المسلة:
2025-06-23@16:19:12 GMT

تلغرام “سلاح حرب” روسي تحت المجهر

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

تلغرام “سلاح حرب” روسي تحت المجهر

27 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: سلّط توقيف مؤسس “تلغرام” بافل دوروف الذي يحمل الجنسيات الفرنسية والروسية والإماراتية في فرنسا، الضوء على هذا التطبيق الذي يتيح إرسال رسائل مشفّرة، والذي أصبح منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا أداة للدعاية الروسية وكذلك منصة للعديد من السياسيين والناشطين من طرفَي النزاع.

منذ غزت روسيا أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، أصبح تلغرام (900 مليون مستخدم نشط) المنصة المفضلة للمدونين الروس المؤيدين للحرب لتبرير العملية ونشر معلوماتهم المضللة.

وفي أوكرانيا، حتى الرئيس فولوديمير زيلينسكي يستخدم هذه المنصة يوميا لنشر رسائله الليلية.

ويشير الخبراء إلى أنه بسبب نقص الوسائل الحديثة، استخدمت القوات الروسية أيضا التطبيق للعمليات في ساحة المعركة، بدءا من نقل المعلومات الاستخبارية وصولا إلى توجيه صواريخ إسكندر.

وتخشى موسكو الآن أن يعطي دوروف الفرنسيين مفتاح فك تشفير الرسائل المتبادلة على التطبيق.

وقال الخبير في الدعاية الروسية إيفان فيليبوف إن المدونين الروس الذين لدى بعضهم عشرات آلاف المشتركين، “مرعوبون”، مشيرا إلى أن وصولا للاستخبارات الغربية إلى الرسائل سيكون بمثابة “كارثة مطلقة” بالنسبة إليهم.

والثلاثاء، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن توقيف دوروف إن “الاتهامات المقدّمة (بحقه) خطرة للغاية وتتطلب إثباتات على القدر ذاته من القوة” مضيفا “وإلا سيكون من الواضح أن هذه هي محاولة لتقييد حرية التواصل… وحتى الترهيب المباشر بحق رئيس شركة كبيرة”.

وهذا الملياردير البالغ 39 عاما هو ليبرالي ومدافع شرس عن سرية الإنترنت لكنه مثير للجدل بسبب رفضه أي اعتدال في التطبيق الذي شارك في تأسيسه. وحجبت موسكو تلغرام في العام 2018، لكنها ألغته في 2021.

واعتبر المدوّن أندري ميدفيديف أن تطبيق تلغرام أصبح الآن “المرسال الرئيسي” للغزو الروسي، و”بديلا للاتصالات العسكرية السرية”.

وقال أليكسي روغوزين، رئيس مركز تطوير تكنولوجيات النقل في موسكو، إن بعض المعلّقين يسخرون عبر التطبيق حتى من “توقيف رئيس الاتصالات في القوات الروسية”.

وأضاف نجل الرئيس السابق لوكالة الفضاء الروسية دميتري روغوزين أنه يتم أيضا على تلغرام “نقل معلومات استخبارية وتصحيح ذاتي للمدفعية ونشر صور مروحيات وأمور أخرى” مشابهة.

– “عالق في الماضي” –
وأوضح ميخائيلو ساموس، مدير شبكة “نيو جيوبوليتكس ريسيرتش نتوورك”، وهي مؤسسة بحثية مقرها في كييف، أن الوحدات الروسية شغّلت أنظمة للقيادة والسيطرة “لكنها ليست فعالة على الجبهة” مضيفا “الجيش الروسي عالق في الماضي”.

وتابع أن أوكرانيا من جهتها، تعتمد في إدارتها لساحة المعركة على منظومة “دلتا” التي طُوِّرت بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) والتي حظيت بإشادة حلفاء لكييف.

وفي حين أنه من غير المتوقع أن يكون لتوقيف دوروف والذي مدّد حتى الأربعاء، تأثير مباشر أو فوري على الصراع، فإنه قد يجبر موسكو على إيجاد بديل لتطبيق تلغرام.

واعتبر ميدفيديف أنه “من الصعب توقّع المدة التي سيبقى فيها تلغرام كما نعرفه، أو ما إذا كانت تطبيقات مراسلة مماثلة ستبقى موجودة”.

في كل الأحوال، فإن وزن هذه القضية يتجاوز ساحة المعركة. فقد طلبت رئيسة التلفزيون العام “آي تي” مارغاريتا سيمونيان من الروس حذف رسائلهم الحساسة مؤكّدة أن الفرنسيين احتجزوا رجل الأعمال من أجل الحصول على مفاتيح فك التشفير “وهو سيعطيها لهم”.

– إساءة استخدام للتطبيق؟ –
ووفق السلطات القضائية الفرنسية، لم يتّخذ دوروف تدابير للحد من إساءة استخدام مشتركين لتطبيق المراسلة، خصوصا عدم اعتماد آلية للحد من المحتوى المتطرف والتعاون مع المحققين.

