كالت قيادة حزب الأصالة والمعاصرة انتقادات إلى العمل الحكومي، في خطوة باتت مألوفة من هذا الحزب الذي يشارك في التكتل الأغلبي، لكن وزراءه يعانون مرارا في سبيل تمرير مشاريع قوانين بسبب مواقف وزراء محسوبين في الغالب على التجمع الوطني للأحرار، الهيئة السياسية التي يقودها رئيس الحكومة، عزيز أخنوش.

في اجتماع مكتبه السياسي، الخميس، برزت هذه الانتقادات بشكل واضح.

ترأس هذا الاجتماع، عضو القيادة الجماعية المهدي بنسعيد بدلا عن فاطمة الزهراء المنصوري.

لم يفت المكتب السياسي « التنويه » بـ »الجهود الإصلاحية للحكومة »، لكن هذه العبارة لم تغط على الانتقادات التي كالها إلى بعض جوانب التدبير الحكومي. بل سينتقل المكتب السياسي إلى الضغط على مدبري رزمانة الحكومة.

مدافعا عن وزرائه، وجهت قيادة « الجرار » انتقاداتها إلى تباطؤ الحكومة في إقرار مشاريع قوانين يقدمها أعضاؤها المنتمين إلى حزب الأصالة والمعاصرة.

فقد دعا كافة القطاعات الحكومية إلى « الإسراع في المصادقة على مشاريع القوانين الجاهزة، وإحالتها على البرلمان خلال السنة التشريعية الحالية، كي يمكن للبرلمان القيام بدوره الدستوري الكامل في ظروف مواتية، ويفعل مساطره واختصاصاته التامة في تجويد هذه النصوص التي تحتاج أثناء البت فيها والمصادقة عليها إلى الزمن والآجال المعقولة والظروف المواتية البعيدة عن ضغوط الانتخابات ».

وتعتبر هذه الفقرة الأكثر إثارة للانتباه في بلاغ المكتب السياسي، حيث كثرت الشكاوى في هذا الحزب من إعاقة مشاريع قوانين وزرائه في المجلس الحكومي. وكان وزيره في العدل، عبد اللطيف وهبي الأكثر تضررا من ذلك.

يثير وزير العدل الجدل من حوله بشأن مشاريع القوانين التي ينوي إقرارها، مثل القانون الجنائي، والمسطرة الجنائية، وأيضا المسطرة المدنية، وقد عانى هذا الوزير من إعاقة طرح هذه القوانين في المجلس الحكومي، وما يزال، بينما يسعى خصومه إلى عزله من تحالف الأغلبية الحكومية في البرلمان حيث تبدأ مناقشة بعض هذه المشاريع.

لكن حزبه، قرر دعمه علانية هذه المرة، في موقف نادر منذ مغادرته منصبه أمينا عاما في فبراير الفائت.

ويتضح ذلك في الفقرة التي وضعت دفاعا عن مشاريع قوانين وزراء الحزب، حيث يدعو المكتب السياسي برلمانييه « إلى المزيد من المساهمة البناءة في التحديات التشريعية الراهنة كقوانين استكمال إصلاح منظومة العدالة، والقوانين الاستراتيجية في المجال الاجتماعي كقانوني الحق في الإضراب وإصلاح صناديق التقاعد »، قبل أن يضيف أيضا « الدفاع عن الأوراش الإصلاحية الواردة في مشروع قانون المالية وغيرها من الأوراش التشريعية المستعجلة ».

لم تقف الانتقادات عند هذا الحد، بل شملت قطاعات يعتبرها رئيس الحكومة « جوهرة في تارج حصيلته » حتى الآن. وهكذا، دعا المكتب السياسي الحكومة إلى « الانكباب بسرعة على معالجة بعض الاختلالات الجانبية التي ترافق تنزيل ورش الحماية الاجتماعية ». ربط المكتب السياسي هذه الدعوة برغبته في أن « يتحقق مبتغى (هذا الورش) في توسيع قاعدة المشمولين بالحماية الاجتماعية والتغطية الصحية، ويضمن استدامة وليونة تمويل هذه البرامج، والعمل على دعمها بالإصلاحات الموازية الضرورية كإصلاح وتطوير المنظومة الصحية، والنهوض بالاقتصادات الاجتماعية المهنية والحرفية ».

