قطر توسطت وطالبان وافقت في صفقة جديدة بين أفغانستان وألمانيا
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
وأوقفت برلين ترحيل لاجئين إلى أفغانستان بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان بعد أن تولت حركة طالبان السلطة في 2021.
وتعرضت الحكومة الائتلافية لضغوط لاتخاذ موقف أكثر صرامة حيال الهجرة بعد هجوم بسكين أسقط قتلى الأسبوع الماضي وأعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عنه، وواقعة قتل شرطي ألماني طعنا على يد أفغاني في حزيران/ يونيو.
ومن المقرر عقد انتخابات غدا الأحد في ولايتي ساكسونيا وتورينجن بشرق البلاد. ويتصدر حزب البديل من أجل ألمانيا المنتمي إلى اليمين المتطرف الاستطلاعات وموقفه معروف بأنه مناهض للمهاجرين.
وذكرت مجلة "شبيغل" أن رحلة متجهة إلى كابول أقلعت من لايبزيغ في وقت مبكر من صباح الجمعة وعلى متنها 28 مدانا بعد إجراء محادثات سرية مع قطر التي تقوم بدور الوساطة على مدى أشهر.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس في مؤتمر صحفي، الجمعة، في ساكسونيا "أعلنت أننا سنرحل أيضا مجرمين إلى أفغانستان.
أعددنا للأمر بعناية دون التحدث كثيرا عنه". وقال نائب المستشار روبرت هابيك إن حق اللجوء إلى ألمانيا لا يجب المساس به.
ووجهت الحكومة في بيان الشكر إلى "شركاء إقليميين رئيسيين" على دعمهم، مضيفة أن المزيد من عمليات الترحيل قيد الإعداد.
ونقلت قناة الجزيرة القطرية عن مسؤول بوزارة الخارجية القطرية قوله إن الدوحة توسطت في مفاوضات بين ألمانيا وحركة طالبان الأفغانية للمساعدة في عودة الأفغان إلى بلادهم بناء على وضعهم القانوني.
وأضاف المصدر أن دور قطر جاء بناء على طلب من ألمانيا وبعد موافقة طالبان على الطلب الألماني.
ونقلت الجزيرة عن المصدر قوله إن "جهود الدوحة تأتي في إطار دورها في تسهيل التواصل بين الحكومة الأفغانية والمجتمع الدولي". والتفاوض المباشر مع حركة طالبان معقد، إذ يخضع بعض مسؤوليها لعقوبات دولية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، الجمعة، إن برلين لن تتخذ خطوات نحو تطبيع علاقاتها مع حركة طالبان رغم استئناف عمليات الترحيل تلك. وإضافة إلى أفغانستان، تبحث برلين أيضا ترحيل من ارتكبوا جرائم خطرة أو من تعتبرهم يشكلون تهديدا إرهابيا إلى سوريا
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
مشروع البيت الواحد للأديان يواصل نشاطه في برلين رغم تعثر البناء
تتواصل في برلين جهود إنشاء مشروع "البيت الواحد"، المبادرة البينية الكبرى التي تهدف إلى جمع كنيسة وكنيس ومسجد داخل مبنى واحد في ساحة "بوتربلاتس".
ورغم مرور نحو خمسة عشر عاما على بدء الفكرة، وخمس سنوات على وضع حجر الأساس، ما يزال موقع المشروع عبارة عن حفرة كبيرة ولافتة تعريفية وهيكل صغير للزوار".
ووفق ما نقلته صحيفة "هآرتس"، يقول الإمام قادر سانجي، أحد المؤسسين، إن "القلب ينبض بالفعل"، مشيرا إلى أن الأنشطة المشتركة باتت أكثر قوة وانتظاما رغم فشل مشاريع بينية مشابهة خلال العامين الماضيين، خصوصا تلك التي جمعت يهودا ومسلمين، في ظل صعود معاداة السامية والإسلاموفوبيا في ألمانيا.
أما الحاخام أندرياس ناخاما فيوضح أن صلوات السلام المشتركة أصبحت تعقد شهريا، وفي بعض الأحيان يحضر أكثر من 500 مشارك من مختلف الديانات.
وتقول القس مارين غارداي إن نجاح الشراكة يعود إلى الإيمان بوجوب تعامل المؤمنين مع بعضهم مهما اشتدت الخلافات: "إذا لم نستطع نحن أن نفعل ذلك، فمن يستطيع؟".
View this post on Instagram A post shared by House of One Berlin (@houseofone_berlin)
وقد نشأت فكرة المشروع عندما اقترحت كنيسة القديسة مريم البروتستانتية بناء صرح مشترك للأديان الإبراهيمية في المكان الذي كان يحتضن أقدم كنيسة في برلين قبل أن تُهدم عام 1964.
ويشرح رولاند شتولته، مدير المشروع، أن الهدف لم يكن استعادة المكان لصالح الكنيسة فقط، بل خلق مساحة مشتركة تضم ثلاث قاعات صلاة وغرفة تواصل بين أتباع الديانات الثلاث.
وأشارت "هآرتس" إلى أن التصميم الفائز عام 2012 اختير من بين 200 مقترح، لكن التمويل تعثر لسنوات، ما أدى إلى خفض الميزانية من 69 مليون يورو إلى 42 مليونا. ويقول شتولته إن المبنى سيبقى على التصميم ذاته "ولكن بشكل أبسط"، متوقعاً اكتماله خلال ثلاث إلى أربع سنوات.
View this post on Instagram A post shared by House of One Berlin (@houseofone_berlin)
من جانبه، يصف ناخاما، المولود لوالدين ناجيين من المحرقة، المشروع بأنه ثمرة "الثقة والصداقة" التي نشأت بينه وبين الإمام والقس، مؤكدا أن المبادرات البينية السابقة كانت تنهار دائما قبل اكتمالها.
أما سانجي، وغارداي، فيشيران إلى أن التحديات بعد السابع من أكتوبر جعلت الإصرار على الاستمرار أكثر أهمية، رغم الدعوات لإلغاء فعاليات مشتركة خوفاً من التوتر.
وتنقل "هآرتس" أن بعض المتشككين يشككون في مدى تمثيل هؤلاء القادة لجماعاتهم، إذ ينتمي جزء صغير فقط من مسلمي ألمانيا يؤيد الإمام سانجي، وكذلك اليهود الإصلاحيون، لكن ناخاما يرد بأن المهمة ليست تمثيل الأغلبية بل إثبات أن النموذج قابل للحياة، متوقعا انضمام حاخامات أرثوذكس مستقبلا، تماما كما حدث في تاريخ الحوار المسيحي اليهودي.
ويختم قائلا: "الزملاء الأرثوذكس مهتمون جدا بما نقوم به، وأنا واثق أنهم سيلتحقون بنا في يوم من الأيام".