وتشمل التهم الموجّهة إليه رفض توفير المعلومات اللازمة لعمليات اعتراض المراسلات المصرح بها قانونا، والتواطؤ في جرائم والجريمة المنظمة على المنصة (الاتجار بالمخدرات، والمواد الإباحية المتّصلة بالأطفال، والاحتيال وغسل الأموال في إطار مجموعة منظمة) وتوفير خدمات التشفير التي تهدف إلى ضمان السرية من دون إعلان يضمن توافق الخدمات مع التشريعات.

ويقسم توقيف دوروف المعارضة الروسية التي يتّهم جزء منها فرنسا بمهاجمة حرية التعبير.

لكنّ الصحافي البلغاري كريستو غروزيف الذي أجرى تحقيقات بشأن الاستخبارات الروسية، قال إن جهاز الأمن الفدرالي والاستخبارات العسكرية استخدما تلغرام للتحضير ل”أعمال إرهابية” وتجنيد عملاء ميدانيين.

وأضاف أن “فرنسا ليس لديها أي سبب لمعاملته بشكل مختلف عن أي شخص يدير منصة لبيع المخدرات أو استغلال الأطفال في المواد الإباحية. هذا لا علاقة له بحرية التعبير”.

بدوره، اعتبر “منتدى روسيا الحرة” الذي أسسه المعارض والبطل السابق في الشطرنج غاري كاسباروف، أن دوروف سمح، طوعا أو قسرا، لتطبيق تلغرام بأن يصبح “سلاح حرب”. وأضاف “نأمل في أن يتوقف تلغرام عن أن يكون أداة لحرب بوتين”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحرب الكبرى؟

أقدم ترامب على خطوة مصيرية بضرب المنشآت النووية الإيرانية حسب رأي المراقبين، في أخطر تحدٍّ منذ توليه الحكم، وسط مخاوف من تصعيد يجرّ المنطقة إلى صراع أوسع لا تحدّ له. اعلان

في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربات جوية مشتركة مع إسرائيل استهدفت منشآت نووية إيرانية، في تحول دراماتيكي في سياسة واشنطن تجاه طهران، ويأتي القرار بعد سنوات من التزام ترامب بعدم الانخراط في الحروب الإقليمية.

الضربات الجوية استهدفت مواقع تحت الأرض في منشأة فردو النووية، وهي إحدى أكثر المواقع تحصينًا في إيران، وتشكل أكبر رهان سياسي خارجي لترامب منذ توليه الرئاسة، وهو رهان يتسم بالمخاطر والغموض.

وقال ترامب يوم السبت إن إيران عليها أن تختار بين السلام أو مواجهة هجمات إضافية، محذرًا من أن الولايات المتحدة مستعدة لرد فعل أقوى إذا لم تستجب طهران.

لكن محللين حذروا، عبر وكالة رويترز، من أن الخطوة قد تدفع إيران إلى اتخاذ إجراءات انتقامية، مثل إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الشرايين النفطية في العالم، وهجمات على القواعد الأمريكية وحلفائها في المنطقة، وتقوية الضربات الصاروخية على إسرائيل، وتفعيل الجماعات الموالية لها حول العالم.

وأشار آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في إدارة الديمقراطية والجمهورية، إلى أن "الإيرانيين الآن ضعفاء، لكنهم يمتلكون وسائل غير تقليدية للرد"، وأضاف أن "الأمر لن ينتهي بسرعة."

قبل تنفيذ الضربات، تقلّب ترامب بين التلويح بالعمل العسكري ومناشدة استئناف المفاوضات لإيجاد حل دبلوماسي يوقف البرنامج النووي الإيراني.

وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إن ترامب عندما أصبح مقتنعًا بأن إيران لا تسعى للتفاوض، اعتبر أن الضربات كانت "الشيء الصحيح الذي يجب القيام به." وأشار إلى أن القرار جاء بعد تقييم "احتمال نجاح كبير" للعملية، والتي سبقتها ضربات إسرائيلية استهدفت البنية التحتية النووية والعسكرية الإيرانية.

الخطر النووي ما زال قائماً

على الرغم من إعلان ترامب عن "نجاح كبير" في العملية، فقد شكك خبراء في فعاليتها على المدى الطويل، مؤكدين أن الضرر قد يكون مؤقتًا، وأن إيران ما زالت تمتلك الخبرات العلمية والتكنولوجيا اللازمة لإعادة بناء برنامجها النووي.

ورفضت إيران مرارًا السعي لتطوير أسلحة نووية، وقالت إن برنامجها يُستخدم لأغراض مدنية فقط.

من جهتها، حذّرت منظمة "الرقابة على الأسلحة"، وهي جهة أمريكية غير حزبية، من أن "الضربات العسكرية قد تدفع إيران إلى الاستنتاج بأن امتلاك السلاح النووي ضروري للردع، وأن الولايات المتحدة ليست جادة في الدبلوماسية."

وأضافت أن "الضربات لن تتمكن من تدمير المعرفة النووية التي تمتلكها إيران، وإنما ستؤدي إلى تعزيز عزمها على إعادة بناء أنشطتها النووية الحساسة."

