ماذا تفعل إسرائيل في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر؟
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
أكد موقع ميدل إيست آي البريطاني أن القوات الإسرائيلية نفذت غارات شبه يومية على البلدات والمدن في جميع أنحاء الضفة الغربية منذ بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 582 فلسطينيا واعتقال أكثر من 10 آلاف آخرين، في ظل زيادة في الاعتقالات والإخلاء وهدم المساكن وعنف المستوطنين وتوسيع المستوطنات.
وأوضح الموقع -في تقرير بقلم كاثرين هيرست- أن خبراء يؤكدون أن عدد الغارات "تضاعف أكثر من 3 مرات" منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة، وأن معظم هذه الغارات يستهدف مخيمات اللاجئين التي تعدّها إسرائيل معاقل للمسلحين مثل جنين ونور شمس، والتي تعرضت لغارات متكررة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تحقيق لميديابارت: إسرائيل تسعى لمحو غزة من الوجودlist 2 of 2فورين بوليسي: سياسة مودي تدمر العلاقات مع جيران الهندend of listوقدم الموقع أمثلة من هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي، بينها حصار مخيم نور شمس وهدم بنيته التحتية وقتل 7 فلسطينيين يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تلته غارة مميتة على مدينة جنين ومخيم اللاجئين فيها، أسفرت عن مقتل 11 شخصا على الأقل يوم 29 من الشهر نفسه.
استهداف متكرروبعد أكثر من أسبوع بقليل، قتلت القوات الإسرائيلية 7 فلسطينيين خلال غارة استمرت 15 ساعة في طولكرم، في اقتحام تضمن قصف منزل بطائرة مسيرة، وإلقاء الغاز المدمع على مستشفى، ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى، وإلحاق دمار شامل بالطرق والمحلات التجارية.
وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، شنت القوات الإسرائيلية هجوما استمر لأيام على مدن في مختلف أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك الخليل وحلحول ونابلس وجنين وطولكرم والبيرة وأريحا ورام الله، وبعد ذلك بأقل من شهر، داهمت قوات إسرائيلية متنكرة في زي مسعفين ومرضى مستشفى في جنين، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص.
وشنت القوات الإسرائيلية هجوما آخر في أبريل/نيسان الماضي، استمر لأيام على مخيم جنين للاجئين، مما أسفر عن مقتل 14 فلسطينيا وإصابة العشرات، حسب الموقع، وتبع ذلك اقتحام واسع النطاق آخر للمخيم في يونيو/حزيران السابق، قتلت خلاله القوات الإسرائيلية 5 فلسطينيين، بينهم طفل.
وحسب إحصاء الموقع، استشهد 582 فلسطينيا بنيران إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، غير أن وزارة الصحة الفلسطينية تقدر الرقم بـ652، أما مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فيقدر أن 120 فلسطينيا استشهدوا نتيجة لهجمات المستوطنين، وهي أرقام أعلى من 199 فلسطينيا استشهدوا في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023.
اعتقال الآلافوفي الضفة الغربية، أفادت منظمة حقوق الأسرى "الضمير" بأن 9100 أسير أضيفوا إلى 5200 كانوا في السجون الإسرائيلية قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبحسب مؤسسة الضمير، فإن طبيعة اعتقال الفلسطينيين أصبحت أكثر عنفا منذ بداية الحرب، إذ أفادت التقارير بأن القوات الإسرائيلية غالبا ما تداهم وتخرب منازل المعتقلين، وتعتدي عليهم وتهدد عائلاتهم، قبل أن يواجهوا ظروفا مزرية في السجون الإسرائيلية، حيث أفادت تقارير متعددة بانتشار التعذيب المنهجي والاعتداء الجنسي على الفلسطينيين في الحجز الإسرائيلي.
وذكرت مؤسسة الضمير أن 10 سجناء من الضفة الغربية توفوا أثناء الاحتجاز قبل نهاية مارس/آذار من هذا العام.
واستخدمت إسرائيل حربها على غزة كغطاء لتصعيد خطير في الاستيلاء على الأراضي في الضفة الغربية المحتلة -كما يقول الموقع- حيث أفادت منظمة السلام الآن بأن إسرائيل استولت على 23.7 كيلومترا مربعا من الأراضي الفلسطينية هذا العام، وهو ما يتجاوز إجمالي الأراضي التي تم الاستيلاء عليها على مدى السنوات العشرين الماضية.
كما ارتفعت عمليات هدم المساكن، إذ هدمت السلطات الإسرائيلية أو أغلقت 38 مبنى بشكل عقابي منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما أدى إلى تشريد 170 شخصا.
