إسراء سعدية: ثلاث ساعات معلقة من الألم إلى الأمل - قصص ملهمة من قسم العلاج الطبيعي في مستشفى الأمل
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
في قسم العلاج الطبيعي والتأهيل الطبي بمستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، تتجلى قصص الشجاعة والإصرار بوضوح في كل زاوية. هذا القسم ليس مجرد مكان للشفاء الجسدي، بل هو ملاذ للروح الإنسانية التي تبحث عن الأمل بعد معاناة شديدة.
هنا، لا تقتصر مهمة الأطباء والمختصين على علاج الجروح البدنية، بل تمتد لتشمل التحديات النفسية والروحية، مما يعكس قوة الإرادة والمرونة في مواجهة المحن.
إسراء معلقة في الهواء وأملها في الحياة
في لحظة واحدة، تحولت حياة إسراء عبد الكريم سعدية، المعلمة البالغة من العمر 31 عاماً، إلى كابوس لا ينتهي.
في 27 مارس 2024، الذي صادف 17 رمضان، كانت إسراء برفقة عائلتها في زيارة إلى شقيقتها بمنزل مستأجر في مدينة رفح جنوب قطاع غزة . لكن تلك الزيارة التي كانت تحمل في طياتها مشاعر السعادة والطمأنينة، تحولت إلى مأساة مروعة عندما استهدف صاروخ منزلًا مجاورًا.
فقدت إسراء في تلك اللحظة والدها ووالدتها وشقيقها وابنته، أما شقيقتها فقد أصيبت بجروح خطيرة أدت إلى إعاقة دائمة، وفقدت زوجها وطفلتها.
إسراء نفسها عاشت تجربة مؤلمة للغاية؛ فقد قذفها الصاروخ لتبقى معلقة من قدم واحدة في الهواء، تنزف لـ 3 ساعات دون أن يعرف الأطباء إن كانت ستنجو. مع كل لحظة تمر، كان الأمل في بقائها على قيد الحياة يتلاشى، لكن عزيمتها وصمودها كانا أقوى من أي صعوبات. تلك التجربة المروعة لم تكن نهاية قصتها، بل بداية لرحلة جديدة في الشجاعة والنجاح.
في قلب محنتها، كانت إسراء تقترب من قاع عتمة لا تُرى فيها نهاية. فبينما كانت تشعر بألم يعتصر جسدها، لم يكن المؤلم أكثر من اللحظة التي سمعت فيها الأطباء يتداولون قرار بتر قدمها قبل أن تغيب عن الوعي، لتستفيق لاحقاً وتبحث عن قدميها، رحلة علاجها كانت طويلة ومرهقة، حيث تلقت 24 وحدة دم وتم تركيب بلاتين في كلتا قدميها، من الحوض إلى الأسفل.
تجاوزت أكثر من سبع عمليات جراحية، كل واحدة منها كانت بمثابة اختبار خرجت إسراء من هذه التجربة وهي غير قادرة على تحريك قدميها، معتقدة أنها لن تعود للمشي على قدميها مرة أخرى.
بدأت رحلة شفاء إسراء الجسدي والنفسي عندما وصلت إلى "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني" في 2 يوليو 2023. كان وضعها صعباً، حيث كانت تعاني من حروق وكسور مضاعفة في الأطراف السفلية، وقصور حركي وعضلي.
قام الدكتور المعالج بتقييم حالتها ووضع خطة علاجية شاملة، تشمل عمليات جراحية تجميلية وتثبيت الكسور، مع متابعة مكثفة لمنع المضاعفات.
استمرت جلسات العلاج الطبيعي تحت إشراف أخصائي العلاج الطبيعي محمد حمادة، حيث بدأت بجلسات تقوية العضلات وتحسين التوازن، حتى تمكنت إسراء بعد ثلاثة أشهر من التدريبات والتمارين من المشي على قدميها دون الحاجة إلى أدوات مساعدة. بالإضافة إلى ذلك، تلقت جلسات علاج نفسي لمساعدتها على تجاوز الصعوبات، مما جعل قصتها نموذجاً ملهماً للأمل والصمود.
