تداولت أوساط مغاربية تكهنات باحتمال تعرض سواحل بعض بلدان المنطقة لتداعيات عاصفة "كيرك" التي ضربت مناطق متفرقة في فرنسا وإسبانيا، الخميس، وأيضا لإعصار "ليزلي" الذي يتشكل حاليا فوق المحيط الأطلسي.

وعبر مدونون في الدول الخمس (موريتانيا، المغرب، الجزائر، تونس وليبيا) عن مخاوف من وصول هذه العواصف إلى مدنهم الساحلية.

وزاد من حدة النقاش متابعة كثيرين للتقارير عن الإضرار الذي خلفها إعصار ميلتون في ولاية فلوريدا الأميركية.

وتسبب "كيرك"، الذي تحول من إعصار إلى عاصفة في فيضانات وسيول في مناطق متفرقة من فرنسا، كما خلف خسائر مادية في إسبانيا والبرتغال.

ليزلي

وفي وسط المحيط الأطلسي، يتابع خبراء المناخ مراحل تشكل إعصار استوائي آخر يدعى "ليزلي"، إذ سبق للمرصد الوطني الأميركي للأعاصير أن حذر مؤخرا من سرعته التي قد تزيد عن 120 كيلومترا في الساعة.

 

11AM ADVISORY: Tropical Storm #Leslie turns north-northeast over the open waters pic.twitter.com/VRfFf3M9ty

— 7 Weather (@7Weather) October 11, 2024

 

ويتوقع خبراء مناخ أن ينطلق هذا الإعصار من وسط المحيط الأطلسي ليمر قبالة السواحل الموريتانية والمغربية ثم يكمل طريقه في اتجاه شمال غرب أوروبا.

Atlantic Tropical Storm #Leslie Track Forecasts (Fri 11 Oct 2024 1200 UTC): https://t.co/vkOaOwAfTx pic.twitter.com/vnSJ1GnVIa

— Hurricane Models (@HurricaneModels) October 11, 2024

 ويبدأ موسم الأعاصير في حوض الأطلسي مطلع شهر يونيو ويستمر لغاية شهر نوفمبر، ورغم كثرتها واختلاف مستوياتها، إلا أن الكثير من هذه الأعاصير غالبا ما ينتهي في أعالي الأطلسي أو تتحول لعواصف رعدية بعد وصولها إلى السواحل.

ونشر نشطاء في الشبكات الاجتماعية تحذيرات بشأن احتمال تأثّر المنطقة المغاربية بالعاصفتين، ورجح بعضهم أن تظهر تداعياتهما بحلول 20 أكتوبر الجاري.

"غموض"

وتعليقا على تلك المخاوف والتكهنات، استبعد أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، محمد سعيد قروق، أن تتأثر المنطقة المغاربية بأية أعاصير شبيهة بإعصار ميلتون الذي ضرب فلوريدا في الأيام الماضية.

لكن قروق أوضح في تصريح لـ"أصوات مغاربية" الجمعة، أن هناك غموضا يلف مسار إعصار "ليزلي" المتمركز حاليا وسط المحيط الأطلسي على اعتبار أنه لا يزال في مرحلة التطور.

وأضاف أن "ارتفاع حرارة المحيطات يجعلنا في غموض حول مسارات هذه الأعاصير التي تأخد اتجاهات شمالية شرقية في المحيط الأطلسي، ويبقى أن نستمر في تتبع بدقة مسار هذا الإعصار وتطوراته الطاقية حتى نتمكن من تقييم أثاره على السواحل المغربية والموريتانية، لأن الجزائر وتونس غير معنية بخطره".

على صعيد آخر، أشار الخبير المغربي إلى وجود مخاطر لهذه الأعاصير والعواصف على السواحل المغربية، مؤكدا في الوقت نفسه أن تداعياته لن تتجاوز سقوط الأمطار.

وختم حديثه بالقول إن "كل الظواهر التي نعيشها في السنوات الأخيرة تتميز بالعنف نتيجة ظاهرة الاحترار بحيث أصبحت بعض الأعاصير تتحرك خارج مجالها مقارنة بالسنوات الماضية وهذا ما شاهدناه منذ سبتمبر الماضي بكل من المغرب والجزائر وتونس بظهور عواصف رعدية خلفت أمطارا عنيفة في مجالات صحراوية جافة".

