الجديد برس:

كشف موقع أمريكي، عن اقتراب انتهاء عصر حاملات الطائرات، نتيجة للتطور التقني وتطور وسائل الحرب البحرية.

وكشف مقال على موقع “ناشيونال انترست“، للكاتب الأمريكي براندون جي ويتشر، على أبرز نقاط الضعف المتزايدة لحاملات الطائرات في الحروب الحديثة، وسلط الضوء على التكنولوجيا المتقدمة مثل الزوارق المسيرة تحت الماء، وغيرها من وسائل احرب الحديثة، التي تساهم بشكل كبير في التأكيد على قرب أزوف عصر حاملات الطائرات.

وبحسب ويتشر، فإنه في حين كانت حاملات الطائرات تشكل العمود الفقري للقوة الهجومية للبحرية الأمريكية لعقود من الزمن، فإن أساليب الهجوم الجديدة، مثل الطائرات بدون طيار وأنظمة الصواريخ المتطورة، تهدد بإغراق دفاعاتها، وبالإضافة إلى ذلك، فإن التقنيات الناشئة مثل الصواريخ الأسرع من الصوت مثيرة للقلق بشكل خاص لأنها يمكن أن تتحرك بشكل غير متوقع بسرعات عالية، مما يجعل من الصعب مواجهتها.

وأكد أن دور حاملة الطائرات أصبح عتيقًا في مواجهة هذه التهديدات، ما يشير إلى الحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجي لتجنب الخسائر المحتملة في الصراعات المستقبلة.

ورداً على سؤال، لماذا قد يكون عصر حاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية على وشك الانتهاء، يجيب ويتشر بأن السبب في ذلك يعود إلى أنها “ضخمة وبطيئة ويصعب مناورتها في المعارك، كما يسهل تعقبها نسبيًا.

وبحسب الكاتب، فإنه من المثير للاهتمام أن البحرية الأمريكية وحلفائها مضطرون الآن إلى مواجهة آفة الزوارق المسيرة، والتي تفيد التقارير أن الحوثيين المتمركزين في اليمن ينشروه هذه الأنظمة غير المأهولة ضد الشحن في تلك المنطقة.

وبحسب  أغلب الخبراء البحريين، فإن هذه المركبات غير المأهولة “يصعب اكتشافها ومواجهتها” بالنسبة للسفن السطحية. وبالتالي، ارتفع مستوى التهديد الذي تواجهه حاملات الطائرات الأمريكية. ومن المؤكد أن حاملات الطائرات تميل إلى السفر في مجموعات حاملات طائرات مسلحة بشكل جيد. كما أن اختراق هياكل حاملات الطائرات أمر بالغ الصعوبة.

وعلى الرغم من التهديد الفريد الذي تشكله الزوارق المسيرة، وصعوبة اكتشافها واعتراضها، فإن التهديد للعمليات الآمنة لحاملات الطائرات في منطقة متنازع عليها هو تهديد حقيقي.

ويضيف أن هذا التهديد واضح في المناطق الجغرافية الضيقة التي تقع تحت مسؤوليتها، مثل البحر الأحمر، ومضيق هرمز، أو حتى مضيق تايوان. ومهما كان ما قد يقوله مهندسو البحرية عن قدرة حاملة الطائرات على الصمود، فإن أي قائد لن يرغب في اختبار هذه الادعاءات في العالم الحقيقي.

واشار إلى أن الطائرات المسيرة كانت ملازمة لهم لفترة أطول بكثير من الزوارق المسيرة، إلا أنه مع ذلك، فإن التهديد الذي تشكله للسفن الأمريكية المسطحة يشبه التهديد الذي تشكله المركبات الجوية غير المأهولة. في الواقع، من المحتمل أن يتم نشر المركبات الجوية غير المأهولة والمركبات الجوية غير المأهولة بالترادف لمهاجمة حاملة طائرات مستهدفة، وضربها من تحت البحر ومن فوقها في وقت واحد – ومن المرجح أن تغمر الدفاعات المتطورة لحاملة الطائرات المستهدفة (وكذلك مجموعة القتال الخاصة بها).

