سلطنة عُمان تحتفي بذكرى المولد النبوي الشريف.. وفرق الإنشاد تصدح بالمدائح النبوية
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
الرستاق- خالد السيابي، عبري- ناصر العبري
احتفلت سلطنة عمان ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بذكرى المولد النبوي الشريف لعام 1446هـ على صاحبها أفضل الصلاة والسلام بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة، وذلك تحت رعاية سعادة المهندس مسعود بن سعيد الهاشمي محافظ جنوب الباطنة، بحضور سعادة أحمد بن صالح الراشدي وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وعدد من المكرمين وأصحاب السعادة والفضيلة، وجمع من المواطنين.
وتضمن الحفل تلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم، وقصيدة شعرية فصيحة بعنوان "ميلاد الحياة" للشاعر خميس بن سليمان المكدمي، وقصيدة شعرية نبطية بعنوان "ميلاد خير الرسل" للشاعر خميس بن جمعة المويتي، وأنشودة "إمام الأنبياء" في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم من أداء فرقة "ترانيم" الإنشادية.
وجُسِد خلال الحفل بتقنيات الذكاء الاصطناعي شخصية الربان السفير أحمد بن النعمان الكعبي، وشخصية الشيخ القاضي الأديب عيسى بن صالح الطائي، وشخصية سماحة الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري مفتي عام سلطنة عُمان السابق، من خلال استعراض الشخصيات المذكورة لكمال مكارم أخلاق المصطفى وجليل شمائله ورأفته ورحمته بالضعفاء وعطفه بأمته ورعايته لهم والعديد من الرسائل المستلهمة من ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
وعرض خلال الحفل فيلم مرئي بعنوان "مُحَمَّد" تضمن الرسالة المحمدية التي حملت للبشرية والعالم أجمع منهجا متكاملا يضمن للإنسان مكانته وللحياة كرامتها بمشاركة شخصيات مجتمعية مؤثرة كما أقيم خلال الحفل قراءة المولد "مدائح نبوية" في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم قراءة أحمد بن راشد الذيابي وعمَّار بن درويش الفوري.
ومن جهة ثانية، احتفلت إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة الداخلية، ممثلة بقسم الشؤون الإسلامية ومركز التعليم والإرشاد النسوي، بالتعاون مع فريق منح للأعمال الخيرية، بذكرى المولد النبوي الشريف من خلال حفل جماهيري أقيم في حديقة البلدية بولاية منح. وبدأ الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، تلاها عرض مرئي يبرز الأخلاق العظيمة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ومدى حب أمته له. كما ألقى الواعظ الديني محمد بن سعيد آل ثاني قصيدة شعرية في مدح الرسول الكريم، لاقت إعجاب الحضور.
وتضمن الحفل فقرات إنشادية نالت استحسان محبي النشيد، إضافة إلى مسابقات ترفيهية هادفة جمعت بين المعرفة والبهجة، مما أضفى جوًا من السعادة والمرح بين الحضور. وصاحبت الفعالية أركان متعددة حول المناسبة، نظمتها الكوادر النسوية الدينية التابعة لمركز التعليم والإرشاد النسوي. وتم تنظيم "طبق خيري" بالتنسيق مع فريق منح للأعمال الخيرية، في إطار تعزيز قيم المشاركة الاجتماعية والعمل الخيري.
