هاريس أم ترامب؟ الانقسامات تعصف بأثرياء وادي سيليكون
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
وصفَ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك المستثمر في مجال التكنولوجيا والديمقراطي فينود خوسلا بـ "المخبول" بسبب نفور الأخير من الرئيس السابق دونالد ترامب وكراهيته له.
ثمة حرب كلامية علنيَّة غير تقليدية تستعر في وادي السيليكون
في المقابل، رأى الرئيس التنفيذي لشركة "بوكس" للحوسبة السحابية، آرون ليفي، والداعم لكامالا هاريس، أن المستثمر ديفيد ساكس حتماً "يتعاطى المخدرات" لدعمه ترامب.ويصف المستثمرون في مجال التكنولوجيا الخضراء المعجبون بإيلون ماسك بـ"الخائن" لقضية البيئة، بسبب انحيازه إلى ترامب. حرب كلامية تستعر
وفي هذا الإطار، قال تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن ثمة حرباً كلامية علنيَّة غير تقليدية تستعر في وادي السيليكون، حيث يُوجِّه بعض ألمع الشخصيات في مجال التكنولوجيا انتقادات لأصدقائهم وزملائهم.
وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن هذا الشكل من المشاحنات الداخلية كان نادرَ الحدوث في الانتخابات الرئاسية السابقة، إذ كانت صناعة التكنولوجيا تميل تاريخيّاً إلى اليسار. ولكن، تمهيداً للانتخابات المقبلة، بادَرَت مجموعة صغيرة ومؤثرة من قادة التكنولوجيا – بمن فيهم إيلون ماسك – إلى دعم الرئيس الأسبق ترامب ماديّاً وأمسوا أكثر صراحةً في تغيير مواقفهم الحزبية، مما أثار ردود أفعال عنيفة من الآخرين الذين اعتادوا تاريخيّاً التزام الصمت بشأن مواقفهم السياسية.
Extra-large popcorn, please. With butter....
An extraordinary public war of words is brewing in Silicon Valley as some of the biggest names in technology take shots at each other in the run-up to the presidential election https://t.co/i2DjVn4zrJ
ولفتت الصحيفة إلى أن الانقسام السياسي يفضي إلى توتر العلاقات التجارية ويمتحن قوة الصداقات القديمة.
ويقول سام سينغر، خبير العلاقات العامة الذي اضطلع بإدارة حملات لسياسيين ديموقراطيين: "وادي السيليكون يشوبه التوتر الشديد في الوقت الراهن لأن هناك معسكرين متعارضين ممن يزاولون أعمالاً تجارية معاً. وهذا وضع غير عادي".
ويقول مؤيدو هاريس من قطاع التكنولوجيا إن خطاب قبولها في المؤتمر الوطني حَمَلَ في طياته مكافأة غير متوقعة، فقد تحدثت عن توفير الفرص ورؤوس الأموال، ليس لأصحاب الأعمال الصغيرة وحسب، وإنما للمؤسسين ورواد الأعمال أيضاً.
وتناولت أيضاً في معْرِض حديثها أهمية الابتكار وضرورة الريادة في مجالات تقنية مثل الذكاء الاصطناعي، وفسَّر مؤيدوها ذلك بأنها تنوي دعم السياسات الصديقة للتكنولوجيا.
وتفاعلَ المديرون التنفيذيون في صناعة التكنولوجيا الداعمون لترامب بريبةٍ على وسائل التواصل الاجتماعي. وسعى بعضهم إلى استغلال تأييد المرشح الرئاسي المستقل روبرت كينيدي الابن لترامب.
Clash of the Tech Titans: Silicon Valley Fractures Over Harris vs. Trump
Public bickering about the presidential candidates is souring friendships and sparking feuds in the usually left-leaning industryhttps://t.co/HjVhLHSuFJ
ويشعر مؤيدو ترامب من قطاع التكنولوجيا بالقلق من أن ترفع هاريس الضرائب على الأثرياء والشركات وتفرض إجراءات تنظيمية خانقة على الصناعات الناشئة كالعملات الرقمية.
