لجريدة عمان:
2025-06-03@13:36:22 GMT

في اليوم العالمي للقانون

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

تؤدي القوانين والتشريعات دورا مهما وأساسيا في تنمية المجتمعات والحفاظ على مكتسباتها، إضافة إلى قيمتها في الحفاظ على الحقوق والواجبات ودعم التوجهات الوطنية للدول، ولهذا فإن البشرية منذ أن تأسست باعتبارها أنظمة اجتماعية وهي تبني لها قوانين وسياسات تهدف من خلالها إلى حماية شعوبها وحفظ حقوقها، وتقديم أفضل الوسائل التي تؤِّمن قدرتها على التطوُّر والنمو وفق أفضل الأنماط القانونية.

ومع تسارع التطورات الحضارية فإن الدول تحرص على تحديث قوانينها وتشريعاتها بما يتوافق مع تلك التطورات من ناحية، وما يتناسب مع المتغيرات المحلية والأهداف التنموية التي تصبو إليها من ناحية أخرى، ولهذا فإن المنظومة القانونية تسهم في تشكيل آفاق التطورات الاجتماعية والاقتصادية لأفراد المجتمع، وتقدِّم وفق سيرورتها أنماطا جديدة من الإصلاحات والتغييرات التي تشكِّل أحد أهم مكاسب التنمية المجتمعية.

ولهذا فإن العمل على تحديث المنظومة القانونية في الدولة وتبسيطها، بما يتواكب مع الرؤى والأهداف المحلية، يعدُّ من الأولويات الوطنية التي لا يمكن تجاوزها خاصة في ظل الكثير من المتغيرات والتطورات التقنية والاقتصادية والبيئية المتسارعة، إضافة إلى الانفتاح الواسع للمجتمعات وتطور البُنى التحتية وتنمية الموارد البشرية، إضافة إلى الوعي المتزايد لدى المجتمعات بأهمية التطوير ومواكبة التغييرات الإقليمية والعالمية.

إن تحديث القوانين في شتى المجالات وتبسيط السياسات والتشريعات الإجرائية، يكفل كفاءة المنظومة الإدارية والتكلفة ويضمن تيسير العمل وتخصيص الموارد وتوجيهها بشكل أكثر كفاءة وقدرة، وبالتالي فإن التعديلات في القوانين تؤدي إلى تحقيق تطورات تضمن الاستجابة السريعة للمتغيرات واحتوائها وتمكين المكاسب خاصة تلك المرتبطة بالتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، التي تعزِّز تحقيق النمو الاجتماعي والاقتصادي ورفاه الأفراد وحماية حرياتهم.

إضافة إلى ذلك فإن تحديث القوانين يضمن حماية أفراد المجتمع، والحفاظ على الموارد الطبيعية وصونها، خاصة في ظل المتغيرات البيئية والتقنية التي وسَّعت من دائرة التعرُّض للمخاطر، والتحديات التي يمكن أن تحدث في القطاعات الصحية والبيئية، وانعكاسات ذلك على الأفراد وأنماط معيشتهم، وبالتالي فإن تطوير القوانين وتسهيلها يساعد في اتخاذ الإجراءات والأنظمة التي تحد من تلك المخاطر.

لقد احتفل العالم في الثالث عشر من شهر سبتمبر الحالي بـ(اليوم العالمي للقانون)، والذي يعبِّر عن التذكير بأهمية القوانين في حياة المجتمعات من ناحية، وقيمة الوعي القانوني والثقافة القانونية في فهم المبادئ الأساسية التي تنطلق منها قوانين المجتمعات من ناحية أخرى؛ فالقوانين ليست فقط لتنظيم حياة الأفراد والمؤسسات بل أيضا لدعم آفاق التنمية والتطوير، وتمكين القطاعات المختلفة للمساهمة الفاعلة في تسريع النمو والتفاعل بهدف إيجاد أنماط جديدة من أشكال التقدُّم التي توجب استحداث قوانين جديدة، أو تطوير القوانين الحالية وتحديثها.

والحق أن عُمان من الدول التي أولت القوانين عناية كبيرة، فالدورة القانونية تقوم على أُسس فائقة التنظيم، وما شهدته الدولة خلال السنوات الأخيرة من تحديث وتطوير في المنظومة القانونية يمثِّل انعكاسا مهما لذلك الاهتمام والعناية، ولعل الإشراك المجتمعي والمؤسسي الذي يصاحب الدورة القانونية للتشريعات تقدِّم صورة مشرقة للوعي المتزايد لأهمية القوانين في حياة المجتمع وقدرتها على دعم التنمية وصون المكتسبات ومواكبة المتغيرات المتسارعة.