إيران ترفض التراجع

في أعقاب الضربات، أعربت إيران عن موقف صلب، حيث أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أنها لن تسمح بوقف تطوير "صناعتها الوطنية"، بينما قال معلق في التلفزيون الرسمي الإيراني إن كل مواطن أو عسكري أمريكي في المنطقة أصبح "هدفًا مشروعًا".

وأصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانًا رسميًا حذّرت فيه من أن "إيران ترى في حقها استخدام كل الوسائل المتاحة للرد على العدوان العسكري الأمريكي."

ويرى كريم ساجادبور، المحلل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن "الضربات قد تفتح فصلاً جديدًا في الحرب الأمريكية-الإيرانية التي عمرها 46 عامًا بدلاً من إنهائها."

وقد تتحول الضربات الجوية إلى بداية لصراع أوسع وأطول مما كان متوقعًا، ما يثير مخاوف من تكرار تجارب الحروب الأمريكية السابقة في العراق وأفغانستان.

احتمالات التصعيد السياسي والدبلوماسي

ومن بين السيناريوهات المحتملة، احتمال أن تلجأ الولايات المتحدة إلى مطالبة بتغيير النظام في إيران إذا تصاعد التوتر أو بدأت طهران العمل على تصنيع سلاح نووي.

وحذّرت لورا بلومنفيلد، الباحثة في جامعة جونز هوبكنز، من "خطر انحراف الهدف نحو حملات تغيير النظام ونشر الديمقراطية، والتي أدت سابقاً إلى فشل العديد من المهام الأخلاقية الأمريكية في الشرق الأوسط."

من جانبه، قال جوناثان بانيكوف، الضابط الأمريكي السابق في الاستخبارات، إن إيران قد ترد بـ"ضربات غير متناسبة" إذا شعرت بتهديد وجودي، لكنها ستكون حذرة من العواقب، خاصة إذا تضرر حليفها الرئيسي الصين بسبب ارتفاع أسعار النفط نتيجة إغلاق مضيق هرمز.

Relatedصباح ليس كغيره.. أمريكا تستهدف المنشآت النووية الإيرانية وطهران تمطر إسرائيل بالصواريخ غواصات متطورة وقواعد استراتيجية.. ماذا نعرف عن قدرات إيران البحرية؟بالصور.. هكذا تابع ترامب مجريات تنفيذ الضربات الجوية منشآت فوردو ونطنز وأصفهان ضغوط داخلية وخارجية على ترامب

على الصعيد الداخلي، يواجه ترامب انتقادات حادة من قبل الديمقراطيين في الكونغرس، بالإضافة إلى اعتراضات من الجناح المعادي للتدخلات الحربية ضمن صفوف مؤيديه الجمهوريين.

وكان ترامب قد خرج من ولايته الأولى بدون أن يواجه أي أزمة دولية كبيرة، لكنه الآن متورط في واحدة بعد مرور ستة أشهر فقط من ولايته الثانية.

ورغم آمال ترامب في أن تكون المشاركة الأمريكية محدودة، فإن تاريخ الحروب الحديثة يدل على أن هذه التحركات غالبًا ما تؤدي إلى نتائج غير متوقعة.

وسيخضع شعار ترامب "السلام عبر القوة" لاختبار صعب، خاصة بعد فشله في الوفاء بوعوده الانتخابية بإنهاء سريع للصراعات في أوكرانيا وغزة.

وقال ريتشارد غوفان، مدير الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية: "ترامب عاد مرة أخرى إلى أعمال الحرب. لا أعتقد أن أحدًا في موسكو أو طهران أو بكين صدق فعلاً حديثه بأنه صانع سلام. بدا دائمًا وكأنه مجرد شعار انتخابي وليس استراتيجية."

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • زاخاروفا: “إسرائيل” التي تمتلك أسلحة نووية تقصف مع أمريكا إيران التي لا تمتلكها
  • إعلانات واتساب تُربك الخصوصية: هل يفقد التطبيق هويته؟
  • زيادة المعاشات الجديدة.. النسبة وتاريخ التطبيق
  • شاهد بالفيديو.. اللقاء الذي أثار غضب المطرب شريف الفحيل.. الفنان محمد بشير يقتحم بث مباشر للناشطة الشهيرة “ماما كوكي” والأخيرة تصفه بإبن الأصول
  • مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحرب الكبرى؟
  • حرشاوي: الأمم المتحدة غيّرت أسلوبها والدبيبة تحت المجهر
  • فوكس نيوز: قصف منشأة فوردو النووية سيكون أشبه بفيلم “توب غن” .. فيديو
  • “غازبروم” الروسية توقع اتفاقات لإطلاق فرع جديد من أنابيب الغاز إلى الصين
  • الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل عن “المنسق الرئيسي بين إيران وحركة الفصائل الفلسطينية الذي اغتيل في طهران
  • من هو “الغوريلا” الذي يؤثر على استراتيجية ترامب تجاه إيران ويدفع باتجاه رد عسكري قوي ضدها؟