ويقولون أيضاً إن ترامب سيضع حداً للتدقيق المشدد على عمليات الاندماج والاستحواذ التي أُنجزت في عهد الرئيس بايدن، على حد زعم هارميت ديلون، المحامية التي مثَّلَت ترامب، والعضوة في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري في كاليفورنيا.
وقالت ديلون: "إننا نشهد توتراً كبيراً بين أثرياء وادي السيليكون لأن بعضهم، لأول دورة انتخابية تخطر على بالي، شرعوا يخرجون عن القطع ويغردون خارج السرب ويفكرون على نحوٍ مُستقل".
علاقات متغيرةوانتقد المستثمر في مجال تكنولوجيا المناخ جوش فيلسر أحد مؤسسي شركات تكنولوجيا المناخ لتأييده لترامب في منشور له على موقع لينكد إن في أغسطس (آب) الماضي إذ قال: "تُرَى كيف سيكون شعوري عندما أكتشف انضمام المزيد من الأصدقاء أو الزملاء إلى عصابة ترامب! من المرجح أن تتبدل علاقاتنا إلى الأبد، وظني أن التاريخ لن ينظر إليهم بعين العطف".
وأسست الكثيرات من العاملات في مجال التكنولوجيا حركات داعمة لهاريس مثل Tech4Kamala و"مستثمرون مغامرون من أجل كامالا" و"مؤسسون لأجل كامالا" لحشد الدعم لهاريس.
وقالت إيدا كولينز كولمان المؤسِّسَة المشاركة لحركة Tech4Kamala: "إننا نشهد استقطاباً غير مسبوق".
وأظهر استطلاع للرأي أجرته حركة "مستثمرون مغامرون من أجل كامالا" شمل المُوقِعين على الاستطلاع من المستثمرين المغامرين وصدرَ الأسبوع الماضي أن السواد الأعظم منهم يعتقدون أن الأصوات الصاخبة لقليلٍ من الأثرياء الذين يدعمون ترامب لا تمثل رأي صناعة التكنولوجيا.
وقال 225 من المشاركين في الاستطلاع إن آراءهم تتسق إلى حدٍ كبير مع آراء هاريس وإنّ على واشنطن أن تسهل على العاملين في مجال التكنولوجيا الحصول على تأشيرات دخول، من بين أمور أخرى.
"لقد تجاوزنا كلنا المدى" يشعر بعض المؤسسين والمستثمرين الذين يعملون في مجال الطاقة الخضراء وكانوا من المعجبين بماسك بالغضب الشديد لأنه لم يُبدِ أي مقاومة بعد أن أدار ترامب ظهره للمخاوف البيئية في محادثة طويلة مع رئيس تسلا على منصة التواصل الاجتماعي "إكس".ويعتبر قادة صناعة التكنولوجيا من بين كبار المتبرعين لكلا الطرفين. فقد جمعت لجنة حملة هاريس الانتخابية نحو 204 ملايين دولار في يوليو (تموز) الماضي، بينما جمعت لجنة حملة ترامب 47.5 مليون دولار.
وقال وسيم ضاهر مؤسس إحدى الشركات الناشئة في سان فرانسيسكو إنه تبرع لمرشح رئاسي لأول مرة في حياته. وقال مُعلقاً على ذلك: "يبدو المشهد مختلفاً هذه المرة. فالتهديدات التي تحيق بالديمقراطية الأمريكية تبدو حقيقية".
ساعد ضاهر على جمع 80 ألف دولار أمريكي لصالح هاريس، وتعهَّدَ بجمع تبرعات تصل إلى مليون دولار أمريكي من متبرعين آخرين.
