«التنظيم الذاتى».. مبادرة تتصدى لفوضى الأنشطة الإعلانية والفقرات الحواريةإلزام القنوات بمراجعة المصادر لمنع غير المتخصصين والمزيفين من الظهور خبراء: «المتحدة» عزّزت جسور الثقة بين المواطن والمنصات الإعلامية.. وعلى الفضائيات اتباع نهجها«كود الظهور».. خطوة لوقف تجاوزات البرامج الرياضية والطبية والدينية والقانونية
كشف المجلس الأعلى للإعلام فى اجتماعه الأخير عن وجود إشكالية فى غاية الأهمية، تكمن فى ظهور بعض الشخصيات على الهواء، بزعم أنهم متخصصون فى القطاعات المختلفة المهمة كالطبية، أو القانونية، دون التأكد من هوياتهم، ما يؤدى إلى نشر آراء غير علمية تسهم فى تضليل المشاهد.
وأكد كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، خلال جلسة العمل الأولى الخاصة بمبادرة «التنظيم الذاتى للإعلام الرياضى والبرامج الحوارية والأنشطة الإعلانية»، استعداد المجلس لإصدار كود لضبط ظهور غير المتخصصين فى الشئون الطبية والدينية والقانونية، وملاحقة كل من يخالف ذلك، من أجل ضبط المشهد الإعلامى، لكن لا بد من توافق أصحاب القنوات على هذه المبادئ والعمل سويا على تنفيذها.
«الوفد» استطلعت آراء الخبراء والمتخصصين وأساتذة الإعلام، حول أهمية «التنظيم الذاتى للإعلام الرياضى والبرامج الحوارية والأنشطة الإعلانية»، لضبط المشهد الإعلامى.
تقول الدكتورة ميرفت سليمان، أستاذ الإعلام فى جامعة طنطا، إن وسائل الإعلام يجب أن تنتقى ضيوفها فى برامجها الحوارية انتقاءً واختيارا دقيقا، كون هؤلاء الضيوف مؤثرين فى الرأى العام بصورة مباشرة، موضحة أن الشعب المصرى أغلب ثقافته وتكوين وجهات نظره تتم من خلال وسائل الإعلام التى يستقى منها معلوماته وعلى رأس هذه الوسائل التلفزيون ثم الراديو والصحف والمجلات.
وأشارت سليمان فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»، إلى أن أكثر وسائل الإعلام التقليدية تأثيرا فى الرأى العام هى التليفزيون الذى يخاطب جميع أنواع الجماهير بمختلف بيئتهم وثقافتهم وفئاتهم العمرية، لذا يجب انتقاء الضيف الذى يوجه المعلومة للجمهور بحرص، والابتعاد عن مجهولى الهوية والمخادعين، والمدعين بأنهم من الحاصلين على الدكتوراه فى أى مجال، ومن بينهم مجالات الطب على سبيل المثال ومجالات الثقافة السياسية.
وشددت أستاذ الإعلام على أن المجلس الأعلى، مسئول مسئولية كاملة كون هذه المبادرة تأخرت كثيرا ونتطلع أن يتم عرضها على مجلس النواب لتتخذ صفة قانونية رسمية وبما يتفق مع ميثاق أخلاقيات الإعلام الذى ينظم المسار والمعايير الأخلاقية للمواد الإعلامية والإعلانية لحماية المجتمع من غياب بعض القيم.
وصرحت بأن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تعمل على تعزيز جسور الثقة بين المواطن وإعلام الدولة، من خلال آليات ضبط العملية الإعلامية، انطلاقاً من مسئوليتها المجتمعية فى رفع حالة الوعى والثقافة لدى الجمهور، وعلى الفضائيات الأخرى اتباع نهجها.
وعن وسائل الإعلام الحديث والتى يدخل فى إطارها السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى، أكدت الدكتورة ميرفت سليمان أنها تستقى من مصادر غير رسمية وغير موثوقة أو حتى من وسائل الإعلام التقليدية ويتم بثها للجمهور، وهو ما يحتاج لتدخل عاجل لعلاج هذه الإشكالية.
