عربي21:
2025-12-14@12:48:28 GMT

وزير المالية التركي في مرمى الإشاعات

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

انتشرت الأسبوع الماضي إشاعة حول تقديم وزير المالية التركي محمد شيمشك، استقالته، ما أدى إلى تراجع مؤشرات بورصة إسطنبول وارتفاع سعر الدولار الأمريكي أمام الليرة التركية. وكان أول من أطلق تلك الإشاعة كاتب معارض للحكومة وموالٍ لحزب الشعب الجمهوري، ونقل عنه صحفي هارب إلى خارج البلاد ينتمي إلى جماعة غولن، ثم روَّجها القيادي عن الحزب الديمقراطي المعارض، النائب جمال أنغينيورت.



مركز مكافحة التضليل التابع لرئاسة الجمهورية التركية قام بنفي الإشاعة، كما نفاها الوزير نفسه، مشددا على أنه على رأس عمله. وقال شيمشك في حسابه بمنصة "إكس"، إن السيناريوهات المتداولة بشأن استقالته من منصبه عارية عن الصحة، داعيا إلى عدم السماح بتضرر الاقتصاد والأسواق من روايات مختلقة، ووصف مروجي الإشاعة رغم نفيها بـ"أصحاب النيات السيئة".

وأعلن وزير العدل التركي، يلماز طونتش، فتح تحقيق في حق المروجين لإشاعة استقالة وزير المالية، بتهمة تضليل المضاربين في بورصة إسطنبول وإلحاق خسائر مالية بالمستثمرين.

أكبر هموم المواطن التركي هو الاقتصاد والتضخم. ويسعى شيمشك، مع فريقه، إلى تحسين الوضع الاقتصادي ومكافحة التضخم، من خلال برنامج بدأ يؤتي أُكله، وهو ما يثير مخاوف المعارضة التي ترى أن نجاح شيمشك في مهمته حتى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة سيؤدي إلى تراجع حظها في الفوز
المروجون لإشاعة استقالة وزير المالية أشخاص لديهم سوابق في بث الإشاعات والأنباء الكاذبة. وكان أحدهم قام ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز/ يوليو 2016، بالترويج بأن وزير الداخلية آنذاك، أفكان آلا، هرب إلى جورجيا. كما أن النائب الذي شارك في ترويج الإشاعة الأخيرة حكم عليه القضاء التركي بالسجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة التلاعب في البورصة، وبالتالي لا يبدو ترويجهم لتلك الإشاعة مصادفة بريئة بلا أي هدف.

المتابعون للشأن التركي يعرفون أن أكبر هموم المواطن التركي هو الاقتصاد والتضخم. ويسعى شيمشك، مع فريقه، إلى تحسين الوضع الاقتصادي ومكافحة التضخم، من خلال برنامج بدأ يؤتي أُكله، وهو ما يثير مخاوف المعارضة التي ترى أن نجاح شيمشك في مهمته حتى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة سيؤدي إلى تراجع حظها في الفوز.

المعارضة التركية تراهن على فشل البرنامج الذي يقود وزير المالية، صاحب الشهرة العالمية، لتتدهور الأوضاع الاقتصادية، وترتفع نسبة التضخم. وترى أن ذلك لن يتحقق إلا إذا حدثت أزمة إقليمية أو عالمية غير متوقعة تلقي بظلالها على تركيا، كجائحة مثل كورونا أو ارتفاع أسعار الطاقة بشكل غير مسبوق، أو في حال استقال شيمشك من منصبه لسبب أو آخر لتضرب استقالته ثقة المستثمرين بالحكومة وبرنامجها الاقتصادي. وتهدف الإشاعات حول استقالة وزير المالية أو إقالته من قبل رئيس الجمهورية أو وجود خلافات بين أردوغان وشيمشك، إلى إثارة القلق والاضطرابات في الأسواق، وعرقلة البرنامج الاقتصادي، والضغط على وزير المالية لدفعه إلى الاستقالة.