ولهذا فإن هذه العناية لتطوير منظومة القوانين والتشريعات في الدولة سواء تلك المتعلِّقة بتحديث القوانين الحالية أو استحداث قوانين جديدة مواكبة للمتغيرات وأولويات الوطن، عليها أن تتواكب أيضا مع مفاهيم (الثقافة القانونية) لدى أفراد المجتمع، ذلك لأن فهم القوانين وإدراك أبعادها لا يقتصر على (النُخب)، بل يجب أن يتعداه إلى كافة شرائح المجتمع، فما نشهده غالبا من مناقشات خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي للعديد من القوانين التي صدرت أو تلك التي ما زالت قيد الدراسة، وما قد يفسره البعض لأبعاد تلك القوانين، يلفت الاهتمام إلى أهمية ترسيخ الثقافة القانونية لدى أفراد المجتمع، وتعميق فهم أبعاده التنموية.

إن الثقافة القانونية تمثِّل أساسا جوهريا لقدرة الأفراد على فهم أبعاد القوانين وإمكاناتها وانفتاحها على تطورات المستقبل، وتأثيراتها ليس على المستوى المجتمعي وحسب بل أيضا على المستويات الاقتصادية والصحية وغيرها؛ فهذه الثقافة تمكِّنهم من معرفة حقوقهم وواجباتهم، وبالتالي قدرتهم على الدفاع عن تلك الحقوق، والقيام بواجباتهم وفق القانون، وتفتح أمامهم السبل والإمكانات التي تدفعهم إلى المناقشة الفاعلة لتلك القوانين من منطلق وطني عام، وليس من منطلقات تحزبية أو شخصية.

ولهذا فإن واجب المؤسسات الإعلامية والتعليمية والأكاديمية بشكل خاص، يقوم على تعزيز الثقافة القانونية، وتوعية أفراد المجتمع بكل القوانين خاصة الحديثة منها أو تلك التي يتوجَّب استحداثها، وتكاتف الجهود من أجل توعية المجتمع، وتطوير آفاق المعرفة القانونية، وتغيير الأنماط الذهنية الخاصة بالقوانين، الأمر الذي سيسهم في دعم تلك الثقافة وتيسر فهمها لدى شرائح المجتمع، خاصة الشباب الذين هم بحاجة إلى فهم هذه القوانين والوعي التام بأهميتها بما يُعزِّز مشاركتهم الفاعلة في تطويرها وتقديم ملاحظات واعية لسياسات تطبيقها وتنفيذها بما يحقق أهدافها ويضمن الاستفادة منها.

إن الثقافة القانونية لا تحمي أفراد المجتمع وحسب بل أيضا تضمن سيادة القانون، وقدرة الدول على النمو في ظل خدمة مجتمعها وشعوبها، وتعزيز المفاهيم القانونية التي تحميهم وتضمن تحقيق رفاهيتهم، وبالتالي فإن هذه الثقافة تعزِّز قيم الاحترام المتبادل بين الحكومات والشعوب، و تحمي كرامة الإنسان وحريته وحقوقه. إنها ثقافة قادرة على تمكين الحقوق، وتعظيم قيمتها الاجتماعية والاقتصادية، بما يقوي الروابط والعلاقات بين أفراد المجتمع وحكوماتهم.

لذا فإن وعينا بالقوانين والتشريعات التي تسنها الدولة، وسعيها المتواصل إلى تحديث المنظومة القانونية بما يتواكب مع المتغيرات ويتوافق مع طموحات الأهداف الوطنية، سيمكننا جميعا من معرفة حقوقنا وحمايتها من ناحية، والمساهمة الفاعلة في تطوير العديد من تلك القوانين، إضافة إلى توسيع دائرة استفادتنا من القوانين الحديثة التي تفتح أمامنا آفاق التعليم والعمل والصحة وغيرها، الأمر الذي يدفعنا إلى تحسين مستوى معيشتنا وآفاق طموحاتنا المستقبلية.

إن الاحتفال باليوم العالمي للقانون فرصة لتعزيز الوعي القانوني والمعرفة بالقوانين، وتمكين الثقافة القانونية التي تعزِّز أهمية القوانين في حياة المجتمعات، وتعظيم دورها التنموي، فهي ليست لتنظيم حياة الأفراد وحماية حقوقهم وحسب، بل أيضا لدعم تطلعات الدولة لتنمية المنظومات الاقتصادية والتعليمية والصحية والبيئية وغير ذلك، وفتح مجالات الاستفادة من القطاعات التنموية الجديدة. إنها ثقافة قادرة على تقديم فهم أعمق للقانون وترسيخ مكانته في المجتمع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المنظومة القانونیة الثقافة القانونیة أفراد المجتمع القوانین فی إضافة إلى من ناحیة بل أیضا

إقرأ أيضاً:

بالكعب العالي.. في اليوم العالمي للدراجة الهوائية نجمات في سباق الجاذبية

فى اليوم العالمي للدراجة الهوائية، فقد يُحتفل بـ اليوم العالمي للدراجة الهوائية في 3 يونيو من كل عام، وهو اليوم الذى أقرّته الأمم المتحدة رسميًا في عام 2018، بهدف التشجيع على استخدام الدراجة كوسيلة نقل آمنة، نظيفة، صديقة للبيئة، وميسورة التكلفة، هذا اليوم بموجب القرار رقم 72/272 في أبريل 2018.

