لبنان ٢٤:
2025-07-28@00:44:43 GMT

هكذا قُرئ خطاب نصرالله الأربعيني؟

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

هكذا قُرئ خطاب نصرالله الأربعيني؟

بعد "الردّ الأربعيني" لـ "حزب الله" بساعات قليلة أطلّ أمينه العام السيد حسن نصرالله، الذي شاء ألا يترك لمخيلة البعض الذهاب بعيدا في التحليل والاستنتاج والشطط، واضعًا النقاط على حروف هذا الردّ، الذي طال انتظاره، وراسمًا الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة توازيًا مع ما يجري في القاهرة وفي الدوحة من مفاوضات، وإن بدت متعثّرة، ستؤول في نهاية المطاف إلى صيغة أممية لوضع حدّ لمأساة غزة، التي طالت.



وقد اختلف الداخل والخارج على قراءة المواقف التي ساقها السيد نصرالله في خطابه، فأعتبر بعض الذين يعارضون في الأساس "مصادرة" قرار السلم والحرب أن ما ورد في كلامه لم يكن في مستوى التطورات قياسًا إلى ما يمكن أن يترتب عنها من معادلات وتوازنات جديدة تفرضها طبيعة المرحلة، فيما رأى من يدور في فلك قوى "الممانعة" أن "سيد المقاومة" قد وضع النقاط على حروف الحرب النافرة، وأعطاها بعدًا جديدًا لا يقّل أهمية عمّا سبق من مواقف كانت تصب بمجملها في خانة تقوية الموقف اللبناني الرسمي تجاه عدو لا يفهم إلا بلغة الحديد والنار.

وبين هذين الموقفين المتناقضين، نهجًا وممارسة، توقفت أوساط مراقبة عند خطاب نصرالله، مبدية الملاحظات التالية:

أولًا، تبرير التأخير في الردّ، حيث أكد "أن الرد هو جزء من العقاب وكنا نحتاج إلى بعض الوقت لدراسة ما إذا كان المحور سيرد كله أو كل جبهة لوحدها وتريثنا لإعطاء الفرصة للمفاوضات، لأن هدفنا هو وقف العدوان على غزة".

ثانيًا، ضوابط الردّ بحيث لا يكون "مدنيًا" ولا يطال "بنى تحتية"، بل أن يكون الهدف عسكريًا على صلة بعملة الاغتيال.

ثالثًا، تحديد الهدف، "فوجدنا مجموعة من الأهداف وفق مواصفاتنا قرب تل أبيب وحددنا قاعدة "غليلوت" وهي قاعدة مركزية للاستخبارات "الإسرائيلية" وفيها الوحدة 8200"، وهي تبعد عن حدود لبنان 110 كلم وعن حدود تل أبيب فقط 1500 متر ما يعني أنها من ضواحي تل أبيب".

رابعًا، نجاح المهمة إذ كشف نصرالله "أن المقاومة الإسلامية أطلقت في العملية، وللمرة الأولى مُسيّرة من منطقة البقاع وعلى رغم بعد المسافة تجاوزت الحدود الفلسطينية المحتلة. مؤكدًا أن أي منصة إطلاق للمقاومة الإسلامية لم تصب قبل العملية ولم تتعرض مرابض المسيّرات لأي أذى لا قبل العملية ولا بعدها. وبناءً على معطياتنا فإنَّ عددًا معتدًّا به من المُسيّرات وصلت إلى الهدفين المحدّدين، ولكن العدو يتكتم إلا أنَّ الأيام والليالي هي التي ستكشف حقيقة ما جرى هناك".

خامسًا، التهديد بما هو أدهى من "الكاتيوشيا" والمسيرات، فقال نصرالله في خطابه إن "المقاومة أخذت قرارًا وأقدمت فقام العدو بإغلاق "تل أبيب" والمطارات وفتحوا الملاجئ لمجرد استخدامنا الكاتيوشا والمُسيّرات فكيف إذا استخدمنا أكثر من ذلك"؟

سادسًا، عدم استهداف المدنيين، إذ أن العدو في رده صباح اليوم لم يجرؤ على استهداف المدنيين لأن هناك مقاومة وبيئة مقاومة وهذه المعادلة التي عدنا لتكريسها اليوم".

