صحيفة صدى:
2025-08-01@14:33:19 GMT

العُباب

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

العُباب

ثرثر لهفها عبر خطوتها وازدهر الليل ليغتال خيط السكون و رياض الزمن غارقة في الإصغاء عند حده تشتهي فوح الشذى وتسأل عن ذلك الشفق الذي كان يُداهنها حيناً بوجدٍ وحيناً يُقلقل منه الرعد والجزع .

أتُرى وهمٌ في مقلتيها أصاب مافيه لحاه من تعبٍ أم أنه الشوق لمن في القلب موطنه بلا ضجرِ فقد تجرعت محار الظمأ وهي زاهية على زهيدةٍ تخطو بسوطٍ قرب سجان.

أوصدت تلك الذكرى المُزدانة بترنم من أرق على حيرتها وصدرت منها بشكل تائه منفرد بسماتٍ ذات أندية عذبة ولكن بردها لازال في قيظ عينيها متكىء لأناغيم الصباح .

رقصات تلك الشعيرات الحالكة الكثة والمُرسلة زارية وبأضلاع مُنفرجة موجة بحرها ذات دوائر مفرغة إلى درجة حادة من الشغف الذي كانت زواياه تُحدق بنقشٍ ضبابي في كل دقات الحنين.

صعبٌ عليها أن تُمسك بزمام وعيها وحصافتها متشبثة بكلمات اللاوعي وحركاتها اللاإرادية تحاول أن تلملم ماكان يسقط من أطراف أعضائها على أرضية تلك القطع الرخامية.

رحلت بعد صمتٍ ذاب حول جسدها عدة مرات لتبحث عن ذاتها وعن تلك التي طالت معها وتمددت في نعش الحقيقة.. عبثاً كانت تحاول فأعواد كحل عينيها أضحت رطبة.. تمالكت خطواتها وهي واهنة وأعطت لأعينها مجالاً لتنظر من تلك النافذة الخرساء فقد كان المطر الصيفي منهمراً بإسهاب خارج حدود إرادتها.

كان كل شيء آسر بشجن أمام إبتسامتها العتيقة وبينما هي كذلك أنسل الهدوء بذهول إلى مخيلتها ووقفت وهي مُنكفئة على جرأتها لتمتد أناملها الطويلة وترسم بما أنهال على تلك الوجنتين الضامرتين من ماء علقمي رفضته أعينها المنهارة على تلك الياقوتة من ذلك الزجاج الفيروزي الذي يعلو صفحة وجهه زرقة سماوية نادرة.. كانت حقلاً أخَّاذ جرت فيه مراسم فرحٍ خلاب.. جميع تلك الحمائم البيضاء التي كانت تحمل في ثغرها براعم الزيتون مدعوة وأهازيج زقزقة العصافير تُطرب الآذان التي كانت لفحات بردها الوديع تداعب عواطفها .. كانت لوحة ساحرة من مشهد مبهج هائل لايزال يقطن عبقه في ديباجة ذاكرتها ..

جلست وهي تتأملها بجسارة وبخفقات إرادية من خلال ضفائر اللا صحو .. جلست وفي يديها ذلك الكأس الذي لازالت تتجرعه بعبراتها المكلومة وهي تئن بصوت شحيح باهت .. تزهو الأيام في نفسي .. محارها صدفي.. شواطىء ذكراي فيها غرقي.. وآسفي تبحث عن سفني.. وعمري يتيه عنها ببؤسٍ تصده سحبي ودمعتي الحرَّى تصادفني على القدِّ رياحها سُهدي وثمارها حزني وأملي قيثارته صخبٌ بلا نغمٍ كدمي يطوف ثائراً بحنايا جسدي .. يطوف ولا ضوءٌ في مخبأه فهل سيفيق بعض الفجر في صدري !!!.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

أول طائرة ركاب نفاثة في العالم تستعيد مجدها.. فهل كانت آمنة؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اليوم، أصبح من السهل بالنسبة إلينا أن نسافر بالطائرات النفاثة كأمر مسلّم به، إذ اعتدنا على ذلك الاندفاع السريع على المدرج الذي يُثبتنا في مقاعدنا، وتلك اللحظات التي نشقّ فيها الغيوم الكثيفة المهيبة نحو سماء زرقاء صافية. واعتدنا كذلك على الوصول إلى وجهتنا بسلام.

