رحلة نضال فلسطيني.. شهادة مقاتل سابق في كتائب شهداء الأقصى
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
وقال الجوابرة -خلال شهادته في برنامج "يوميات مقاتل" الذي يبث على منصة "الجزيرة 360"- إنه ولد في مخيم العروب شمال الخليل، لأبوين من مواليد قرية عراق المنشية قضاء المجدل في عام 1986، وانتقل للعيش في محافظة بيت لحم عندما كان عمره 12 عاما، ومنذ سن مبكرة، بدأ الجوابرة بالتعود على أصوات إطلاق النار ورائحة الغاز المسيل للدموع، مما شكل وعيه السياسي المبكر.
وبشأن تجربته الأولى المباشرة مع جنود الاحتلال، أوضح أنها حدثت عندما كان عمره 7 سنوات، حيث تعرض للاعتقال بتهمة حمل كتاب يحتوي على علم فلسطين، ويصف الجوابرة هذه التجربة بأنها كانت "مخيفة" لطفل في ذلك العمر يواجه عنف الجنود المدججين بالسلاح، مما ترك أثرا عميقا في نفسه.
وفي طفولته داخل المخيم، كانت ألعاب الأطفال تحاكي الواقع المرير، حيث كانوا ينقسمون إلى فريقين: أحدهما يمثل جيش الاحتلال والآخر يمثل المقاومة والمتظاهرين، وغذت هذه الألعاب، إلى جانب تأثرهم بالشباب الأكبر سنا، فيهم روح النضال الوطني بشكل تلقائي، مما مهد الطريق لانخراط الجوابرة في العمل المقاوم لاحقا.
تجربة السجنوأكد الجوابرة أن خاله لعب دورا محوريا في تربيته وتنمية شعوره الوطني، حيث كان قدوته ومصدر الأمان له، موضحا أن اعتقال خاله واستشهاده شكل له صدمة كبيرة، وعمق إحساسه بالظلم وضرورة المقاومة.
وجاءت تجربة السجن لتشكل محطة مفصلية في حياة الجوابرة، ففي سجن الظهرية عام 1988، شهد استشهاد رفيقه إبراهيم المطور تحت التعذيب، وعززت هذه التجربة المؤلمة إصراره على المقاومة، إذ أدرك أن الأسير يبحث دائما عن وسائل للتعبير عن غضبه ومواجهة الاحتلال.
وقال الجوابرة إن انضمامه لكتائب شهداء الأقصى، جاء نتيجة طبيعية لنشأته في بيت يعشق النضال والحرية، مشيرا إلى أنه ورفاقه عاشوا خلال الانتفاضة الثانية وعملية "السور الواقي" الإسرائيلية، أياما صعبة، تخللتها عمليات مقاومة وخسائر فادحة.
وبحزن عميق، يؤكد الجوابرة أن استشهاد شقيقه عصام خلال حصار كنيسة المهد في بيت لحم عام 2002 من أكثر الأحداث التي تركت أثرا في نفسه، وروى كيف أن عصام رفض الخروج من الكنيسة للعلاج بعد إصابته، وحين خرج أخيرا، تعرض للتعذيب والقتل، مما يعكس وحشية الاحتلال وتصميم المقاومين على الصمود.
طريق الحريةوعن الحياة داخل السجون، أوضح أنها تجربة قاسية ومؤلمة "لأن الأسير يعيش في ظروف صعبة للغاية، محاطا بالأسلاك الشائكة والأبراج، في مساحة ضيقة"، ولكن رغم الشعور بالقهر والعذاب، يؤكد الجوابرة أن الأمل والإيمان بالقضية هما ما يساهمان في بقاء الأسرى صامدين.
ويختتم الجوابرة حديثه بالتأكيد على أهمية الاستمرار في النضال والمقاومة ضد الاحتلال، مشبها الشعب الفلسطيني بشجرة عمرها آلاف السنين، صمدت أمام كل العواصف ولم تستسلم، مؤكدا أن الفلسطينيين، رغم كل المعاناة، ما زالوا صامدين وباقين على أرضهم.
وبعد تجربته النضالية، يؤكد الجوابرة أهمية المشاركة في الحياة المدنية والسياسية، مشيرا إلى أن تجربته في الترشح للانتخابات المحلية بعد خروجه من السجن تعد رسالة بأن المناضلين قادرون أيضا على خدمة شعبهم في مجالات أخرى، مما يعكس تطور الفكر المقاوم وتكامله مع العمل السياسي والمدني.
ولمشاهدة الحلقة كاملة، يمكن متابعتها عبر هذا الرابط بمنصة "الجزيرة 360".
15/9/2024المزيد من نفس البرنامجفي الطريق إلى جنين.. هذا ما قالته شيرين أبو عاقلة في اللقاء الأخيرتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
إعلام فلسطيني: 5 شهداء وعدد من المصابين بقصف إسرائيلي على الكرامة شمال غزة
كشف الإعلام الفلسطيني عن ارتقاء 5 شهداء وعدد من الجرحى جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في نبأ عاجل.
أكدت حركة المقاومة الفلسطينية حمــــــاس علي تواصل العملياتُ التي تنفذها كتائب القسّام وسرايا القدس، واستهدافها النوعي لجنود الاحتلال بمختلف أشكال العمل البطولي، مشددة علي فشلَ العدوّ الصهيوني في كسر إرادة شعبنا ومقاومته التي تدافع عن الأطفال والمدنيين العزّل.
وقالت الحركة في بيان لها : إنّ عمليات التصدي البطولي التي يخوضها مجاهدو كتائب القسّام، في إطار سلسلة عمليات (حجارة داوود)، وآخرها تدمير ناقلة جند صهيونية عصر أمس جنوب مدينة خانيونس، وقتل من فيها من الجنود الإرهابيين، قاتلي الأطفال؛ تبرهن على قوّة وبأس مقاومتنا الباسلة، وامتلاكها زمام المبادرة، وإصرارها على تدفيع العدوّ ثمناً باهظاً لجرائمه الوحشية بحق أبناء شعبنا.