هناك إشاعات أخرى حول وجود خلافات بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية اللذين يشكلان تحالف الجمهور. ويتم إطلاق تلك الإشاعات بين الفينة والأخرى، في محاولة لإثارة الفتنة في صفوف التحالف، والإيقاع بين المؤيدين له، لأن التحالف الداعم للحكومة ما زال يتمتع بشعبية كافية يمكن أن تمكنه من الفوز في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة. ولا يخفى على المتابعين لتحركات الكواليس السياسية والإعلامية في تركيا أن هناك أطرافا مؤيدة لحزب الشعب الجمهوري ترغب في تفكك تحالف الجمهور لينضم حزب الحركة القومية إلى التحالف المعارض.

الحكومة التركية أمامها أكثر من ثلاث سنوات حتى تخيم على البلاد أجواء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في ربيع 2028، إن لم يتم تقديم موعدها. وهي فترة كافية لتحسين الوضع الاقتصادي، إن لم تحدث تطورات مفاجئة غير محسوبة، ما يعني أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من محاولات المعارضة لضرب تحالف الجمهور، ووزير المالية، وبرنامجه الاقتصادي
رئيس حزب الحركة القومية، دولت باهتشلي، نفى أكثر من مرة الأنباء التي تتحدث عن وجود خلافات كبيرة بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تهدد مستقبل تحالف الجمهور، ليلفت إلى صلابة التحالف بين الحزبين. وفي آخر تلك التصريحات، ذكر قبل حوالي أسبوع في حسابه بمنصة "إكس"، أن تحالف الجمهور هو "رمز وجود الأمة التركية ووحدتها". وقال إن الذين يستهدفون تحالف الجمهور من خلال إثارة إشاعات عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ليُصوّروا أن هناك شرخا في التحالف، سيصابون بخيبة أمل.

أردوغان وباهتشلي لا يكتفيان بتصريحات تنفي الإشاعات التي تطلقها المعارضة، بل ويقومان أيضا بتحركات رمزية تشير إلى تماسك التحالف بينهما، كإرسال رئيس الجمهورية قبل يومين 76 وردة حمراء إلى رئيس الحركة القومية بمناسبة الذكرى الـ76 لميلاده. كما خرج الزعيمان معا أمام الجمهور والكاميرات في مدينة أخلاط التاريخية بولاية بيتليس، جنوب شرقي البلاد، وشاركا في فعاليات الذكرى السنوية الـ953 لانتصار الجيش السلجوقي بقيادة السلطان ألب أرسلان على الجيش البيزنطي عام 1071 في معركة ملاذكرد.

الحكومة التركية أمامها أكثر من ثلاث سنوات حتى تخيم على البلاد أجواء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في ربيع 2028، إن لم يتم تقديم موعدها. وهي فترة كافية لتحسين الوضع الاقتصادي، إن لم تحدث تطورات مفاجئة غير محسوبة، ما يعني أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من محاولات المعارضة لضرب تحالف الجمهور، ووزير المالية، وبرنامجه الاقتصادي الذي يقوده بدعم قوي من رئيس الجمهورية.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه محمد شيمشك الاقتصاد تركيا أردوغان اقتصاد تركيا أردوغان اشاعات محمد شيمشك مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة تكنولوجيا اقتصاد سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات الرئاسیة والبرلمانیة حزب الحرکة القومیة الوضع الاقتصادی تحالف الجمهور وزیر المالیة

إقرأ أيضاً:

وزير المالية: مستعدون للحوار الممتد مع شركائنا من مجتمع الأعمال.. والتحرك السريع لتحفيز الإنتاج والتصدير

جرى أحمد كجوك وزير المالية، جولة ميدانية بمعرض «فود أفريكا»، قائلًا: «إننى سعيد للغاية بما رأيته من نماذج متميزة لمشروعات استثمارية ناجحة بقطاع الحاصلات الزراعية والصناعات الغذائية».