قصة الدكتور إياد قشطة من الإصابة إلى الشفاء
في قسم العلاج الطبيعي _ التأهيل الطبي ، في مستشفى الامل التابع لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، كل زاوية تحمل قصة نجاح وصمود ملهمة. واحدة من تلك القصص تروي رحلة الدكتور إياد سالم قشطة، الصيدلاني البالغ من العمر 43 عاماً، المتزوج وأب لخمسة أطفال.
تعرض الدكتور إياد لإصابة خطيرة في رأسه نتيجة قصف دمر منزلاً مجاوراً لخيمته. كانت إصابته شديدة جداً، ونُقل إلى أحد المستشفيات التي اعتقدت أن حالته ميؤوس منها وتركته ينزف لساعات طويلة وسط ضغط الإصابات الكثيرة. لكن هناك، جاء المسعف الذي لم يفقد الأمل، وحمل الدكتور إياد إلى مستشفى آخر تلقى فيه العلاج اللازم.
في المستشفى، خضع الدكتور إياد لعملية جراحية دقيقة استمرت ست ساعات متواصلة، أزال الأطباء فيها العظام المتفتتة من رأسه وزرعوا عظاماً جديدة.
بعد العملية، نُقل إلى مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وهو يعاني من شلل نصفي في الجانب الأيسر وضعف عام في عضلات جسمه.
في مستشفى الأمل، بدأت رحلة تعافيه بجدية. بدأت جلسات العلاج الطبيعي التي شملت تقوية الأطراف العلوية والسفلية، وتمارين التحفيز العصبي والتوازن، وتدريب على المشي باستخدام أداة مساعدة. كل مرحلة من مراحل العلاج كانت بمثابة خطوة نحو التعافي الكامل، حتى تمكّن أخيراً من المشي دون الحاجة إلى أداة مساعدة.
تعتبر قصة الدكتور إياد قشطة شهادة حية على الإرادة البشرية والقوة الكامنة في الإصرار، وقدرة العلاج الطبي على إحداث تغيير حقيقي في حياة الأفراد.
الأمل يتحقق: صبا تتعلم المشي من جديد
حتى الأطفال لم تسلم من نيران الاحتلال الإسرائيلي. في أحد الأيام، كانت صبا الأستاذ، الطفلة البالغة من العمر 7 سنوات، تجلس مع شقيقها في خيمة جدها، حين اخترقت رصاصة "كواد كابتر" رأسها بشكل مروع. انتقلت الرصاصة عبر رأسها، ثم عبرت إلى خيمة مجاورة، حيث قتلت طفلاً آخر.
يصف والد صبا المشهد قائلاً: "عندما رأيناها ملقاة على الأرض، والدماء تتدفق من رأسها، اعتقدنا أننا فقدناها لا محالة"، قضت صبا ثمانية أيام في غيبوبة في العناية المركزة، تلتها عشرون يوماً أخرى في نفس القسم. كانت محاولات السفر للخارج للعلاج تُفضي دوماً إلى الفشل.
بعد أربعة أشهر من دخولها قسم العلاج الطبيعي في مستشفى الأمل، أصبحت صبا في يد أخصائية العلاج الطبيعي براء الشيخ علي، التي بدأت في تقديم العلاج المكثف لها.
كانت صبا قد تعرضت لإصابة خطيرة في دماغها، مما أدى إلى شلل رباعي وعدم قدرتها على حركة أطرافها. بدأت براء في تنفيذ خطة علاجية شاملة، تتضمن تمارين علاجية ووسائل مساعدة مختلفة.
بفضل عزيمتها وصبرها، وبفضل العمل الجاد الذي استثمرته في العلاج، استطاعت صبا بعد أربعة أشهر من العلاج أن تستعيد قدرتها على المشي بدون أي مساعدة.
تُمثل قصة صبا شهادة على قوة الإرادة والتفاني في تقديم الرعاية الطبية، ومرونة الروح الإنسانية في مواجهة أقسى الظروف.