"غير مهددة"

بدوره، قلّل الأستاذ التونسي في الجغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية، عامر بحبة، من احتمال تعرض المنطقة المغاربية لمخاطر نتيجة هذه العواصف.

ويستبعد الخبير في المرصد التونسي للطقس والمناخ، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن يؤثر إعصار "كيرك" على السواحل المغاربية لتراجع قوته وتحوله إلى عاصفة عادية.

أما بالنسبة لإعصار "ليزلي"، فيوضح بحبة أن موقعه محصور في الوقت الراهن بين أفريقيا والكاريبي مستبعدا أن يتخذ شكل إعصار مهدد للسواحل المغاربية.

وقال موضحا "وصف البعض للإعصار بالقوي والمهدد للسواحل المغربية غير صحيح، لأن المعطيات تظهر في الوقت الراهن أنه غير قوي ولا تتجاوز سرعته 83 كيلومترا كما يتوقع أن يضعف وأن يتحول إلى مجرد منخفض جوي".

لكنه في المقابل، أشار الباحث في المخاطر الطبيعية إلى وجود منخفضات جوية في المنطقة المغاربية ورجح أن تسفر في الأيام المقبلة عن سقوط أمطار بكل من الجزائر والمغرب وتونس.

وتوقع أن تصل كميات الأمطار بين 100 و150 ميليمترا في بعض المناطق الشمالية للدول الثلاثة، مع التأكيد أن هذه التوقعات قابلة للتغير.

المصدر: أصوات مغاربية
 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المنطقة المغاربیة المحیط الأطلسی

إقرأ أيضاً:

جروك يثير عاصفة جديدة.. روبوت xAI يغرق منصة X بمديح مبالغ فيه لإيلون ماسك

مرة أخرى يجد روبوت الدردشة جروك نفسه في قلب عاصفة من الجدل على منصة X، بعد أن اضطرت شركة xAI للتدخل وحذف سلسلة جديدة من منشوراته المثيرة، لكن هذه المرة لم تكن مرتبطة بمحتوى سياسي متطرف أو إشادة بهتلر كما حدث سابقًا، بل موجة من المديح الغريب والمبالغ فيه لرئيس الشركة التنفيذي إيلون ماسك.

خلال اليومين الماضيين، بدأ العديد من المستخدمين يلاحظون أن جروك يطلق تصريحات غير منطقية حول ماسك، يرفعه فيها إلى مكانة أسطورية تتجاوز حدود الواقع. فقد وصف الروبوت ماسك بأنه قمة اللياقة البدنية بلا منازع، مدعيًا أنه أكثر لياقة من أسطورة كرة السلة ليبرون جيمس، وأنه يتمتع بذكاء يفوق ألبرت أينشتاين، بل وأضاف بثقة أن ماسك سيفوز في نزال ملاكمة افتراضي ضد مايك تايسون في أوج قوته.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فعندما سُئل جروك عن أعظم شخص في التاريخ الحديث، لم يتردد في الإجابة: إيلون ماسك، بدا لوهلة أنه لا توجد مقارنة في أي مجال لا يستطيع الروبوت أن يضع فيها ماسك على قمة العالم — سواء في الألعاب الرياضية، أو العلوم، أو السينما، أو حتى السياسة.

وفي سلسلة أخرى من المزاعم الغريبة، قال جروك إن ماسك لو شارك في مسودة الدوري الأمريكي لكرة القدم عام 1998 لكان اختير فوق اللاعب الشهير بيتون مانينج، وأضاف أنه لو لعب في دوري البيسبول، لتم اختياره راميًا أساسيًا لبطولة العالم عام 2001. وتجاوز الروبوت الحدود عندما وصف ماسك بأنه نجم سينمائي أفضل من توم كروز، وشيوعي أفضل من جوزيف ستالين.

واضطر العديد من مستخدمي المنصة إلى مشاركة لقطات لهذه الإجابات التي حازت على انتشار واسع، إلى أن وصل الأمر إلى ذروته عندما زعم جروك أن ماسك يتمتع بتفوق أخلاقي على يسوع المسيح، عند هذه النقطة، يبدو أن xAI قررت وقف هذه المهزلة، إذ بدأت الشركة بحذف المنشورات الأكثر إحراجًا على نطاق واسع.

