نتنياهو يهرب إلى الأمام.. إسرائيل تطبق استراتيجية "الرقص على حبال التوترات العسكرية" في المواجهة مع حزب الله
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
◄ الاحتلال يصعّد عملياته العسكرية ضد حزب الله دون الدخول في حرب كبرى
◄ نتنياهو يبحث عن إنجاز عسكري يُمكن تصديره للمجتمع الإسرائيلي
◄ حكومة الاحتلال تسعى للقضاء على صورة الفشل التي تلازمها بمزيد من الدمار في المنطقة
◄ "الكابينيت" يضيف هدف عودة سكان شمال إسرائيل ضمن الأهداف العسكرية
◄ إسرائيل تسعى لتطبيق سياسة "مدينة الأشباح" في جنوب لبنان كما حدث في غزة
◄ "وول ستريت جورنال": إسرائيل تجاوزت النمط المألوف في المواجهات مع حزب الله
◄ زياد: يتوهّم الاحتلال أن عملياته ضد حزب الله سترجع سكان الشمال إلى مساكنهم
◄ محللون: على المقاومة خلق انعطافة حادة في سياقات التصعيد لتغيير معادلات الردع
الرؤية- غرفة الأخبار
يُحاول رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهرب من صورة الفشل التي تلاحقه بسبب الإخفاق الكبير في السابع من أكتوبر الماضي، والفشل في تحقيق أهداف الحرب في غزة بالقضاء على المقاومة أو استعادة الأسرى لدى الفصائل الفلسطينية، وذلك بفتح جبهة حرب جديدة من لبنان ينفذ من خلالها عمليات عسكرية تجعله ينسب لنفسه بعض الإنجازات.
وهذه المحاولات المستميتة من قبل نتنياهو هدفها تحقيق أهدافه الشخصية والسياسية بالبقاء في منصبه كرئيس للحكومة، إلى جانب البحث عن أي إنجازات يُمكن تصديرها للمجتمع الإسرائيلي الذي بات يرى أن تحقيق آماله ومطالبه لن يكون مع حكومة نتنياهو.
وفي ظل التصعيدات التي شهدتها الجبهة الشمالية مع لبنان، بتفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية واستهداف قيادات عسكرية كبيرة في حزب الله، يؤكد المحللون أن نتنياهو يرقص على حبال التوترات العسكرية لإطالة أمد الحرب في غزة وفي لبنان.
وتحاول الحكومة الإسرائيلية تطبيق السيناريو الذي حدث في غزة مع جنوب لبنان، من خلال مواصلة العمليات العسكرية بشكل متصاعد دون الانجرار إلى حرب كبرى، إذ يعمل جيش الاحتلال على اغتيال قيادات المقاومة في لبنان وتدمير أجزاء كبيرة من الجنوب اللبناني وتحويلها إلى منطقة غير قابلة للحياة كما حدث في غزة.
ولقد قام الكابينيت الإسرائيلي بتحديث قائمة أهدافه العسكرية، فأضاف إلى القضاء على حركة حماس وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، عودة أكثر من 60 ألف إسرائيلي، تم إجلاؤهم من المناطق الشمالية منذ خريف العام الماضي وسط هجمات حزب الله المتكررة، إلى منازلهم.
ولقد كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إسرائيل تعمل على وضع إستراتيجية جديدة تحول دون اندلاع حرب أوسع نطاقًا مع حزب الله اللبناني.
وقالت إن إسرائيل ستوضح لحزب الله حجم الضرر الذي سيلحق به إذا استمر في إطلاق الصواريخ على شمال دولة الاحتلال.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل بإقدامها على تفجير أجهزة النداء الآلي (البيجر) لحزب الله، تكون قد تجاوزت النمط المألوف في المواجهات معه.
