بواسطة قرود.. أغرب طريقة للتنبؤ بنتائج الانتخابات الأمريكية
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
تحدث أشياء غريبة كثيرة في عالم "علم التنبؤ بالنتائج"، ومنها أخيراً تجربة، يحاول فيها الباحثون جعل القرود تتنبأ بنتيجة الانتخابات الأمريكية، والتي من المقرر أن تجري في نوفمبر (تشرين الثاني) من هذا العام.
ويحاول الباحثون في جامعة بنسلفانيا (UPenn) في دراسة، معرفة ما إذا كان بإمكان ثلاثة قرود ريسوس، التنبؤ بالفائز بين الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، ونائبة الرئيس كامالا هاريس، المرشحة من الحزب الديمقراطي.
وحاول الباحثون جعل مجموعة القرود تتنبأ بالفائز في نوفمبر المقبل من خلال النظر فقط إلى صور المرشحين.
ووفقًا للباحثين، فإن هذا يعتمد على فكرة أن القرود تحدق لفترة أطول في صور أولئك الذين لا تعتبرهم تهديدًا.
اختيار القرد
ماذا يعني ذلك؟، تتبع القرود، مثل معظم الثدييات الأخرى التي تعيش في مجموعات، بنية اجتماعية تهيمن عليها شخصيات ألفا، لذلك، فإن جميع الخيارات التي تتخذها تقريبًا تستند إلى مبادئها العصبية الحيوية.
والمظهر الجسدي هو علامة كبيرة في مجتمع القرود، وتعتبر السمات مثل الفكين العريضين وعظام الخد الأقل بروزًا وغير ذلك من علامات الذكور المسيطرين.
وتشير الدراسة إلى أن تودوروف وزملائه أظهروا في وقت سابق أن الناس يمكنهم التنبؤ بدقة بنتائج الانتخابات بناءً على التعرض البصري القصير جدًا لصور المرشحين فقط، بما في ذلك الانتخابات غير المألوفة في البلدان الأجنبية، وعلى نحو مماثل، تتبع قرود المكاك نظرة القرود المهيمنة، وتثبت لفترة أطول على وجوه القرود الذكور المرؤوسين والإناث بدلاً من القرود الذكور المهيمنة.
ووفقًا للدراسة، فحصت القرود بحرية أزواجًا من صور المرشحين من انتخابات مجلس الشيوخ والحاكم والرئاسة الأمريكية السابقة.
وذكرت الدراسة أنهم أظهروا تحيزًا ثابتًا للنظر إلى المرشحين الخاسرين على المرشحين الفائزين، وتُظهر التجارب أن القرود يمكنها اختيار الفائزين في بعض الأحيان.
وحسب الباحثون نظرة القرد على أنها "أصوات" وقارنوا النتائج التي قدموها بالنتيجة الفعلية للانتخابات التي أجريت في الماضي.
وفي المجمل، بالنسبة لانتخابات مجلس الشيوخ وحاكم الولاية التي عقدت في الفترة من 1995 إلى 2008، كان معدل تكرار نظر القرود إلى المرشح الخاسر 54.4% من المرات، وعلاوة على ذلك، كانت أكثر دقة في اختيار الفائزين من الولايات المتأرجحة، بنسبة كفاءة بلغت 58.1%، ومع ذلك، انخفضت الدقة إلى 50.4% فقط عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بالفائز في الانتخابات الرئاسية الست الماضية في الولايات المتحدة.
ويلاحظ الباحثون أيضًا أن هناك تحيزًا مرتبطًا بالحيوانات المعنية، فعند الاختيار بين مرشح ذكر ومرشحة أنثى، اختارت القرود النظر إلى الأخيرة، وهذا يقلل من دقة التنبؤات التي قدمتها القرود، مما أدى إلى النتيجة الإجمالية للدراسة، و تفترض الدراسة أن القرود ليس لديها تحيز فيما يتعلق بالحزب والسياسات، وليس لديها أي تفضيل لأي مرشح.
"أما بالنسبة لأحدث السباقات التي شارك فيها دونالد ترامب (2016-2024)، فإن تحيز النظرة لدى القرود يميز ترامب بشكل أقوى عن هيلاري كلينتون، وأقل من ذلك عن جو بايدن، وليس على الإطلاق عن كامالا هاريس"، كما تقول الدراسة، وبالتالي من بين أحدث ثلاثة مرشحين ديمقراطيين، بناءً على السمات البصرية فقط، من المتوقع أن تحظى هاريس بأفضل فرصة للفوز"، بحسب ما ذكرت الدراسة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية
إقرأ أيضاً:
تتعلم وتتعاون وتغش مثل البشر.. أسطورة ذاكرة السمك تتحطم
"أنت تملك ذاكرة السمك "، يقال هذا الوصف الساخر تهكما على كل من ينسى سريعا، حتى تسربت إلى الثقافة العامة حقيقة باتت غير قابلة للنقاش، وهي أن القدرات العقلية للأسماك محدودة.