وليست هذه أول مرة يوجه فيها هذا الحزب انتقادات إلى الطريقة التي يدار بها هذا المشروع، ففي ماي الفائت دعت قيادته الحكومة إلى تحسين التواصل بشأنه، لكن وفق المناقشات التي جرت في اجتماع المكتب السياسي، ليس هناك ما يشير إلى أن رئيس الحكومة قد أنصت إلى ملاحظات الحزب.

بنفس الطريقة، عرجت قيادة « الجرار » على تأهيل المناطق المتضررة بالفيضانات، وتمديد تقديم المساعدات المادية الشهرية للأسر المتضررة من زلزال الحوز، فقد دعت الحكومة إلى « مضاعفة جهودها البشرية واللوجستيكية وهي تنكب على هذين الملفين الاجتماعيين المستعجلين، حتى تحقق التوجيهات الملكية مغزاها النبيل في التخفيف العاجل من الأوضاع الصعبة التي تعيشها الأسر في المناطق المتضررة ».

مع ذلك، شدد الحزب على « انخراطه التام في دعم الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة، والاشتغال بانسجام وتضامن مع فرقاء الأغلبية »، لكنه وضعا شرطا لفعل ذلك بـ »الجهر بالرأي المسؤول، وبالعمل الصادق على تسريع الأوراش الإصلاحية التي ستنعكس على الواقع المعاش للمواطنين، وليس بالركوب على قضاياهم لتحقق شعبية زائفة أو بالخطابات المدغدغة للعواطف ».

 

 

كلمات دلالية أحزاب البام المغرب حكومة سياسية

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أحزاب البام المغرب حكومة سياسية المکتب السیاسی مشاریع قوانین

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي: موقف الحزب الديمقراطي الأميركي منا لم يعد كما كان

أفاد الكاتب الإسرائيلي، تسيفي شميلوفيتش، أن تحولات كبيرة يشهدها الحزب الديمقراطي الأميركي بخصوص الموقف من إسرائيل، وذلك بعد عقد من الزمن على خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكونغرس عام 2015.

وأشار الكاتب في مقاله بموقع "واي نت" التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، إلى أن خطاب نتنياهو -الذي جاء ضد اتفاق إيران النووي برئاسة باراك أوباما– شكل بداية تصدع الإجماع التقليدي بين الحزبين حول دعم إسرائيل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيوزويك: عشرة أيام هزّت الولاية الثانية لترامبlist 2 of 2كيف حوّل زهران ممداني التعدد اللغوي إلى فعل سياسي فاز بنيويورك؟end of listحالة تشاك شومر

وأوضح الكاتب أن أحد أبرز الأمثلة على هذا التحول هو السناتور الديمقراطي تشاك شومر، الذي كان يُعرف بدعمه الثابت لإسرائيل على مدى أكثر من 40 عاما.

وأفاد بأن شومر اليوم يجد نفسه في ضغط متزايد من جيل جديد داخل الحزب، نشأ في مجتمع متنوع ومتصل بالإنترنت، ويرى إسرائيل من منظور يختلف كثيرا عن ماضي الحزب.

وذكر تسيفي شميلوفيتش، أن هذا الجيل الجديد يرفض قبول الدعم التقليدي من جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، ويعتبر أن الأولوية يجب أن تكون لقضايا المواطنين الأميركيين، مثل ارتفاع تكاليف المعيشة والإسكان، وليس السياسة الخارجية أو مصالح اللوبيات الخارجية.

وأضاف أن هذا التوجه أدى إلى ظهور مرشحين شباب يمثلون "الأطراف الخارجة على التيار التقليدي" في الحزب الديمقراطي، الذين يركزون على القضايا الداخلية ولهم انتقادات حادة لإسرائيل.

