عربي21:
2025-06-01@17:47:37 GMT

الإحصاء العام السابع في المغرب: سياقه وأبعاده

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

انطلق يوم الأحد، الأول من أيلول/ سبتمبر 2024، الإحصاء العام للسكنى والسكان في المغرب، وهو السابع على التوالي منذ العام 1960، وتمتد العملية إلى نهاية هذا الشهر، أي الثلاثين منه. والمغرب، كالدول الأعضاء في الأمم المتحدة، يجري على رأس كل عشر سنوات عملية إحصاء يروم من خلالها جمع معطيات دقيقة وشاملة عن تطور الوضعية الديمغرافية (السكان) والأحوال السسيو اقتصادية للسكان، ويهدف في الآن معا إلى إجراء مقارنات مع الإحصاءات السابقة لقياس درجة التطور الواقع والمنجز، وطبيعة التأثيرات الحاصلة في النسيج العام المغربي، وأبعادها على السكان والسكنى.



ليس الإحصاء عملية تقنية، تروم تجميع المعطيات، وقراءتها، والإعلان عنها وحسب، بل تعتبر في عمقها بحثا ميدانيا شاملا، ومسحا كاملا ومتكاملا للسكان في كل مواقع عيشهم وتواجدهم، لذلك، تستلزم إمكانيات بشرية مؤهلة وذات خبرة للإشراف على تنفيذها، وموارد مادية ولوجستية قادرة على تيسير تنفيذ العملية بعقلانية ودقة وسلاسة.

وبالعودة للمندوبية السامية للتخطيط، وهي الهيئة الحكومية المغربية المشرفة على إجراء عملية الإحصاء، نقرأ في أديباتها المعلنة عن الإحصاء السابع والمواكبة لمراحله إنجازه، أن المغرب رصد مبلغ مليار و146 مليون درهم، أي ما يعادل 150 مليون دولار أمريكي، توجه 67 في المئة منه لسداد تعويضات المشاركين، من خبراء وباحثين وطلبة، وتُخصص 20 في المئة للوسائل اللوجستية، و13 في المئة للوسائل التكنولوجية، مع الإشارة إلى أن عدد المشاركين المعتمدين من قبل المندوبية السامية للتخطيط والاحصاء بلغ 55 ألفا، توزعوا بين 60 في المئة من الخبراء والباحثين والطلبة وحاملي الشهادات،يزخر سياق تنظيم الإحصاء العام السابع للسكنى والسكان في المغرب لعام 2024 بالعديد من العناصر، أبرزها أن المغرب قطع أشواطا مهمة في ميدان التأهيل الاقتصادي، والإصلاح القانوني والمؤسساتي، والسعي إلى ردم الفجوات، وترميم الاختلالات بين المدن والحواضر والقرى، والجهات والوحدات الترابية، والأكثر يعمل على إدخال رؤية النموذج التنموي الجديد و32 في المئة من أسرة التعليم، ذكورا وإناثا، و5 في المئة من موظفي الإدارات. ويُذكر بالمناسبة، أن الإحصاء الحالي لعام 2024، يتم تنظيمه في وضعية موسومة بارتفاع منسوب الرقمنة، والاستغلال المتزايد للإمكانيات المتاحة من قبل الثورة التكنولوجية الجديدة.

يزخر سياق تنظيم الإحصاء العام السابع للسكنى والسكان في المغرب لعام 2024 بالعديد من العناصر، أبرزها أن المغرب قطع أشواطا مهمة في ميدان التأهيل الاقتصادي، والإصلاح القانوني والمؤسساتي، والسعي إلى ردم الفجوات، وترميم الاختلالات بين المدن والحواضر والقرى، والجهات والوحدات الترابية، والأكثر يعمل على إدخال رؤية النموذج التنموي الجديد، كما تم الإعلان عن إعداده وصياغة وثيقته لحظة تشكيل اللجنة الموكول اليها هذا الأمر في تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2010، وهي الرؤية التي حكمت فلسفة التقرير النهائي للجنة، ووجهت توصياته الكبرى. ثم من عناصر سياق عملية الإحصاء، الاستحقاقات المهمة التي تنتظر المغرب عامي 2026 و2030، أي تنظيم إقصائيات كرة القدم الأفريقية، ونهائيات كرة القدم الدولية، والمناسبتان معا تتطلبان من المغرب معرفة واضحة ودقيقة لإمكانياته، وتستلزمان منه تحديدا عقلانيا وفعالا للوسائل المنتظر اعتمادها للنجاح في اللحظتين التاريخيتين معا.

ومن عناصر سياق عملية الإحصاء السابع، الأوراش الكبرى التي فتحها المغرب في أكثر من مجال، خصوصا في تطوير الاقتصاد وبنية الإنتاج، والعناية بالمجالات الاجتماعية في مجال السكن، والصحة، ودعم القدرة الشرائية للسكان، وأيضا في ميدان الدبلوماسية، من زوايا تنويع الشراكات، وتعميق العلاقات مع أفريقيا، والتقدم في كسب عدالة قضيته الترابية.

