عربي21:
2025-05-18@04:39:28 GMT

مسارعة الانتقاد.. جرأة أم تضليل؟

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

الأَولى فيمن يكتب ويحلل من الفلسطينيين تحديدا؛ أن يمتلك الجرأة في تقسيم الجهات التي يريد أن يكتب عنها إذا كان دافعه مهنيا وليس تضليلا يغلّفُ جُبنا ومصلحة.

الحرب الحالية أفرزت ثلاثة أصناف من الشعوب والدول والأحزاب:

* من ساهم في الإبادة ضد غزة من دول بينها عربية، سواء بوجود قواعد عسكرية فيها خرجت منها الأسلحة لـ"إسرائيل"، أو بتآمر في إطار الوسيط الذي هدفه منذ البداية نزع المضمون السياسي للطوفان وإملاء صفقة بمقاس أمريكي، أو من يكتب على خريطة فلسطين في إعلامه ومراسلاته الرسمية كلمة "إسرائيل"، بينما يخرج المثقف الباحث في إعلامهم يتعامى عن جريمة التطبيع ويستمر في تضليله.



 هذه الفئة هي الأَوْلى بالانتقاد والفضح، ويجب على أي محايد وحر من الكتّاب أن يسلط الضوء عليها ويفضحها ويعزز الرأي العام ضدها، حتى لا تكون منبرا لتبديد الحقوق، وتستخدم الكتّاب والمحللين ديكورا لتطبيعها ولاحقا بوقا يهاجم من يسند قضيته.

* ⁠فئة المتجاهلين للمجازر في غزة من أحزاب ودول وأنظمة بصمتهم المريع في دول الجوار ومن المحيط للخليج، وتحرك خجول في بعض الحالات بين مسيرات وتبرعات ووقفات.. ماذا أعدوا وما هي استراتيجتهم لنصرة فلسطين؟ ولماذا تخاذلوا أو ما زالوا لا يتحركون؟ وماذا بعد؟!

مخاطبة من في هذه الفئة وتحفيز قدراتهم ووطنيتهم وكشف من يثبطهم بالتزامن مع فضح الفئة الأولى؛ اكتمالٌ لدورك كباحث ومحلل وناشط وناقد وغيرها من المسميات، إن كانت القضية الفلسطينية أولوية عن الظهور والمصالح أو الأحقاد والعزة بالإثم.

* ⁠فئة المساند والنصير بالدم.. إذا تمكنتَ بالفعل من انتقاد المتآمر وفضحه وإنعاش الغافل ونخزه؛ باستطاعتك أن تقفز لانتقاد الفئة الثالثة وهي فئة المساندين بشكل مباشر وغير مباشر عسكريا وميدانيا في إسناد غزة، والذين يقدمون الأبناء والبيوت والمصالح والدماء والعتاد لنصرة القضية.

المسارعة في مهاجمة النصير والجُبن أمام المتآمر بدور الوسيط أو الشقيق الصامت السلبي؛ لا يعبر عن رأي حر أو كتابة وتحليل، بل توجيه وتضليل، ولا مهنية لمن لا يرى بكل العيون إن أراد الحياد، ولا شجاعة لمن تُسكت صوته دراهم أو ظهور أو أحقاد أو نقاشات جدلية غذّتها ماكنة الإرهاب، أمريكا.

المعركة مفتوحة والساعة بتوقيت المقاومة وجبهاتها، فلا يُسمح لكاتب بأسقف أن ينتقد فاعلا بظروف.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه التطبيع انتقاد المقاومة الاحتلال انتقاد تطبيع المقاومة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حين يكتب الحزن بقلم الإنسان

 

 

د. ابراهيم بن سالم السيابي

 

لقد وعدتُ أحدهم ذات يوم ألّا أكتب في الحزن، وأن أبتعد عن نزفه وسكونه الموحش، ولكنني أنكث بوعدي؛ ليس خيانة؛ بل عجزًا؛ إذ إنَّنِي لا أملك السيطرة على قلمي حين يحتشد في قلبي مشهد لا يبرحه؛ فالقلم يشقّ طريقه رغمًا عني، وربما الحزن هو الذي يكتب لا أنا.

وما كتبته اليوم ليس سوى ترجمة لمشهد عالق في الذاكرة، عالق في وجدان اللحظة التي تخترقك دون إذن.

فقد كنتُ أمر بسيارتي عبر إحدى الحارات القديمة، حينما لمحتها... امرأة عجوز، تحمل في يديها باقة ورد ذابل، تمشي بخطوات ثقيلة نحو المقابر، لم يكن الموقف يحتاج إلى شرح، فوجهها وحده رواية طويلة من الفقد، من الانكسار، من الشوق والخذلان والانتظار الذي لا ينتهي.

