هاريس تطلق حافلة في جولة لدعم الحق في الإجهاض
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
انطلقت حافلة زرقاء اللون في حملة لدعم الحق في الإجهاض تستهدف حشد الدعم لمرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية كاملا هاريس من ناخبين لا تستطيع التجمعات الانتخابية الكبيرة الوصول لهم.
والتف حشد كبير للاستماع إلى الأمريكية هادلي دوفال، وهي ناشطة في الدفاع عن الحق في الإجهاض ومؤيدة لهاريس، بينما تروي كيف اضطرت للإجهاض بعد التعرض للاغتصاب في عمر 12 عاماً وأشارت إلى أن قوانين جديدة في ولاية كنتاكي مسقط رأسها كانت ستمنعها من ذلك.
ورفعت الناخبة أليدا غارسيا (53 عاماً) لافتة لحملة هاريس باللغة الإسبانية بينما تأثرت بقصة دوفال، وإلى جانبها ابنها براندون رودريجيث (18 عاماً) الذي لم يحسم أمره بعد كناخب للمرة الأولى بشأن من سيحصل على صوته.
???????? Meanwhile in America
Mobile Abortion Bus rocks up outside Kamala Harris & The Democrats Convention
The Left don’t even try to hide the fact they’re all part of one big ideological death cult now.
Seriously - a bus at a Political event to abort babies - over 20 so far.… pic.twitter.com/dz0ucGL19M
وتابعت رويترز جولة الحافلة لمدة يومين في ولاية بنسلفانيا. وأيّد معظم من احتشدوا حول الحافلة هاريس، بينما ينتظر قليلون مثل رودريغيث لسماع المزيد عنها. ويشكل الناخبون من أمثال هذا الشاب مجموعة صغيرة قد تؤثر على نتيجة الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني).
ويرى الديمقراطيون أن حقوق الإجهاض قضية شعبية يمكن أن تستخدمها هاريس للتفوق على مرشح الحزب الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي عين خلال ولايته الرئاسية سابقاً 3 قضاة في المحكمة العليا ساعدوا في عام 2022 في إلغاء حكم صادر عام 1973 بتشريع الإجهاض في أنحاء البلاد.
وأظهر استطلاع لرويترز ومؤسسة إبسوس في الفترة من 21 إلى 28 أغسطس (آب) أن أغلبية الناخبين، بما في ذلك 34% من الجمهوريين، يريدون من الرئيس القادم حماية أو زيادة فرص الحصول على حق الإجهاض.
وستتوقف الحافلة على الأقل 50 مرة. وستتوجه إلى جميع الولايات السبع المتأرجحة التي من المتوقع أن تحسم نتيجة الانتخابات. وتهدف إلى الوصول إلى الناخبين في البلدات الصغيرة والأحياء التي لن تصل إليها التجمعات الكبيرة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية هاريس الديمقراطيون أغلبية الناخبين جميع الولايات هاريس الانتخابات الرئاسية الأمريكية
إقرأ أيضاً:
قتل الشاهد.. الجريمة التي تُضاعف جريمة الحرب
تتجاوز خسارة العالم للصحفي في ساحة القتال خسارة غيره؛ إنها خسارة العين التي ترى، والأذن التي تسمع، واللسان الذي ينطق بالحقيقة. وفي غزة حيث تتقاطع حرب الإبادة الهمجية التي تمعن فيها إسرائيل على مرأى ومسمع العالم أجمع مع حرب السردية يصبح استهداف الصحفيين أخطر بكثير من مجرد انتهاك فردي، أو حتى من انتهاك المدنيين. إنه بمثابة إعلان متعمد بأن الرواية الوحيدة المسموح لها بالبقاء هي رواية القاتل.
كان استهداف الصحفي أنس الشريف أمس -وهو أحد آخر المراسلين الذين بقوا في شمال القطاع- حلقة جديدة في سلسلة اغتيالات تستهدف أولئك الذين يملكون القدرة على نقل الصورة الكاملة لما يحدث في غزة. ولا أحد لديه أدنى شك أن استهداف الصحفيين في غزة يأتي في سياق متعمد لقتل الرواية ذاتها، وحجب الحقائق عن الوعي العالمي.
والصحفي في الحرب هو الشاهد الذي يربط بين الحدث وسياقه، بين الصورة والمعنى الذي تشكله في الحرب خاصة وأن الصحفي يتحول هنا إلى «حارس الذاكرة» الذي يحاول أو يسعى ليمنع المأساة من أن تتحول إلى مجرد رقم في تقارير الأمم المتحدة. ولهذا؛ فإن استهدافه هو عملية مزدوجة هدفها إسكات صوت الضحية، وتحرير القاتل من ضغط الاعتراف بما ارتكب.
ما يجري في غزة اليوم يكشف عن ميدان آخر للصراع هو ميدان السيطرة على السرد؛ فالحصار لا يقتصر على الغذاء والدواء، بل يمتد إلى المعلومات التي تسهم في إدانة المحتل، وبمنع الصحافة الأجنبية، وإسكات الصحفيين المحليين يجري خلق فراغ معلوماتي يملؤه الطرف الأقوى بروايته وحدها. وفي هذا الفراغ تتحول الأكاذيب إلى ما يمكن أن تكون حقائق، وتصبح الحرب بلا شهود، وبالتالي بلا ذاكرة.
وخطر هذا الأمر يتجاوز غزة؛ فهو نمط يهدد جوهر النظام الدولي نفسه؛ لأنه يضرب أحد أعمدته: الحق في المعرفة. حين يُقتل الصحفيون بلا مساءلة تتحول «حرية الصحافة» من مبدأ عالمي إلى شعار فارغ، ويصبح الحق في الحقيقة ترفًا مشروطًا بقبول القوى الكبرى له. وحين يقبل العالم هذه السابقة فإنه يفتح الباب أمام جميع الأنظمة الاستبدادية لاستخدام القمع نفسه بذريعة «الضرورة الأمنية».
لا يمكن أن ينظر للصحافة في أوقات الحرب إلى أنها مهنة نقل المعلومة فقط؛ فهي تقوم بأعمال أكبر بكثير في ساحة القتال تمثل في مخاطبة الضمير الإنساني؛ ليستيقظ ويقوم بدوره في وقف المجازر، وهذا فعل مقاومة حضارية ضد المحو والتشويه. وإذا كان التاريخ سيحاكم الجناة فإنه سيحتفظ أيضًا بأسماء من حاولوا إسكات الشهود؛ لأن جريمة إسكات الكلمة لا تقل فداحة عن جريمة قتل الإنسان.
في النهاية؛ الحرب قد تنتهي، لكن آثارها تبقى. وما سيبقى أكثر من الخراب المادي هو الخراب المعنوي الناتج عن غياب الشهود. وحين يغيب الشاهد تصبح الحقيقة أسيرة القوي، والتاريخ ملكًا للمنتصر، بينما تُدفن العدالة تحت ركام الأكاذيب. ولهذا؛ فإن الدفاع عن الصحفيين في غزة هو دفاع عن الحق في التاريخ، وعن آخر ما تبقى للبشرية من ضمانات ضد النسيان.