نابلس - صفا

يمضي المواطن زياد ضميدي وعائلته ساعات طويلة كل يوم خلف نوافذ بيتهم المطلة على الشارع الرئيس في بلدة حوارة جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، يترقبون من خلال ثقوب السياج الحديدي الموضوع عليها أي تجمعات غير اعتيادية للمستوطنين.  

ومنذ حوالي العامين، لم تعد عائلة ضميدي، تمارس حياتها بالشكل الاعتيادي، فما بين ترقّب وسهر، تضيع ساعات النهار والليل دون عمل أو نوم، خشية هجوم جديد للمستوطنين قد لا تحمد عقباه هذه المرة.

وتحولت الكثير من البيوت في حوارة إلى ما يشبه الحصون والسجون، جراء معدات ووسائل الحماية التي أضافوها على محيط منازلهم لحمايتها من بطش المستوطنين، سواء بتثبيت بوابات أو سياجات حديدية أو كاميرات على منازلهم.

وكمثل المئات من عائلات حوارة، تعرض منزل ضميدي في السنوات الأخيرة لهجمات عديدة من المستوطنين، كان أخطرها الهجوم الكبير الذي تعرضت له بلدة حوارة في فبراير/ شباط 2023 وإحراق عشرات البيوت والمحلات ومشاطب المركبات.

ويحصي ضميدي في حديثه لوكالة "صفا"، عدد الاعتداءات التي تعرض له بيته بأكثر من 12 اعتداء، وفي الاعتداء الكبير العام الماضي، أحرق بيته وكاد يفقد بعض أفراد عائلته.

ويصف ضميدي لحظات الرعب التي عاشتها عائلته بفعل إرهاب المستوطنين، مشيرا إلى أن 150 مستوطنا حاصروا منزلهم، وأخذوا يلقون الزجاجات الحارقة باتجاهه الواحدة تلو الأخرى.

دقيقتان بين الحياة والموت

ويقول: "بحمد الله تمكنّا من إخماد الحرائق المشتعلة بفعل الزجاجات الحارقة، لكنهم عادوا وكرروا فعلتهم عدة مرات، ثم ألقوا إطارات مشتعلة ما أدى لاحتراق البيت".

ويضيف: "لا نستطيع مغادرة بيوتنا إذا وقع أي هجوم.. فبيننا وبين الموت دقيقتين فقط".

نبقى سهرانين حتى الفجر خاصة في أوقات التوتر تحسبا لأي هجوم

ويقع بيت ضميدي على الشارع الرئيسي وسط حوارة، وهو ما يجعله في مقدمة البيوت المستهدفة في كل مرة تتعرض فيها البلدة لهجوم المستوطنين.

وأمام هذا الواقع لم يعد الأهالي يستطيعون ممارسة أعمالهم اليومية كالمعتاد، ويضطرون للسهر ساعات طويلة حتى الفجر.

وعقب الاعتداء الكبير، قدمت بعض المؤسسات الدولية والمحلية دعما لتحصين البيوت المهددة من خلال تركيب بعض الحمايات الحديدية على الشبابيك.

ويقول ضميدي: "تم تركيب سياج على الشبابيك، وزيادة ارتفاع سور البيت، ويمكن القول إن هذه الخطوات زادت نسبة الحماية بمعدل 50%".

لكنه يعتقد أن البيت لا يعود آمنا إذا كان هناك محاولات حرق بإلقاء زجاجات حارقة، فرغم الحمايات لكن البيت لا يزال مكشوفا أمام المستوطنين الذين لا يعدمون الوسيلة لإلحاق أشد الضرر بالمواطنين.

حماية منقوصة

وكما هو حال منزل زياد الضميدي، تعرض منزل المواطن أحمد الضميدي وأشقائه لهجمات متتالية.

ويقع منزل أحمد عند دوار سلمان الفارسي (مفترق يتسهار) والذي يعد أخطر منطقة في حوارة، وهو قِبلة عتاة المستوطنين الذين يمارسون فيه أبشع أشكال الاعتداء والعربدة ضد الفلسطينيين.

ويبين ضميدي أن المستوطنين حطموا شبابيك العمارة التي يقطنها هو وأشقاؤه، وحاولوا إحراقها عدة مرات، وأحرقوا مركباتهم وممتلكاتهم، وحاولوا خلع الباب الرئيسي.

ورغم تركيب حماية للشبابيك، وبناء سور بارتفاع عال حول البناية على نفقتهم، إلا أن ضميدي يخشى من أن يلجأ المستوطنون لخلعه بواسطة آليات ثقيلة.

ويرى أن كل وسائل الحماية هذه لا توفر سوى حماية جزئية، فهي تحمي من الحجارة ولا تحمي من الرصاص، خاصة وأن أغلب الهجمات يتم فيها إطلاق الرصاص على البيوت.