محلل فلسطيني: استراتيجية الاحتلال تجاه لبنان تقضي برفع وتيرة الضربات الاستخباراتية الثقيلة ويقول المحلل الفلسطيني، سعيد زياد، إن استراتيجية الاحتلال الجديدة تجاه لبنان تقضي برفع وتيرة الضربات الاستخبارية الثقيلة، بقصد التسبب بنُدب عميقة في الروح المعنوية للمقاومة هناك، وإصابتها بقلق جذري حول كل شيء تمتلكه من تكتيكات وبنى تحتية وشبكة اتصال ومنظومات قيادة وسيطرة.
وأضاف في منشور على منصة "إكس": "يظن العدو أن هذه الاستراتيجية ومناورة برية محدودة محتملة من شأنها أن تكفّ يد حزب الله عن إسناد غزة، وبالتالي تصبح عودة مستوطني الشمال إلى بيوتهم ممكنة، والمهمة في غزة تصبح أسهل قليلا".
وأشار زياد إلى أنَّ "من يتبع هذه الاستراتيجية لا يُريد حرباً شاملة ولا مفاجأة على لبنان، ويظن في نفسه عدم القدرة عليها وعدم الاستعداد لها، ومن هنا يجب أن يكون مكمن التهديد، ومنطلق رد المقاومة القادم".
وتابع قائلاً: "الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة مفادها أن حزب الله لن يذهب للحرب، ولن يستهدف مدن المركز، وسيحسب حساب قصف تل أبيب ألف مرة، وهذه الفرضية مبنية على أساس طبيعة الردود السابقة للمقاومة في لبنان، وعلى قواعد الاشتباك الصارمة التي ألزمت نفسها بها رغم ضربات العدو الثقيلة عليها، وعلى أغلال الحاضنة الشعبية اللبنانية وحساباتها المُعقدة، ومع ذلك ما يجب أن يكون هو كسر عنيف لهذه الحسابات، وخلق انعطافة حادة في سياقات التصعيد (حتى ولو بشكل مؤقت) بغية إرسال رسالة للعدو مفادها: لا نخشى الحرب، ونحن مستعدون لها أكثر منك".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
هل ستدخل إسرائيل إلى لبنان؟ تقريرٌ من تل أبيب يُعلن
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنه "بعد مرور عام على وقف إطلاق النار في لبنان، فإنّ إسرائيل لا تزال بعيدة عن نزع سلاح حزب الله".التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" يقول إن "التوترات تتصاعد بين إسرائيل وحزب الله بعد عام من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، والذي كان من المفترض أن ينهي الصراع مع الجماعة"، وأضاف: "بدأ حزب الله صراعاً مع إسرائيل في تشرين الأول 2023 بعد هجوم شنته حماس على إسرائيل. وفي أيلول 2024، شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات المتصاعدة على قيادة حزب الله ومستودعات أسلحته، وشمل ذلك في النهاية توغلاً برياً محدوداً داخل لبنان، مُكبداً حزب الله خسائر فادحة".
وأكمل: "منذ بدء وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، طرأت تطورات كثيرة، واختار لبنان رئيس وزراء ورئيساً جديداً، تعهدا كلاهما بنزع سلاح حزب الله، لكنهما لم يكونا مستعدين لمواجهة الجماعة فعلياً، كما أنهما لم يتحديا حزب الله بشكل مباشر، بل يتحدثان بشكل عام عن سيطرة الدولة اللبنانية على السلاح".
يقولُ التقرير إنَّ "حزب الله ما زال هدفاً لإسرائيل"، وتابع: "من الأمثلة الواضحة على مدى تزايد تواجد حزب الله في مرمى نيران إسرائيل، الغارات الجوية الدقيقة التي تشنها إسرائيل ضده بشكل يومي تقريباً".
وأشار التقرير إلى منشور كتبهُ المقدم نداف شوشاني، المتحدث الدولي باسم الجيش الإسرائيلي، إذ قال: "قبل عام، دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ. بموجب هذا الاتفاق، كان من المفترض أن ينزع حزب الله سلاحه بالكامل ويفكك بنيته التحتية الإرهابية والعسكرية، لكنه لم يفعل أيًا منهما. بدلاً من ذلك، أمضى حزب الله هذا العام في إعادة بناء وتسليح قواته بدعم من النظام الإيراني. وما دام حزب الله يُشكل تهديداً لإسرائيل، فسنواصل بذل كل ما يلزم للدفاع عن أنفسنا".