وتيرة استيطان غير مسبوقةوحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، دمرت القوات الإسرائيلية والمستوطنون 1429 مبنى وشردوا 3244 فلسطينيا، مما مهد الطريق لتوسع استيطاني هائل، حيث تم إنشاء 44 بؤرة استيطانية في عامي 2023 و2024، حسب منظمة السلام الآن.
ووافق وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في أواخر يونيو/حزيران الماضي على إنشاء 5 بؤر استيطانية إسرائيلية جديدة.
وكان التوسع الاستيطاني مصحوبا بارتفاع حاد في هجمات المستوطنين، مما ساعد في تهجير مجتمعات الرعي الفلسطينية في تلال جنوب الخليل ووادي الأردن والقدس الشرقية، كما ساهم في تعزيز البؤر الاستيطانية، إذ أحصى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية حوالي 1250 هجوما للمستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين، أسفرت عن استشهاد 120 شخصا في الفترة من 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى 12 أغسطس/آب من هذا العام.
وشهدت الضفة الغربية زيادة في عنف المستوطنين لعدة سنوات، مع تسليح الجماعات اليمينية المتطرفة من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ولكن هذه الهجمات تكثفت أكثر وتلقت دعمًا حكوميا صريحا بشكل متزايد منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأصبحت هذه الهجمات تخضع لإشراف عسكري رسمي بشكل متزايد، يوضح ميدل إيست آي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات أکتوبر تشرین الأول الماضی القوات الإسرائیلیة فی الضفة الغربیة أکثر من
إقرأ أيضاً:
كاتس: قواتنا ستبقى في الضفة الغربية حتى نهاية العام على الأقل
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الأحد، أن قوات الجيش الإسرائيلي ستواصل وجودها في مخيمات اللاجئين الواقعة في شمال الضفة الغربية، وعلى وجه الخصوص في مخيمات جنين، طولكرم، ونور شمس، حتى نهاية العام الحالي 2025 على الأقل، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن ومواجهة النشاطات التي تصنفها إسرائيل إرهابية.
وأشار كاتس في بيان رسمي إلى أن هذه المخيمات كانت منذ فترة طويلة تُشكل بؤرًا للإرهاب، بدعم وتمويل وتسليح مباشر من إيران، حيث أصبحت بحسب وصفه “جبهة أخرى” ضد الأمن الإسرائيلي. وأضاف أن الجيش قام خلال الأشهر الثمانية الماضية بشن حملة عسكرية مكثفة، شملت عمليات إجلاء للسكان، واشتباكات مع مسلحين، وتدمير البنية التحتية التي تستغلها الجماعات المسلحة داخل تلك المخيمات.
وتفصيلًا، قال الوزير: “سيبقى الجيش الإسرائيلي داخل المخيمات في هذه المرحلة حتى نهاية العام على الأقل، بناء على توجيهاتي، وذلك لضمان استمرار السيطرة الأمنية ومنع عودة النشاطات الإرهابية”.
وشدد كاتس على أن هذه العمليات أدت إلى تراجع واضح في حجم العمليات والهجمات الإرهابية، حيث شهدت مناطق يهودا والسامرة انخفاضًا في الإنذارات الأمنية المتعلقة بالنشاطات الإرهابية بنسبة 80% مقارنة بالفترة السابقة، ما يعد مؤشرًا على فعالية الإجراءات المتخذة.
من جانبه، أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية طويلة الأمد لفرض السيطرة الأمنية على مناطق تعتبرها إسرائيل بؤرًا للنشاط المسلح، حيث يشدد الجيش على أن العمليات تستهدف مجموعات مرتبطة بتنظيمات تصنفها تل أبيب إرهابية، ويتم دعمها من أطراف إقليمية مثل إيران.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي قد بدأ هذه الحملة في يناير 2025، عندما شن هجومًا مركزًا على المخيمات في شمال الضفة، خصوصًا في جنين وطولكرم، مستهدفًا مسلحين كان لهم دور في تصعيد الهجمات ضد أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية.
وفي المقابل، أدانت الفصائل الفلسطينية استمرار العمليات الإسرائيلية، معتبرة أن التواجد العسكري في المخيمات يزيد من معاناة السكان المدنيين ويؤدي إلى نزوح قسري، كما يؤجج التوترات في المنطقة.
ويأتي استمرار انتشار الجيش في المخيمات في ظل تزايد الضغوط الدولية والدعوات لوقف التصعيد، لكن تل أبيب تؤكد أن عملياتها تستند إلى حقها في الدفاع عن أمن مواطنيها، معتبرة أن وجودها في هذه المناطق ضرورة ملحة لمواجهة التهديدات الأمنية المتنامية.