موقع 24:
2025-05-09@19:55:14 GMT

الحمايتان

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

الحمايتان

بعدما فشلت جميع الوساطات والمحاولات، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران، عشية حرب العراق: "عبثاً نحاول. لقد دخلنا منطق الحرب". طبعاً كان على حق في قراءته لمجرى الأحداث، وتفلت التطورات، لكنه أساء التعبير. ليس للحروب منطق، ولا يمكن أن يكون. وكان جدوده قد قالوا قبله بزمان: "في الحرب كما في الحرب". باب جهنم مفتوح على كل شيء.

لا مفاجآت ولا محظورات. ولعله عندما تحدَّث عن منطق الحرب، كان يقصد سياقها القائم على الجنون، والرفض، وتجاهل العذاب الذي يضرب البشر، فيما تبتعد إمكانات الحوار، وتزدرى فكرة السلم، ويصور الحديث عن الهدنة على أنه خيانة وجبن.
كثرت في لبنان الأحاديث العلنية عن وقف الحرب، بعدما كان البعض يعتبرها خيانة وصهيونية. أن تحزن على مقتل 2100 إنسان في أسبوعين من شعبك وأهلك، ليس جبناً، ولا خيانة. أن يشرد مليون جنوبي في متاهات العراء كارثة إنسانية، لا بد من وقفها، وليست بطولة لا بأس من استمرارها وتماديها. ليسوا صهاينة الذين يستنكرون تحول الجنوب إلى ضاحية جنوبية، وقلب بيروت إلى جنوب الضاحية.
كان منطق المقاومة، ووزير خارجية إيران، أن الحرب هي الحرب، والمقاتلون جنوبيون، والمشردون جنوبيون، وهم من يدفعون ثمن الجحيم. وهذا منطق الحروب لا منطق الأوطان، والشعوب، وحماية الأرض. لم يدم أبداً تحويل لبنان إلى مثنيات طائفية، ورباعيات منفصلة ومتعادية. سرعان ما عادت الحقائق التاريخية إلى مواقعها وحقائقها بعدما وصل الانقسام إلى قتيل وشهيد، مع أن القاتل واحد بلا لحظة تردد. وإذ تم الفصل بين الموتى، ظل المصابون والجائعون والمشردون بلا تصنيف.
استغرقت غزة عاماً لما بلغته الحالة اللبنانية في أسبوع. شملت الحرب وفظائعها كل لبنان، ولم يعد فيه مكان آمن. وتحول إلى مشهد لجوء، ومساعدات وأيتام بلا حدود.
شرّع نتانياهو لدباباته وطائراته كل بقعة من لبنان. وإلى الآن لبنان منقسم حول شرعيته، وحتى حول مصيره ووجوده. لا رئيس للدولة، وكأن الدولة في أوهن حالاتها، ولا حكومة قانونية، ولا قانون إلا من أشفق الله عليه.
الانقسام الأخطر والأشد بين ما، ومتى بقي من الدولة، وبين الحزب الجريح، هي لا تجرؤ على مصارحته بأن مسؤوليتها حماية الناس، والمؤسسات، وهو همه حماية المقاومة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله

إقرأ أيضاً:

هل انتهت الحرب في السودان؟

هل انتهت الحرب؟
إجابتي: نعم. حربنا ضد الجنجويد ومن ساندهم انتهت فعليًا، ونصرنا عليهم وعلى من يقف خلفهم أصبح مسألة وقت لا أكثر.

ما نعيشه اليوم من قصف ومسيرات ليس حربًا، بل واقع جديد يجب أن نتأقلم معه. لا مكان للارتباك أو الانبهار أو الشعور بالهزيمة.
هذا الهجوم لن يتوقف، لذا نحن من يجب أن نغيّر استراتيجيتنا.
نحتاج إلى بناء وتعمير وفق رؤية جديدة:
إنشاء مخازن وقود استراتيجية تتماشى مع الواقع العالمي الجديد .

تطوير منظومات دفاع خداع وتمويه مبتكرة تشكّل الأساس للدفاع.
التوجه لبناء واقع سياسي قوي وموحد هو الرد الحاسم على ما تبقى من هذا العدوان. وقطع الامل لهؤلا الشرزمه من المتقحطين و المتامرتين .

نحن بحاجة لخطة عمل سياسية واضحة تُفضي إلى انتخابات في أقرب وقت.
المرحلة الحالية ليست للبكاء والنحيب، بل للعمل الجاد والمواجهة الواعية.

Osama Yousif

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • 5 حيل سرية في هواتف آيفون لكشف خيانة شريكك
  • بيان لأعضاء من النواب: التورط في إدخال مهاجرين إلى ليبيا خيانة عظمى
  • تشيلسي يضرب موعداً مع التاريخ!
  • توتنهام يتأهل لنهائي الدوري الأوروبي ويضرب موعدا مع مانشستر يونايتد
  • البنك المركزي يجمع 23.32 مليار جنيه بعد رفع عائد أذون الخزانة
  • متى نكف عن هذا..!!
  • رابطة الأبطال.. “البياسجي” يطيح بـ أرسنال ويضرب موعدا مع الإنتر في النهائي
  • «السمك» مقابل «التذكرة» في «يوروبا ليج»!
  • هل انتهت الحرب في السودان؟
  • «الفرسان» الأعلى اعتماداً على «الشباب»