لكن دراسة هولندية جديدة أعادت للأسماك بعضا من حقها المسلوب، إذ أثبتت أنها تتعلم من تجاربها، وتتعاون، بل وتغش أحيانا بشكل يحاكي السلوك البشري.
ودراسة القدرات الإدراكية للأسماك ليست بالأمر الجديد، لكن مشكلة مثل هذه النوعية من الدراسات، أنها كانت تجرى في ظروف مختبرية معقمة وبعيدة كل البعد عن المواطن الطبيعية في الأنهار والبحيرات والبحار، مما أدى إلى الاستخفاف بذكاء الأسماك لفترة طويلة.
لكن الباحثين من جامعة "فاخينينغن" الهولندية عالجوا هذا القصور عبر تطوير طريقة بسيطة ومنخفضة التكاليف، استطاعوا من خلالها تقييم قدرات الأسماك الإدراكية في بيئتها الطبيعية، وأسفرت نتائجهم المنشورة في دورية "ميثودس إن إيكولوجي آند إيفولوشن"، عن مفاجآت مثيرة.
وتتلخص الطريقة المختلفة التي ابتكرها الباحثون في تطوير جهاز بسيط يشبه "لوح تغذية" مصنوع من بلاستيك متين يحتوي على ثقوب صغيرة مغطاة بأقراص بلاستيكية ملونة يمكن للأسماك دفعها للحصول على الطعام الموجود تحتها.
إعلانوهذا الابتكار لا يتطلب الإمساك بالأسماك أو نقلها من بيئتها، بل يُوضع مباشرة في الماء حيث تعيش الأسماك.
واختبر الباحثون الجهاز على نوعين من الأسماك، وهما "أسماك الجوبي" في جزر ترينيداد الاستوائية، و"أسماك الشوكيات" ذات التسعة أشواك في هولندا، وقد لاحظوا أن الأسماك أظهرت قدرة على التعلم التدريجي مع الوقت.
وبعد عدة محاولات، بدأت الأسماك تختار الأقراص الصحيحة للوصول إلى الطعام بوتيرة أسرع وأكثر دقة، مما يدل على اكتساب خبرة ومعرفة بالمهمة، وهذا يعارض الاعتقاد الشائع بأن الأسماك تفتقر إلى الذاكرة أو القدرة على التعلم.
وبعض الأسماك لم تتعلم عن طريق التجربة المباشرة، بل راقبت ما تفعله الأسماك الأخرى "المستكشفة" وتعلمت منها كيف تصل إلى الطعام، وهذا يشير إلى وجود شكل من أشكال التعلم الاجتماعي أو التعاون، حيث تستفيد بعض الأسماك من جهود الآخرين.
ولوحظ أن بعض الأسماك لم تبذل مجهودا في اكتشاف الأقراص الصحيحة، بل تتبعت الأسماك الأخرى الناجحة واستفادت من مجهودها بالوصول إلى الطعام مباشرة بعد أن تفتحه تلك الأسماك، وهذا النوع من السلوك يفسر على أنه انتهازي أو "غش"، أي الاستفادة دون المشاركة في الحل.
ثورة في الفهموتعد المنهجية الجديدة التي استخدمها الباحثون وقادت إلى هذه النتائج المهمة نقلة نوعية في دراسة سلوكيات الأسماك، ليس فقط لكونها سهلة التطبيق وقليلة التكاليف، بل لأنها تفتح الباب لدراسة أنواع متعددة من القدرات المعرفية، والأهم أنها تزيل الغبار عن المفهوم القديم بأن الأسماك تفتقر للذكاء أو للقدرة على التعلم.
ووفق بيان أصدرته جامعة فاخينينغن الهولندية، فإن هذه الدراسة من أولى التجارب التي تتيح فحص القدرات العقلية للحيوانات المائية في بيئاتها الطبيعية دون تدخل بشري مباشر، ويرى الباحثون أن الجهاز الذي نجحوا في تطويره يمكن تعديله لاختبار مهارات مختلفة، مثل الذاكرة، تمييز الألوان، وحتى العد البسيط.
إعلانويقول ألكسندر كوترشال، الباحث المشارك بالدراسة في البيان: "عندما ندرس الحيوانات في بيئاتها الطبيعية، يمكننا ملاحظة سلوكها الحقيقي، وهذا لا يعزز فهمنا لتطور الإدراك فحسب، بل يحمل أيضا دلالات مهمة في مجالات الحفاظ على البيئة ورفاهية الحيوان".