شهدت مناطق متفرقة في الضفة الغربية المحتلة، اليوم السبت، سلسلة من الاعتداءات التي نفذها مستوطنون إسرائيليون على المزارعين الفلسطينيين، حيث استهدفت الاعتداءات تحطيم أشجار الزيتون ومهاجمة المزارعين ومنعهم من جني المحصول.

وتركزت الاعتداءات في مناطق شرق مدينة رام الله وجنوب نابلس وشمال سلفيت، كما ورد في تقارير محلية.

وهاجم مستوطنون من مستوطنة "يش كودش" المزارعين أثناء قيامهم بقطف الزيتون في المنطقة الشرقية في قرى قصرة وجالود ودوما جنوب نابلس. وهددوهم بالسلاح، مما أجبرهم على مغادرة المكان وذلك بحسب رئيس بلدية قصرة هاني عودة.

وقال عودة إن جيش الاحتلال اقتحم المنطقة في وقت مبكر من صباح السبت، وأمر المزارعين بإخلاء الأرض تحت ذريعة "أسباب أمنية".

وأكد رئيس مجلس قرية دوما، سليمان دوابشة، أن قوات الاحتلال لاحقت المزارعين في الجهة الغربية للقرية، ومنعتهم من الاقتراب من شارع "ألون" الاستيطاني. وأوضح أن استمرار هذه الإجراءات يهدد الموسم الزراعي لهذا العام بالكامل.

وفي قرية ياسوف شمال سلفيت، أقدم مستوطنون من مستوطنة "تفّوح" على قطع 10 أشجار زيتون مثمرة. وأوضح رئيس مجلس القرية، وائل أبو ماضي، أن هذه الأشجار تعود ملكيتها لأهالي القرية، وتزيد أعمارها عن 25 عاما.

وأشار أبو ماضي إلى أن هذه الاعتداءات تأتي ضمن سلسلة من الهجمات شهدتها القرية منذ بداية الشهر، وشملت تخريب ممتلكات المواطنين وإرهابهم بشكل متواصل.

وفي قريتي المغير وترمسعيا شرق رام الله، تعرضت عائلة فلسطينية لهجوم من قبل مجموعة مستوطنين مسلحين خلال قطفهم ثمار الزيتون.

اعتداءات متواصلة

وقال رئيس مجلس القرية، أمين أبو عليا، إن الهجمات قامت تحت حماية جيش الاحتلال، مضيفا أن هذا الهجوم ليس الأول من نوعه، حيث مُنع المزارعون في العام الماضي من الوصول إلى تلك الأراضي لقطف الزيتون.

وتظهر التقارير أن الاعتداءات على المزارعين الفلسطينيين وحقولهم تتزايد بشكل ملحوظ خلال موسم قطف الزيتون، والذي يمتد عادة بين شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني من كل عام. وتتراوح تلك الاعتداءات بين سرقة ثمار الزيتون، واقتلاع الأشجار، وتهديد المزارعين بالسلاح.

ووفقا للإحصائيات الفلسطينية، تم تدمير نحو 278 ألف شجرة زيتون منذ عام 2012، معظمها بسبب الاعتداءات الإسرائيلية والمستوطنين.

وتتوقع وزارة الزراعة الفلسطينية عدم تمكن المزارعين من الوصول إلى 80 ألف دونم من الأراضي المزروعة بالزيتون هذا العام نتيجة هجمات جيش الاحتلال والمستوطنين، مما سيؤدي إلى فقدان نحو 15% من محصول الموسم.

وقد كان موسم 2023 صعبا بشكل خاص على المزارعين الفلسطينيين، حيث تزامن مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتفاقم الاعتداءات في الضفة الغربية.

وأفاد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن القيود على الحركة والعنف من المستوطنين وجيش الاحتلال تسبب في صعوبات كبيرة للمزارعين الفلسطينيين في موسم الزيتون لهذا العام، مما يهدد بتفاقم الخسائر الاقتصادية والزراعية في المناطق الفلسطينية.