الدكتورة سارة فوزى مدرس الإعلام بقسم الإذاعة والتليفزيون فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة، تقول إن مبادرة الأعلى للإعلام هى مبادرة ممتازة ومتميزة إذ أنها تقلل من نسب التحريف والتشويه، وتساهم فى أن يمتلك الإعلام الخبراء المناسبين ويمكنهم من الظهور على الشاشة للجمهور.
وأكدت فوزى فى حديثها لـ«الوفد» على ضرورة أن تمتلك وسائل الإعلام قسم مراجعة فى جميع البرامج بكافة القنوات ووسائل الإعلام وظيفته مراجعة المصادر، خاصة أن بعض البرامج يعمل لديها متدربون ومعدون مبتدئون، قد ينخدعون بالمسمى الوظيفى للمصدر، ومن ثم يكون دور قسم المراجعة والتدقيق المعلوماتى وكشف التزييف فى إعادة النظر والمراجعة والتقييم للضيوف الذين وقع عليهم الاختيار، ويجرى عملية الفحص والتأكد من مسمياتهم الوظيفية وكذلك التأكد من قدرتهم على الحديث أمام الكاميرا لبحث المستوى الثقافى والمعرفى خاصة مع الضيوف الذين يظهرون لأول مرة.
وطالبت أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة بضرورة أن تشمل المبادرة مراجعة المواد والصور بعد انتشار برامج التلاعب بالصور ومقاطع الفيديو المصورة، والتى قد تقع بعض البرامج التلفزيونية والصحف فى خطأ إعادة نشرها، لذا يجب توخى الحذر والاستعانة ببرامج الذكاء الاصطناعى الجديدة لكشف التزييف العميق.
وتقول الدكتورة داليا عبد الله أستاذ ورئيس قسم العلاقات العامة والإعلان السابق فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن بعض القنوات أصبحت تستضيف مصادر غير متخصصة وليست فقط مزيفة، وتتحدث باستفاضة أمام الشاشات وتدلى هذه المصادر بأراء وأفكار غير علمية ولا تستند لخبرات سابقا، وبالتالى هذا له تأثير كبير على الرأى العام وتشكيل الوعى لدى الجمهور فى القضايا المختلفة.
وأضافت الدكتورة داليا عبد الله فى حديثها لـ«الوفد»، أن الأكثر من ذلك خطورة هى القنوات المغمورة والبرامج المدفوعة المنتشرة بكثرة، خاصة فيما يعرف ببرامج الطب البديل والعلاج بالأعشاب أو العلاج الطبيعى أو أيا كان المسمى، لذا يجب سرعة البت فى مثل هذه الإشكاليات وفيمن يتم استضافتهم من الشخصيات ولكن فى إطار من الدراسة السريعة للضيوف والمتحدثين بمخاطبة الجهات المعنية والتأكد من صحة التخصص بشكل سريع، حتى لا تتأثر القنوات أيضا.
ويشير الدكتور شبراوى خاطر مستشار العلاقات العامة والمسئولية الاجتماعية، إلى أن هناك بعض القوانين الملزمة لممارسة بعض المهن مثل المحاماة والطب والهندسة وكذلك المحاسبين القانونيين يتطلب اعتمادا وتراخيص يجب توافرها والحصول عليها حتى يتم من خلالها العمل فى هذه المهن، مضيفا: «العجيب أن مهنة الإعلام تمثل خطورة أكبر، كونها تشكل الوعى العام والاتجاهات والمعتقدات ولا يكفى المطالبة بضرورة مراعاة الضمير المهنى دون دراسة أو وعى».
وطالب خاطر فى حديثه لـ«الوفد» بأن يكون هناك ترخيص مهنى صارم لكل من يطل على الإعلام من خبراء ومتخصصين؛ قائلا: «من المهم جدا السيطرة على المصادر للحد من الأفكار الهدامة والمغلوطة دون تقييد الحريات بالتأكيد»، متابعا: «لدينا عدد كبير من كليات الإعلام فى مصر والمفارقة العجيبة أن الخريجين ليس لديهم مكان فى وسائل الإعلام فى مصر بالمساحة المطلوبة يجب أن يكون هناك حوار بين كافة الأطراف ذات الصلة بالإعلام لضبط المسألة وتنظيم الأوضاع الإعلامية مع الوضع فى الاعتبار استضافة أهل الثقة والتخصص فقط دون غيرهم».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إعلام الجمهورية الجديدة المجلس الأعلى للإعلام المختلفة المهمة المتخصصين لـ الوفد
إقرأ أيضاً:
نحو إعلام يحمي الأسرة.. مجلس الأسرة العربية يطلق ميثاقًا عربيًا لمحتوى أسري واعٍ
أطلق مجلس الأسرة العربية للتنمية، أحد مجالس الاتحاد العربي للتنمية المستدامة، برئاسة الدكتورة آمال إبراهيم، رئيس مجلس الأسرة العربية، وبمشاركة الدكتور أشرف عبد العزيز، الأمين العام للاتحاد، ميثاق الإعلام الأسري العربي.