وشهد الحفل حضورًا جماهيريًا كبيرًا، مما يعكس اهتمام المجتمع بهذه المناسبة العظيمة وحرصه على إحياء قيم المحبة والتسامح التي دعا إليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بذكرى "خراب الهيكل" غدًا.. اقتحامات غير مسبوقة ومحاولات إسرائيلية لفرض "السيادة" عليه
القدس المحتلة - خاص صفا في إطار مساعيها المتواصلة لتغيير الواقع الديني والتاريخي في المسجد الأقصى المبارك وفرض "سيادتها" الكاملة عليه، مستغلة الأعياد والمناسبات اليهودية، تبدأ "منظمات الهيكل" المزعوم تحضيراتها الممنهجة لتكثيف اعتداءاتها على المسجد خلال ما يسمى ذكرى "خراب الهيكل". وتُحضر المنظمات المتطرفة لاقتحامٍ واسع للمسجد الأقصى يوم غد الأحد، في الذكرى التوراتية المسماة "ذكرى خراب الهيكل"، مع تحضير مظلات في الساحة السفلية أمام مدخل جسر المقتحمين، تمهيدًا لاستقبال حشود المستوطنين خلال انتظارهم للاقتحام. وترى في هذه الذكرى "يومًا لتجديد العهد مع إزالة الأقصى من الوجود، وتأسيس الهيكل المزعوم، ولتحقيق قفزات عملية في سبيل ذلك، وتسعى خلاله إلى فرض أكبر عدد من المقتحمين في كل عام". وأطلقت منظمة "جبل الهيكل في أيدينا" دعوتها التحريضية برسم "للهيكل" وقد أقيم في مكان المسجد الأقصى بكامل مساحته، ومن حوله رسم لجنود الاحتلال مع عبارة تقول "النصر الكامل في جبل الهيكل لم يتحقق"، في تعبير واضح يعكس رؤية تلك المنظمات التي ترى في المسجد الأقصى جبهة مركزية من جبهات الحرب لا بد من تحقيق حسم كامل فيها أسوة بالاستراتيجية الصهيونية على كل الجبهات. وفي كل عام، تسعى" منظمات الهيكل" إلى كسر الرقم القياسي للمقتحمين في هذه المناسبة، وتحاول تكريسها كمناسبة عهد وتأكيد على إقامة "الهيكل" المزعوم، من خلال حشد أكبر رقمٍ من المقتحمين. وبمناسبة هذه الذكرى، تتصاعد اقتحامات واعتداءات المستوطنين المتطرفين بحق المسجد الأقصى، بما تتخلله من زيادة في أعداد المقتحمين وأداء طقوس وصلوات تلمودية علنية داخله، بحيث يرتدي المستوطنون "لباس الكهنة" أثناء الاقتحام، فضلًا عن "الانبطاح أرضًا، والسجود الملحمي". الأشد على الأقصى الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول إن "خراب الهيكل" يعد من أشد الأيام وأقساها على المسجد الأقصى، لما يتخلله من اقتحامات بأعداد غير مسبوقة، وانتهاكات واستفزازات متطرفة، تنتهك حرمة المسجد. ويوضح أبو دياب في حديث لوكالة "صفا"، أن الجماعات المتطرفة تستغل هذه الذكرى من أجل تغيير الواقع القائم في الأقصى وفرض وقائع تهويدية جديدة عليه. ويشير إلى أن كبار الحاخامات اليهود وغلاة المتطرفين وعرابي الاقتحامات عقدوا قبل يومين، مؤتمرًا للحشد والتحضير لاقتحامات الأقصى غدًا، معتبرين أنه "يجب حسم قضية الأقصى". وتشكل هذه الذكرى_ وفقًا لأبو دياب_ كابوسًا وخطرًا على الأقصى، وقد تكون نقطة تحول في التعامل معه، في ظل دعم حكومة الاحتلال ووزير الأمن المتطرف ايتمار بن غفير للجماعات المتطرفة وتبني أفكارها في فرض السيطرة على المسجد، واعتباره "معبدًا وليس مسجدًا". ويبين أن هذه الذكرى ستشهد أداء المستوطنين طقوس تلمودية وصلوات جماعية، وانتهاكات لحرمة الأقصى، فضلًا عن فرض إغلاقات وتشديدات على دخول الفلسطينيين للمسجد، ونصب الحواجز العسكرية في البلدة القديمة ومحيط الأقصى. واقع جديد ويلفت إلى أن شرطة الاحتلال مددت فترة الاقتحامات غدًا لغاية الساعة الثالثة