مؤمن الجندي يكتب: وداعًا قصاص السيرة
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
من منا لا يعرف مهنة قص الأثر أو ما يسمى لغويًا "قافة"، فهي فراسة فطرية ضاربة في القدم تميز بها الكثير من أفراد القبائل العربية، ولكن اليوم دعني أحدثك عن قصاص السيرة، فكما للقدم أثر في الصحراء فإن للإنسان سيرة في الدنيا، فمن منا لا يحلم بأن تكون سيرته عطرة يتذكره الجميع بها بعد رحيله.. بأنه كان الخلوق، المتسامح، والودود!.
الحقيقة أن هذه السيرة تشغل بال العديد منا، خاصة ممكن يؤمنون بأن السيرة أطول من المسيرة كما يقال، ولكن أن تصنع سيرة ذاتية على مستوى عالٍ من الأخلاق فهذا ليس سهلًأ، فاسمح لي أن أقص عليك سيرة "قصاص السيرة" إيهاب جلال نجم الأهلي والإسماعيلي والمصري والمدير الفني لمنتخب مصر الأول السابق، وعدد كبير من الأندية.. الذي آمن بقواعد السيرة وسار في طريقها حتى النهاية.
نعم أطلقت عليه هذا اللقب، لأنه فور وفاته لم يتحدث أحد إلا عن أخلاق إيهاب جلال وسيرته ومواقفه، فهذا الرجل يؤكد معنى مهم أن السيرة هي ما تبقى، ذهب المال والأعمال والأولاد بل الدنيا بكل ما فيها، وفجأة تبقى لنا فيها السيرة ولم يظل أي شيء معه سوى العمل.
رجل أنهكته الظروف الصعبةريشة الفنان أحمد خلف
الراحل إيهاب جلال -رحمه الله-، توفى إثر جلطة بالمخ بعد أن تعرض لضغوط عصبية ونفسية صعبة، نعم إنه قدر الله ولكن جلال أنهكته الظروف الصعبة في رحلته التدريبية سواء مع الزمالك أو منتخب مصر وأخيرًا مع الإسماعيلي.
ورغم تأدب هذا الرجل الشديد في التعامل مع هذه الضغوط، إلا أن جمهور كرة القدم لم يصمت بعد وفاته، وبدأ الجميع في التحدث عما تعرض له من ظلم.. خاصة بعد إقالته من تدريب منتخب مصر وهو في الطائرة عائدًا لمصر مع بعثة المنتخب.
بعيدًا عن كرة القدم، لقد كتبت هذه السطور للتأكيد على حقيقة واحدة! الدنيا بالسيرة والآخرة بالأعمال، فلماذا نتكالب؟ وإلى أي مدى يتوقع من يتكالب ويظلم أنه سيخلد في هذه الدنيا؟ رحل إيهاب جلال بين ليلة وضحاها وغيره يرحل دون أن نشعر.
للعدالة وجوه كثيرة ولكن!
للعدالة وجوه كثيرة مسلسل شهير للفنان يحيى الفخراني، أو "جابر مأمون نصار" وهو رجل أعمال مشهور في المسلسل وله صيته وسمعته الطيبة بين الناس، كان يعيش مع زوجته وابنته حياة هادئة، حاول إخفاء حقيقته طوال حياته، إلا أن جريمة قتل حدثت، كشف كل الماضي المستور.. وهنا إيهاب جلال عاش هادئًا ساكتًا ورحيله دفعنا أن نتحدث عن أنه كُبت نفسيًا وأخفى ذلك حتى لقي ربه.
ترك إيهاب جلال دنيانا مظلومًا أو مكبوتًا دون أن يتحدث، فالغريب أن هذا الرجل لم يظهر بعد إقالته ليتحدث في أي شيء، بل التزم الصمت والأدب.. ليرحل وتبقى سيرته! فعلينا جميعًا أن نتحرى المسيرة من قصاصي السيرة.المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ايهاب جلال وفاة إيهاب جلال رحيل إيهاب جلال مؤمن الجندي إیهاب جلال
إقرأ أيضاً:
الروقي : فخر الوطن قدم كل شيء ولكن الكرة عاندت
نواف السالم
علق الناقد الرياضي فهد الروقي على أداء الهلال أمام ريد بول سالزبورغ النمساوي، مؤكدًا أن الزعيم قدم مباراة كبيرة على كافة المستويات، لكن التوفيق لم يكن حليفًا له.
وقال الروقي عبر حسابه على منصة إكس: “قدر الله وما شاء فعل.. قدم فخر الوطن كل شيء، إلا أن الكرة عاندت الهلال في أكثر من فرصة محققة.”
وأضاف: “الهلال بات الآن بحاجة إلى الفوز ولا شيء غيره أمام باتشوكا لضمان التأهل ومواصلة المشوار.”
وقدم الهلال مباراة كبيرة، حيث فرض إيقاعه على أرض الملعب منذ الدقائق الأولى، وظهر بتماسك كبير بين الخطوط، مع تحركات منظمة وروح قتالية على الفوز .
ويضع الهلال تركيزه الكامل على المواجهة الحاسمة المقبلة أمام باتشوكا المكسيكي، في الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات لبطولة كأس العالم للأندية.