15 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة الحدث: تشهد الساحة العراقية توترات متزايدة بين الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية حول مسألة بقاء القوات الأمريكية في العراق.

وبينما تعلن بغداد أن تهديد تنظيم داعش قد تقلص بشكل كبير، ما يعني عدم الحاجة إلى الوجود العسكري الأمريكي، ترى واشنطن العكس تماماً.

الولايات المتحدة تعتبر أن خطر داعش لم ينتهِ بعد، وتبرر بقاء قواتها على الأرض العراقية بضرورة منع أي عودة للتنظيم، مستشهدة بتجربة انسحابها عام 2011 الذي أدى إلى انهيار القوات العراقية وصعود داعش لاحقاً.

هذا الاختلاف في الرؤية يعكس تباينًا في المصالح والأهداف بين الطرفين. الحكومة العراقية ترى في قواتها الأمنية القوة الكافية لحماية البلاد، بينما تعتبر الولايات المتحدة أن الوضع الأمني ما زال هشاً، وأن انسحابها قد يفتح الباب أمام عودة تهديدات إرهابية جديدة.

وصرّح مسؤولون عراقيون مؤخرًا بأن هناك اتفاقًا بين بغداد وواشنطن على إطار زمني محدد لانسحاب القوات الأمريكية. لكن من الجانب الأمريكي، لم يتم تقديم توضيحات واضحة، حيث اكتفى المتحدثون باسم إدارة بايدن بالقول إن المحادثات ما زالت جارية، مما أثار تساؤلات حول نوايا الولايات المتحدة الحقيقية.

في الوقت الذي ترى فيه بغداد أن داعش لم يعد يشكل تهديدًا مباشرًا على الأرض، وأنه لا يستطيع سوى تشكيل خلايا صغيرة للقيام بعمليات إرهابية متفرقة، تصر واشنطن على أن الخطر لم يختفِ تماماً. ويستمر المسؤولون الأمريكيون في التأكيد أن قواتهم موجودة في العراق لحماية البلاد من عودة داعش ولتفادي تكرار ما حدث في عام 2014 عندما سيطر التنظيم على مساحات شاسعة من البلاد بعد انسحاب القوات الأمريكية عام 2011.

و تستند رؤية الإدارة الأمريكية بشكل كبير إلى تجربتها السابقة في العراق. فقد أدى انسحاب القوات الأمريكية عام 2011، بضغط من الحكومة العراقية آنذاك، إلى ضعف في بنية القوات العراقية، وهو ما استغلته داعش لفرض سيطرتها على مناطق واسعة بعد ثلاث سنوات فقط. هذا السيناريو دفع الولايات المتحدة للتدخل مرة أخرى لإعادة الاستقرار، ما جعل واشنطن حذرة من تكرار الأخطاء السابقة.

ويرى المسؤولون الأمريكيون أن انسحابهم المتسرع في 2011 كان قراراً خاطئاً، ويخشون أن يؤدي أي انسحاب جديد إلى تكرار السيناريو. لذلك، تعتقد واشنطن أن بقاء قواتها يمثل ضمانة لمنع انهيار القوات العراقية مجدداً أمام أي تهديد إرهابي محتمل.

وفي المقابل، يرى العراقيون أن قواتهم الأمنية باتت اليوم أكثر قدرة على مواجهة التحديات الأمنية من ذي قبل. ويؤكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن القوات العراقية قد اكتسبت الخبرة والجاهزية اللازمة لحماية البلاد من أي تهديدات إرهابية دون الحاجة إلى وجود قوات أجنبية.

ورغم تراجع التصريحات الأمريكية التي كانت تشير إلى دفء العلاقات مع القوات العراقية، فإن الخلاف حول قضية الانسحاب لا يزال معقداً.

ففي حين يتطلع العراقيون إلى إنهاء الوجود الأجنبي، تتعامل واشنطن مع الملف بحذر، معتبرة أن انسحابها السريع قد يؤدي إلى فراغ أمني يمكن أن تستغله داعش أو تنظيمات إرهابية أخرى.

