكري والديني، حيث احتضنوا الحركات الثورية على مدار خمسين عامًا، وقد ساهم ذلك في بناء تاريخ علمي وثقافي عريق.

حاليًا، تعاني المناطق الوسطى من تداعيات سلبية نتيجة التدخلات الخارجية والنزاعات الداخلية، خاصة ما شهدته الحديدة من عمليات نهب. وتُعاني هذه المناطق أيضًا من موقعها الجغرافي الذي يجعلها رهينة للخلافات الدائرة بين الشمال والجنوب، مما يفاقم من الوضع المعيشي.

تُعتبر المناطق الوسطى من بين الأكثر حاجة إلى العدالة الانتقالية، بالنظر إلى واقعها التاريخي والمعاصر. تُمثل وسطيّتها تحديًا سياسيًا وثقافيًا في ظل صراعات الهوية بين الشمال والجنوب، مما يتطلب التحرك الفوري من قبل رجالها ومشايخها وأكاديمييها لإعلان “حراك أحرار وسط اليمن” لتحقيق العدالة وتضميد الجراح التي عانت منها لعقود.

في خضم هذه الأوضاع المتغيرة، يبقى الأمل معقودًا على مستقبل أفضل يسعى إلى الاعتراف بمعاناة هذه المناطق وتحقيق العدالة التي تضمن حقوق سكانها.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: المناطق الوسطى هذه المناطق المناطق ا

إقرأ أيضاً:

أحرار بوجدور يثمنون إنجازات حكومة أخنوش خلال محطة “مسار الإنجازات” بمدينة العيون

زنقة20| علي التومي

أشاد النائب البرلماني عن إقليم بوجدور، سيدي إبراهيم خيا، خلال المحطة الثانية من الجولة الوطنية “مسار الإنجازات” التي احتضنتها مدينة العيون اليوم السبت، بالمنجزات التي حققتها حكومة حزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة السيد عزيز أخنوش.

وأكد خيا أن القرارات الجريئة التي اتخذتها الحكومة خلال السنوات الأخيرة لامست انتظارات المواطن المغربي في مختلف جهات المملكة، خصوصًا في الأقاليم الجنوبية، حيث انعكست بشكل إيجابي على عدة مجالات تنموية واقتصادية واجتماعية.

كما أبرز خيا الأثر الكبير للأوراش الملكية التنموية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس بالصحراء المغربية، معتبرًا أنها أعطت زخمًا جديدًا لقضية الوحدة الترابية، وأسهمت في تعزيز موقف المغرب على الصعيد الدولي، لاسيما من خلال تجديد الولايات المتحدة الأمريكية اعترافها بمغربية الصحراء، وإجماع عدد من الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي على مصداقية مقترح الحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع المفتعل.

وتطرق خيا في كلمته إلى مشاريع إستراتيجية مهيكلة مثل ميناء الفوسفاط بالعيون، وميناء الداخلة الأطلسي، واصفًا إياها بالمشاريع الملكية الكبرى التي سيكون لها وقع اقتصادي محلي ووطني ودولي.

وفي ختام كلمته، رحب سيدي إبراهيم خيا بالأمين العام للحزب، السيد عزيز أخنوش، مؤكدًا أن مناضلي ومناضلات الحزب بإقليم بوجدور سيواصلون دعمهم المتواصل لقيادة الحزب، داعيًا السيد أخنوش إلى القيام بزيارة خاصة إلى الإقليم في أقرب وقت.

 

مقالات مشابهة

  • فوز الوحدة والكرامة والجلاء على الجيش والنواعير والحرية في دوري كرة السلة للرجال
  • وزير التنمية العمرانية والطرق يعلن انطلاقة نفرة “زيرو حفر”
  • درجات الحرارة توقعات الطقس في اليمن خلال الساعات القادمة
  • لا تستهينوا بالأجواء القادمة… فلكي يحذر من حرارة قاتلة تضرب اليمن!
  • حين يصبح الهدم بداية جديدة.. نازحو الشمال السوري يعودون لديارهم
  • أحرار بوجدور يثمنون إنجازات حكومة أخنوش خلال محطة “مسار الإنجازات” بمدينة العيون
  • توقعات بموجة حر شديدة تضرب اليمن خلال ايام
  • روسيا تفجر مفاجأة وتكشف الأسباب الحقيقية التي دفعت ’’ترامب’’ للاتفاق مع اليمن (تفاصيل خطيرة)
  • متى ستنحسر الموجة الحارة التي تؤثر على الأردن؟
  • إطلاق مشروع العدالة المناخية وحقوق النساء لمواجهة تحديات جديدة تواجه المرأة