أضاف كجوك، في حوار ودي مع المستثمرين والمصدرين،: «لدي شغف واهتمام بالاطلاع على التجارب المصرية المتميزة لشركائنا المستثمرين فى القطاعات الإنتاجية والتصديرية».

أوضح أن تحول عدد من المستوردين إلى مصنعين ومنتجين ومصدرين يؤكد قدرة القطاع الخاص على التطور ودفع النمو الاقتصادي، مؤكدًا أننا مهتمون جدًا بتنمية قطاع الصناعة وفتح أسواق تصديرية جديدة للمنتجات المصرية.

أشار الوزير، إلى أننا مستعدون للحوار الممتد مع شركائنا من مجتمع الأعمال والتحرك السريع لتحفيز الإنتاج والتصدير، ومتحمسون أيضًا للتعاون مع شباب الأعمال ومساندتهم بشتى الطرق حتى يكبروا ويتوسعوا ويصدروا للخارج، موضحًا أننا لدينا مبادرات جيدة لدعم القطاعات الإنتاجية والتصديرية، ومنفتحون على أى أفكار تعزز تنافسية اقتصادنا.

أعرب العارضون عن خالص شكرهم  وتقديرهم لوزير المالية، قائلين: «نحن قادرون على المنافسة والتوسع والنمو، ونتطلع إلى مزيد من الدعم والتحفيز».

أكدت داليا قابيل المدير التنفيذي لشركة «كونسبت»، أن للمعارض دورًا  مهمًا فى تسويق تطور وتميز المنتجات المصرية، بما في ذلك الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية؛ استهدافًا لفتح أسواق جديدة للصادرات المصرية، موضحة أن زيارة وزير المالية تمثل «رسالة دعم وتحفيز» من الحكومة للمصنعين والمنتجين والمصدرين.

أشارت إلى تحول عدد من المستوردين إلى منتجين ومصنعين ومصدرين على نحو يعكس القدرات التنافسية للاقتصاد المصرى فى الإنتاج والتصدير.

قال تامر صفوت مدير عام شركة «كونسبت»، إن مصر تستعيد مكانتها الرائدة على خريطة المعارض العالمية، مؤكدًا أن المحاصيل الزراعية بما في ذلك الموالح والخضروات والفواكه، والصناعات الغذائية، تتمتع بقدرات تنافسية كبيرة فى مختلف الأسواق الدولية، فضلًا على تفوقنا فى مجال التعبئة والتغليف الذى كان أحد التحديات السابقة.

ويعد معرض «فود أفريكا»، أحد أكبر المعارض المتخصصة في الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية، الذي يضم أكثر من ١٢٠٠ شركة مصرية وأجنبية، من بينها شركات عالمية تعمل داخل السوق المصرية، وتنتج سلعًا غذائية متنوعة يتم تصدير جزء كبير منها إلى الأسواق الخارجية.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: استضافة المملكة منتدى تحالف الحضارات دعم لجهود تعزيز قيم التسامح والحوار
  • وزير المالية: الفترة المقبلة ستشهد أولوية متقدمة لتنمية الموارد المحلية
  • وزير المالية السوري: إعفاءات وحوافز لأصحاب المصانع المتضررة
  • نائب وزير المالية ورئيس الجمارك: تطبيق نظام «ACI» جزء من استراتيجية متكاملة للتسهيلات الجمركية
  • وزير المالية يكشف عن مؤامرة سعودية اماراتية هي الاخطر في اليمن
  • وزير المالية: مستعدون للحوار الممتد مع شركائنا من مجتمع الأعمال.. والتحرك السريع لتحفيز الإنتاج والتصدير
  • وزير المالية: سعيد للغاية بما رأيته من نماذج استثمارية في فود أفريكا
  • وزير المالية في معرض «فود أفريكا»: مبادرات جيدة لدعم القطاعات الإنتاجية والتصديرية
  • وزير الخارجية: تدشين تحالف من الشركات المصرية للاستثمار في أنجولا
  • وزير المالية: سننظر بزيادة الرواتب في العام 2027 / رد الحكومة كاملا