تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية اليوم بتذكار نياحة القديس تكلا هيمانوت الحبشى.

ولد القديس تكلاهيمانوت الحبشي. فى القرن السابع الميلادي. في إثيوبيا من عائلة كهنوتية كانت قد نزحت من قرية قريبة من أورشليم. وكان أبواه تقيين يعطفان على الفقراء والمساكين.

وكانت أمه عاقرًا. وطلبت من الله كثيرًا أن يرزقها ولدًا يرضيه. فجاءها الملاك ميخائيل وبشرها أنه ستحبل بابن يكون محبوبًا من الله والملائكة والناس. وبعدها حبلت وولدت هذا الابن، فربته تربية مسيحية منذ صباه. ولما صار عمره سبع سنوات، بدأ يحفظ الكتب المقدسة عن ظهر قلب. وفى سن الخامسة عشرة رسمه الأنبا كيرلس الأسقف شماسًا. ثم قسًا باسم " تكلاهيمانوت " وكان بتولًا.

بعد وفاة والديه وزع كل أمواله على الفقراء والمساكين وجال يبشر في إثيوبيا باسم السيد المسيح وآمن كثيرون على يديه. وقد اقترنت حياته النسكية بعمله الكرازي، فكان ناسكًا حقيقيًا يقضى أغلب فترة الصوم الأربعيني في البراري في تقشف شديد. ثم يعود لخدمته. وقد ظل القديس قرابة خمسين عامًا ينتقل من مكان إلى آخر، أحيانًا يعيش وسط الرهبان في العبادة والنسك وأحيانًا وسط الشعب في الخدمة والكرازة، حيث وهبه الله موهبة صنع المعجزات والأشفية، واحتمل متاعب كثيرة من الوثنيين.

ولما قربت نياحته ظهر له السيد المسيح وأعطاه السلام وأعلمه بموعد نياحته. فجمع الإخوة وأوصاهم أن يتمسكوا بجهاد الآباء القديسين الذين سلكوا في طريق الرهبنة حتى شابهوا الملائكة وهم على الأرض. ثم باركهم وتنيَّح بسلام. فدفنوه بإكرام جزيل.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الكنيسة الأرثوذكسية البابا تواضروس الثاني

إقرأ أيضاً:

ازرع اليوم لتحصد غدًا

الحياة عبارة عن طرق تمتد بها الكثير من المطبات والتعرجات ، وأحيانًا تقابلنا منعطفات شديدة الخطورة والوعورة، نقف تارة أمام تلك الطرق مشدوهين لا نعرف كيف نتخطى كل ذلك الخطر، ولكننا ما نلبث إلا أن نستعين بالله ونكمل المسير، لأننا يجب أن نسلك تلك الطرق ونعبرها شئنا أم أبينا.

في رحلة مسيرنا في طرق الحياة، هناك محطات تصادفنا لا يمكن نسيانها، تلك المحطات إما أن تكون محطات فرح ونجاح وتميز، أو محطات يأس وحزن وألم وإحباطات تكون في أشد ذروتها. وفي لحظةٍ ما من العمر، حين تضيق الطرق، يشعر الإنسان منا أن العالم كله قد قرر أن يدير له ظهره دون سبب منطقي.

أتذكر أحد المواقف التي صادفتني يومًا، ولا زلت أذكر ذلك الموقف ولا أنسى تلك الليلة التي استيقظت فيها على صراخ فلذة كبدي، ابني، من ألمٍ يطرق معدته. لوهلةٍ ظننت الأمر عابرًا، فاقترحت عليه تناول بعض المسكنات لعلها تكون سببًا، بعد الله، في تحسنه وتهدئة تلك الآلام، ولكن الألم اشتد، وليس في يدي حيلة للذهاب به إلى المستشفى، وذلك بسبب تردي الوضع المادي لي في ذلك التوقيت.

جلست بجواره أنظر إليه وهو يعاني ألمًا مستمرًا، وأنا مكتوفة اليدين، أين أذهب به وقد انتصف الليل؟ وماذا عساي أن أفعل؟ تملكتني حينها مشاعر مضطربة كيف أتركه هكذا؟ كيف أتركه يعاني كل ذلك الألم؟ كيف آخذه إلى المستشفى؟ نهضت من أمامه وأخذت أسير في ردهات المنزل ذهابًا وإيابًا، وأنا لا أملك من أمري شيئًا، ولا أعرف كيف أساعده

أخذت أتساءل: أين أذهب؟ باب من أطرق؟ وبعد أن تقطعت بي السبل، وجدت نفسي ممسكة بهاتفي وقمت بالاتصال بإحدى قريباتي التي ظننت يوما أنها قريبة.

طلبت منها مبلغًا من المال، وأخبرتها بوضع ابني الصحي، وأنني بحاجة ماسة لذلك المال لعلاجه على وجه السرعة، ولكن مع كل أسف وحزم قالت: “آسفة، ليس لدي مال لك”، بكل غلظة، ثم أغلقت الهاتف حتى قبل أن أشكرها!