لم أعرف من الذي جاءت تزوره في تلك المقابر: ابن؟ بنت؟ أخ؟ أخت؟ أم؟ أب؟ أم هو من كان رفيق العمر؟ لا فرق، لمن كانت الحياة به أهون وأدفأ، ها هي اليوم تقف أمام قبره، تصمت بينما تتكلم الدموع وتصرخ الذكريات، كانت ملامحها أشبه بمرآة لحياة امتلأت حزنًا بعد فقدٍ لا يُحتمل.

تقدّمتْ نحو قبره بصمتٍ، وكأنَّها تهمس له كل ما لم تستطع قوله في الحياة.

تشكو له كيف أنَّ الزمن جارٌ لا يرحم، وكيف أن الوحدة في هذا العمر جدار لا يمكن اجتيازه، فربما كانت تبحث عن دفءٍ غائب، عن يدٍ تُربّت على تعب السنين، أو عن وجهٍ كان يختصر العالم كله.

وما كنتُ إلا مارًّا، لكنني لم أملك إلّا أن أشاركها الحزن، فما أقسى الفقد، وما أمرّه حين يكبر بنا العمر ونجد أنفسنا وحدنا نحمل أزهار الذكرى على أكتاف الذاكرة.

كان المشهد بسيطًا، لكنه أثقل قلبي، ولم يكن غريبًا تمامًا؛ فهؤلاء جيراننا الطيبون في الحارة، إخوتنا من أتباع مذهب أهل البيت، أولئك الذين ألِفوا الحزن وكأنَّهم أبناؤه. في ثقافتهم ومعتقدهم، يُروى أن الحزن اختارهم أو أنهم اختاروه، وكأنه رداء لا يُخلع، أو قَدر لا يُدفع، ترى في عيونهم أثر الحسين، وفي صمتهم وقع كربلاء؛ فهُم لا يعيشون الحزن كما نراه؛ بل يغمسونه في الإيمان، في الولاء، في تفاصيل الحياة، حتى صار الحزن عندهم نوعًا من الطقوس، وشكلًا من أشكال الوفاء.

هم لا ينكسرون أمام الحزن؛ بل يجعلون منه ذاكرة، ودرسًا، ونداءً مستمرًا للإنسانية، ومن الحزن يصنعون معنى، ويجدون في الدمع بوصلة لصدق المشاعر، وامتدادًا لعلاقة لم تقطعها المقابر.

لكن، يا ليتنا نتعلم من حزنهم! ليس لنعيش الألم؛ بل لنفهم عمق الارتباط، وصدق المشاعر، وسموّ الوفاء. فالحزن ليس ضعفًا، بل حضور نقيّ لإنسانيتنا.

وربما كان في لحظة مثل تلك، بين قبرٍ ووردة ذابلة، وعجوزٍ تهمس، درس لا يُنسى: أن الحب لا يموت بموت صاحبه، وأنَّ الفقد لا يعترف بالزمن، وأنَّ الحزن قد يكون أصدق ما نملكه حين تفرّ منَّا الكلمات.

مسك الختام.. لا أحد يختار الحزن، لكنه حين يسكن القلوب، يعلمها كيف تحب بصدق، وكيف تفتقد بصدق، وكيف تظل وفية رغم الغياب، ونحن لا نحزن لأننا ضعفاء، أو لأننا لا نؤمن بالقضاء والقدر؛ بل ما دمنا أحياء قلوبنا لا تزال تنبض بالإنسان الذي في داخلنا.

"ليس الحزن علامة ضعف؛ بل دليل على أن الحب لا يزال حيًا في صدورنا"

جُبران خليل جُبران.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أصغر سيارة هاتشباك بأرخص سعر في سوق المستعمل| صور
  • حين يكتب الحزن بقلم الإنسان
  • استمرار نهب وفساد الطفيلية الاسلاموية بعد الحرب
  • 5 سيارات موديل 2025 في مصر تبدأ من 665 ألف جنيه
  • بي واي دي تكشف عن طرازها الجديد شارك 2025
  • أخبار السيارات| أرخص سيارة كسر زيرو 2024.. 5 سيارات فرنسية زيرو تبدأ من 849 ألف جنيه
  • أرخص سيارة أوتوماتيك فبريكا بالكامل .. أعلى فئة
  • قبل انطلاقه غدا.. تعرف على شروط حضور حفل أنغام بدار الأوبرا
  • بالأسماء.. قائمة الفائزين بجائزة الدولة للمبدع الصغير في دورتها الخامسة
  • أنغام تحيي حفل الأوبرا بشروط صارمة وأنتقادات لأسعار التذاكر