في مستشفى الأمل، تتجسد إرادة الإنسان في أبهى صورها، حيث يتحول الألم إلى أمل والضعف إلى قوة. هنا، تبرز قصص الشجاعة والتعافي كمنارات تُضيء طريق الأمل والنجاح في أوقات الأزمات
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: قسم العلاج الطبیعی فی مستشفى الأمل الدکتور إیاد
إقرأ أيضاً:
يعد الأحدث والأكبر في القطاع الصحي الخاص بالمحافظة ويعمل بالنظام الرقمي المتكامل.. تشغيل مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخرج بسعة “141” سريراً
– مُجهَّز لتقديم الرعاية الصحية وفق أعلى معايير الجودة ويستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي ومزود بآخر ما أنتجته التكنولوجيا الطبية
– الأشعة المقطعية Revolution Ascend الأقل إشعاعاً وتوفر صوراً تشخيصية عالية الجودة
– جهاز الرنين المغناطيسي GE SIGNA Champion 1.5T يتميز بالدقة والسرعة ويدعم تصوير أجزاء الجسم بالكامل
– يعمل به كفاءات طبية حاصلة على أعلى الشهادات العلمية وذوي خبرات عالية في مختلف التخصصات
– جهاز كاد كام CEREC – PRIMESCAN 6617570 أحدث تقنيات الطبعات الضوئية والحشوات والتلبيسات في نفس الوقت
– كراسي الأسنان CENTER U 6000S مصنعة خصيصاً للمجموعة وتتميز بأنها عملية والأشعة مدمجة فيها
– مصمم وفق توصيات الجمعية الأمريكية للمعماريين AIA وصديق للبيئة ويقلل من استهلاك الطاقة
أعلنت مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية عن تشغيلها مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخرج، والبدء في استقبال المراجعين. جاء ذلك خلال زيارة قام بها الرئيس التنفيذي للمجموعة الأستاذ فيصل النصار، وعدد من قيادات المجموعة، حيث تبلغ سعته “141” سريراً، ويعد الأحدث في القطاع الصحي الخاص بمحافظة الخرج، ويعمل بالنظام الرقمي المتكامل، ويستخدم تقنيات الاتصال والذكاء الاصطناعي والأنظمة الصحية الذكية، التي تساعد في تعزيز جودة الخدمات، بحيث يتمكن المراجعون من الحصول على كافة الخدمات رقمياً، انطلاقاً من تحديد المواعيد حتى خروجهم بالسلامة من المستشفى.
وتبلغ المساحة الكلية للمشروع “44,303 م²”، وتصل المساحة الإجمالية للمسطحات المبنية إلى “100,000م²”، ويتألف من “17” طابقاً، وقد تم تصميمه وفق توصيات الجمعية الأمريكية للمعماريين “AIA”، ويضم عدداً كبيراً من العيادات والمراكز التخصصية، من ضمنها قسم الطوارئ الذي يتميز بالجاهزية العالية لتوفير الرعاية الصحية للحالات الطارئة والحرجة من كافة الأعمار على مدار الساعة. كما يوفر المستشفى خدمات نسائية عالية المستوى، وذلك من خلال باقة من البرامج الصحية النوعية، ويحظى القسم بأعلى قدر من الخصوصية وتم تزويده بأحدث الأجهزة، كما أن الولادة تتم بأيدي نخبة من أفضل الكفاءات الطبية، في جو من الأمان والراحة للأم والطفل، مع ضمان إقامة هادئة في أجنحة وغرف تنويم فاخرة، ورعاية فائقة الجودة على مدار الساعة، فضلاً عن وحدة عناية مركزة لحديثي الولادة، ووحدة حديثة للغسيل الكلوي، تطبق أعلى معايير السلامة والكفاءة، وكذلك غرف عزل لمجابهة مخاطر الأوبئة والأمراض المعدية. كما أن المستشفى يضم مختبراً طبياً آلياً، ويحتوي على كافة التجهيزات التكنولوجية والتي تكفل توفير كل الإجراءات التشخيصية بدقة وسرعة وأمان، ما يوفر تجربة رائعة للمراجعين، وتبلغ مساحة القسم “685”م² .
