أخبارنا:
2025-12-14@11:41:38 GMT

جينات الكوليرا: اكتشاف قد يغير قواعد الوقاية للأبد

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

جينات الكوليرا: اكتشاف قد يغير قواعد الوقاية للأبد

ننشرت مجلة Nature Communications، وقادتها الباحثة أتانيا دوتوريني من جامعة نوتنغهام بالتعاون مع معهد  علم الأوبئة ومكافحة الأمراض في بنغلاديش (IEDCR) والمركز الدولي لأبحاث أمراض الإسهال في بنغلاديش وجامعة نورث ساوث، دراسة كشفت بعضا من خبايا الجينات القاتلة للكوليرا. وقد استخدم فريق البحث نهجًا حاسوبيًا متطورًا للكشف عن العوامل الوراثية التي تجعل بكتيريا الكوليرا شديدة الخطورة، ما قد يكون مفتاحًا لمنع انتشار هذا المرض القاتل.



تُعتبر الكوليرا مرضًا إسهاليًا مميتًا يهدد ملايين الأشخاص حول العالم، حيث يُسجل نحو 4 ملايين حالة سنويًا و143.000 حالة وفاة. في بنغلاديش وحدها، يتعرض 66 مليون شخص لخطر الإصابة بالكوليرا، مع أكثر من 100.000 حالة و4.500 وفاة سنويًا. وصرحت البروفيسور دوتوريني: "لقد أحرزنا تقدمًا كبيرًا نحو تطوير علاجات أكثر فعالية من خلال تحديد العوامل الوراثية التي تزيد من شدة المرض وانتشاره، ما قد يسهم في إنقاذ آلاف الأرواح عالميًا".


وقد حددت الدراسة جينات وطفرات فريدة في  السلالة المهيمنة من بكتيريا الكوليرا، التي كانت وراء تفشي المرض المدمر في عام 2022. ترتبط هذه السمات الوراثية بقدرة البكتيريا على التسبب في أعراض شديدة مثل الإسهال المطول، وآلام البطن، والقيء، والجفاف، وهي أعراض قد تؤدي إلى الوفاة في الحالات الحرجة. كما أظهرت النتائج أن هذه الطفرات تزيد من قدرة البكتيريا على البقاء في الأمعاء البشرية و، مما يجعلها أكثر فعالية في الانتشار والتسبب بالمرض.

 أضاف الدكتور دوتوريني: 'إن النتائج التي توصلنا إليها تفتح الباب أمام عصر جديد من أبحاث الكوليرا. يمكننا الآن العمل على تطوير أدوات تساعد في التنبؤ بالتفشي الشديد للمرض ومنعه قبل حدوثه. الهدف النهائي هو تحويل هذه النتائج إلى حلول واقعية تحمي الفئات السكانية الأكثر عرضة للخطر.'"

"لم يكن هذا الاختراق ممكنًا إلا بفضل التعاون الوثيق بين فرق البحث في  المملكة المتحدة وبنغلاديش، حيث تم دمج الأدوات الحاسوبية المتقدمة مع الخبرات المحلية لمواجهة أحد أكبر التحديات في الصحة العامة."

وكشفت نتائج الدراسة أيضًا أن بعض هذه السمات المسببة للأمراض تتداخل مع تلك التي تساعد البكتيريا على الانتشار بسهولة أكبر. وتُظهر النتائج كيف تمكنت هذه العوامل الوراثية بكتيريا ضمة الكوليرا من البقاء على قيد الحياة في أمعاء الإنسان، مما يجعلها أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الضغوط البيئية وأكثر كفاءة في التسبب في  المرض. ويسلط هذا البحث الضوء على التفاعلات المعقدة بين التركيبة الجينية للبكتيريا وقدرتها على التسبب في أمراض خطيرة.

وفي الوقت الذي يحرز فيه العلماء تقدمًا في فهم جينات الكوليرا، يعاني السودان من  تفشي الوباء بسبب الظروف البيئية المتدهورة. أعلنت وزارة الصحة السودانية رسميًا تفشي وباء الكوليرا في البلاد نتيجة للمياه غير الصالحة للشرب وسوء الأحوال الصحية في عدد من المناطق.

أكد وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم، في تصريحات صحفية، أن الفحص المخبري أثبت وجود "مايكروب" الكوليرا، وأشار إلى أن ولايتي كسلا والقضارف في شرق السودان هما الأكثر تضررًا من الوباء، دون تحديد عدد الحالات المصابة. يُذكر أن السودان شهد خلال الأسابيع الماضية أمطارًا غزيرة، تسببت في  نزوح الآلاف وانتشار العديد من الأمراض، خاصة الإسهال الذي أصاب عددًا كبيرًا من الأطفال.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

الوقاية الدينية والصحية.. حماية المجتمع تبدأ من الداخل

 

 

