لجريدة عمان:
2025-05-20@04:50:27 GMT

دخل المواطنة بين إيطاليا والأحزاب

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

ما زالت الحكومات عالميا تمارس دورها في محاولة امتصاص صدمة الأوضاع الاقتصادية العامة سعيا لضمانات مستقبل أفضل، وما زال الشباب هم ميدان أوراق الضغط متى ما قدّرت الحكومات ترشيد الإنفاق أو دفع ضرائب انهيار الاقتصاد أو ضعفه، ولا بدّ هنا من تدخلات سياسية اجتماعية لصنع مبررات تبدو في ظاهرها نبيلة للعموم درءا لأي احتجاج أو امتصاصا لأي غضب شعبي محتمل.

إحدى أوراق الضغط الاقتصادي الاجتماعي ما أعلنت عنه حكومة إيطاليا في مايو الماضي إذ تقرر إلغاء دخل المواطنة، وهو شكل من أشكال الدعم الاقتصادي للأسر والأفراد في إيطاليا، دخل المواطنة هو الإجراء الأكثر أهمية بالنسبة للإيطاليين خصوصا العائلات الفقيرة، وهو الدعم الذي اقترحته «حركة 5 نجوم» خلال الحملة الانتخابية لعام 2018، وبدأ فعليا في 2019، وكما جاء في العقد الحكومي «فإن مبلغ دخل المواطنة هو 780 يورو للشخص الواحد» بشرط أن لا يكون الشخص عاملا أو أن يكون دخله الشهري أقل من هذا المبلغ بحيث يكون هذا الدخل هو الحد الأدنى لمعيشة الفرد في إيطاليا، ويزيد هذا المبلغ إن تضمنت الأسرة أشخاصا غير عاملين، أو أطفالا بحاجة إلى رعاية، أو أفرادا من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وفقا لموقع ميديا بارت الفرنسي فإن الرسائل النصية التي بعثها المعهد الوطني للرعاية الاجتماعية أخبرت الأسر أنها لن تحصل بعد الآن على «دخل المواطنة» وسيبقى الدعم لمن يتمكنون من إثبات «حالة ضائقة اجتماعية قوية» وحتى هؤلاء سيحصلون على تمديد استثنائي حتى نهاية العام فقط، في حين أن 88 ألف عائلة مكونة من أفراد يعدّون «قادرين على العمل» لن يتمكنوا من تلقي هذه المساعدة بعد الآن، والنتيجة أن دخل المواطنة سيتوقف نهائيا في يناير 2024، وسيُستبدل «ببدل التضمين» الذي سيكون الحصول عليه أكثر صعوبة، ولن يشمل الأشخاص الذين يعدّون «قابلين للتوظيف، ويرى الموقع أن هذا الإجراء يشبه ما جرى تنفيذه في فرنسا، من أجل ممارسة ضغط إضافي على الفئات الأكثر هشاشة لإجبارهم على قبول الوظائف التي يوفرها السوق مهما كانت ظروفهم ومهما كانت الوظائف.

لم تصمت المعارضة الإيطالية طبعا عن الاعتراض على هذا القرار الذي وجدته حربا على الفقراء، وكانت في أقوى أشكالها من قبل حزب «إم 5 إس» الذي ندّد زعيمه جوزيبي كونتي -الذي كان رئيس الوزراء الذي قدم برنامج دخل المواطنة- بشدة بإجراءات الحكومة. وشدد كونتي على أن «قرار قطع الدعم عن الجزء الأكثر فقرا من السكان بين عشية وضحاها يثير كارثة معلنة» قبل أن يثير «حربا على الفقراء بدلا من الفقر الذي يسبب أيضا ضررا لاقتصاد البلاد».

في حين يرى حزب الرابطة المشارك في الائتلاف الحاكم على لسان رئيسه ماتيو سالفيني إن «كل من لا يستطيع العمل يجب أن يستمر في الحصول على المساعدة، ولكن من يبلغ من العمر 30 عاما وليس لديه معاقون أو قاصرون معالون ويرفض العمل؛ فمن الصواب ألا يدعمه دافعو الضرائب الإيطاليون».

وبين هؤلاء وأولئك والمستفيدين من دخل المواطنة، أو بين المخادعين الكسالى أو الفقراء المحتاجين فإن الهدف المعلن من هذا الإجراء هو توفير 3 من أصل 8 مليارات يورو يكفلها دخل المواطنة للدولة، وليس لمحاربة أزمة الاتكالية والخمول كما بررت بعض الأحزاب، وإلا لكان الأولى هو العمل على اقتراح برنامج لخلق البدائل الوظيفية الإلزامية للقادرين على العمل دون إعلان وقف البرنامج الداعم.