فمن الناحية الإجرائية، أعدت المندوبية السامية للتخطيط، بوصفها الهيئة الحكومية المشرفة على تنظيم عملية الإحصاء، استمارتين للأسئلة الموجهة للسكان من قبل المشرفين المعتمدين، تتضمن الأولى، وهي قصيرة، أسئلة تتعلق بـ"البنيات الديمغرافية، والظواهر النادرة مثل الهجرة الدولية، وأحداث الوفاة، والمسافة الفاصلة بين المسكن والمرافق الأساسية في الوسط القروي".

أما الاستمارة الطويلة، فتتضمن أسئلة "تهدف إلى الحصول على معطيات بشأن الخصوبة، والصعوبات المواجهة عند ممارسة الأنشطة الاعتيادية، والتغطية الصحية، والهجرة الداخلية، والأمية واللغات المقروءة والمكتوبة، واللغة الأم، واللغات المحلية المستعملة، والتعليم، واستخدام، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والنشاط الاقتصادي، وظروف سكن الاسرة والبيئة".

يُشار إلى أن الإحصاء الأخير لعام 2014، أسفر عن عدد سكان المغرب بما مقداره 33 مليونا و848 ألفا و242 شخصا، في حين لم يتجاوز أول إحصاء لعام 1960، أي بعد أربع سنوات من استقلال المغرب، 11.6 مليون ساكن وساكنة، وهو ما يعني أن سكان المغرب تضاعف على مدار أربع وخمسين سنة (1960-2014) ثلاث مرات.

يحمل شعار إحصاء 2024 "الغد بين أيدينا" أكثر من معنى ودلالة، ويرمز إلى أكثر من بُعد من أبعاد العملية الإحصائية التي انطلقت في المغرب في الأول من هذا الشهر وحتى الثلاثين منه. فالإحصاء بحث وتجميع وتنقيب في المعطيات المختزنة في بلاد المغرب، وهو أيضا، وفي ضوء نتائجه، قراءة لهذه المعطيات، وتحليل لمضامينها، وبناء للمستقبل على قاعدتها وأساسها. لذلك، ستمكن معطيات الإحصاء صنّاع القرار ومن في دائرتهم، والفاعلين الاقتصاديين والسياسيين والاجتماعيين، من تكوين فهم سليم، مؤسس على معطيات ميدانية حقيقية، لمؤهلات المغرب، البشرية على وجه الخصوص، وما يمكن استغلاله لإنجاز المشاريع المهيكلة الكبرى، وتنفيذ السياسات العمومية المرتبطة بها، وهو ما يطمح المغرب من خلال إحصائه السابع إلى الوصول إليه. وقد تُسفر نتائج الإحصاء عن نتائج تدفع البلد دفعا إلى إعادة تقديراته، والتفكير في تغيير رؤيته وتحليلاته، واستبدالها بأخرى أكثر واقعية وفاعلية ونجاعة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المغرب السكان المغرب احصاء تنمية سكان سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإحصاء العام عملیة الإحصاء فی المئة من فی المغرب

إقرأ أيضاً:

زينب شاهين: «فتى الجبل» انطلاقتي الحقيقية في «الفن السابع»

تامر عبد الحميد (أبوظبي)
خاضت المخرجة الإماراتية زينب شاهين أول تجربة إخراجية لها في فيلم روائي طويل هو «فتى الجبل» الذي عُرض مؤخراً في صالات السينما المحلية، وذلك بعد رحلة من العروض السينمائية في مهرجانات محلية وعالمية، حاصداً العديد من الجوائز الدولية.
ويستعرض العمل قصة إنسانية اجتماعية هادفة تعكس دور دولة الإمارات والمجتمع في ترسيخ قيَم الدمج والدعم والتمكين لأصحاب الهمم.

وأعربت زينب شاهين عن سعادتها بعرض «فتى الجبل» جماهيرياً في صالات السينما، بدعم من «هيئة الإعلام الإبداعي» و«لجنة أبوظبي للأفلام»، وذلك بعدما شارك في عدة مهرجانات سينمائية، ونال إشادات النقاد وصنّاع السينما. 
وقالت: الفيلم مستوحى من كتاب «الفتى الذي عرف الجبال» للمؤلفة ميشيل زيولكوفسكي، بطولة الطفل الإماراتي ناصر صلاح المصعبي وأحمد الجسمي ونورة العابد وهيرا محمود وميرال نيازي وإنتاج نانسي باتون.
وأضافت: يروي الفيلم قصة الطفل «سهيل»، المتعايش مع التوحّد ويعاني الإهمال من والده، لتدور الأحداث حول مغامراته في جبال الفجيرة، وإظهار صلابته وعزيمته الفائقة.
ولفتت إلى أن حبكة «فتى الجبل» تعكس دور المجتمع في ترسيخ قيَم الدمج والدعم والتمكين لجميع أفراده، ما يتماشى مع أهداف عام المجتمع 2025 في دولة الإمارات.
ويخوض «سهيل» بطل الفيلم في 90 دقيقة، رحلة فريدة ومغامرات ملحمية برفقة صديقه الجديد «براكه»، الكلب السلوقي العربي، للعثور على عائلة والدته في أبوظبي، بحثاً عن القبول المجتمعي والدفء العائلي والخلاص النفسي.