أصابني اليأس والإحباط والعجز، فقررت هذه المرة أن أراسل إحدى زميلاتي في العمل، لعل وعسى أجد مخرجًا سريعًا لذلك الموقف الصعب الذي أمر به. وبالفعل، قمت بإرسال رسالة شارحةً لها الوضع الذي أمر فيه، وطلبت منها ذات الطلب الذي طلبته من قريبتي تلك، فجاءني الرد سريعًا وقالت: “أبشري”، وهدّأت من روع قلقي.

قالت: “أنا معك، لست وحدك، وعند الله الفرج، لا عليك، نحن أخوات”. كانت كلماتها كالبلسم الذي يشفي الجراح، وأعطتني بكل رحابة صدر ذلك المال.

لم تكن كلماتها بلسما فقط، بل كانت قلبًا نابضًا بالرحمة، وأمانًا يسكن الروح، وطمأنينةً تأسر العالم كله. كانت عناقًا صامتًا في لحظة عجز، ورسالة حب في ظرف خانق. لم يكن ذلك المبلغ كبيرًا، لكنه حمل ما لا تحمله الأرقام، وهو أن الخير لم يُمحَ من هذا العالم.

لقد أدركت حينها أن هناك أنواعًا من العطاء لا تُرَد، ليس لعظم قدرها، بل لعظم أثرها في اللحظة التي جاءت فيها.

أسرعت إلى ابني المنهك، الذي لا زال صراخه يملأ أرجاء المنزل، وقمت بطلب سيارة واصطحبته إلى أقرب مستشفى. عاينه الطبيب وطلب بعض الفحوصات، ثم قام بإعطائه بعض الأدوية اللازمة والفورية مع ضرورة البقاء لبعض الوقت لمتابعة حالته.

بقينا هناك إلى ما بعد الفجر، ثم عدنا أدراجنا إلى المنزل وقد استعاد ابني، بفضل الله، أنفاسه، وانفرجت بعض الشيء أساريري بزوال الألم واطمئناني عليه. حمدت الله كثيرًا، ودعوت لتلك الزميلة التي مدت يد العون وكانت سندًا لي في أحلك الظروف

وبعد فترة وجيزة، أعدت لتلك الزميلة مالها، ممتنة وشاكرة لها صنيعها معي. ذلك الأمر الذي حدث معي جعلني أقف وأتأمل في كل شيء حولي

بلا شك، كما تُدين تُدان، ولكن ليس الأمر مقتصرًا على الأذى وردّ الإساءة بمثلها، بل يتجاوزه إلى أعمق من ذلك بكثير، ستدان حين تمد يد العون والمواساة لقلوب تئن، أو حين تبتسم في وجه مهموم فتخفف عنه عبئًا أثقل كاهله، أو حينما تربت على كتف أضناه الألم، أو حينما تنطق بكلمة طيبة فتزرع بها الأمل في روح يائسة

ستدان عندما تجبر خواطر الآخرين بلطف تعاملك وحسن قولك، أو تزيل همومهم بحسن صنيعك، وتنثر السعادة في دروبهم دون أن تنتظر مقابلًا.

فالخير الذي تزرعه اليوم، مهما بدا صغيرًا أو عابرًا، سيعود إليك يومًا ما، ربما في لحظة تحتاج فيها لمن يرد لك الجميل.
فدائمًا المعروف لا يضيع، وإن طال الزمن، فلا يحصد الخير إلا من زرعه.

بعض القلوب، حتى وإن توقّف نبضها، تبقى حيّة فينا، لأنها، في يومٍ ما، اختارت أن تضيء عتمتنا بيدٍ لا تُنسى، وحتما سيتركون لنا إرثًا لا يُقاس بالمال، بل يُحفظ في المواقف والقلوب.

دائمًا وأبدًا، اجعل قلبك موطنًا للرحمة، ولسانك دربًا للعذوبة، ويدك وسيلةً لنشر الجمال في حياة الآخرين، وسترى كيف يجازيك الله أضعاف ما أعطيت.

مقالات مشابهة

  • ازرع اليوم لتحصد غدًا
  • تزامنا مع بداية مناسك الحج..وزارة الداخلية السعودية تؤكد أن أمن الحجاج خط أحمر
  • البابا تواضروس عن أسقف حدائق القبة: اخترنا له اسم أثناسيوس تزامنا مع مجمع نيقية
  • “الأوقاف” تعمّم فتوى شرعية بشأن صلاة العيد والجمعة إذا تزامنا في يوم واحد
  • جلالة السلطان يهنئ الرئيس الإيطالي
  • الحرب تدمر مركز أبحاث المايستوما بالسودان: كارثة صحية تتهدد حياة الفقراء
  • طوارئ بالدقهلية تزامنا مع هطول أمطار علي بعض المراكز..صور
  • استعراض عسكري للانتقالي في أبين تزامناً مع تحركات قبلية لفتح طريق البيضاء
  • هل العمل الاجتماعي مهنة حديثة؟
  • باسم مرسي: أعشق الزمالك وجماهيره..وكان لي الشرف ارتداء قميص القلعة البيضاء