مع كل ما نتابعه لا في إيطاليا وحسب، بل في مختلف دول العالم من إجراءات تقليص الإنفاق وترشيد الاستهلاك- سعيا لتوفير ضمانات اقتصادية واجتماعية مستقبلية أفضل للشعوب- فإن المؤمل في هذا السياق هو وضع الإنسان محورا رئيسا لكل ذلك، دون قتل إنتاجيته بأشكال من الدعم تسلمه للدعة والكسل، ولا قتل روحه ووأد طموحه بالتضييق في الحصول على تعليم يضمن له وعيا نقديا ومعرفة تخصصية، أو وظيفة تشعره بالأمان الاقتصادي والتقدير الاجتماعي كما ينبغي له، وهذه هي المواطنة الحقة وفقا لخطط رئيسة تدعي مصلحة مواطنيها، ويجدر بها اعتماد إنسانها في التطوير، شريكا في التنمية شريكا في المسؤولية، دون أن اقتصار وتقييد مشاركته ومساهمته في المغرم دون المغنم.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

«الإمارات للدراجات» يواصل التألق في طواف إيطاليا

أبوظبي (الاتحاد)
أحرز الإسباني خوان أيوسو فوزاً لافتاً في المرحلة السابعة من طواف إيطاليا، التي امتدت لمسافة جبلية قدرها 168 كيلومتراً من كاستل دي سانجرو إلى تالياكوزو، حيث شنّ هجوماً قوياً في آخر 400 متر، متقدّماً على منافسيه ليعبر خط النهاية وحيداً، مُحققاً أول انتصار لفريق الإمارات-XRG في هذه النسخة من السباق.
وواصل زميله ايزيك ديل تورو تألقه اللافت، ليحلّ ثانياً، مُسجّلاً يوماً من الهيمنة لفريق الإمارات-XRG، فيما جاء إيجان بيرنال (فريق إنيوس جريناديرز) في المركز الثالث، وتبعه بريموش روجليتش (ريد بُل بورا هانسجروه) رابعاً، حيث انتزع صدارة الترتيب العام، مرتدياً القميص الوردي «ماجليا روزا»، بعد تراجع المتصدر السابق مادس بيدرسن في الكيلومترات الأخيرة من السباق.
وبهذا الفوز، ارتقى أيوسو إلى المركز الثاني في الترتيب العام، بفارق أربع ثوانٍ فقط عن المتصدر روجليتش، مُعززاً مكانته كمُرشّح بارز للفوز بلقب جيرو، أما نتيجة ديل تورو، فقد أكدت سمعته كواحد من ألمع المواهب الصاعدة في الساحة العالمية.
وقد شهدت المرحلة مواجهة أولى بين أبرز المرشحين للفوز، حيث أظهر أيوسو قدراته في الانطلاق على المرتفعات وبراعته في التعامل مع المنعطفات الحاسمة، في حين تصدّر فريق الإمارات-XRG الترتيب العام للفرق، فيما ارتدى أيوسو القميص الأبيض لأفضل درّاج شاب في السباق.
وقال خوان أيوسو: «هذه هي رابع مشاركة لي في أحد الطوافات الكبرى، وفي مشاركاتي السابقة في طواف فويلتا إسبانيا كنت قريباً جداً من تحقيق الفوز، لكنني لم أنجح، ولذلك فإن الفوز، في أول ظهور لي في جيرو دي إيطاليا، يُعدّ لحظة خاصة جداً بالنسبة لي، ولن أنساها ما حييت».
أضاف: «كنت أعلم أن لديّ هجوماً واحداً فقط، ولا يمكنني تكراره مرتين أو ثلاثاً، في مثل هذه النهائيات المليئة بالمفاجآت، لديك رصاصة واحدة فقط، لذا تركتُ الآخرين يبدأون الهجوم قبلي، وعندما رأيتُ اللحظة المناسبة، انطلقتُ بكل ما أملك من قوة حتى خط النهاية».

أخبار ذات صلة «الإمارات للدراجات» حديث العالم في «طواف إيطاليا» الحكم على دراج أستراليا في قضية وفاة زوجته!


نتائج المرحلة السابعة
1- خوان أيوسو (فريق الإمارات-XRG) - 4:20:2
2- ايزيك ديل تورو (فريق الإمارات-XRG) +4 ثوانٍ
3- إيجان بيرنال (فريق إنيوس جريناديرز)

مقالات مشابهة

  • المواطنة والتعليم في فلسفة رولز جديد المركز القومي للترجمة
  • عاجل .. الجيش السوداني وقوات العمل الخاص تنتشر داخل “الصالحة” في أم درمان وانتهاء مخاوف التدوين”فيديو”
  • ملتقي اتحاد شباب المصريين بالخارج: 10 سنوات من الدعم.. الرئيس السيسي يحقق إنجازات مهمة في تمكين الشباب
  • ملتقى اتحاد شباب المصريين بالخارج ببورسعيد: 10 سنوات من الدعم.. الرئيس السيسي يحقق إنجازات مهمة في تمكين الشباب
  • مقتل امرأة برصاص قناص حوثي في لحج
  • «الإمارات للدراجات» يواصل التألق في طواف إيطاليا
  • إيطاليا لإسرائيل: كفاكم قصفا لغزة لم نعد نحتمل
  • إيطاليا لإسرائيل: كفى لعمليات القصف في غزة
  • الهويات الفرعية وحل الدولتين ومحنة الدولة العربية
  • باسل رحمي: جهاز تنمية المشروعات يحرص على إعداد جيل واعد من صغار رواد الأعمال وتشجيع المبتكرين منهم