أخبار ذات صلة «ريستارت» في السينما المحلية اليوم منى زكي.. تنتهي من «الست»

تخصص فيديو
شاهين التي تخرجت في كلية التقنية العليا بالفجيرة، تخصص فيديو، نفذت في بداية مشوارها عدداً من الأفلام القصيرة، منها: «التمور إلى المريخ» عام 2019، «رحلة الأمل» عام 2021.
وقالت عن أول تجربة إخراجية لها في «فتى الجبل»: فخورة جداً بإخراج هذا المشروع الذي يُبرز الكثير من جوانب وطننا الغالي، بدءاً من مواقع التصوير والمواهب الإماراتية، وصولاً إلى السرد القصصي المؤثر الذي يضيء على قيم التضامن المجتمعي، وسعيدة بأن تكون انطلاقتي الحقيقية في عالم «الفن السابع» مع هذا الفيلم الذي يسرد قصة هادفة بأسلوب بصري مؤثر ألهمني لإخراجه، لذلك فإنه سيظل عزيزاً على قلبي طوال مسيرتي المهنية.

إقبال كبير
وصرحت شاهين بأنها لم تتوقع هذا الإنجاز الكبير الذي حققه الفيلم، وقالت: بعدما عُرض الفيلم في مهرجان «العين السينمائي الدولي» في دورته الماضية، لم أتوقع أن يحظى بهذا الإقبال الكبير من المشاركات في مهرجانات سينمائية عالمية، كما حصد عدة جوائز دولية.

22 جائزة 
حصد «فتى الجبل» 22 جائزة دولية، منها: جائزة أفضل ممثل شاب عن فئة الفيلم الروائي الطويل وذهبت إلى الممثل الصاعد ناصر صلاح المصعبي، وأفضل تصوير سينمائي في مهرجان «تشيلسي السينمائي» في مدينة نيويورك، وأفضل مخرج في مهرجان «تش ستون» للأفلام المستقلة في الولايات المتحدة الأميركية، وأفضل ممثل شاب في فيلم روائي طويل في مهرجان «فايف كونتيننتس السينمائي الدولي» في فنزويلا، إضافة إلى جائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان «سياتل للأطفال»، وأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان «سان لويس أوبيسبو السينمائي الدولي» في الولايات المتحدة الأميركية، وأفضل قصة روائية لفيلم روائي طويل في مهرجان «آيرون آي إف إف السينمائي الدولي» في أستراليا.

ماضي الأجداد
كشفت المخرجة الإماراتية زينب شاهين أنها تستعد لتصوير مشروعها السينمائي الطويل الثاني بدعم من «هيئة الإعلام الإبداعي» في أبوظبي، وإنتاج نانسي نانسي باتون، وتدور قصته حول طفلة إماراتية تعيش في أبوظبي، وحول ماضي الأجداد والموروث والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة. ونوهت أنها ستبدأ تصويره نهاية العام الجاري، لعرضه في صالات السينما في عام 2026.

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي وهيئة التخطيط والإحصاء تبحثان تشكيل لجنة فنية مشتركة لهيكلة كوادر الوزارة بما يتناسب مع طبيعة العمل
  • 4.2 تريليون دولار القيمة السوقية لأسواق المال الخليجية بنهاية 2024
  • عملية قيصرية ناجحة لأم ثلاثينية تبلغ من الوزن 300 كجم بمستشفى صبيا العام بتجمع جازان الصحي
  • 58.3 مليون ريال إيرادات "عمران في 2024
  • كيف قرأ اليمنيون تصريحات العليمي الأخيرة.. شجاعة أم ضعف؟
  • انخفاض صادرات السيارات في المغرب بسبب ضعف الطلب الأوروبي
  • كأس أفريقيا للسيدات المغرب 2024.. الكاف يكشف عن الملاعب المستضيفة
  • أين اختفت المحكمة الجنائية الدولية؟
  • زينب شاهين: «فتى الجبل» انطلاقتي الحقيقية في «الفن السابع»
  • إطلاق عملية قانونية في دولة الاحتلال لإعلان تعذّر نتنياهو عن أداء مهامه