وتأتي هذه الاعتداءات في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 140 ألف فلسطيني حتى الآن. كما توسعت العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، مما أسفر عن استشهاد 749 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و250 شخصا واعتقال أكثر من 11 ألفا و100 شخص منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات فی الضفة

إقرأ أيضاً:

اعتداءات بالضفة والمستوطنون يتأهبون لاقتحام واسع للمسجد الأقصى

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من المدن والبلدات بالضفة الغربية، كما أحرق مستوطنون مركبة لمتضامنين أجانب، وهاجموا منازل جنوب الخليل، وسط تحذير من اقتحام موسع للمسجد الأقصى المبارك يعتزمون القيام به بعد غد الأحد في ما يسمى ذكرى "خراب الهيكل".

وقالت مصادر فلسطينية للجزيرة إن عددا من الآليات العسكرية الإسرائيلية اقتحمت مدنا وقرى وبلدات عدة شمالي الضفة المحتلة، شملت قريتي رابا والزبابدة (جنوب شرقي جنين).

ومن ناحية أخرى، داهمت قوات عسكرية طوباس ونشرت آلياتها في شوارع المدينة، كما توجهت قوة ثانية لاقتحام بلدة طمون.

ومساء أمس، أحرق مستوطنون مركبة تابعة لنشطاء أجانب كانوا في زيارة تضامنية لبيت فلسطيني في بلدة سوسيا جنوب الخليل (جنوبي الضفة).

وقد امتدت ألسنة النيران إلى محيط منزل مضيفهم الفلسطيني، مما تسبب بأضرار مادية. كما هاجم المستوطنون منزلا فلسطينيا آخر بالحجارة والزجاجات الحارقة، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وعلى فترات غير متباعدة، يوجد المتضامنون الأجانب، وبينهم نشطاء حقوقيون، في مناطق التماس بالضفة الغربية تضامنًا مع الفلسطينيين، حيث يعملون على توثيق اعتداءات المستوطنين ونقلها إلى مؤسساتهم. 

وبالتزامن مع اعتداءات المستوطنين على المتضامنين الأجانب مساء أمس، أصيبت شابة فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي، قرب مدخل مخيم طولكرم للاجئين (شمالي الضفة المحتلة).

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إصابة فلسطينية (18 عاما) برصاصة في ظهرها، بعد إطلاق قناصة إسرائيليين متمركزين في إحدى الثكنات العسكرية بالمخيم الأعيرة النارية باتجاه الفلسطينيين، في محيط قاعة العودة على مدخل مخيم طولكرم.

وحسب "وفا" كانت الشابة برفقة والدتها وشقيقها وعدد من المواطنين، في طريقهم لتفقد منازلهم داخل المخيم، وتم نقلها الى مستشفى ثابت ثابت الحكومي، ووصفت حالتها بالمستقرة.

مستوطنون يحتشدون عند باب العمود في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل" (الجزيرة-أرشيف)اقتحامات "خراب الهيكل"

ومع تصاعد اعتداءات المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، حذّرت محافظة المدينة الفلسطينية المقدسة من "مخطط تصعيدي خطير دعت إليه ما تسمى منظمات الهيكل الاستعمارية المتطرفة لاقتحام واسع النطاق للمسجد الأقصى المبارك يوم الأحد المقبل، بالتزامن مع ما يُسمى في الرواية التوراتية بذكرى خراب الهيكل".

إعلان

وأكدت المحافظة -في بيان لها مساء أمس- أن "هذه الدعوات ليست مجرد تحرك ديني معزول، بل هي جزء من مشروع استيطاني استعماري مدروس يهدف إلى تقويض الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى، وفرض السيادة الاحتلالية عليه بالقوة، في انتهاك سافر للمواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة التي تؤكد على قدسية المسجد كمكان عبادة خالص للمسلمين".

وشدد البيان على أن جماعات "الهيكل" المتطرفة تصر سنويا على تنفيذ اقتحاماتها داخل المسجد الأقصى المبارك، في تحدٍ مباشر لقدسية المكان، مشيرة إلى أن الأعوام السابقة شهدت إدخال لفائف "الرثاء" وقراءتها داخل المسجد الأقصى.

