بعد وفاة ناهد رشدي.. جمهور لن أعيش في جلباب أبي يستعيد فرح ثنية
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
عبدالله أبوضيف (القاهرة)
أثرت وفاة الفنانة المصرية ناهد رشدي في قلوب جمهورها بشكل عميق، خصوصاً من أحبوا دورها الشهير في المسلسل المصري "لن أعيش في جلباب أبي".
قدّمت رشدي شخصية "ثنية"، الفتاة الهادئة الطيبة التي لطالما رافقت مشاعر المشاهدين بأدائها الرقيق في المسلسل الذي أصبح من أهم الأعمال الدرامية في تاريخ التلفزيون المصري.
"ثنية".. دور عالق في ذاكرة الأجيال
كان لدور "ثنية" في المسلسل تأثير كبير على الجمهور منذ عرض المسلسل لأول مرة في التسعينيات، حيث جسدت رشدي الفتاة المتواضعة التي تقف بجانب البطلة الأم فاطمة التي لعبت دورها الفنانة عبلة كامل، وتبرز شخصيتها في مشاهد تعكس روح الأسرة المصرية البسيطة والمخلصة.
تحولت ثنية ولحظة فرحها في المسلسل إلى حالة خاصة للتابعين والجمهور خاصة مع كون شخصية ثنية نفسها رمزًا للبراءة في زمن الجشع الذي كان يمثله زوجها في المسلسل، لتبقى ناهد رشدي من الممثلات اللواتي ارتبطن مع الجمهور بهذا الدور الخالد.
حب الجمهور يستمر بعد سنوات من العرض
على الرغم من مرور أكثر من 25 عاماً على عرض المسلسل، فإن دور "ثنية" لا يزال حديث الأجيال المختلفة، من خلال اتجاه الكثيرين لإعادة مشاهدة الحلقات مراراً على شاشات التلفزيون ومنصات البث الرقمي، مشيدين بأداء ناهد رشدي التي قدّمت نموذجاً للحياة المصرية البسيطة، ساعدت تفاصيل الشخصية الهادئة والبريئة على توطيد علاقة الجمهور بها وأصبح دورها جزءاً من تراث الدراما العربية.
حزن واسع على مواقع التواصل
بعد إعلان خبر وفاة ناهد رشدي اليوم الجمعة، انتشرت مشاعر الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأ المعجبون بالتعبير عن حبهم وتقديرهم لدورها في "لن أعيش في جلباب أبي"، فيما شارك العديدون مقتطفات من مشاهدها في المسلسل وأرفقوها بكلمات تعبر عن مدى تأثرهم بأدائها.
أحد المستخدمين كتب: "لن ننسى أبداً ضحكتها الحنونة في دور ثنية، كانت وما زالت جزءاً من ذكرياتنا العائلية." فيما علقت أخرى: "فقدنا اليوم جزءاً من زمن جميل، لن ننسى ناهد رشدي ودورها الخالد في الدراما". أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: ناهد رشدي وفاة ممثلة مصرية فی المسلسل ناهد رشدی
إقرأ أيضاً:
رشدي المهدي.. «الشيخ عتمان» الذي غادر الحياة وبقي في الذاكرة
تحلّ ذكرى وفاة الفنان القدير رشدي المهدي، أحد أعمدة الفن المصري الذين لم يسعوا إلى البطولة المطلقة، بل صنعوا المجد من خلف الكواليس، بأداء متقن، وروح هادئة، ووجه محفور في ذاكرة أجيال من المشاهدين.
عشرات الأعمال ترك فيها بصمته، لكن اسمه ارتبط إلى الأبد بـ "الشيخ عتمان" في شمس الزناتي، الدور الذي تحوّل إلى رمز شعبي يتردد صداه حتى اليوم.
النشأة والبداية من الشرقية إلى الفن
وُلد رشدي المهدي في 21 أبريل عام 1928 بمدينة مشتول السوق بمحافظة الشرقية، ونشأ وسط بيئة محافظة.
التحق بكلية الهندسة في جامعة عين شمس، لكنه لم يُكمل دراسته، إذ جذبته أضواء الفن مبكرًا، فقرر أن يخوض رحلته في عالم المسرح والتمثيل، ليتحول إلى أحد الأسماء المحترمة والراسخة في تاريخ الفن المصري.
المسرح بوابة العبور الأولى
بدأ رشدي المهدي حياته الفنية من خشبة المسرح، فانضم إلى فرقة إسماعيل ياسين المسرحية عام 1953، ثم التحق بفرقة رمسيس التي أسسها يوسف وهبي عام 1957.
لاحقًا، شارك في عروض المسرح القومي ومسرح الجيب، وقدّم أعمالًا مسرحية هامة، منها: رابعة العدوية، باب الفتوح، الاستعراض الكبير، كرسي الاعتراف، سهرة مع الحكومة.
تمكن المهدي من إثبات قدراته كممثل متنوع، يجمع بين الحس التراجيدي وخفة الظل في آنٍ واحد.
السينما.. أدوار صغيرة بحضور كبير
رغم أن أدواره السينمائية لم تكن في الصفوف الأولى، فإن حضوره الطاغي جعل من مشاهد قليلة لحظات لا تُنسى. من أبرز أفلامه: شمس الزناتي (1991) في دور الشيخ عتمان، الراقصة والسياسي، المواطن مصري، ناصر 56، جاءنا البيان التالي.
في كل عمل، كان رشدي المهدي يقدم أداءً متوازنًا، مليئًا بالإحساس والتفاصيل، يليق بفنان قدير عاشق لفنه.
التلفزيون نجم خلف الكواليس
برز المهدي أيضًا في الدراما التلفزيونية، فشارك في مسلسلات أثرت الوجدان العربي، أبرزها: رأفت الهجان بدور "فرانس"، خادم الجاسوس المصري، ليالي الحلمية، نصف ربيع الآخر، بوابة الحلواني، دموع في عيون وقحة مع عادل إمام، أهل القمة، ساعة ولد الهدى.
كما جسد شخصيات متنوعة، من الأب الطيب إلى الشيخ الوقور، ومن الصديق الوفي إلى الخادم المخلص.
الإذاعة
لم يقتصر عطاؤه على المسرح والسينما والتلفزيون، بل امتد إلى الإذاعة، حيث قدم أعمالًا درامية ناجحة منها: "عصفور في الفضاء"، "مغامرات حب حب"، تمثيليات عديدة تركت صدى واسعًا في البيوت المصرية والعربية
حياته الخاصة
كان رشدي المهدي فنانًا يفضل الخصوصية، بعيدًا عن ضجيج الإعلام والصحافة. أنجب ابنة واحدة، "أمنية"، التي شاركت في بعض الأعمال الفنية خلال التسعينيات، أبرزها "هوانم جاردن سيتي" و"الفجالة"، قبل أن تعتزل الفن وتبتعد عن الساحة.
رحيله
رحل رشدي المهدي عن عالمنا في 22 يونيو عام 2002، عن عمر ناهز 74 عامًا. وكان آخر أعماله مسلسل "بوابة الحلواني" الجزء الرابع عام 2001، قبل أن يُعرض له مسلسل "الهودج" بعد وفاته.
ورغم رحيله الجسدي، فإن صوته وملامحه لا تزال حاضرة في ذاكرة جمهور لا يزال يبتسم عند سماع جملة: "دمي كله خمرة يا عم الشيخ عتمان".