وتابع: بالعودة إلى الشرق الأوسط مرة أخرى، ففي أعقاب هجمات حركة حماس في الـ7 من أكتوبر، اتخذت الولايات المتحدة خطوة غير مسبوقة بنشر حاملتي طائرات في المنطقة. الأولى، وهي حاملة الطائرات الجديدة من فئة فورد، يو إس إس جيرالد آر فورد، توجهت إلى شرق البحر الأبيض المتوسط. أما الحاملة الأخرى، وهي حاملة الطائرات الأقدم من فئة نيميتز، يو إس إس دوايت دي أيزنهاور، فقد توجهت إلى الخليج العربي.

كانت حاملة الطائرات تلك، التي كانت تعمل في المياه الدولية القريبة من الأراضي الإيرانية، قد تعرضت لتحليق طائرة عسكرية إيرانية بدون طيار. والآن، أصبحت الطائرات بدون طيار الإيرانية (التي تم نسخ تصميمها من طائرات عسكرية أمريكية بدون طيار تم الاستيلاء عليها قبل سنوات) معقدة للغاية.

وعلى الرغم من مزاعم مصادر رسمية في البحرية الأمريكية بعدم تعرض حاملة الطائرات للخطر، يقول الكاتب، كان هناك تهديد حقيقي لسلامة حاملة الطائرات. فقد اقتربت الطائرة الإيرانية بدون طيار لمسافة 1500 ياردة من حاملة الطائرات. وقد دفع هذا  القيادة المركزية الأمريكية إلى توجيه توبيخ علني لإيران. ومن المرجح أن تتمكن حاملة الطائرات من التعامل مع طائرة بدون طيار واحدة، السؤال هو كيف ستتعامل مع سرب منها؟

إن التهديد الذي تشكله الطائرات بدون طيار، مثل التهديد الذي تشكله الزوارق المسيرة، خطير للغاية ولا يمكن تجاهله (وهذا هو السبب الذي يجعل البحرية تواصل التقليل من أهمية التهديد في العلن. ولكن أعداء أميركا بدأوا يدركون هذا الأمر).

وبحسب ويتشر، فإن الأمر لا يتعلق بإغراق، حاملة طائرات فحسب. ربما يكون المهندسون على حق: سيكون من الصعب للغاية إغراق حاملة الطائرات – وخاصة من الأسفل. إلا أن أكبر تهديد لحاملات الطائرات للجيش أو الدولة المنافسة هو سطح الطيران الخاص بها، فالقدرة على نشر عدد هائل من الطائرات الحربية القوية، وجعل تلك الطائرات الحربية تعود إلى حاملة الطائرات، ثم تكرر ذلك حسب الحاجة. هذا هو الشيء الذي يبقي الدول المعادية مستيقظة في الليل عندما تقلق بشأن احتمال عمل حاملات الطائرات الأمريكية بالقرب من شواطئها.

لقد طورت الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية ما يعرف بقدرات  منع الوصول/منع دخول المنطقة (A2/AD) المصممة خصيصاً لإحباط التهديد الذي تشكله حاملات الطائرات الأمريكية. وقد قادت الصين هذه الدول الأربع في السعي إلى جعل أسطول حاملات الطائرات الأمريكية عتيقاً فعلياً. تمتلك الصين نسختين من منصات الصواريخ التي يطلقون عليها  “قاتلة حاملات الطائرات”، وهي دونج فينج 21 دي (DF-21D)، والتي يبلغ مداها حوالي 1000 ميل. تم نشر نظام ثانٍ أكثر تقدمًا يُعرف باسم دونج  فينج 26 بي (DF-26B)،  بمدى 2600 ميل. من المرجح أن يتم تدمير قمرة القيادة الخاصة بأي حاملة طائرات في نطاق هذا النظام – مما يعني أنها ستكون غير فعالة في القتال.

