تتصاعد التوترات في ليبيا بوتيرة مقلقة، حيث تعيش الدولة على حافة الانهيار بسبب سلسلة من الأحداث المتلاحقة التي تهدد استقرارها الهش.

وتتزايد المخاوف الدولية من عواقب كارثية قد تنجم عن تفاقم الأزمة، وهو ما دفع بعثة الاتحاد الأوروبي وبعثات الاتحاد الأوروبي في ليبيا إلى التعبير عن قلقها البالغ.

ووسط هذه الفوضى، تواجه المؤسسات الليبية، وعلى رأسها المصرف المركزي، تحديات هائلة تهدد بفقدان السيطرة على الوضع بشكل كامل.

أزمة السيطرة على المصرف المركزي 

وفقًا لما نقلته صحيفة “فاينانشال تايمز”، فإن محافظ المصرف المركزي الليبي، الصديق الكبير، قد أجبر هو ومسؤولين كبار آخرين على مغادرة البلاد حفاظًا على حياتهم، بعد تعرضهم لتهديدات من قبل رجال مسلحين.

وأكد الكبير في حديثه للصحيفة عبر الهاتف أن الميليشيات تقوم بترويع موظفي المصرف وتهديدهم، وأحيانًا تقوم باختطاف أطفالهم وأقاربهم لإجبارهم على الذهاب إلى العمل.

كما شدد على أن محاولات رئيس الوزراء المؤقت، عبد الحميد دبيبة، لاستبداله تعد غير قانونية، وتتعارض مع الاتفاقيات التي تفاوضت عليها الأمم المتحدة بشأن السيطرة على البنك المركزي.

التداعيات المحتملة للأزمة

تؤدي هذه الأزمة الحالية حول السيطرة على المصرف المركزي إلى خلق مستوى آخر من عدم الاستقرار في البلاد مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي والاقتصادي.

وسلط معهد الشرق الأوسط الأمريكي للدراسات الضوء على الأزمة التي يمر بها المصرف المركزي الليبي، محذرا من أن الوضع يشكل خطراً واضحاً وحاضراً على البلاد بأكملها، ويهدد سلامتها وأمنها فضلاً عن اقتصادها.

وذكر معهد الدراسات الأمريكي، في تقرير حديث له، ترجمته “الساعة24″، إنه إذ لم يتم حل الصراع، فإن ملايين الليبيين الذين يعتمدون على مصرف ليبيا المركزي لضمان دفع رواتبهم وخطابات الاعتماد الضرورية لتزويدهم بمليارات الدولارات سنويا من الوقود المستورد وزيت الطهي والغذاء سوف يواجهون نقصا فوريا.

الدعوات الدولية لتهدئة الأوضاع

في وقت سابق، دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى تعليق القرارات الأحادية الجانب ورفع القوة القاهرة عن الحقول النفطية، ووقف التصعيد واستخدام القوة، وتأمين سلامة موظفي البنك المركزي.

تأتي هذه الدعوات في محاولة لتهدئة الأوضاع وتجنب وقوع كارثة قد تكون تداعياتها وخيمة على ليبيا وشعبها.

وتظل ليبيا في مفترق طرق حرج، حيث تتصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية بشكل متسارع. ومع تزايد التدخلات الدولية والدعوات للتهدئة، يبقى المستقبل غير واضح المعالم، ما لم تتخذ خطوات جادة نحو استعادة الاستقرار وإعادة بناء مؤسسات الدولة المنهارة.

المصدر: صحيفة الساعة 24

كلمات دلالية: المصرف المرکزی السیطرة على

إقرأ أيضاً:

نقص حاد في الضباط والمقاتلين داخل جيش الاحتلال

يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، أزمة متصاعدة تتمثل في نقص ملحوظ في أعداد الضباط والمقاتلين، في ظل اتساع رقعة المهام العسكرية واستمرار حالة الاستنفار على أكثر من جبهة. وتشير التقديرات العسكرية إلى أن الفجوة بين المطلوب والمتوفر باتت تهدد قدرة الجيش على الحفاظ على جهوزيته العملياتية.

أزمة تجنيد… ووحدات تعاني نزيفًا بشريًا

وتعترف دوائر داخل الجيش بأن وحدات قتالية عدة أصبحت غير قادرة على تلبية الاحتياج البشري المطلوب، وسط عزوف متزايد عن الالتحاق بالخدمة القتالية، خاصة في ظل طول مدة المهام وارتفاع مستوى الخطورة. 

كما تواجه القوات النظامية والاحتياط على حد سواء ضغطًا كبيرًا، مع ارتفاع نسب الاستدعاء وتراجع قدرة الجيش على استبدال العناصر المنهكة بعناصر جديدة.

استقالات بين الضباط وتأخر في الترقيات

وتفاقمت الأزمة مع ازدياد الاستقالات داخل سلك الضباط خلال العام الأخير، نتيجة الضغط الكبير، بالإضافة إلى الشكاوى من الإرهاق النفسي والجسدي، الأمر الذي تسبب في فجوة واضحة على مستوى القيادات الميدانية. 

كما سجلت المؤسسة العسكرية تباطؤًا في مسار الترقيات داخل بعض الوحدات، بسبب النقص الحاد في الكفاءات المؤهلة.

ويرى مراقبون أن هذا الوضع يضع الحكومة الإسرائيلية تحت ضغط متزايد ما يجعل الجيش في سباق مع الزمن لسد النواقص قبل أي تصعيد محتمل. كما تحذر أصوات داخل المنظومة الأمنية من أن استمرار الأزمة سيؤثر على قدرة الجيش على تنفيذ عملياته بكفاءة، ويقوّض قوة الردع الإسرائيلية.

محاولات للمعالجة… لكن دون نتائج واضحة

ورغم طرح عدة خطط لزيادة التجنيد، ومن بينها حوافز مالية وتمديد الخدمة الإجبارية، إلا أن تأثيرها ما زال محدودًا، وسط توقعات بأن الأزمة قد تستمر، ما لم يتم اتخاذ إجراءات بنيوية أوسع تشمل إصلاحات داخل المؤسسة العسكرية وتغييرات في سياسات الخدمة.

طباعة شارك الاحتلال جيش الاحتلال غزة التجنيد أزمة تجنيد

مقالات مشابهة

  • الوضع تحت السيطرة.. وزير الصحة يوجه رسالة للمواطنين بعد ارتفاع نسبة الإصابة بالإنفلونزا 30%
  • في اليوم العالمي للفساد..المحصلة في ليبيا!
  • سوريا وما يثار حول إطلاق عملة رقمية جديدة.. البنك المركزي يرد
  • «لم أقل هذا من قبل».. سلوت يفتح ملف أزمة محمد صلاح في ليفربول
  • «المصرف المركزي» و«الوطني لمكافحة المخدرات» يبحثان سُبل التعاون
  • السودان بين العواصف الدبلوماسية وتضييق الخناق الدولي على المليشيات وتصاعد الأزمة الإنسانية
  • تهديد بهدم قبر عزّ الدين القسّام.. ما الرسالة التي يسعى بن غفير إلى إيصالها؟
  • نقص حاد في الضباط والمقاتلين داخل جيش الاحتلال
  • المصرف المركزي يعلن توزيع 4 مليارات دينار ويشدد على انضباط المصارف
  • ترامب يعلن السيطرة على ناقلة نفط قبالة فنزويلا.. وكاراكاس تصفها بـالقرصنة الدولية