وقال لوكالة "صفا": "قبل فترة كان هناك هجوم للمستوطنين بإطلاق الرصاص بعد أن يئسوا من إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، وبمعجزة لم تقع إصابات أو خسائر في الأرواح".

وأشار إلى أنه بعد انتهاء الاحتلال من بناء الشارع الالتفافي الجديد والذي يسير بمنسوب يرتفع عدة أمتار عن الشارع الرئيسي، زاد الخطر على منزلهم؛ إذ أصبح المستوطنون على مستوى مرتفع يمكنهم مهاجمة البيت، وباتت معه أي وسيلة دفاعية غير مجدية، وأي محاولة للدفاع عن المنزل من السطح ستعرضهم لخطر الإصابة برصاص المستوطنين وقوات الاحتلال.

تحريض متواصل

وبحكم موقعها الجغرافي ووقوع عدة عمليات للمقاومة ضد الاحتلال والمستوطنين فيها، باتت بلدة حوارة ضحية تحريض متواصل من قادة المستوطنين والسياسيين في دولة الاحتلال.

ومع كل عملية للمقاومة في حوارة ومحيطها، أو حتى في الضفة أو قطاع غزة أو الداخل الفلسطيني المحتل، يتوافد إليها المستوطنون من كل حدب وصوب ليصبوا نيران حقدهم عليها.

وعقب العملية التي نفذها القسامي عبد الفتاح خريشة في شارع حوارة في فبراير شباط/ 2023 وقتل فيها جنديان مستوطنان، دعا وزير المالية ورئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش إلى "محو حوارة عن الوجود".

وجاءت تلك التصريحات بعد هجوم واسع وغير مسبوق شنّه مستوطنون على البلدة، أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة عشرات آخرين وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: حوارة نابلس اعتداءات المستوطنين هجمات المستوطنين فی حوارة

إقرأ أيضاً:

«القاهرة الإخبارية»: تصاعد اعتداءات المستوطنين على قاطفي الزيتون بالضفة الغربية

أكدت ولاء السلامين، مراسلة «القاهرة الإخبارية» بالضفة الغربية، أنّ الضفة الغربية تشهد تصاعدًا كبيرًا في اعتداءات المستوطنين بالتزامن مع موسم قطف ثمار الزيتون في مختلف المحافظات، موضحة أنّ الأحداث في الضفة تسارعت خلال الأيام الماضية، إذ يهاجم المستوطنون المزارعين الفلسطينيين أثناء توجههم إلى أراضيهم.

وشددت «السلامين»، خلال رسالة على الهواء عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، على أنه منذ ساعات الصباح الباكر، وقعت هجمات في بلدات عقربا وبيتا وقبلان، بينما شهدت الأمس مواجهات أدت إلى وقوع 39 إصابة، مشيرة إلى أن عدد من الصحفيين تعرّضوا للاعتداء بالضرب المبرح من قبل ميليشيات المستوطنين في بلدة بيتا، بمحافظة نابلس.

وأوضحت أنّ بلدتي رفات والزاوية في قضاء سلفيت شهدتا صباح اليوم اعتداءات من المستوطنين بالضرب المبرح على شبان فلسطينيين تصدّوا للهجمات، مضيفة: «اندلعت اعتداءات متكرّرة في قرية برقة شرق رام الله، استهدفت المزارعين وقاطفي الزيتون، وتسببت بتكسير معداتهم»، مشددة على أنّ مجموعة من المستوطنين يشنّون هجمات متتالية على هذه القرى الصغيرة بسبب إقامة بؤرة رعوية جديدة في المنطقة.

اقرأ أيضاًعاجل.. شهيد وانتشال جثامين 11 آخرين من أنحاء متفرقة بغزة

مستشار ترامب: نثمن جهود مصر للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

«الأونروا»: نلعب دورًا أساسيًا في توزيع المساعدات الإنسانية داخل غزة

مقالات مشابهة

  • الرطوبة والعفن.. هكذا يتخفى أعداء الشتاء الصامتون في البيوت الدافئة
  • بين الألم والامتنان.. مشاعر سكان البيوت الناجية بغزة بعد عامين من العدوان
  • عاجل | مصادر للجزيرة: مجموعات كبيرة من المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية
  • استشاري علاقات أسرية: نموذج القدوة غائب عن البيوت| فيديو
  • «القاهرة الإخبارية»: تصاعد اعتداءات المستوطنين على قاطفي الزيتون بالضفة الغربية
  • طالبان باكستان تتبنى هجمات أسفرت عن 20 قتيلا من الأمن
  • تصاعد اعتداءات المستوطنين على قاطفي الزيتون بالضفة الغربية
  • حكم إخراج الزكاة في عمل تسقيف البيوت
  • الزراعة "خربت" بيوت الفلاحين
  • 36 مُصاباً فلسطينياً بعد اعتداءات المستوطنين في نابلس