نتائج مرتقبة لمحادثات عراقجي في الرياض.. السعوديّة تنشط أميركياً لوقف النار
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
كتب نبيه البرجي في" الديار": أمس، كان يوماً بالغ الأهمية على مسار الاتصالات المكوكية والمتشابكة لوقف النار بين لبنان و «اسرائيل». محادثات وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي في الرياض، وقبل الاتصال الهاتفي بين واشنطن و «تل ابيب»، الذي تردد أنه ينتظر نتيجة تلك المحادثات، ومع اعتبار أن نقطة التقاطع في بيروت هي «غرفة العمليات» في عين التينة.
وكان اعلان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم تفويض الحزب لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، قد أدى الى توضيح الصورة التي شابتها بعض الضبابية في الآونة الأخيرة. استطراداً اطلاق يد بري ان في ما يتعلق بالحراك السياسي الخاص بالاستحقاق الدستوري، وتحديداً حول اختيار المرشح التوافقي، أو في ما يتعلق بالحراك الديبلوماسي الخاص بالسعي الى وقف الـنار.
ولقد بدا واضحاً من كلام الشيخ قاسم، أن الحزب الذي استكمل ترتيب أوضاعه بانتظار تسمية الأمين العام، قد استكمل ترتيب أوراقه، بعد تلك السلسلة من الأحداث الدرامية على مدى الأسابيع الأخيرة، بدلالاتها الزلزالية على المشهد السياسي والوطني العام، ليتأكد الاتجاه الى الفصل بين مساري غزة ولبنان، بعدما ذكرت المعلومات أن قيادة حركة «حماس» تمنت على قيادة الحزب التركيز على معالجة المشكلات اللبنانية، وذلك في ضوء تصريحات رئيس
الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتنياهو، والتي أعقبتها تصريحات وزير دفاعه يوآف غالانت، حول تغيير الشرق الأوسط انطلاقاً من البوابة اللبنانية، وبالصورة التي تمثل تهديداً حقيقياً حتى لوجود الدولة اللبنانية.
المعلومات تشير الى أن القطريين الذين دأبوا، ومنذ أن بدأت التطورات الميدانية تأخذ ذلك الشكل التصاعدي، على فتح قنوات التواصل بين واشنطن وطهران، كانوا يطلعون السعوديين على تفاصيل ما يجري، حتى اذا توجه وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي الى الرياض، كانت الأجواء مهيأة لمباحثات ذات أهمية استثنائية.
وكانت معلومات طهران قد اشارت الى أن الزائر الايراني حمل معه مواقف وصفت بـ «الايجابية جداً»، يمكن ان تحمل المملكة، بما لها من ثقل سياسي على بعض مراكز القرار في واشنطن، على الدخول على خط الجهود الخاصة بوقف النار، وقبل اجراء الاتصال الهاتفي بين الرئيس جو بايدن وبنيامين نتياهو.
وكانت معلومات سابقة قد ذكرت أن القيادة السعودية، أخذت على القيادة الايرانية تباطؤها في القيام باي خطوة مؤثرة من أجل التفكيك التدريجي للأزمة في اليمن، سنداً لاتفاق بكين في 10 آذار 2023، ودون الاكتفاء بالهدنة التي أرست نوعاً من الستاتيكو الغامض، حتى اذا ما بدأ الهجوم الحوثي على ناقلات النفط، ازدادت تساؤلات السعوديين لما يشكله باب المندب من أهمية، بالنسبة الى أمن المعابر النفطية التي تنطلق من مرافئ الخليج.
المحادثات التي لم يغب عنها الموضوع اليمني، مع تعهدات ايرانية «اشد وضوحاً»، تركزت على حماية الأمن الاستراتيجي للمنطقة، مع التركيز على وقف النيران على الجبهة اللبنانية ـ «الاسرائيلية». المعلومات الأولوية تشير الى «انطلاقة ديبلوماسية» سعودية في هذا الاتجاه.
وفي هذا السياق، ذكرت مصادر سياسية موثوق بها لـ «الديار» أن السعوديين والايرانيين يتشاركون الرأي حول جدية وصدقية البيان الذي صدر عن اللقاء الثلاثي، الذي عقد في عين التينة الأسبوع الفائت، بين بري وميقاتي وجنبلاط، لاسيما حول تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 كمدخل الى وقف النار، وارساء اسس واضحة لخط الحدود بين لبنان و «اسرائيل»، على اساس اتفاق الهدنة في رودس في آذار 1949.
تفويض حزب الله لبري هو نقطة الانطلاق، وبعدما بات التصعيد على الأرض ينذر بعواقب خطرة على المنطقة باسرها، حتى اذا تمكنت الادارة الاميركية من «احتواء» رئيس الحكومة «الاسرائيلية»، وخصوصاً أن هذه الادارة حددت طبيعة الخطوات العسكرية التي يفترض أن يقوم بها، والتي تتلخص بتدمير البنى التحتية لحزب الله، وهو ما يبدو مستحيلاً، لا أن يتجاوز ذلك الى اطلاق ذلك الشعار الفضفاض «تغيير الشرق الأوسط»، الأمر الذي عجزت عن تحقيقه أكثر من ادارة أميركية، ومنذ عهد الرئيس جورج دبليو بوش التي أطلقت عنواناً لاستراتيجيتها «صناعة الشرق الأوسط الكبير»، وصف آنذاك، حتى داخل الأوساط السياسية الأميركي بـ «المشروع العبثي»
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
اعتداءات إسرائيلية متواصلة وتهديدات بعدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار
أكد أحمد سنجاب، مراسل «القاهرة الإخبارية» من بيروت، أن الحديث والتهديد بالتصعيد مستمر من قبل قوات الاحتلال، مع استمرار المزاعم بأن حزب الله يعزز وجوده وترسانته العسكرية في الجنوب اللبناني، مشيرًا إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية تتواصل يوميًا، حيث نفذ الجيش العديد من العمليات شملت إطلاق القنابل والصواريخ على عدة مناطق في الجنوب خلال الساعات الماضية.
وأضاف «سنجاب»، خلال رسالة على الهواء، عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن الدولة اللبنانية تواصل اتصالاتها المكثفة للضغط على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات، خاصة بعد المبادرة التي تقدم بها الرئيس اللبناني جوزيف عون، والتي تضمنت استعداد الجيش اللبناني لتسلم النقاط الخمس التي لا يزال يتواجد فيها جيش الاحتلال منذ اتفاق وقف إطلاق النار وحتى الآن.
وأوضح أن المبادرة شملت أيضًا استعداد لبنان للدخول في مفاوضات برعاية الدول الصديقة والشقيقة، بهدف تنفيذ كامل لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن لبنان مستعد للقيام بأي إجراءات لوقف الاعتداءات والدخول في مراحل متقدمة من المفاوضات.
الرد الإسرائيلي حتى الآن كان مزيدًا من التصعيد والاعتداءاتوتابع: «الرد الإسرائيلي حتى الآن كان مزيدًا من التصعيد والاعتداءات، مع تهديدات بشن عدوان واسع على لبنان خلال الفترة المقبلة».