ويخطط غاري تان، رئيس شركة Y Combinator المتخصصة في تسريع نمو الشركات الناشئة، لشن حملة أخرى لجمع التبرعات تأييداً لهاريس، كما يعتزم جاكوب هيلبرغ مستشار شركة بالانتير تكنولوجيز وآخرون شن حملة لجمع التبرعات تأييداً لنائب ترامب جي دي فانس في سبتمبر (أيلول) الجاري.
ويرغب بعض المديرين التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا في وضع حد للمشاحنات العلنية كافةً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية هاريس ترامب بإيلون ماسك وادي السيليكون الانتخابات الرئاسية السابقة الانتخابات الرئاسية الأمريكية ترامب هاريس إيلون ماسك وادي السيليكون فی مجال التکنولوجیا صناعة التکنولوجیا وادی السیلیکون
إقرأ أيضاً:
انهيار في الأسهم الأمريكية.. عمالقة التكنولوجيا يفقدون 770 مليار دولار
شهدت أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة فى أسواق الأسهم الأمريكية يوم الجمعة تراجعاً حاداً أفقدها نحو 770 مليار دولار من قيمتها السوقية، بعدما هوت أسهم إنفيديا وأمازون وتسلا بنحو 5% لكل منها، مما دفع مؤشر ناسداك للهبوط بنسبة 3.6%، في أسوأ أداء له منذ أبريل الماضي.
وجاءت هذه التراجعات بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض "زيادة ضخمة" في الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، قبل أن يعلن لاحقاً أن الولايات المتحدة ستفرض رسوماً بنسبة 100% على الواردات من الصين، اعتباراً من الأول من نوفمبر المقبل، إضافة إلى قيود على تصدير "البرمجيات الحيوية"، ما زاد الضغوط على أسهم التكنولوجيا في جلسات ما بعد الإغلاق.
وتراجعت أسهم أمازون وإنفيديا وتسلا مجدداً بنحو 2% إضافية في التعاملات اللاحقة لإعلان ترامب.
وتسببت تصريحات الرئيس الأميركي في كبح موجة الصعود القوية التي شهدها قطاع التكنولوجيا خلال الشهور الأخيرة، والمبنية على توسع استثمارات بمئات المليارات في بنية الذكاء الاصطناعي التحتية.
بحسب بيانات "CNBC"،فقد انخفضت القيمة السوقية لشركة إنفيديا وحدها بنحو 229 مليار دولار في جلسة واحدة، بعد أن كانت قد أصبحت مؤخراً أول شركة في العالم تتجاوز قيمتها السوقية 4.5 تريليون دولار.
كما فقدت "مايكروسوفت" نحو 85 مليار دولار من قيمتها السوقية، وسط تراجع عام طال كبريات شركات التكنولوجيا الأميركية.
أما "أمازون"، فقد مُسحت مكاسبها السنوية بالكامل، لتتراجع أسهمها بنسبة 2% منذ بداية 2025، بينما خسرت نحو 121 مليار دولار في يوم واحد. وقال الرئيس التنفيذي للشركة آندي جاسي في تصريحات سابقة إن "الضوضاء حول تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار والاستهلاك مبالغ فيها إلى حد كبير".
أسواق الأسهم الأمريكية
في المقابل، هبطت القيمة السوقية لشركة تسلا بـ71 مليار دولار، بعد أيام فقط من كشفها عن سيارات منخفضة التكلفة تهدف إلى تعزيز المبيعات.
أما شركتا ميتا (فيسبوك سابقاً) وألفابت (الشركة الأم لغوغل)، فقد تراجعت أسهمهما بنحو 4% و2% على التوالي، بحسب الاسواق العربية.
ويأتي هذا التراجع الواسع في وقت يستعد فيه قطاع التكنولوجيا الأميركي لموسم نتائج الشركات الكبرى، حيث تعلن تسلا نتائج الربع الثالث في 22 أكتوبر، تليها مايكروسوفت في الأسبوع التالي، بينما من المنتظر أن تكشف إنفيديا عن نتائجها في نوفمبر المقبل.