حالة الغليان الديمقراطية موجودة أيضا لدى من يعتبرون من المؤسسة، فـ8 من كبار أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين شكلوا هيئة تسمى "نادي القتال"، وهم يطالبون قيادة الحزب بمكافحة ترامب بشكل أكثر عدوانية

دلالات فوز ممداني

وأشار الكاتب إلى أن نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة، مثل فوز المرشح الديمقراطي زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك، مثلت أول مؤشر واضح على هذا التحول، خصوصا في مدينة ذات كثافة يهودية كبيرة، حيث كان دعم إسرائيل سابقا عاملا حاسما للفوز بالانتخابات.

وأوضح أن هذه النتائج تعتبر إنذارا للمؤسسة الديمقراطية التقليدية بأن تحالفها الطويل مع إسرائيل لم يعد مضمونا.

ويرى الكاتب أن المرحلة التالية تلوح في الأفق، حيث من المتوقع أن يواجه عدد من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل من نيويورك، في الانتخابات التمهيدية للعام المقبل، منافسين شيدوا سمعتهم على أساس الانتقاد الشديد لإسرائيل.

إعلان

فعضو الكونغرس أدريانو إسبايلات، الذي يمثل منطقة شمال مانهاتن وأجزاء من برونكس في مجلس النواب، من المرجح أن يواجه في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية درياليزا أفيلا شافالييه، التي ساعدت في قيادة المظاهرات المناهضة لإسرائيل في جامعة كولومبيا.

نادي القتال

عضو كونغرس آخر، هو ريتشي توريس، الداعم المتحمس لإسرائيل والذي يمثل دائرة انتخابية في برونكس، سيواجه في الانتخابات التمهيدية مايكل بليك.

وقد كتب عند إعلانه الترشح على وسائل التواصل الاجتماعي: "أنا سأقاتل من أجلكم ومن أجل خفض تكاليف معيشتكم، بينما سيقاتل ريتشي من أجل الإبادة الجماعية. سأركز على سكن ميسور التكلفة، وسيركز ريتشي فقط على أيباك وبيبي (نتنياهو)، سأستثمر في المجتمع، وريتشي يستثمر في القنابل".

وأشار تسيفي شميلوفيتش إلى أن كثيرا من المرشحين يتفقون على نقطة واحدة: اعتبار الدعم المالي والسياسي من جماعات الضغط مثل أيباك "علما أحمر"، ورفض التأثير المباشر لهذه المنظمات على السياسة الداخلية الأميركية.

وأفاد أن حالة الغليان الديمقراطية موجودة أيضا لدى من يعتبرون من المؤسسة. ففي "نيويورك تايمز" ورد هذا الأسبوع أن 8 من كبار أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين شكلوا هيئة تسمى "نادي القتال"، وهم يطالبون قيادة الحزب بمكافحة ترامب بشكل أكثر عدوانية.

مقالات مشابهة

  • تكالة يبحث مع تيته خارطة الحل السياسي في ليبيا
  • هندوراس تنتخب رئيساً جديداً
  • فريد زهران: المشهد الانتخابي نتيجة الفراغ السياسي والعزوف عن المشاركة
  • كاتب إسرائيلي: موقف الحزب الديمقراطي الأميركي منا لم يعد كما كان
  • تركيا.. أوزيل يكرس زعامته لـ«حزب الشعب» والكردستاني يطالب بالإفراج عن زعيمه
  • حرّروا مروان.. حملة عالمية تطالب بالإفراج عن القيادي الفلسطيني البرغوثي
  • معاريف: هذه أوراق نتنياهو التي أفلتت من جعبته قبل الانتخابات
  • انطلاق حملة عالمية للإفراج عن مروان البرغوثي
  • متظاهرون في عدة مدن شرقا وجنوبا تطالب بالإسراع في إجراء الانتخابات دون تأجيل
  • تونس.. سعيّد يوجه احتجاجاً شديد اللهجة وأوروبا تطالب بالإفراج عن المعتقلين