إلى جانب الخلاف حول داعش، يظهر تأثير الصراع الإقليمي على القرار العراقي. فالفصائل المدعومة من إيران تضغط بقوة لإخراج القوات الأمريكية من البلاد، بينما ينظر الأكراد إلى بقاء القوات الأمريكية كضمانة لحمايتهم من النفوذ الإيراني المتزايد.

على الجانب الآخر، تتجنب الحكومة العراقية التصعيد المباشر بين الولايات المتحدة وإيران، وتحاول الحفاظ على توازن دقيق بين القوى الإقليمية والدولية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الحکومة العراقیة الولایات المتحدة القوات الأمریکیة القوات العراقیة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تنصح رعاياها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتوخي الحذر

نصحت الولايات المتحدة الأمريكية رعاياها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتوخي الحذر نتيجة التوتر الإقليمي المتزايد.

وفي وقت لاحق من اليوم ، دعت السفارة الأمريكية في بغداد مواطنيها بعدم السفر إلى العراق .

فيما كشف مصدر أمني عراقي، اليوم الخميس، النقاب عن إخلاء أكثر من 700 أمريكي من العراق في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة.

وأكد مسؤول عراقي أن الشركات الأجنبية العاملة في البلاد لم تقم بسحب أي من موظفيها.

وقال المصدر لوكالة شفق نيوز، أن"عدد الموظفين والدبلوماسيين الذين تم إخلاؤهم من السفارة الأمريكية في بغداد يتجاوز الـ700 حتى فجر اليوم، وفقاً للمعلومات المتوافرة".

وأضاف المصدر " إن من تم إخلاؤهم ومعظمهم من الدبلوماسيين والموظفين والرعايا، وسط توقعات بخروج قيادات وشخصيات عسكرية أمريكية من العراق أيضاً".

وفي السياق ذاته، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول عراقي كبير، قوله إن شركات الطاقة الأجنبية تواصل عملياتها كالمعتاد، مضيفاً أن "وزارة النفط لم تتلق أي إخطار من المشغلين بشأن خفض أعداد الموظفين بأي شكل من الأشكال".


التصعيد الأمني بين الولايات المتحدة وإيران
يأتي ذلك على خلفية التصعيد الأمني بين الولايات المتحدة وإيران وتبادل التهديدات بتوجيه ضربات عسكرية بعدما لم تصل المفاوضات على الملف النووي الإيراني إلى اتفاق بين الطرفين.

وقررت واشنطن إخلاء دبلوماسييها وموظفيها من السفارة الأمريكية في بغداد وعدد من الدول الخليجية.

وذلك عقب تصريح لوزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده، هدد فيه بأن بلاده "ستضرب القواعد الأمريكية في المنطقة إذا اندلع صراع مع واشنطن على خلفية المحادثات النووية".

الولايات المتحدة تفرض قيودا على حركة موظفيها في إسرائيلتهديد عراقي خطير للولايات المتحدة الأمريكيةالصين: محادثات لندن التجارية أحرزت تقدما في حل الخلافات مع الولايات المتحدةمصادر: الولايات المتحدة تستعد لإخلاء سفارتها في العراق جزئيًامراسل القاهرة الإخبارية: الولايات المتحدة لا تستغنى عن البضائع الصينية لرخص أسعارها طباعة شارك الولايات المتحدة الأمريكية الشرق الأوسط شمال أفريقيا السفارة الأمريكية في بغداد العراق

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تنصح رعاياها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتوخي الحذر
  • التوتر الأمريكي-الإيراني يستنهض الاستعدادات الأمنية العراقية
  • القوات المسلحة العراقية: التقارير تشير إلى أنه لا وجود لأي تهديد للبعثات الدبلوماسية
  • داعش يستغل فوضى سوريا وبغداد تناشد الأميركيين بالتريث في الانسحاب من العراق
  • تهديد عراقي خطير للولايات المتحدة الأمريكية
  • مصادر: الولايات المتحدة تستعد لإخلاء سفارتها في العراق جزئيًا
  • واشنطن تجلي موظفين بالمنطقة بعد تهديد إيراني باستهداف قواعد أميركية
  • الولايات المتحدة تتأهب لإخلاء سفارتها في العراق
  • الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية: لا صحة لما ورد عن إخلاء السفارة الأمريكية في بغداد
  • الولايات المتحدة تحذر من اغتيال الرئيس الشرع