وتمتلك الصين ما يكفي من هذه الأنظمة المنشورة للقيام بهذا على العديد من القمم المسطحة في الولايات المتحدة.

ويعتقد أن الصاروخ DF-26B يمتلك “باحثًا طرفيًا نشطًا” يسمح للصاروخ بعيد المدى بتتبع هدف متحرك في الوقت الفعلي ومواكبة هذا الهدف. لذا، بالنسبة لكل أولئك الذين يحبون الادعاء بأن حاملة الطائرات غير قابلة للتدمير بسبب قدرتها على الإبحار بسرعة 35 ميلاً في الساعة، فلا تبالغوا، وفق الكاتب.

وعلاوة على ذلك، طورت الصين قدرات مراقبة متطورة لتتبع السفن الحربية الأمريكية، بدءاً من البالونات العائمة بشكل دائم حول أماكن مثل بحر الصين الجنوبي والتي تم تركيب أجهزة استشعار متطورة من إنتاج شركة هواوي عليها. ويتم تخفيف هذه المستشعرات لتتبع آثار كل السفن العاملة في البحر، ومن ثم يمكن لمحللي الاستخبارات الصينية تحديد ما إذا كانت الآثار صادرة عن سفينة حربية أمريكية أم لا.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: حاملات الطائرات الأمریکیة التهدید الذی تشکله الزوارق المسیرة حاملة الطائرات غیر المأهولة طائرات فی بدون طیار

إقرأ أيضاً:

من التهديد إلى العروض ثم الاستجداء.. الحوثي يتخبط لاستعادة نشاط مطار صنعاء

كشفت الحوادث الأخيرة لضبط قيادات موالية لمليشيا الحوثي في المنافذ التابعة للحكومة الشرعية، حجم المأزق الذي تعاني منه المليشيا مع استمرار إغلاق المنفذ الجوي الوحيد لها، والمتمثل بمطار صنعاء.

وللشهر الثاني على التوالي، لا يزال المطار متوقفاً عن العمل، بعد تدمير الغارات الإسرائيلية أواخر مايو الماضي للطائرة المدنية الأخيرة، التي كانت تحت إدارة شركة "اليمنية" التابعة للمليشيا في صنعاء.

وعقب دقائق من الغارات، ومن داخل المطار، أطلق رئيس المجلس السياسي للمليشيا، مهدي المشاط، تصريحاً لافتاً لتأكيد قدرة المليشيا على استعادة نشاط المطار، بالقول إن "الرجال ستأتي بالطائرات".

هذه العبارة تبين لاحقاً أنها كانت تهديداً مبطناً بالقوة، وتكراراً لما مارسته مليشيا الحوثي أثناء أزمة بقاء الطائرة الأخيرة في الأردن، بعد أن نجت من قصف إسرائيلي على مطار صنعاء في الـ6 من مايو الماضي، قبل أن يتم تدميرها في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على المطار في الـ28 من ذات الشهر.

فعقب يومين من تدميرها، كشف رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، في لقاء تلفزيوني، أن الحكومة الشرعية اضطرت لإرجاع الطائرات من الأردن إلى مطار صنعاء، بعد أن هددت مليشيا الحوثي الإرهابية بقصف مطار عدن وباقي المطارات في المناطق المحررة إذا لم تُعد.

وسبق ذلك، ما كشفته تقارير صحفية وبيانات لمواقع تتبع حركة الطائرات، عن محاولة فاشلة قامت بها إدارة "اليمنية" في صنعاء لاختطاف طائرة تابعة لإدارة الشركة الشرعية في عدن، وقعت في الـ12 من مايو.

الطائرة التي كانت قادمة من مطار الملكة علياء الدولي في الأردن إلى مطار عدن الدولي، كشفت منصات تتبع حركة الطائرات عملية التلاعب ببيانات الرحلة، وإظهار أن وجهتها هي مطار صنعاء، وليس مطار عدن، قبل أن يتم تصحيح الأمر.