لكن السفر التجاري بالطائرات النفاثة لا يتجاوز عمره 73 عاماً فقط. 

وكانت الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا الراحلة، قد اعتلت العرش بالفعل عندما أقلعت طائرة "دي هافيلاند DH106 1A كومت G-ALYP" من مطار لندن، المعروف اليوم بهيثرو، حوالي الساعة الثالثة مساءً، في الثاني من مايو/ آيار العام 1952، حاملةً أول ركاب يدفعون مقابل السفر على متن طائرة نفاثة بالعالم. 

وعلى مدى 23 ساعة، مع خمس محطات توقّف على طول المسار، قطعت الطائرة مسافة حوالي ١١٬٢٦٥ كيلومترًا جنوباً إلى جوهانسبرغ.

ومثّلت تلك الرحلة نقلة نوعية لجهة الراحة والسرعة، حتى بالمقارنة مع طائرات المراوح المتطورة في ذلك العصر، مثل لوكهيد كونستليشن. واختفت الاهتزازات المستمرة، والضجيج الصوتي الصادر عن محركات المكبس. ودخل العالم فجأةً، وبشكل لا رجعة فيه، عصر الطائرات النفاثة.

بداية عصر الطائرات النفاثة

وكانت أول شركة مصنعة للطائرات النفاثة تحجز مقعدا لها في السماء، متقدمة على منافسيها من الولايات المتحدة مثل "بوينغ".. وهي شركة الطيران البريطانية "دي هافيلاند". لكن ذلك التفوق لم يدم طويلاً، إذ لم تحظَ الطائرة الأصلية "كومت DH106" سوى بفترة وجيزة من المجد قبل أن تؤدي سلسلة من الكوارث إلى سحب أسطولها بالكامل من الخدمة، ثم إخضاع طائراته لاختبارات حتى التدمير أو تركها كي تتآكل.

بعد أجيال لاحقة، كانت الطريقة الوحيدة لتجربة ما كان عليه الأمر على متن تلك الطائرات الأولى من طراز "كومت" تتمثّل بمشاهدة لقطات الأفلام بالأبيض والأسود، أو صور الدعاية الملوّنة التي تُظهر عائلات مبتسمة جالسة على متن طائرات "DH106 1A".

أو على الأقل، حتى وقتٍ قريب، كانت تلك الصور كل ما لدينا. أما الآن، فقد قام فريق من المتحمسين بإعادة تجميع إحدى تلك الطائرات النفاثة الرائدة بعناية فائقة، وكانت النتيجة مثيرة للغاية.

"منظر جميل" تضمنت قمرة القيادة جدولًا للملّاح، الذي يقوم بحساب الموقع يدويًا استنادًا إلى السرعة والاتجاه.Credit: Barry Neild/CNN

ويقع متحف "دي هافيلاند" للطائرات ضمن أكثر المستودعات غموضًا في العالم لكل ما يتعلق بقطع الطيران الأثرية، إذ يقع في حزام من الأراضي الزراعية والمساحات الخضراء شمال غرب لندن، بالقرب من الطريق السريع "M25" المزدحم دومًا الذي يحيط بالعاصمة البريطانية، ومن السهل تفويته. 

هناك لافتات إرشادية، لكنها تشير إلى ممر ضيق بين الأسوار النباتية يبدو وكأنه يؤدي إلى فناء مزرعة أو طريق مسدود.

يضم متحف دي هافيلاند للطائرات أيضًا النموذج الأولي الوحيد للطائرة "موسكيتو" التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية والتي لا تزال موجودةCredit: Barry Neild/CNN

وفي الواقع، عند القيادة عبره، يكون أول منظر بارز قصر قديم وضخم، قاعة Salisbury، الذي بُني في القرن السادس عشر وكان يومًا ما منزلًا لوالدة ونستون تشرشل الذي عادةً ما يشرف على نوع من المزارع. 