كما شملت هذه الاقتحامات ارتكاب انتهاكات شملت رفع علم الاحتلال، وأداء طقوس "السجود الملحمي" الجماعي (الانبطاح الكامل على الأرض) والرقص والغناء داخل الساحات، كما شارك بهذه الاقتحامات أعضاء كنيست والوزير إيتمار بن غفير نفسه، مما يعكس تورط أعلى المستويات السياسية في انتهاك حرمة المسجد.

وبيّنت محافظة القدس أن هذا التصعيد يترافق هذا العام مع بيئة تحريضية غير مسبوقة، حيث يحلّ الحدث بعد أسابيع فقط من إصدار بن غفير تعليماته لضباط شرطة الاحتلال بالسماح للمستعمرين بالرقص والغناء داخل المسجد الأقصى، في خطوة تعد تمهيدًا لفرض "وقائع جديدة" بالقوة، خصوصًا بعد تصريحه العلني خلال اقتحامه للمسجد في مايو/أيار الماضي بأن "الصلاة والسجود أصبحت ممكنة في جبل الهيكل" في مخالفة واضحة وخطيرة للوضع القائم.

وأكد البيان أن الذكرى هذا العام تعد من أخطر الأيام على المسجد الأقصى، إذ تخطط جماعات "الهيكل" لجعل الثالث من أغسطس/آب "يوم الاقتحام الأكبر" في محاولة نوعية لكسر الخطوط الحمراء الدينية والقانونية، مستفيدة من الاصطفاف الحكومي الكامل خلف أجندتها المتطرفة.

وقال أيضا إن هذا التناغم الخطير بين منظمات "الهيكل" وأذرع الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها ما تسمى وزارة "الأمن القومي" التي يقف على رأسها بن غفير ينذر بتفجير الأوضاع في المدينة المقدسة، ويستهدف تحويل المسجد الأقصى إلى ساحة دينية صهيونية بالقوة.

وأضافت محافظة القدس في بيانها أن هذا المخطط لا يقتصر على دعوات إلكترونية أو دينية، بل يترافق مع تحركات ميدانية منظّمة، كان أبرزها عقد مؤتمر تحريضي بعنوان "الحنين إلى الهيكل وجبل الهيكل".

وأوضحت أن المنظمات المتطرفة نظمت هذا المؤتمر التحريضي في "قاعة سليمان" غربي القدس، بمشاركة مئات الحاخامات ونشطاء اليمين الديني المتطرف، وبرعاية مباشرة من بلدية الاحتلال وبحضور آرييه كينغ نائب رئيسها المتطرف حيث أُعلن خلاله عن نية "استعادة جبل الهيكل" وتنفيذ طقوس دينية تشمل الذبيحة والتطهير بالبقرة الحمراء.

وأعادت محافظة القدس التأكيد على أن المسجد الأقصى المبارك، بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا، هو مكان عبادة إسلامي خالص غير قابل للمساومة أو التقسيم، وأن أي محاولة لفرض السيادة الاحتلالية عليه تشكّل انتهاكًا صارخًا وخطيرًا.

ودعت في بيانها المجتمع الدولي والأمتين العربية والإسلامية إلى تحمّل مسؤولياتهم السياسية والقانونية في وجه هذا العدوان المنظّم، واتخاذ خطوات عاجلة لحماية المسجد الأقصى والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس المحتلة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • حماس: جرائم المستوطنين بالضفة تتزايد وتستدعي نفيرا واسعا
  • الأردن يدين سلسلة اعتداءات على مقرّات سفاراته وبعثاته الدبلوماسية في الخارج
  • شهيد ومصابون في اعتداءات المستوطنين بعقربا
  • ألمانيا: اعتداءات المستوطنين في الضفة «إرهاب منظم»
  • الاحتلال يهجّر تجمعا بدويا في الضفة للمرة الثانية في شهر
  • جيش العدو الصهيوني يقتحم مدن الضفة المحتلة ويعتقل عدد من الفلسطينيين
  • اعتداءات بالضفة والمستوطنون يتأهبون لاقتحام واسع للمسجد الأقصى
  • 1444 اعتداء للمستوطنين الصهاينة على الفلسطينيين خلال 6 شهور
  • الصحة: استشهاد مواطن في سلواد اختناقًا بفعل اعتداءات المستوطنين
  • المجلس الوطني: هجوم المستوطنين على سلواد هدفه الترهيب والتطهير العرقي