خلود الشرفي
وأخيرًا وليس آخراً، هَـا هو سيد النصر، وهازم الأحزاب، يترجل من على صهوة جوادة، منتصراً، عزيزاً، شامخاً، قانتاً لله عابداً، مجاهداً، عظيماً، مسلماً راية النصر بعده إلى شعب كفوء، قد رباه فأحسن تربيته، وعلمه بأجمل تعاليمه، ليكون أهلاً للمهمة الجسيمة، والخطب العظيم، وليقوم بالدور بعده أحسن قيام، ويخلفه في قيادة الأُمَّــة الإسلامية، ومسيرة الجهاد المقدس أفضل خلافة، وإنما مثله مثل موسى -عليه السلام- حين قال لأخيه “اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْـمُفْسِدِينَ”.
إنه النصر المحتوم قد اقترب، والوعد الصادق الذي ظهر عن كثب، إنه أيقونة النصر، وسمفونية الجهاد، وعبق الإيمان، وأريج العزة، إنه نصر الله وما أدراك ما نصر الله..
نصر الله الذي أطل من جديد ويكاد أن يراه المؤمنون الصادقون رأي العين، نصر الله وتأييده الذي يلمسه المجاهدون في كُـلّ مكان، وفي كُـلّ لحظة، إنه نصر الله الموعود، وفاتحة الجهاد المقدس، وخلاصة البشرية من جراثيم الفساد، وفطريات الإجرام.
وفي المقابل يعتقد العدوّ الغبي أَو المتغابي أصلاً أنه قد حقّق أهدافه، وانتصر لجراحه!! في الوقت الذي هو في الحضيض، في الهاوية، فهو ذاك العدوّ اللئيم، الذي ما زال غارقاً في وحل غزة، شارباً من دماء أطفال فلسطين، ورغم أنه هذا العدوّ المجرم قد ارتوى حتى النخاع، لكن ما زال في داخله هوة سحيقة لا تملؤها إلا نار جهنم، ولا يقوم لها إلا شذاذ الآفاق، ومحترفو الإجرام، وأساطين الفساد.
وهَـا هي تتألق هذه اللوحة الإجرامية، ويكتمل المشهد التراجيدي الذي رسمه النتن ياهو في سيناريو الانتصار الوهمي باغتيال السادة الأخيار، وذبح الأطفال الأبرار، والرقص على معاناة الجائعين المشردين، ومتى كان الاغتيال مدعاة للفخر؟! أَو سبباً في النصر؟! اللهم إلا في سجلات أعداء البشرية وقتلة الأنبياء.
ورغم عظيم مصابنا بسيد النصر وزعيم البطولات، فَــإنَّ النتائج واضحة، وضوح الشمس في رابعة النهار، والعواقب وخيمة على عدو يخون الصديق والعدوّ على حَــدٍّ سواء.
فلا مجال لديه للتفرقة بين مسلم وآخر، فالجميع لديه مجرمون، والكل في سيناريوهاته إرهابيون، وإنما الحسرة كُـلّ الحسرة، والندامة كُـلّ الندم على حثالة من البشر يقفون في صف أعدائهم ضد أبناء جلدتهم، ويغردون فرحاً عند رؤية مصائبهم، ويطربون شوقاً لسماع آهاتهم، ولا عجب في ذلك، فَــإنَّ من سفك دماء الأنبياء لن يتورع عن دماء غيرهم، ومن ضيع بيده حقه من الخونة العرب فهو لحق أخيه أضيع.
ولنعلم علم اليقين أنه إذَا فقدت الأُمَّــة قادتها فَــإنَّما هو أحد أمرين: إما غضب الله قد نزل؛ بسَببِ خيانة العملاء، وهذا ما نعوذ بالله منه، وإما بارقة النصر قد لاحت، وهذا ما نرجوه، وهو الذي نأمله من رب رحيم، عزيز عظيم، سبحانه وتعالى، وفق وعده الصادق، وقوله الحق جل في علاه.
“وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ” والعاقبة للمتقين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: نصر الله
إقرأ أيضاً:
مسؤولون وناشطون: اليمن يعيد رسم موازين القوى الإقليمية
يمانيون/ استطلاع
في تطور نوعي يرسخ مكانة اليمن كقوة إقليمية فاعلة، يؤكد مسؤولون وناشطون يمنيون في استطلاع بميدان السبعين خلال مسيرة “لنصرة غزة.. بقوة الله هزمنا أمريكا وسنهزم إسرائيل” الجمعة الفائت عن تحقيق “انتصار استراتيجي غير مسبوق” في مواجهة “الغطرسة الأمريكية والصهيونية” في البحر الأحمر. وأكدوا أن هذا الانتصار، الذي جاء على خلفية الضربات الموجعة التي تلقتها القوات الأمريكية وحلفاؤها، مشيرين إلى أن ما حدث هو تحول جذري في موازين القوى الإقليمية، ويضع علامات استفهام كبيرة حول مستقبل النفوذ الأمريكي في المنطقة.
الموقف اليمني ثابت لن يتغير ولن يتبدلنائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، الفريق جلال الرويشان، يؤكد على استمرار اليمن وثباتها ووقوفها في وجه التحديات، مشيراً إلى أن السيد القائد، حفظه الله، يوضح أسبوعياً هذا المعنى. وشدد الرويشان على أن اليمن لا تزال ثابتة وواقفة ومستمرة في نصرة الإخوان الفلسطينيين حتى يتحقق لهم النصر بإذن الله.
وانتقد الرويشان المجتمع الدولي والأمريكي لعدم قراءة الرسالة اليمنية منذ البداية، واصفاً مواقفهم بالمكابرة والمغالطة والنفاق. مؤكداً أن الموقف اليمني لا يمكن أن يتغير ولا يمكن أن يتبدل حتى يتحقق النصر إن شاء الله، مهما كانت الضغوط والممارسات والعدوان الأمريكي أو الصهيوني أو البريطاني أو من يقف معهم.
ووجه الرويشان “رسالة أبناء الشعب اليمني لكل الأحرار في العالم بأن يتركوا الأنظمة جانباً ويناصروا القضية الفلسطينية”، معتبراً أن الرهان على الشعوب وليس على الأنظمة، لأن هذه الأنظمة القائمة ما وصلت إلى الحكم إلا بعد أن التزمت ببيع القضية الفلسطينية.
صوابية خياراتنا الإيمانيةمن جهته، هنأ أمين العاصمة، الدكتور حمود عباد، شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية بهذا الانتصار المتحقق والذي يضاف إلى إسناد شعبنا وقائدنا ومسيرتنا للقضية الفلسطينية ولأهلنا في غزة. وأشاد بالدور القيادي للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في هذه المعركة التي قاد فيها قوة اليمنيين للدفاع عن هؤلاء المستضعفين في مواجهة الاستكبار.
وأكد عباد أن هذه المعركة أثبتت أن خياراتنا كانت إيمانية وصحيحة وأفرزت نتائج عظيمة جداً أكدت أن الإمكانيات مهما قلت أمام إمكانيات العدو في مقابل توفر الإرادة والإيمان، فإنها كفيلة بأن تحدث تحولات كبرى بعون الله وفضله ونصره. واعتبر أن هذا الانتصار يجعل المسلمين يدركون أن الأنظمة لا يعوزها الإمكانيات بل يعوزها الإرادة والإيمان، مضيفاً أنه لو امتلكت إيمانها وإرادتها بروحية الملتزم بالقرآن الكريم لاستطاعت بالفعل أن تسهم إسهاماً خلاقاً وواجباً لنصرة أهلنا في فلسطين.
الانتصار الأول من نوعه في التاريخبدوره، صرح رئيس دائرة الشؤون الإعلامية والثقافية بمكتب رئاسة الجمهورية، زيد أحمد الغرسي، بأن الشعب اليمني يخرج فرحاً بالنصر الإلهي العظيم الذي حققه الله سبحانه وتعالى على الولايات المتحدة الأمريكية، ولأول مرة في التاريخ ينتصر الشعب اليمني بهذه القوة ويذل القوة الاستكبار على رأسها أمريكا أمام العالم.