وبعد أخذ منعطف، يكشف المتحف عن ذاته، أي حقل مليء بهياكل طائرات قديمة وسلسلة من الحظائر التي توحي بوجود المزيد من الكنوز بداخلها.

ويعد الموقع بحد ذاته جزءًا من تاريخ الطيران. فخلال الحرب العالمية الثانية، بدأت شركة محلية لتصنيع الطائرات، أسسها رائد الطيران البريطاني جيفري دي هافيلاند، العمل على تصنيع واختبار طائرة DH98 موسكيتو، وهي طائرة قتالية فريدة ذات إطار خشبي تشتهر بسرعتها. 

وبعد الحرب، في أواخر خمسينيات القرن الماضي، استغلّ أحد رواد الأعمال المحليين إرث الموقع لافتتاح أول متحف طيران في بريطانيا.

تبدو عناصر التحكم معقدة ولكنها كانت مألوفة للطيارين في ذلك اليوم، والذين كان لدى العديد منهم خلفيات في الطيران العسكري، حيث كانوا يحلقون خلال الحرب العالمية الثانية.Credit: Barry Neild/CNN

وهناك طائرة "موسكيتو" صفراء زاهية، وهي النموذج الأولي الوحيد السليم من الحرب العالمية الثانية، وفقًا لموظفي المتحف، وهي من مقتنيات المعروضات المميزة في متحف دي هافيلاند الحديث، وقد رُممت الطائرة بشكل رائع، حيث تتدلى أبواب مخزن القنابل مفتوحة على مصراعيها بينما تمتد مراوحها الكبيرة المثبتة على محركات رولز-رويس ميرلين إلى الأمام.

وتُعرض أيضًا أساطير جوية أخرى من إنتاج "دي هافيلاند"، سواء كانت مدنية أو عسكرية. ففي زاوية حظيرة طائرات  "موسكيتو"، يوجد هيكل طائرة شراعية من طراز "هورسا"، وهي طائرة نقل غير مزودة بمحركات من الحرب العالمية الثانية، كانت تُسحب في الهواء وتُستخدم لنقل الجنود والأسلحة خلف خطوط العدو.

وفي الحظيرة المجاورة، حيث يمكن العثور على متطوعين شغوفين، يفوق عددهم في بعض أيام منتصف الأسبوع عدد الزوار، منهمكين في مشاريع الترميم، نقع على طائرة DH100 Vampire، وهي مقاتلة ذات مقعد واحد تعتبر أول طائرة نفاثة لشركة "دي هافيلاند". هذه الطائرة ذات الشكل الغريب، بذيلها المزدوج، تم تصميمها أيضًا في قاعة "Salisbury". 

لكن العنصر الأبرز بلا منازع في أكبر قاعة عرض بالمتحف، يتمثّل بطائرة "دي هافيلاند DH106 1A كومت". وبالنسبة لعشاق طائرات الركاب النفاثة وتطوّرها إلى معجزات هندسية معقدة تجوب الأجواء الودودة اليوم، يعد هذا المكان جديرا بالزيارة.

ورغم أن أجنحتها مفقودة، إلا أن هيكل "كومت" المزدان بطلاء شركة "إير فرانس" التاريخي، وسقفها الأبيض اللامع، وشعار فرس البحر المجنح، وعلم فرنسا ثلاثي الألوان، يجعلها تخطف الأنظار.

لم تكن هذه هي الحال دومًا بالنسبة لهذه الطائرة بالذات. 

ويوضح إيدي والش، متطوّع في المتحف يرأس مشروع ترميم وحفظ "DH106"، أنه عندما استلمها المتحف في العام 1985، كانت عبارة عن أنبوب معدني عارٍ تقريبًا، أي بقايا هيكل الطائرة. 

ويضيف: "كانت تبدو محزنة، لقد تم استبدال كل جزء منها تقريبًا، لذا كانت الطبقة الخارجية الأصلية في الواقع بحالة سيئة جدًا".