عصرًا، لإعطاء المتطرفين مزيدًا من الوقت لاستباحة الأقصى وأداء طقوسهم التلمودية. ووفقًا للباحث المقدسي، فإن "المسجد الأقصى سيكون الطُعم الذي سيقدمه نتنياهو لغلاة المتطرفين من أجل بقاء ائتلافه الحكومي، ولكسب تعاطف اليمين الإسرائيلي في استمرار عدوانه على غزة وبقائه في الحكم". ويؤكد أن الفرصة اليوم باتت مواتية لتغيير الواقع في الأقصى، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتراخي العربي في نصرة القضية الفلسطينية، ولا سيما الأقصى. بدوره، قال المختص في شؤون القدس زياد إبحيص إن "منظمات الهيكل" ونشطاء "الصهيونية الدينية" يتطلعون اليوم، بعد أن بات المسجد الأقصى جبهة مركزية للحرب موازية للإبادة في غزة، وبعد تطور مسار تغيير هويته إلى حد فرض هوية يهودية موازية للهوية الإسلامية في الأقصى، وتجسيد هذه الهوية بوجودٍ دائم". وأكد أن الأقصى لم يعد يقف على أعتاب التهويد فحسب، بل بات ينتقل بين مراحله بكل أسف. وأضاف "أمام المنهجية التي ترى في الأعياد التوراتية مناسبات لتصعيد هذا العدوان والانتقال بين سقوفه، وأمام المكانة المركزية للأعياد القادمة، باعتبارها الأطول والأخيرة، فالمتوقع اليوم أن ترفع منظمات الهيكل سقوف الاعتداءات وفرض الوقائع الجديدة بدءًا من (ذكرى خراب الهيكل)، التي توافق يوم الأحد القادم، وصولًا إلى موسم الأعياد الأطول والأعتى والأكثر قسوة على الأقصى ما بين 23-9 وحتى 14-10-2025، وهو موسم العدوان الذي انطلق (طوفان الأقصى) في ختامه وكان ردًا مباشرًا عليه في 2023". ومنذ سنوات، تعمل "منظمات الهيكل" على تكريس مناسبة "خراب الهيكل" لكسر الرقم القياسي للمقتحمين، حيث وصل في عام 2022 إلى 2,200 مقتحم، وتكرر الرقم ذاته في عام 2023، قبل أن يصل العام الماضي، في ظل حرب الإبادة إلى نحو 3,000 مقتحم، وهو الاقتحام الأكبر في تاريخ المسجد الأقصى. ويرى أن هذا الحشد العددي مهمته استعراض ما وصل إليه الصهاينة من هيمنة على المسجد الأقصى ومن تغيير لهويته برفع الأعلام والغناء والرقص الجماعي، وبممارسة الطقوس وأبرزها الانبطاح أو "السجود الملحمي" الجماعي، علاوة على استعراض ملابس الكهنة والأدوات التوراتية في الأقصى. في المقابل، دعت هيئات ومؤسسات مقدسية، أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والداخل المحتل وسائر مناطق الضفة الغربية، إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى غدًا، للتصدي لاقتحامات المستوطنين. والخميس، حذّرت محافظة القدس من مخطط تصعيدي خطير دعت إليه ما تسمى "منظمات الهيكل" المتطرفة لاقتحام واسع النطاق للمسجد الأقصى يوم غد، بالتزامن مع ما يُسمى في الرواية التوراتية بـ "ذكرى خراب الهيكل". وقالت المحافظة في بيان: إن "هذه الدعوات ليست مجرد تحرك ديني معزول، بل هي جزء من مشروع استيطاني استعماري مدروس يهدف إلى تقويض الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى، وفرض السيادة الاحتلالية عليه بالقوة". وشددت على أن "جماعات الهيكل" تصرّ سنويًا على تنفيذ اقتحاماتها داخل المسجد، في تحدٍ مباشر لقدسية المكان. وأكدت أن الذكرى هذا العام تُعد من أخطر الأيام على المسجد الأقصى، إذ تخطط جماعات "الهيكل" لجعل يوم الثالث من آب/ أغسطس هو "يوم الاقتحام الأكبر"، في محاولة نوعية لكسر الخطوط الحمراء الدينية والقانونية، مستفيدة من الاصطفاف الحكومي الكامل خلف أجندتها المتطرفة.