الجزيرة:
2025-08-12@01:08:25 GMT

ثنائية الأوبئة والحرب تحصد أرواح سكان الخرطوم

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

ثنائية الأوبئة والحرب تحصد أرواح سكان الخرطوم

الخرطوم- كشفت مصادر في غرف الطوارئ الحكومية بالخرطوم عن تردي الوضع الصحي في الولاية، لا سيما المناطق التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع، مع انتشار أنواع مختلفة من الحُمى والأوبئة، وارتفاع عدد الوفيات بمعدل 8-20 حالة وفاة أسبوعيا.

وقال مصدر في غرفة طوارئ البراري للجزيرة نت إن متوسط الوفيات خلال الأسبوع داخل منطقة بري يتجاوز 20 شخصا، نتيجة الإصابة بأمراض مختلفة تشمل جميع من في المنطقة، حيث تنتشر أنواع من "الحُمّيات".

ووصف المصدر في الغرفة -رفض الكشف عن هويته- الوضع الصحي بـ"الكارثي"، في ظل انتشار كثير من الأمراض الباطنية التي لم يتم تشخيصها لعدم توفر المعدات اللازمة، مشيرا إلى توقف المستشفيات والمراكز الصحية بمنطقة بري، وغياب الكادر الطبي.

من جهته، كشف مصدر آخر، في غرفة طوارئ الجريف، عن وفاة أكثر من 50 مريضا بالحُمّيات منذ السادس من سبتمبر/أيلول وحتى 18 منه، مع معدلات إصابة تجاوزت 25% من سكان المنطقة.

وتنتشر الحُمّيات غير المشخّصة نتيجة غياب المراكز الصحية والفحوصات المخبرية، مع ظهور حالات مؤكدة لحمى الضنك والتيفوئيد، في ظل ندرة وانعدام الأدوية المنقذة للحياة كالمحاليل الوريدية.

وقال المصدر في غرفة طوارئ الجريف للجزيرة نت إن سعر "محلول البندول" يتراوح بين 8 آلاف جنيه سوداني (2.9 دولار) و15 ألف جنيه (5.3 دولارات). وبلغ سعر الحقنة الواحدة من علاج الملاريا 3 آلاف جنيه (1.07 دولار)، أما أدوية الأمراض المزمنة مثل الأنسولين، فأصبح من المستحيل توفره أو تخزينه مع انقطاع الكهرباء منذ مارس/آذار الماضي.

وأضاف أن "الغرفة تدعم 18 مطبخا توقف معظمها لضعف التمويل، ونهب التكايا من قِبل الدعم السريع، التي نهبت مؤخرا أكثر من 5 تكايا، وتوقف المطابخ يهدد الأمن الغذائي لسكان منطقة الجريف".

وأشار المصدر إلى أن نحو 7 آلاف أسرة تقيم بالمنطقة، وتتوفر خدمة صحية أولية بصورة غير مستدامة في المنطقة عن طريق المركز الصحي الذي يُديره عدد من المتطوعين بدعم من غرفة الطوارئ، لكن تحديات جمّة تواجه المركز تتمثل في الحصول على الأدوية وتوفير التمويل لتشغيل المختبر، ناهيك عن إصابة أكثر من نصف المتطوعين بالحُميات مما يحول دون تقديم الخدمة.

وفي ظل نقص الكوادر الطبية وشح الدواء، قال مصدر في المكتب الطبي بغرفة طوارئ شرق النيل، للجزيرة نت، إن منطقة سوبا شرق، جنوب شرق العاصمة الخرطوم سجلت في الفترة بين 6 إلى 15 سبتمبر/أيلول الجاري 63 حالة مؤكدة بحمى الضنك، توفي منها 8 حالات بعد إصابتها بالنزيف.

لا أدوية

وكشف المصدر عن ارتفاع حالات الإصابة بالملاريا مع ارتفاع معدل الوفيات من 3-4 حالات خلال يومين، وتفشي سوء التغذية، والإسهال، والعشى الليلي (ضعف الرؤية في الليل)، وفقر الدم، مع نقص الكوادر الطبية.

وفي حديثه للجزيرة نت، كشف المصدر الطبي عن انعدام أدوية الأمراض المزمنة، واختفاء تام لخط العلاج الأول للملاريا، مع ارتفاع تكلفته إن وجد، إذ يتجاوز سعره 30 ألف جنيه (10.7 دولارات)، أما حقنة الملاريا فبلغت تكلفة الجرعة 10 آلاف جنيه (3.5 دولارات) ويحتاج المريض إلى 6 جرعات.

في المقابل، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة صحة الخرطوم -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إن تحديث الحالة الوبائية الصادر عن وزارة الصحة للأسبوع رقم 37، أكد خلو ولاية الخرطوم بمحلياتها السبع من الأمراض الوبائية، الكوليرا وحمى الضنك، وانخفاض الإصابة بمرض الملاريا.

وتسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من ولاية الخرطوم، بينما تقع مناطق أخرى في الولاية تحت وطأة معارك الجيش السوداني والدعم السريع.

وأثرت الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 على الوضع الصحي، وأدت إلى توقف أكثر من 80% من المرافق الصحية في ظل انتشار الأوبئة وتعثر وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع وبؤر الاشتباكات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الدعم السریع غرفة طوارئ للجزیرة نت أکثر من

إقرأ أيضاً:

السودان.. تخطيط جديد للعاصمة وشارع النيل بمعايير عالمية

كشف رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس عن خطة حكومته لإعادة مؤسسات الحكم الاتحادي إلى العاصمة الخرطوم بحلول أكتوبر 2025، بالتزامن مع إعادة فتح مطار الخرطوم الدولي أمام الرحلات الجوية، بعد أكثر من عامين على نقل مقار الحكومة إلى مدينة بورتسودان عقب اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.