تم إعادة إنشاء التصميم الداخلي لأول طائرة ركاب نفاثة في العالم في متحف دي هافيلاند للطائرات بالقرب من لندن.Credit: Barry Neild/CNN

وبعناء شديد، بدأ المتطوعون ببطء في ترميمها لتعود إلى مجدها الجوي السابق، واليوم تقف الطائرة تقريبًا كما كانت قبل نحو ثلاثة أرباع القرن، باستثناء تلك الأجنحة.

وكانت أجنحة "كومت" تتمتع بتصميم يستحق الإعجاب. فبخلاف معظم الطائرات التجارية اللاحقة، كانت محركات الطائرة، وهي أربعة محركات نفاثة مدمجة بشكل أنيق داخل الجناح ذاته بدلاً من أن تكون في حاضنات ملتصقة تحته.

وقبل أن تصبح مرادفًا للخطر، كانت الكومت بمثابة عرض لإمكانيات السفر الفخمة. وفي الجزء الخلفي من الطائرة، يصعد سلم إلى مؤخرة الطائرة. ويعد عبور الباب بمثابة رحلة تعيدك مباشرة إلى تاريخ الطيران التجاري. وقد تم إعادة إنشاء التصميم الداخلي للطائرة بعناية فائقة من قبل فريق والش، بأدق تفاصيله.

مثلت طائرة DH106 ثورة في مجال النقل الجوي، حيث كانت أكثر سلاسة وأقل ضوضاء من الطائرات المروحية التي سبقتها.Credit: Barry Neild/CNN

في المقصورة الرئيسية، تم إعادة إنشاء نصف الطائرة وفق تصميمها الأصلي، مع صفوف مريحة من المقاعد المزدوجة المغطاة بقماش أزرق مزخرف يتماشى مع نقش الستائر الحمراء. كل مقعد مزود بمساحة واسعة للأرجل، وحاملات أكواب، ولأنها بُنيت في الخمسينات، فهي مزودة بمنافض سجائر للمدخنين الذين كانوا سيجعلون الرحلات الجوية "كابوسًا مُريعًا"، بحسب والش.

دخلت أول طائرة دي هافيلاند كومت (DH106 Comet 1A) الخدمة التجارية في مايو/ آيار عام 1952، وربطت بين لندن وجوهانسبرغ. Credit: Central Press/Hulton Archive/Getty Images

وتطل المقاعد على نوافذ كبيرة مستطيلة الشكل، وهي السمة المميزة لأول طائرات "كومت" على الإطلاق، التي أُلقِي اللوم عليها خطأً أحيانًا في فشل هيكلي للطائرة، قبل أن تستبدل بفتحات أكثر استدارة في الطرازات اللاحقة.

قد تكون الكومت قد اختفت من السماء، لكن الإرث الذي تركته خلفها لا يزال يمكن رؤيته في الطائرات التي نطير بها اليوم. وقد ساهمت الابتكارات التي أُدخلت على الطراز "1A"، والأخطاء القاتلة التي رافقته، في تشكيل الطائرات التي جاءت بعدها وجعلتها أكثر أمانًا.

المملكة المتحدةالطيرانحاملة طائراتلندنمتاحفمعارضنشر الأربعاء، 30 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • هل كانت ضوابط النشر العلمي خطأً جسيما أم فضيحة مستورة؟
  • متحدث الحكومة الفلسطينية: هناك أطراف تحاول استغلال القضية الفلسطينية لتفتيت الموقف العربي
  • الحكومة الفلسطينية: المظاهرات أمام السفارة المصرية بتل أبيب تخدم الاحتلال
  • ياسمين غيث: لحظة اكتشاف إصابتي بالسرطان كانت الأصعب في حياتي
  • أشرف العشماوي: «زمن الضباع» كانت أول رواياتي بعد محاولات قصصية بدائية وفاشلة
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • أول طائرة ركاب نفاثة في العالم تستعيد مجدها.. فهل كانت آمنة؟
  • وزير الداخلية العراقي يعلن تفكيك شبكة دولية للاتجار بالمخدرات كانت تنشط بسوريا
  • إليك 10 من أفضل المدن للزيارة في الـ2025 إن كانت أمريكا وجهتك
  • «تحاول إبعاد مسئوليتها عن الإبادة».. إيران ترفض مزاعم أمريكا حول التدخل في مفاوضات غزة