وقالت الدكتورة آمال إبراهيم، رئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية، إن هذا الميثاق أقره المنتدى الثاني للأسرة العربية، الذي عُقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على مدار الأيام الماضية، بمشاركة أكاديميين وخبراء في العلوم الإنسانية والقانون والإعلام، من مختلف الأقطار العربية.
بنود ميثاق الإعلام الأسري العربيوأكد الميثاق الإعلامي، ضرورة تشجيع إنتاج محتوى إعلامي متخصص في القضايا الأسرية، يعتمد على استشارة خبراء في التربية والصحة النفسية، ويقدم رسائل عميقة وغير سطحية، بما يضمن بناء وعي حقيقي لدى الجمهور.
ونبّه الميثاق إلى أهمية التزام وسائل الإعلام بتقديم محتوى أسري يعكس التنوع الاجتماعي والثقافي في المجتمعات العربية، ويبرز الفروق الإيجابية بين البيئات الريفية والحضرية دون تمييز.
التحقق من المعلومات قبل نشرهاكما نص الميثاق على تبنّي المؤسسات الإعلامية آليات دقيقة للتحقق من المعلومات قبل نشرها، لا سيما تلك المتعلقة بالصحة النفسية للأطفال أو بالعلاقات الزوجية، منعًا لانتشار الممارسات الخاطئة المبنية على معلومات غير دقيقة. ودعا كذلك إلى تشجيع التعاون بين المؤسسات الإعلامية العربية والمعاهد المتخصصة ومنظمات الأسرة لإنتاج محتوى مشترك، وتبادل الخبرات، وبناء قاعدة بيانات عربية للمحتوى الأسري.
برامج تدريبية مستمرةوألزم الميثاق المؤسسات الإعلامية بتنظيم برامج تدريبية مستمرة للعاملين في مجال الإعلام الأسري، تشمل أخلاقيات المهنة، وحماية الطفل، والأمان الرقمي، ومهارات مواجهة الشائعات، وإنتاج محتوى هادف يخدم الأسرة.
رصد وتقييم المحتوى الأسريوأقرّ الميثاق إنشاء لجنة عربية لرصد وتقييم المحتوى الأسري وفقًا لمعايير الميثاق، على أن تصدر تقارير نصف سنوية حول مدى الالتزام وجودة الإنتاج، مع توفير قنوات رسمية لاستقبال البلاغات المتعلقة بانتهاك حقوق الأسرة أو نشر محتوى ضار، واتخاذ إجراءات رادعة وسريعة لمعالجة تلك البلاغات، مع ضمان السرية الكاملة.
آمال إبراهيم: دعم الأسرة ليس رفاهية بل ضرورة لمواجهة تحديات الفضاء الرقمي
آمال إبراهيم تكتب: التسامح من منظور أسري.. رؤية مجلس الأسرة العربية في اليوم العالمي للتسامح
كما أكد الميثاق أهمية التزام وسائل الإعلام بعدم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التزييف أو إنتاج محتوى قد يسيء إلى الأسرة أو يهدد الثقافة المجتمعية، مع ضرورة الإشارة الواضحة إلى أي محتوى تم إنتاجه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وشدد على تشجيع إدراج برامج تدريبية للأسر حول كيفية ضبط استخدام أبنائهم للمحتوى الرقمي.
ودعا الميثاق في ختامه إلى توحيد الجهود العربية لتوفير مساحة مهنية موثوقة لإنتاج محتوى أسري راقٍ، يعزز قيم التماسك الاجتماعي، وينشر الوعي، ويواكب التحول الرقمي، ويجعل الأسرة العربية محورًا رئيسيًا في الإعلام الحديث.