إيلون ماسك نفسه علّق على الأزمة، لكنه لم يعترف بوجود مشكلة في النموذج، بل ألقى اللوم على ما وصفه بأنه تحريض عدائي أدى إلى انحراف إجابات جروك. وكتب في منشور على X قائلاً: تم التلاعب بجروك للأسف عبر تحريض عدائي ليقول أشياء مبالغًا فيها عني. لكنه لم يوضح كيف يمكن اعتبار الأسئلة المباشرة عدائية، أو لماذا بدأ هذا السلوك الغريب بعد تحديث Grok 4.1 الذي أطلق قبل أيام قليلة فقط.

ولم تجب xAI عن الأسئلة التي وُجهت إليها حول سبب حذف هذه المنشورات تحديدًا، لكن مصدرًا من الشركة اكتفى بالقول إن الإعلام يكرر الأكاذيب نفسها، دون تقديم توضيحات تقنية حول آلية حدوث هذا الانحراف في نموذج الذكاء الاصطناعي.

الحادثة أعادت للأذهان أزمات سابقة مر بها جروك، خاصة تلك التي اضطرّت فيها الشركة لتعطيل النموذج لفترة قصيرة بعد أن بدأ بإطلاق منشورات تشيد بالنازيين، وظهر فيها مصطلح ميكاهتلر الذي أثار انتقادات واسعة. كما أثار الروبوت جدلًا آخر عندما أصبح مهووسًا بمفهوم الإبادة الجماعية البيضاء في جنوب إفريقيا، وهي تصريحات وصفتها الشركة لاحقًا بأنها نتيجة تعديل غير مصرح به، دون تقديم أي تفاصيل حول طبيعة هذا التعديل أو كيفية حدوثه.

ويرى خبراء الذكاء الاصطناعي أن هذه الحوادث المتكررة تشير إلى غياب واضح للضوابط الداخلية والأنظمة الوقائية داخل نموذج جروك، مقارنة بمنافسين آخرين مثل ChatGPT أو Gemini، الذين يعتمدون على طبقات أمان متعددة لمنع الانحرافات السلوكية أو الاستجابات المسيئة. كما يعتبر البعض أن ارتباط جروك المباشر بإيلون ماسك، كمالك للمنصة وممول للشركة المطورة، يجعل أي انحراف في سياق المديح أو الهجوم السياسي أكثر حساسية وإثارة للجدل.

ومع أن xAI تؤكد أنها تعمل على تحسين النموذج باستمرار، إلا أن هذه الحادثة الجديدة توضح أن الطريق ما زال طويلًا قبل أن يصبح جروك قادرًا على التفاعل بمسؤولية مع ملايين المستخدمين على منصة X، خاصة في ظل التداخل بين مكانة ماسك داخل الشركة وبين قدرة النموذج على إبقاء مسافة آمنة بينه وبين صانعته.

مقالات مشابهة

  • عاصفة ثلجية تضرب الولايات المتحدة وتلغي مئات الرحلات الجوية
  • هل يقلق الملك؟ نعم يقلق… لكنه لا يخاف إلا الله
  • الأوقاف تُنفّذ 150 قافلة دعوية بمراكز الشباب حول "حُسن الجوار"
  • ضمن «صحّح مفاهيمك».. 150 قافلة دعوية بالدقهلية لتعزيز السِّلم الاجتماعي عبر قيمة «حُسن الجوار»
  • المحيط الهادي لم يعد هادئا .. فما قصة المياه المشتعلة؟
  • عاصفة ثلجية تجتاح مناطق من الولايات المتحدة
  • جروك يثير عاصفة جديدة.. روبوت xAI يغرق منصة X بمديح مبالغ فيه لإيلون ماسك
  • ثقب عملاق يظهر فوق الأطلسي ويثير قلق العلماء.. ماذا سيحدث؟
  • انفجارات تضرب ناقلتي نفط خاضعتين للعقوبات قرب السواحل التركية
  • ملتقى ذاكرة المحيط يستحضر الإرث البحري العُماني ويبرز الروابط التاريخية مع شرق إفريقيا