فشل التهديدات والمحاولات الحوثية، دفع المليشيا إلى استخدام أسلوب آخر، هو محاولة عقد صفقة مع الحكومة، من خلال تسريبات عبر وسائل إعلام خارجية، يحقق للمليشيا هدفها بالحصول على طائرة ركاب مدنية تُعيد بها نشاط مطار صنعاء الخاضع لسيطرتها.

(الحوثي يغازل الشرعية بتصدير النفط مقابل عودة نشاط مطار صنعاء)

التسريبات زعمت أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة في اليمن، هانس غروندبرغ، حمل في زيارته الأخيرة إلى عدن ملامح لصفقة بين الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي، تتضمن إعادة تصدير النفط من قبل الحكومة، مقابل تأمين طائرة جديدة لإدارة شركة "اليمنية" في صنعاء.

ومع عدم وجود أي تأكيد أو نفي من جانب المبعوث والحكومة لهذه المزاعم، إلا أن المؤشرات الصادرة عن المليشيا توحي بعدم نجاح الأمر، وتجلى ذلك في مضامين البيان الصادر باسم نقابة عمال وموظفي شركة الخطوط الجوية اليمنية.

البيان، الذي غلبت عليه مضامين الخطاب العاطفي والمناشدة والاستجداء، بالحديث عن وضع الانقسام داخل الشركة وتأثير ذلك على الموظفين وعلى الشعب اليمني، دعا إلى تحييد الشركة عن "الصراع السياسي".

ورغم أن البيان تحدث عن وجود "طرف لا يريد استقرار الشركة لأهداف شخصية"، رفض تحديد مسؤولية الطرف الذي تسبب في الانقسام الذي تعاني منه الشركة، واكتفى بالحديث عن "التدخلات السياسية التدميرية، سواء في عدن أو في صنعاء".

أهم ما حمله البيان النقابي كان الدعوة إلى "تشكيل لجنة تحقيق محايدة للنظر في ملابسات الانقسام"، ومناشدة "كل المعنيين للضغط على كافة الأطراف، والتدخل العاجل لإعادة توحيد إدارة الشركة، وتغيير المتسببين في هذا الانقسام".

الدعوة إلى توحيد إدارة "اليمنية"، والتي تقف خلفها مليشيا الحوثي، تعكس حجم التخبط واليأس الذي يعتريها جراء فشلها في حل مأزق إغلاق مطار صنعاء، والصعوبة التي تواجهها في هذا الملف، باعتبارها سلطة أمر واقع غير معترف بها دولياً، ما يربط أي حلول للملف بتفاهمات سياسية مع الشرعية والتحالف.

مقالات مشابهة

  • هل ينتقل ميسي إلى الهلال أم الأهلي؟ تقرير يكشف السيناريو الأقرب
  • المركز الإحصائي الخليجي يكشف عن عدد سكان دول مجلس التعاون نهاية 2024
  • من التهديد إلى العروض ثم الاستجداء.. الحوثي يتخبط لاستعادة نشاط مطار صنعاء
  • بـ6 أسابيع.. تقرير يكشف عدد القتلى الفلسطينيين خلال محاولة أخذ مساعدات في غزة
  • صاروخ متطور يضرب لبنان.. تقريرٌ إسرائيلي يكشف عنه!
  • في ذكرى رحيله.. عمر الشريف النجم الذي عبر حدود السينما إلى قلوب العالم (تقرير)
  • الاحتلال يقتل الجائعين في غزة.. تقرير أممي يكشف فصلاً من الإبادة
  • تقرير يكشف طرد إيران لنحو نصف مليون أفغاني خلال 16 يوما منذ الصراع مع إسرائيل
  • قفزة مفاجئة في أسعار النفط مع تصاعد التهديدات الأمريكية على إمدادات روسيا
  • عاجل| مسؤول أميركي: تفاهمنا مع الحوثيين بشأن حرية الملاحة لا يزال قائما