وأشار إلى أن اليمن قدمت درساً بأن ‘أمريكا ليست إلا قشة كما قال الشهيد القائد، ودرساً آخر في أن التوكل على الله والاستمرار في طريق الجهاد هو من سيحقق النصر على كيان العدو الإسرائيلي، وكذلك على الولايات المتحدة الأمريكية.
ووصف الغرسي ما حدث بأنه هزيمة كبرى لأمريكا، مشيراً إلى أن ثلاث حاملات طائرات تأتي إلى المنطقة ولأول مرة تكون في المنطقة حاملتين طائرات دفعة واحدة. وأوضح أن هذه الحاملات تلقت في البحر الأحمر ضربات قاسية وكانت تهرب، وكما يُعلق عليها في أنها تعلمت ‘فنون الهروب’ أمام بأس الصواريخ والمسيرات اليمنية”.
واعتبر أن اليمن حققت انتصاراً استراتيجياً على الولايات المتحدة الأمريكية ما دفع الرئيس الأمريكي إلى الهرولة صوب سلطنة عمان ليطالب بإيقاف استهداف البوارج الحربية بعد أن مرغ اليمنيون بالبوارج البحرية في المياه، وبعد أن كسر اليمنيون هيبة أمريكا في البحر الأحمر وفي البحار، وبعد أن انتصر اليمنيون وأذلوا أمريكا أمام العالم.
وأكد الغرسي أن تصريحات ترامب كاذبة فاليمن لم تستجدِ من أحد وأنها دخلت هذا الطريق وهي مستعدة لمواصلته حتى لو استشهد آخر واحد منا. واعتبر أن تراجع ترامب وهزيمته هو فشل وهزيمة، وأن تخليه عن كيان العدو الإسرائيلي ‘معادلة جديدة’ فرضها اليمن، ولأول مرة يتحدث الإسرائيليون بأن أمريكا تخلت عنهم، وهذا انتصار استراتيجي مهم سيغير من واقع المعركة وسيغير حتى واقع المنطقة.
وأضاف “بدل أن كان يسعى الأمريكي ليفكك وحدة الساحات بين اليمن وفلسطين، فإن اليمن هو الذي فكك الساحات بين الولايات المتحدة الأمريكية وكيان العدو الإسرائيلي”.
وإن عدتم عدنافي السياق، وصف الناشط الثقافي، أسامة المحطوري، “مسيرة الجمعة” بأنها “مزيج من الدوافع، فالدافع الأول والأكبر هو الشكر لله سبحانه وتعالى والحمد له على ما من به على شعبنا بهذه العزة وبهذه الكرامة التي جعلت أمريكا ترضخ أمامنا وتركع أمامنا وتتراجع وتنكسر وتنهزم وتفشل أمام هذا العنفوان اليماني العظيم والحمد لله”.
وأكد المحطوري أن المسيرة هي رسالة بأن الأمريكي مهما عمل ومهما عاد إلى أي سيناريو في المستقبل فقاعدتنا التي ننطلق منها هي قوله تعالى ‘وإن عدتم عدنا'”، مشدداً على استمرار الصمود والاستمرار الثبات في موقفنا من أجل غزة ونصرة لغزة. وأضاف: نحن قد حددنا هدفنا من البداية والآن قد أصبح العدو الإسرائيلي أمامنا متفردا بعد أن حيدنا الأمريكي بفضل الله سبحانه وتعالى، ولإخواننا في غزة اطمئنوا نحن لن نتخلى عنكم ولن نترككم أبداً وأنتم قد رأيتم صدقنا ورأيتم ثباتنا وما هذا الانتصار إلا ثمرة من ثمار هذا الثبات وهذا الصمود وبالتالي سيكون هناك تصاعد أكبر وأكبر بإذن الله سبحانه وتعالى في عملياتنا”.
واختتم بالقول إن “العدو يعرف أن هناك قدرات وأن هناك تميز وتقدم في القدرات اليمانية بفضل الله سبحانه وتعالى وبالتالي سنهزمهم معنويا ونهزمهم عسكريا ونهزمهم في كل المجالات بعون الله”.
نقلا عن موقع أنصار الله