وبالمستشفى قسم أسنان عالي التجهيز، حيث وُفرت فيه تجهيزات متقدمة، ككبائن الأسنان Penefrina Cabinet، وتتميز بأنها تمكن الطبيب من الوصول للأدوات بلمسة واحدة، وتحد من انتقال العدوى، وكذلك كراسي الأسنان CENTER U 6000S، المصنعة خصيصاً للمجموعة، وتنفرد بأن الأشعة الأسنان مدمجة فيها، إضافة إلى جهاز كاد كام CEREC – PRIMESCAN 6617570، الذي يعد من أحدث التقنيات في عمل الطبعات الضوئية والحشوات والتلبيسات في نفس الوقت، كما يتوفر في قسم الأشعة كافة الأجهزة الطبية التشخيصية ذات التقنيات عالية الجودة والتكنولوجيا المتطورة ومن أبرزها جهاز الرنين المغناطيسي GE SIGNA Champion 1.5T، الذي يتميز باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعيArtificial Intelligence ، لتحسين جودة الصور ودقة التشخيص ويدعم تصوير أجزاء الجسم بالكامل بما فيها التطبيقات العصبية والتطبيقات القلبية، وأيضاً يقلل الوقت مما يجعله أكثر كفاءة من الأجهزة الأخرى. كما يتوفر جهاز الأشعة المقطعية Revolution Ascend، ويمتاز بتقنية تصوير متقدمة توفر جودة صورة عالية بجرعة إشعاع منخفضة بفضل تقنية Deep Learning Image Reconstruction (DLIR) ، ويدعم سرعة مسح عالية، ويحظى بواجهة استخدام ذكية تُسهّل الفحص، مع تحسينات في تصوير القلب والأوعية الدموية والتطبيقات العصبية، أما جهاز الماموغرام D3 Tomosynthesis فيتسم بدقة تشخيصية عالية مع تقليل الحاجة لإعادة الفحص، مما يزيد من كفاءة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ومن خصائصه قلة جرعة الإشعاع، وجودة فائقة للصورة، وراحة أكبر للمراجعة بفضل تصميم SmartCurve الذي يقلل الألم أثناء الفحص.
ويضم المستشفى أيضاً صيدليتين تبلغ مساحتهما مجتمعتين “1080”م، وتطبقان أفضل الوسائل التكنولوجية في كل مراحل العمل، ويتم اعتماد الوصفات الطبية فيهما من خلال نظام آلي يربطهما بالعيادات. ويتفرد المستشفى بنظام تنقل سهل وعصري، حيث يخدم المراجعين “23” مصعداً، تتميز بالسرعة والسعة، بالإضافة إلى “6” سلالم متحركة حديثة، ذاتية التطهير والتعقيم، وكذلك مواقف تتسع لحوالي “600” سيارة. ويتضمن المستشفى عدة مرافق تعليمية أبرزها برج أكاديمي مستقل مكون من “6” طوابق، وقاعة محاضرات يتسع لـ”420″ شخصاً.
وقال د. فيصل النصار الرئيس التنفيذي للمجموعة إن المستشفى يُعد إضافة مهمة للقطاع الصحي الذي يخدم المنطقة، وسيمثل نقلة نوعية في الرعاية الصحية التي يحظى بها أبناء محافظة الخرج والمحافظات القريبة منها، موضحاً أن تشغيل المستشفى يُعد إنجازاً كبيراً بالنظر إلى السرعة التي أنجز بها، والكفاءات الطبية المتميزة التي تم استقطابها للعمل فيه، وكذلك التجهيزات المتقدمة التي زود بها، مؤكداً أن هذه النجاحات الكبيرة نتاج جهود وتفاني العاملين، مشدداً على أن المجموعة ستمضي قُدماً في تنفيذ استراتيجيتها التوسعية المدروسة.