محمد بن علي بن ضعين البادي
في الآونة الأخيرة، شهدنا تصاعدًا ملحوظًا في الأصوات التي تنادي بمنع دخول بعض الجنسيات إلى البلاد، بحجة انتشار أمراض مُعدية في أوطانهم، وهو أمر ظاهرٌ منه الحِرص على الصحة العامة، ويستحق التقدير والمتابعة. ولكن، الخطر الحقيقي لا يكمن في القرارات وحدها، بل في اختزال القضية في البُعد الصحي فقط، وإغفال البُعد الديني والأخلاقي الذي يضمن حماية الإنسان والمجتمع على حد سواء.
المجتمع المسلم لا يدير شؤونه بالخوف أو الإجراءات الصحية وحدها، بل يستند إلى منهج رباني جعل الوقاية قبل العلاج، والسلوك قبل القانون، وتقوى الله قبل كل شيء. فالأمراض مهما كثرت أسماؤها أو تنوعت صورها، لا تنتشر إلا في بيئةٍ خالية من الضوابط الأخلاقية، ومرتعٍ للسلوكيات المنحرفة، وفراغٍ قيَمي.
إن تصنيف النَّاس على أساس جنسيتهم، أو ربط الأمراض بهويات بشرية، لا يعالج جذور المشكلة، بل يخلق وهمًا بالأمان، ويغفل المجتمع عن مسؤولياته الداخلية، ويتساهل فيما هو أخطر وأشد تأثيرًا. فقد انتقل مرض في بيئة تعلن الأمان، وولد خطر من داخل المجتمع نفسه، لا من خارجه.
ويبين لنا هدي النبي صلى الله عليه وسلم المبين في الوقاية من الأوبئة والأمراض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها." وهذا الحديث يضع مبدًا شرعيًا عظيمًا، قائمًا على منع نقل الوباء، وحفظ الأنفس، وسد أبواب الضرر قبل وقوعه. فلا يجوز شرعًا أن يدخل الإنسان أرضًا يعلم أنها موبوءة، كما لا يحل لمن كان في أرض موبوءة أن ينتقل إلى غيرها، فيكون سببًا في نقل الأذى للآخرين.
وعليه، فإنَّ المسؤولين عن حماية المجتمع مطالبون بمراعاة هذا الأصل النبوي الواضح، خاصة إذا أعلنت دولة ما بشفافية أن لديها أعدادًا هائلة من المصابين بمرض مُعدٍ. فكيف لنا أن نسمح بقدومهم، ونحن نعلم أن الشرع سبقنا بالتحذير، وأوجب حفظ النفس والمجتمع من كل ما يهددهما؟
وفي هذا الوطن المبارك، الذي أنعم الله عليه ببيوت الله العديدة، تتضاعف مسؤوليتنا في توجيه الناس وترسيخ القيم الصحيحة؛ فالمساجد لم تُبنَ للصلاة فقط؛ بل للتعليم والتوجيه، ولتحصين النفوس قبل وقوع الزلل. ومن على المنابر يجب أن يُسمع خطاب صريح وحكيم، يذكّر الناس بخطورة المحرمات، وأن التساهل فيها لا يهدم الفرد فقط، بل يُهدد سلامة المجتمع بأسره. فبالعفة تُحفظ الأجساد، وبالاستقامة تُصان الأبدان، وبالوعي الديني الصادق تُغلق أبواب الفتن والأمراض معًا، ويصبح المجتمع حصينًا بترابط قيمه وسلوكياته.
المطلوب ليس التراخي في الإجراءات الصحية، ولا التهاون في حماية المجتمع؛ بل المطلوب أن يسير الوعي الصحي والوعي الديني جنبًا إلى جنب، دون أن يطغى أحدهما على الآخر؛ فالقرار وحده لا يصنع أمة واعية، والمنع وحده لا يبني حصانة دائمة، أما ترسيخ القيم فهو الضمانة الأبدى.
حماية المجتمع تبدأ من داخله، من تربية الضمير، وإحياء الرقابة الذاتية، وتذكير الناس أن طاعة الله ليست خيارًا ثانويًا، بل هي خط الدفاع الأول عن صحتهم وأخلاقهم وأمنهم المجتمعي. فبالدين تُصان الأجساد، وبالقيم تُحمى الأوطان، ومن أراد وقاية حقة فليبْدأ بإصلاح السلوك قبل التفكير في منع الدخول.
 

مقالات مشابهة

  • وول ستريت جورنال: الجيش الأميركي يغير أدواته وتكتيكاته استعدادا لحرب المحيط الهادي
  • نيويورك تضع قواعد جديدة للذكاء الاصطناعي في الإعلانات والفنون
  • أحمد موسى: مشروع حياة كريمة عبقري يغير وجه الريف المصري للأفضل
  • اكتشاف مادة كيميائية في الشوكولاتة تبطئ تطور الشيخوخة
  • الوقاية الدينية والصحية.. حماية المجتمع تبدأ من الداخل
  • عضو هيئة تدريس بعلوم الزقازيق يشارك في اكتشاف علمي مهم لتغيير طرق تقييم أجنة أطفال الأنابيب
  • آبل تكشف عن تحديث iOS 26.2 .. ميزات غير متوقعة تغير قواعد اللعبة
  • قواعد جديدة لتراخيص المصانع عالية المخاطر وفقا للقانون
  • فتوح: مصادقة الاحتلال على إقامة 19 مستعمرة جديدة انتهاك مضاعف للقانون الدولي
  • إطلاق أوبرا Neon.. برنامج يغير كل شيء عن كيفية تصفح الإنترنت