“تراقيم حروفية” ورشة فنية مميزة في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
ضمن فعاليات ملتقى الشارقة للخط في دورته الـ11، تحت عنوان “تراقيم” الذي تنظمه إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة بالشارقة. أقيمت في مقر جمعية الإمارات للفنون التشكيلية أمس، الأربعاء، ورشة فنية بعنوان (تراقيم حروفية)، أشرف عليها الأستاذ حسام عبد الوهاب بحضور عددٍ من الفنانين والمهتمين بهذا الفن العريق الذين تعرفوا على كيفية استخدام تطبيقات التصميم الفني الحديثة في تحسين جودة العمل الفني دون المساس بروح العمل الفني ولمسة صاحبه الإبداعية الخاصة.
عرّف عبد الوهاب الحضور في بداية الورشة، مفهوم التراقيم الحروفية (التنقيط والرموز واستخدامها في النصوص). واستعرض أهمية الترقيم الحروفي في تحسين جودة النصوص المكتوبة. والأدوات والتطبيقات الحديثة المستخدمة لتسهيل وضبط عملية الترقيم.
عمّل عبد الوهاب، على نموذج عملي مباشر هو “تراقيم” المكتوب بخط الثلث الجلي، وأوضح كيفية استخراج النماذج الهندسية المعتمدة في عمل المصممين المحترفين. واستعرض الأشكال والإمكانات اللامحدودة التي توفرها التطبيقات الرقمية الحديثة، سواء لتعديل أو تجويد العمل. إضافةً للألوان التي يمكن أن تُضاف على العناصر الزخرفية التي تمنح العمل بعداً جمالياً مميزاً.
وأكد عبد الوهاب في ختام الورشة، أن هذه التقنيات الرقمية مهما بلغت جودتها إلا أنها لا يُمكن أن تنافس اللمسة الخاصة للخطاط أو الفنان وروحه بقدر ما تكون عاملاً مساعداً في اختصار وقت العمل والجهد المبذول، وأن قيمتها الفنية الأصيلة تعود لموهبة وتقنيات الخطاط في رسم الحروف واتقانه للأقلام الستة المعروفة. بالتالي فإن التكنولوجيا لا يمكن أن تحل أبداً بدلاً من اليد الماهرة والروح الإبداعية.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاده.. سعد عبد الوهاب الفنان الذي اختار الفن بشروطه وترك بصمة خالدة (تقرير)
تحل اليوم، الإثنين 16 يونيو، ذكرى ميلاد الفنان الراحل سعد عبد الوهاب، الذي وُلد عام 1926، ورحل عن عالمنا في 23 نوفمبر 2004، عن عمر ناهز 78 عامًا، تاركًا خلفه مشوارًا فنيًا اختلط فيه الحياء بالموهبة، والالتزام بالإبداع.
نشأ سعد عبد الوهاب في كنف أسرة فنية، وكان عمه الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، ومع ذلك سلك طريقًا مختلفًا في بدايته، فتخرج من كلية الزراعة بجامعة القاهرة عام 1949، ثم عمل مذيعًا في الإذاعة المصرية لمدة خمس سنوات، قبل أن يقرر دخول عالم الفن بشروط وضعها لنفسه.
كان يرى في البداية أن “الفن حرام”، حتى أقنعه الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر آنذاك، بأن الفن يمكن أن يكون رسالة راقية. عندها قرر أن يخوض التجربة، بشرط ألا يُقدّم مشاهد قبلات في أفلامه، أو يؤدي أغانٍ تثير الغرائز، بل اختار طريقًا نقيًا يليق بقيمه الشخصية.
مقارنة دائمة مع العم.. وردّ هادئ
طوال مسيرته، طاردته مقارنات بعمّه محمد عبد الوهاب، واتُّهِم بأنه مجرد نسخة منه، لكنه دافع عن نفسه قائلًا: “القرابة من عمي لم تأخذ مني، بل أعطتني الكثير، لم أكن تلميذًا أمامه، لكني تعلمت منه احترام الكلمة واللحن".
وبرر قلة إنتاجه الفني بدقته الشديدة، وحرصه على الجودة في كل ما يُقدّم، إلى جانب طبيعة شخصية حذرة، كانت ترفض المصافحة بالقبل، وتُفضل الطعام المعد بالبيت.
صوت مميز و7 أفلام
قدّم سعد عبد الوهاب أكثر من 200 أغنية، منها: “الدنيا ريشة في هوا”، “القلب القاسي”، “من خطوة لخطوة”، “جنة أحلامي”، “على فين وخداني عنيك”. كما خاض تجربة التمثيل في 7 أفلام فقط، أبرزها “العيش والملح”، “أماني العمر”، “علموني الحب”، وهي أفلام عكست هويته الهادئة وأسلوبه الرصين.
20 عامًا بعيدًا عن الأضواء.. وصوت يُخلّد في النشيد الوطني
بعد سنوات من العمل الفني، اختار سعد عبد الوهاب أن يبتعد عن الساحة الفنية، وانتقل إلى الإمارات، حيث عمل مستشارًا للأغنية الوطنية في إذاعة دبي، وهناك وضع ولحن النشيد الوطني الإماراتي وغنّاه بصوته لأول مرة.
كما تنقل بين عدة دول خليجية، منها السعودية، الكويت، والبحرين، حتى استقر في الإمارات حتى وفاته.
فنان التزم فتميز
رغم أن إنتاجه كان محدودًا مقارنة بعمه، فإن سعد عبد الوهاب ظل فنانًا له بصمته الخاصة، وفنّه لم يكن صاخبًا، بل هادئًا، نقيًا، يشبهه تمامًا.
وفي ذكرى ميلاده، يبقى اسمه حاضرًا في ذاكرة كل من أحب الفن الراقي، والموقف الأصيل.