الكعب العالي..في اليوم العالمي للدراجة الهوائية نجمات في سباق الجاذبية

في اليوم العالمي للدراجة الهوائية 2025، لا نتحدث فقط عن وسيلة نقل صديقة للبيئة، بل عن رمز للحرية، والحيوية، والاستقلال. وبينما يتصدر هاشتاغ #اليوم_العالمي_للدراجة، تخطف نجماتنا عربيات الأنظار بإطلالاتهن الراقية على العجلتين، ليثبتن أن الأناقة لا حدود لها، ويشعلن مواقع السوشيال ميديا بجمالهم منذ ظهورهم من سنوات سابقة، لتظل صورهن ذكرى خالدة، ومن أبرز هذه االنجمات :

ياسمين صبري رشاقة وملامح ملكيةالكعب العالي..في اليوم العالمي للدراجة الهوائية نجمات في سباق الجاذبية 

 تُطل ياسمين صبري في شوارع أوروبا، على دراجتها بابتسامة واثقة وملابس رياضية.

هيفاء وهبي الدراجة تتحول إلى موضةالكعب العالي..في اليوم العالمي للدراجة الهوائية نجمات في سباق الجاذبية

هيفاء تطل بجانب الدراجة في جلسة تصوير مميزة، ظهرت بإطلالة جريئة ساحرة، مؤكدة على أهمية الرياضة وبالأخص ركوب الدراجات.

سميرة سعيد شباب متجددالكعب العالي..في اليوم العالمي للدراجة الهوائية نجمات في سباق الجاذبية

سميرة سعيد، نجمة التي لا يعترف وجهها بالزمن، ظهرت في صورة عفوية منذ سنوات لتظل الصورة محفورة فى أذهان جمهورها ومتابعيها، وهي تقود الدراجة بإطلالة كاجوال وشعر منسدل، كأنها فتاة عشرينية تكتشف الحياة من جديد. روحها الشابة تكمل صورة جمالها النادر.

نسرين طافش نعومة وتأملالكعب العالي..في اليوم العالمي للدراجة الهوائية نجمات في سباق الجاذبية

ببدل كاجوال صيفية ذات اللون الأبيض وبورنيتة بسيط وشعر منسدل على الكتفين، نشرت نسرين طافش صورة وهي تقود الدراجة وسط الطبيعة، لتُثبت أن الجمال لا يحتاج إلى تكلّف، وأن التوازن بين الروح والجسد هو السر الحقيقي للأناقة.

اليوم العالمي للامتناع عن التبغ .. التأثير المُغفَل للتدخين أثناء الحملفي اليوم العالمي للامتناع عن التبغ .. هل يحمي التدخين من مرض باركنسون؟في اليوم العالمي لمكافحة التبغ.. أضرار التدخين على الصحةتعرف على أغرب 5 ألوان للبطاطس في يومها العالمى.. سمعت عنهم قبل كده؟في يومه العالمي .. 3 فوائد لا تتوقعها عن الشايفي اليوم العالمي .. 10 طرق للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم دون أدويةفي اليوم العالمي لمرض الذئبة .. الأطعمة المناسبة للسيطرة علي المرضفي اليوم العالمي لـ سرطان المبيض.. علامات وأعراض هذا المرض الخطيرعبير صبري حضور لافت على العجلتينالكعب العالي..في اليوم العالمي للدراجة الهوائية نجمات في سباق الجاذبية

عبير صبري، بجاذبيتها المعهودة، منذ صغر عمرها ظهرت فى صورة سابقة على الدراجة في جلسة تصوير لافتة، لتجمع بين مزيج من الأنوثة والقوة، لتؤكد أن الدراجة ليست فقط للرياضة بل أسلوب حياة يعكس استقلال المرأة وأناقتها، كما تدعي الجميع لممارسة رياضة الدراجة، وأهمية اليوم العالمي للدراجة .

طباعة شارك في اليوم العالمي للدراجة الهوائية 2025 اليوم العالمي للدراجة الهوائية اليوم العالمي للدراجة الهوائية 2025 تخطف نجماتنا عربيات

مقالات مشابهة

  • بالكعب العالي.. في اليوم العالمي للدراجة الهوائية نجمات في سباق الجاذبية
  • الدولة يناقش عددا من مشروعات القوانين
  • في إدلب.. وزير الثقافة يطلع على مبادرات ثقافية بمخيم للنازحين بمعرة مصرين ومواقع أثرية بمعرة النعمان
  • في اليوم العالمي للطفل.. روانكه تطلق مشروع لست وحدك
  • وزارة الأوقاف تصدر بيان بمناسبة اليوم العالمي للوالِدَيْنِ
  • فعالية توعوية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين في طرطوس
  • في اليوم العالمي .. كيف حث الإسلام على بر الوالدين وثوابه
  • مبادرة “الله يبردي” بالفاشر تدين قصف المليشيا لمستودعات برنامج الغذاء العالمي وإحراقها
  • لماذا الحديث عن أمن الهوية الثقافية؟
  • هزة أرضية وألسنة نار وعنف مفاجئ.. أبرز الأحداث العالمية التي تصدرت العناوين اليوم!