وخلال مؤتمر صحفي عقده في القاهرة، أكد إدريس أن إعمار العاصمة وإعادة الحياة إليها أولوية قصوى، مشيرًا إلى أن الخرطوم تحتاج إلى إعادة تخطيط شامل قبل الشروع في مشاريع الإعمار، وأن الوزارات ومؤسسات الدولة لن تعود إلى مواقعها السابقة بوسط الخرطوم التي تعرضت لدمار واسع، بل سيتم إعادة تخطيطها وشارع النيل وفق أحدث المعايير العالمية.

وأوضح أن الحياة عادت بنسبة 80% إلى مدينة الخرطوم بحري، في حين وصف مدينة أم درمان – التي تضم مقار حكومة ولاية الخرطوم – بأنها “أكثر إضاءة من باريس”، مؤكدًا أن إعادة تأهيل مصفاة الخرطوم للنفط شمال العاصمة تحتاج إلى نحو 1.2 مليار دولار، بعد الأضرار التي لحقت بها نتيجة تدمير المعدات ونهب النحاس من كابلات الكهرباء على يد قوات الدعم السريع.

وفي سياق سياسي وأمني، أشار إدريس إلى أن خروج المجموعات المسلحة من الخرطوم جرى بسلاسة وبالتنسيق مع الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا، مؤكدًا عدم وجود أي خلافات معها، وأن وزراء هذه الحركات يعملون بتنسيق كامل مع الحكومة. كما شدد على أن المعالجات تمت بـ”خطة الحكمة لا الفتنة”.

لكن رئيس الوزراء لفت في المقابل إلى وجود ما وصفه بـ”الطابور الخامس” المتغلغل في بعض مفاصل الدولة، متحدثًا عن ضغوط وتقاطعات كبيرة داخل أجهزة الحكم، إلا أنه أكد أن هذه التحديات لن تعيق جهود حكومته في تحقيق الاستقرار وتطبيع الحياة وتوفير الخدمات.

وبشأن التشكيل الوزاري الجديد، كشف إدريس أن وزير الثروة الحيوانية والسمكية أحمد التجاني لن يستمر في الحكومة، وأنه إلى جانب وزير الصحة المعز عمر بخيت لم يحضرا بعد إلى السودان لأداء القسم، نافيًا صحة المعلومات التي تحدثت عن توليه وزارة الخارجية مؤقتًا، موضحًا أن انشغاله بالقضايا الداخلية لا يسمح بذلك، وأن وزير الدولة للخارجية عمر صديق يتولى هذه المهام، حيث رافقه في زيارته الحالية إلى مصر.

ووصف إدريس زيارته الرسمية إلى القاهرة – وهي الأولى منذ توليه منصبه – بأنها ناجحة بكل المقاييس، وأثمرت عن تفاهمات تشمل تسهيلات في إجراءات التأشيرات، وتيسيرات كبيرة للطلاب السودانيين، وحل قضية الموقوفين السودانيين في السجون المصرية لأسباب الهجرة عبر إعادتهم إلى بلادهم.

وأكد أن الحكومة المصرية وعدت بإطلاق سراح جميع هؤلاء الموقوفين وترحيلهم إلى السودان، متعهدًا بتسيير 500 حافلة للعودة الطوعية من مصر.

كما أشار إلى تسهيلات على مستوى المعابر والربط الكهربائي بين البلدين، مذكرًا بأن ديون الربط الكهربائي تبلغ نحو 110 ملايين دولار.

مجزرة في شمال كردفان: مقتل 16 مدنياً بهجوم لقوات الدعم السريع

أعلنت شبكة أطباء السودان مقتل 16 مدنياً وإصابة 8 آخرين، إضافة إلى فقدان 6 أشخاص، في هجوم وصِف بـ”المجزرة البشعة” شنته قوات الدعم السريع مساء أمس على قرية مركز الزيادية بولاية شمال كردفان.

البيان أشار إلى أن الهجوم تخللته انتهاكات مروعة، من بينها العثور على طفل محروق داخل منزله، في مشهد وصفته الشبكة بأنه “ينتهك أبسط القيم الإنسانية والأعراف الأخلاقية والدينية”. واعتبرت الشبكة ما حدث “جريمة حرب مكتملة الأركان”، منددة بما أسمته “السلوك الإجرامي الممنهج” ضد المدنيين العزل، وسط صمت محلي ودولي مقلق.

ودعت الشبكة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياتها في الضغط لوقف هذه الانتهاكات، وتأمين الحماية للمدنيين، وفتح ممرات إنسانية للمحاصرين في مناطق النزاع.

مقالات مشابهة

  • السودان.. مقتل وإصابة 122 شخصاً جوعاً وبنيران الدعم السريع في مدينة الفاشر
  • فتح: إسرائيل تسعى إلى تهجير سكان غزة والحرب لن تنتهي قبل انتخابات 2026
  • الوجه الآخر لحرب السودان.. مرتزقة وراء البحار
  • “مكافحة الأوبئة” و”الصحة العالمية” يبحثان التعاون المشترك
  • والي القضارف يبحث مع وزارة الصحة ترتيبات طوارئ الخريف
  • عاجل.. مدفعية “الدعم السريع” تقصف الفاشر
  • ممنوع شرب المياه.. بأمر “الدعم السريع”
  • غرفة طوارئ معسكر أبوشوك بالفاشر تقدم دعما نوعيا لمركز (IRC) الصحي
  • مقابر الحرب العشوائية.. مأساة وحكايات لم تُروَ في قلب الخرطوم
  • السودان.. تخطيط جديد للعاصمة وشارع النيل بمعايير عالمية