سابعًا، حقّ الرد، حيث قال "كان الرد مرضيًا وسنعتبر أن الرد كافٍ على جريمة الاغتيال وإن لم نره كافيًا سنحتفظ بحق الرد حتى إشعار آخر".

ثامنًا، ربط العملية بما يجري من مفاوضات في شأن مستقبل غزة، فقال "عمليتنا قد تكون مفيدة للطرف الفلسطيني أو للطرف العربي بالنسبة للمفاوضات والرسالة للعدو ومن خلفه الأميركي بأن أي آمال بإسكات جبهات الإسناد هي آمال خائبة رغم التضحيات خصوصًا في الجبهة اللبنانية".

تاسعًا، رسالة تحذير إلى الإسرائيليين الذين عليهم "أن يفهموا طبيعة لبنان والتغيرات الاستراتيجية. فلم يعد لبنان ضعيفًا تحتلونه بفرقة موسيقية، بل قد يأتي اليوم الذي نجتاحكم بفرقة موسيقية".

وهكذا يبقى تاريخ 25 آب على ارتباط وثيق بـ 7 تشرين الأول برمزيته وأهدافه، على أن تكون كلمة الفصل إمًا لمفاوضات القاهرة – الدوحة، وإمّا للميدان، مع ما شهدته الساعات الأخيرة من مشهدية رباعية الأبعاد.

  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: تل أبیب

إقرأ أيضاً:

عاجل. المقاومة يجب أن تتصاعد.. جورج عبد الله حراً في بيروت بعد 40 عاماً في السجون الفرنسية

وصل السجين اللبناني في فرنسا جورج عبد الله إلى بيروت بعد ما يزيد عن 40 عاماً قضاها في السجون الفرنسية لاتهامه بالمسؤولية اغتيال دبلوماسي أمريكي وآخر إسرائيلي عام 1982. اعلان

وصلت الطائرة التي حملت عبد الله، 74 عاماً، من فرنسا إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قرابة الساعة 2:30 ظهراً بالتوقيت المحلي (11:30 بتوقيت غرينتش)، واستقبلته عائلته وعدد من السياسيين اللبنانيين في صالون الشرف في المطار من بينهم رئيس الحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب وممثلين عن حزب الله.

أولى كلمات عبد الله: فلسطين

فور دخوله قاعة الاستقبال في المطار، تحدث عبد الله إلى عدد من وسائل الإعلام المحلية، وقال إن "المناضل داخل الأسر يصمد بقدر قدرة رفاقه في الخارج على المواجهة"، مؤكداً أنه "لا توجد عدالة معلّقة في السماء بل موازين قوى بفضل حركات التضامن".

وأكد أن "المقاومة في فلسطين يجب أن تتحرّك وهناك ملايين العرب الذين يتفرجون بينما أطفال فلسطين يموتون من الجوع"، معتبراً أن "هذا معيب في حق الجماهير"، داعياً المصريين إلى "التحرك".

وحيّا عبد الله الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ التي تحركت نحو غزة ضمن أسطول الحرية وقامت إسرائيل بترحيلها مع الناشطين الذين كانوا برفقتها.

واعتبر أن "المقاومة في لبنان ليست ضعيفة"، ودعا للالتفاف حولها أكثر من أي وقت مضى بسبب "الهياكل العظمية للأطفال". وأضاف أن تحرّك مليون شخص باتجاه حدود غزة كفيل لوقف "حرب الإبادة"، كما وصفها.

توجّه عبد الله لاحقاً إلى طريق مطار بيروت حيث أقيم له استقبال شعبي رفع فيه المشاركون الأعلام اللبنانية والفلسطينية وأعلام حزب الله.

ومن المقّرر أن يتوجّه الناشط لاحقا إلى مسقط رأسه في القبيات في شمال لبنان حيث سينظّم له استقبال شعبي ورسمي تتخلّله كلمة له أو لأحد أفراد عائلته.