التقرير يقول إنَّ "بيروت تتعرضُ لضغوط إسرائيلية لنزع سلاح حزب الله"، مشيراً إلى أنَّ "الولايات المتحدة أيضاً تريد نزع سلاح حزب الله"، وتابع: "ليس من الواضح كيف سيتم ذلك، أو ما هو تعريف نزع السلاح تحديداً.. هل يقتصر الأمر على أسلحة حزب الله الثقيلة، أم يشمل أيضاً بنادق الكلاشنكوف؟".
في المقابل، تقول صحيفة "يسرائيل هيوم" نقلاً عن مصادر دبلوماسية قولها إنَّ "إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حددت مهلة للبنان لنزع سلاح حزب الله"، محذرة من أن عدم التحرك سيجعل صراعاً عسكرياً جديداً أمراً لا مفر منه.
وتضيف "يسرائيل هيوم" في تقرير ترجمهُ "لبنان24" أنه "بعد مرور عام على الاتفاق مع حزب الله ، بات واضحاً أن وقف إطلاق النار كان مُصمماً منذ البداية ليكون أحادي الجانب"، وأضاف: "هذا يعني أنَّ حزب الله ممنوع من إطلاق رصاصة واحدة. مع ذلك، يُسمح لإسرائيل بموجب بنود الاتفاق بإحباط التهديدات التي تُشكلها".
وتابع: "إن كان لدى أحد شك، فإن اغتيال رئيس الأركان الثالث لحزب الله، هيثم علي طباطبائي، يوم الأحد 23 تشرين الثاني 2025، كان بمثابة تذكير بقواعد اللعبة، في حين أن "حزب الله محاصر دبلوماسياً وعسكرياً".
يقول التقرير إن إسرائيل كانت أمام خيارين العام الماضي، إما الموافقة على الصفقة التي عرضها المبعوث الأميركي السابق آموس هوكشتاين أو احتلال لبنان احتلالًا كاملًا، وأضاف: "كان الاحتلال، ولا يزال، هو السبيل العسكري الوحيد للقضاء على حزب الله، لكن هذا الخيار اليوم لم يعد ذا جدوى حقيقية، إذ لن تتولى إسرائيل إدارة لبنان".
وأكمل: "كان قرار إغلاق الجبهة اللبنانية صائباً في حينها، وفي المرحلة الحالية لم تنتهِ المشاكل، إذ يعمل حزب الله جاهداً على إعادة تسليح نفسه، فيما يبذل سلاح الجو الإسرائيلي جهوداً حثيثة في لبنان. وكما تعلمنا درساً قاسياً في غزة، من الجو، يُمكن تأخير الأعداء، لكن لا يُمكن القضاء عليهم. لا يُمكن القضاء عليهم تماماً إلا باحتلال بري شامل، وهو أمر لا يُثير اهتمام الرأي العام الإسرائيلي حالياً".
ووفقًا لمسؤولين دبلوماسيين مطلعين، حددت إدارة ترامب 31 كانون الأول من هذا العام موعداً نهائياً للحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، وفي حال عدم امتثال لبنان، يتحمل مسؤولية الانتهاك.
وختم التقرير: "من الدروس الأساسية المستفادة من 7 تشرين الأول عدم السماح للعدو بتعزيز قوته عبر الحدود، ويشير الوضع الراهن إلى أنه لن يكون هناك خيار سوى تطبيق هذا الدرس قريباً". المصدر: ترجمة "لبنان 24" مواضيع ذات صلة "عملات إسرائيلية" تدخل غزّة.. تقريرٌ من تل أبيب يكشف Lebanon 24 "عملات إسرائيلية" تدخل غزّة.. تقريرٌ من تل أبيب يكشف