كنت أعتقد أن الرئيس الصيني شي جين بينغ مختلف عن صديقه الروسي المفترض فلاديمير بوتين، بل كنا جميعا في الغرب نعرف أن الكرملين مؤسسة إجرامية يديرها رجال العصابات وعملاء المخابرات السوفياتية، ونظن أن الصين لم تكن سيئة للغاية، فهي حكومة وحزب وجيش منظم على أسس مؤسسية قوية مع شي كمدير عام، يحظى بإعجاب كبير من قبل البعض في الغرب، إلا أن الأمر في الحقيقة ليس كذلك على الإطلاق.

هذا الملخص يعطي فكرة واضحة عما قال الكاتب مايكل شيريدان -في مقال له بصحيفة صنداي تايمز- إنه اكتشفه بعد 20 عاما من التغطية الإخبارية للصين، حيث فوجئ بأن خلف واجهة الحزب الشيوعي الصيني، تتصارع مافيات الأسر على السلطة وسط جرائم القتل والفساد والفضائح الجنسية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ذا نيشن: اعتقال 76 متظاهرا داعما لغزة أثناء مؤتمر الحزب الديمقراطيlist 2 of 2لاكروا: لماذا كل هذه اللامبالاة بشأن حرب السودان؟end of list

فهناك -كما يقول الكاتب- يختفي الوزراء والجنرالات في عمليات التطهير، ويذل التكنوقراطيون أنفسهم، ويختفي المصرفيون في خزائن أمن الدولة، وينضم أباطرة المال إلى الصف أو يذهبون إلى المنفى، هناك أصبحت حالات الانتحار والوفيات أثناء الاحتجاز روتينية، وتواجه الشركات الأجنبية مداهمات واعتقالات تعسفية.

جهاز مراقبة شامل

في الصين لا أحد في مأمن من جهاز مراقبة شامل، تم إتقانه خلال كوفيد-19، وقد اكتشف الكاتب، عن طريق لقاء مع غريب في قطار، النطاق غير العادي لجهاز المراقبة الصيني، حيث استخدم تطبيقا مشفرا بشكل فائق للتحدث إلى مصادر صينية وأميركية، ولكن شخصا ما اخترق التطبيق، وحصل على الرقم، وتتبع تحركاته الأخيرة، ووجد حجز سفره وقرر التحقق منه.

أصبح شي حاكما مطلقا، وقد أعاد الصين التي تحركت بعد وفاة ماو تسي تونغ في عام 1976 نحو الإصلاح الاقتصادي والقيادة الجماعية، إلى الوراء -كما يقول الكاتب- وأعاد السلطة لقلة أرستقراطية حمراء من الأمراء يرأسها كفريق تابع له.

"كان من الممكن أن نقول إننا كنا نعرف ذلك -يقول الكاتب- لكنني لم أدرك مدى وحشية ورعب أن تكون أحد أفراد النخبة الصينية، فحتى الأثرياء يعيشون على حافة الهاوية، فقد قال لي أحدهم: في الصين السلطة هي القوة. الحقيقة هي أن المال لا يهم. هؤلاء الناس في القمة لديهم أشياء لا يمكن شراؤها بأي مبلغ من المال".

طريقه مليء بالضحايا

وأوضح الكاتب أن طريق شي إلى السلطة مليء بالضحايا، إذ اختطف مليارديرا ساعد أقاربه على إخفاء ثرواتهم لكنه تفاخر بذلك بحماقة في هونغ كونغ فاختفى لمدة 5 سنوات قبل محاكمته الصورية وسجنه، وتوفي آخر الأمر بسبب "أزمة قلبية" عن عمر يناهز 44 عاما داخل السجن.

وقد عثر على رجل الأعمال البريطاني نيل هيوود ميتا في غرفة فندق عام 2011، وأدينت زوجة منافس شي الرئيسي، وهو شعبوي يدعى بو شيلاي بقتله، لكن لا يوجد من التفاصيل غير المنشورة ما يشير إلى أنها قد ارتكبت الجريمة.

الغرب يتجاهل

غير أن الحكومات الأجنبية، بما فيها الحكومة البريطانية، حاولت تجاهل كل هذه الأشياء منذ فترة طويلة على أساس أن ما يحدث في الصين موجه للصينيين، في حين نواصل نحن ممارسة الأعمال التجارية، ولكن عندما اندلعت جائحة كوفيد-19 في مدينة ووهان لم يستطع العالم تجاهلها.

وأشار الكاتب إلى عرقلة الصين بشكل منهجي للتحقيقات العلمية، وإلى مدى نفوذها المذهل على منظمة الصحة العالمية، وبالتالي لم يكن من المستغرب أن تعود إحدى البعثات مليئة بالثناء على حملة شي "صفر كوفيد" القاسية، وأن تذكر بعثة أخرى أن تسرب المختبر "غير محتمل مطلقا".