الخروج من فرنسا

أفرجت فرنسا صباح الجمعة عن عبدالله الذي أدين بالتواطؤ في اغتيال دبلوماسيَين أميركي وإسرائيلي في ثمانينات القرن الماضي، بعدما أمضى 40 عاما في السجون، واستقل طائرة متجهة إلى بيروت.

انطلق موكب من ست مركبات من بينها حافلتان صغيرتان من سجن لانميزان في مقاطعة أوت-بيرينه بجنوب غرب فرنسا. وأقلعت الطائرة التي تقله بعيد الساعة 09:30 بالتوقيت المحلي لفرنسا (الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش) من مطار رواسي الباريسي.

وأصدرت محكمة الاستئناف في باريس الأسبوع الماضي قرارها بالإفراج عن الناشط اللبناني "في 25 يوليو/ تموز" شرط أن يغادر فرنسا وألا يعود إليها.

Related بعد أربعة عقود في السجن... محكمة باريس تحسم مصير جورج عبد الله في 17 تموزمحكمة الاستئناف في باريس ترجئ البت في قرار الإفراج عن جورج عبد الله إلى يونيوأمضى أربعة عقود خلف القضبان.. من هو جورج عبد الله ولماذا تُعد قضيته استثنائية؟

حياة عبد الله قبل الأسر

أصيب جورج عبدالله أثناء الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في العام 1978، وانضم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الحركة اليسارية التي كان يتزعمها جورج حبش.

بعدها، أسس مع أفراد من عائلته الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، وهي تنظيم ماركسي مناهض للإمبريالية تبنى خمسة هجمات في أوروبا بين العامين 1981 و1982 في إطار نشاطه المؤيد للقضية الفلسطينية. وأوقعت أربعة من هذه الهجمات قتلى في فرنسا.

اعتُبر عبدالله لفترة طويلة مسؤولا عن موجة اعتداءات شهدتها باريس بين العامين 1985 و1986 وأوقعت 13 قتيلا ناشرة الخوف في العاصمة الفرنسية.

حُكم عليه في العام 1986 في ليون بالسجن أربع سنوات بتهمة التآمر الإجرامي وحيازة أسلحة ومتفجرات، وحوكم في العام التالي أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس بتهمة التواطؤ في اغتيال الدبلوماسيين الأمريكي تشارلز راي والإسرائيلي ياكوف بارسيمينتوف عام 1982، ومحاولة اغتيال ثالث عام 1984.

وبعد شهرين من الحكم على عبد الله بالسجن مدى الحياة، تم التعرف على المسؤولين الحقيقيين عن هذه الاعتداءات وهم على ارتباط بإيران، بسحب وسائل إعلام فرنسية.

ولم يُقرّ عبد الله بضلوعه في عمليتي الاغتيال اللتين صنفهما في خانة أعمال "المقاومة" ضد "الاضطهاد الإسرائيلي والأمريكي" في سياق الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) والغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الأكاذيب المُمأسسة وتواطؤ النخب: لماذا تحتاج تل أبيب إلى صمت العرب كي تستمر الحرب؟
  • عز الدين: المقاومة باقية ومستمرة
  • ضمك ينهي قضاياه لدى فيفا وينتظر خطاب التسجيل
  • عز الدين: المقاومة اليوم هي الأكثر ضرورة
  • جورج عبد الله: بين ذاكرة المقاومة وحسابات الدولة
  • جورج عبد الله يصل لبنان بعد 41 عاما من الأسر بفرنسا
  • 41 عاما من الاعتقال.. من هو المناضل اللبناني جورج عبد الله؟
  • المناضل جورج عبد الله يعود إلى لبنان بعد 41 عامًا من الأسر في السجون الفرنسية
  • عاجل. المقاومة يجب أن تتصاعد.. جورج عبد الله حراً في بيروت بعد 40 عاماً في السجون الفرنسية
  • جورج عبدالله في لبنان... إليكم ما قاله في أوّل تصريح له من المطار