وخلص شيريدان إلى أن "الإمبراطور الأحمر" -حسب تعبيره- يهدف إلى الهيمنة على التجارة العالمية، وهزيمة الديمقراطية الغربية وجعل الصين القوة العليا في الشرق، مؤكدا أن بريطانيا لم تستيقظ على حقيقة أننا بالفعل في الحرب الباردة الثانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

«دبي للثقافة» تثمن دور الكاتب الإماراتي

دبي (الاتحاد)
يعد الأدب الإماراتي من أبرز أشكال الإبداع وأداة للتعبير عن المشاعر الإنسانية، ويمثل نافذة فريدة تمكننا من اكتشاف الثقافات، ويوثق بإنتاجاته ما يشهده المجتمع من تحولات اقتصادية وثقافية وما تحققه الدولة من إنجازات لافتة، ويعكس عبر أساليبه المتنوعة ما تتميز به دبي من مناخات ملهمة جعلت منها موطناً للكتاب والمؤلفين. 
وفي «يوم الكاتب الإماراتي» الذي تحتفل به الإمارات في 26 مايو الجاري، تقديراً لجهود الكاتب الفكرية والإنسانية، ودوره الرائد في نشر الثقافة ودفع عجلة التقدم، تواصل هيئة الثقافة والفنون في دبي الالتزام بأولوياتها القطاعية الهادفة إلى دعم الكتاب الإماراتيين الرواد والناشئة، وتحفيزهم على المساهمة في إثراء الصناعات الثقافية والإبداعية، من خلال ما يقدمونه من أعمال وروايات أدبية وقصص نوعية تعكس رؤاهم وطموحاتهم المستقبلية.
تعمل «دبي للثقافة» من خلال برامجها المتنوعة على توفير منصات مبتكرة قادرة على التعريف بإنتاجات المثقف الإماراتي الأدبية وتسليط الضوء على أعماله وتجاربه الاستثنائية وأفكاره الغنية وتطلعاته المختلفة الرامية إلى النهوض بالقطاع الثقافي وضمان استدامته وتطوره، حيث أسهمت جهود الهيئة في تشجيع الكاتب المحلي على المشاركة في المهرجانات الأدبية والفكرية الدولية وتقديم أعمال روائية وإبداعية متميزة رسخت حضور الرواية الإماراتية على الساحة الثقافية العالمية بفضل قدرتها على إثراء المخزون المعرفي لكافة أفراد المجتمع على اختلاف أعمارهم واهتماماتهم.
كما تسعى الهيئة، عبر مشاريعها المختلفة، إلى فتح الآفاق أمام المبدعين الإماراتيين وتشجيعهم على تطوير قدراتهم وصقل مهاراتهم، وهو ما يتجلى في برنامج «تعزيز حضور المواهب الأدبية المحلية» الذي يُعد جزءاً من «منحة دبي الثقافية»، التي تندرج تحت مظلة استراتيجية جودة الحياة في دبي، حيث تهدف الهيئة من خلاله إلى ربط الكتاب والشعراء وأصحاب المواهب الإماراتية بالمهرجانات الأدبية الدولية، وإبراز حضورهم على الساحة الثقافية العالمية.
وتساهم «دبي للثقافة» سنوياً عبر مهرجان طيران الإمارات للآداب في تمكين الكتاب الإماراتيين من الرواد والناشئة من المشاركة في الحدث الذي يُعد أكبر مهرجان أدبي في العالم العربي، إلى جانب رعايتها لمحور «بالإماراتي» الذي يطل بسلسلة تجارب ثقافية تحتفي بإنتاجات المثقفين الإماراتيين الأدبية، وتحفزهم على التفاعل وتبادل الخبرات والأفكار والرؤى مع ضيوف المهرجان من أهل الثقافة والفكر، ما ينعكس إيجاباً على المشهد الثقافي المحلي، ويسهم في تعزيز قوة الاقتصاد الإبداعي، وترسيخ مكانة دبي وريادتها على الخريطة العالمية.
وفي إطار جهودها الرامية إلى تفعيل الحراك الثقافي المحلي ودعم الكتاب والتعريف بإبداعاتهم، تعقد «دبي للثقافة» شهرياً مبادرة «حديث المكتبات» الهادفة إلى مد جسور التواصل بين المبدعين وجمهورهم، كما توفر لزوار مكتبات دبي العامة وأعضاء نوادي القراءة مساحة رحبة لمناقشة أحدث الإصدارات الأدبية والفكرية المحلية والعربية والعالمية، وذلك من خلال جلسات «نادي الكتاب» الذي يندرج تحت مظلة مشروع «مدارس الحياة»، في حين يتميز «صندوق القراءة» بأجندته المليئة بالجلسات المعرفية والتعليمية المتنوعة التي تعكس التزام الهيئة بجعل الثقافة في متناول الجميع.

أخبار ذات صلة «دبي للثقافة» تكشف عن الفائزين بـ «منحة الأبحاث» متاحف دبي صروح ثقافية مُلهمة

مقالات مشابهة

  • أميركا تغيّر موقفها من لقاحات كوفيد للأطفال والحوامل
  • بروكسل توافق على استخدام بولندا لأموال ما بعد كوفيد-19 في مشاريع دفاعية
  • ترامب يقول إن روسيا "تلعب بالنار"
  • بثينة الرئيسي: مين يقول روج في 2025 .. فيديو
  • منظومة صاروخية أميركية جديدة استعدادا لأي حرب مع الصين
  • أجواء باردة في عموم البلاد
  • دونالد ترامب يقول إنه سيؤجل فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي حتى يوليو
  • شي يدرس نسخة جديدة من برنامجه "صُنع في الصين"
  • الصفدي: السلطة التشريعية ستبقى تؤسس لمناخات جديدة للحرية والاختلاف
  • «دبي للثقافة» تثمن دور الكاتب الإماراتي